لغتنا العربية.. لغة العلوم والتقنية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أليست نفساً؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          العظيم العاقل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حر الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          القرآن يا أمة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          بيـن التوفيق والخذلان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الشيطان خذول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كيف نفهم الأثر: اعتزل ما مايؤذيك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الحث على تعاهد القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          سوانح تدبرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1451 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4858 - عددالزوار : 1811583 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-05-2025, 10:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,176
الدولة : Egypt
افتراضي لغتنا العربية.. لغة العلوم والتقنية

لغتنا العربية.. لغة العلوم والتقنية



فداء ياسر الجندي


نعم هي كذلك، هي لغة العلوم والتقنية، ولا نقول ذلك تعصبا وانتصارا، وإن كنا لا نُخفي اعتزازنا بلغتنا وحبنا لها، ولكن نقوله تقريرا لحقيقة لا نشك فيها، ولدينا الأدلة القاطعة عليها، وهي أدلة تنطلق من ثلاثة محاور:

الأول هو خصائص لغتنا ومزاياها الفريدة، والثاني هو مسيرتها التاريخية كلغة للعلم والعلوم، والثالث هو حاضرها الذي نعيشه اليوم، والذي نزعم أنها أثبتت فيه قدرتها على أن تصلح لتكون لغة علم في حاضرها كما كانت في ماضيها.

أما مزاياها الفريدة وما تتمتع به من غنى في الألفاظ وقدرة على توليد المصطلحات والمفردات الجديدة، فأمر تضيق المقالات عن شرحه، ونكتفي بأطراف مختصرة منه في هذا المقال، على أن نتناول المحورين الآخرين، في مقالات قادمة إن شاء الله.

الاشتقاق ثروة لا تنضب
من أهم خصائص لغتنا ومزاياها الفريدة، تلك القابلية الهائلة على توليد الألفاظ الجديدة بالاشتقاق، وهي مزية قد توجد في بعض اللغات الأخرى، ولا سيما السامية، ولكنها في لغتنا لها ثلاث خصائص فريدة لا توجد في غيرها:

الخصيصة الأولى: أن عدد الاشتقاقات التي يمكن توليدها من جذر واحد لا يماثله عددها في أية لغة أخرى، وهذا يعطي اللغة العربية غنى هائلاً في الألفاظ، فقد أحصى العلماء مثلاً للجذر (كتب) ما يقارب ثلاثين مشتقاً، ويكفي مقارنة ذلك بمشتقات كلمة (Write) الإنجليزية التي هي أقل من عشرة مشتقات، لنعلم أهمية هذه الميزة.

والخصيصة الثانية للاشتقاق في لغتنا، قرينة للخصيصة الأولى ومكملة لها، وكلاهما معا يعطيان اللغة مرونة لا تقارن بغيرها، تلك هي: أوزان ومعاني المشتقات، ذلك لأن كل اشتقاق له وزن، وكل وزن يدل على معنى معين، فمثلا، وزن "مَفعَل" يدل على اسم مكان، مثل متحف، مرسم، مخبز، وأوزان مثل "مِفعَلة، فاعول" تدل على اسم آلة، مثل "مكنسة، طاحون"، وهكذا. أما اللغات الأخرى "فلم تبلغ مبلغها في ضبط المشتقات بالموازين، التي تسري على جميع أجزائها، وتوفق أحسن التوفيق المستطاع بين مبانيها ومعانيها"، كما يقول عباس محمود العقاد في كتابه "اللغة الشاعرة".

والخصيصة الثالثة للاشتقاق: أنها "تجعل من اللغة جسماً حياً تتوالد أجزاؤه ويتصل بعضها ببعض بأواصر واضحة، تغني عن عدد ضخم من الكلمات المفككة المنعزلة"، كما يقول الدكتور حيدر نعمة في بحث بعنوان "ظاهرة الاشتقاق".

فمثلاً، في اللغة العربية هناك صلة في المعنى والمبنى بين كلمتي "كتاب" و"مكتبة" وبين الجذر "كتب"، أما في الإنجليزية، فلا صلة بين الجذر write وبين كلمة book بمعنى كتاب وكلمة library بمعنى مكتبة.

"
من خصائص هذه اللغة العظيمة، أن الكلمة تحتفظ بدلالتها المجازية ودلالتها العلمية الواقعية في وقت واحد، بغير لبس بين التعبيرين
"
المجاز وأثره في توليد الكلمات
ومن خصائص هذه اللغة العظيمة، أن الكلمة تحتفظ بدلالتها المجازية، ودلالتها العلمية الواقعية في وقت واحد، بغير لبس بين التعبيرين، فعندما نقول في الطب مثلاً: "فلان مريض بالتهاب اللوزتين"، يفهم السامع المجاز المقصود بمصطلح "التهاب"، فهو ليس الالتهاب الناتج عن حريق، ولا تفقد الكلمة معناها الأصلي، لأننا يمكن أن نقول أيضاً: "إن التهاب هذا الموقد لا يكفي لإنضاج الطعام"، فيفهم السامع العربي بسليقته أن الالتهاب هنا هو المعنى الأصلي لا المجازي، وهذا يعطي اللغة ثراء هائلا في التعابير، وقدرة على استخدام ألفاظ موجودة في اللغة، في التعبير عن كلمات جديدة طارئة لم تكن معروفة، مع بقاء المعنى الأصلي مستخدماً.

لغتنا تتطور ولكن لا تتغير
إن هذه الخصائص المدهشة للغتنا العظيمة، وغيرها مما يضيق المقام عن ذكره، قد وهبت لغتنا مرونة فريدة عجيبة، مع المحافظة على أصولها، فهي لغة تتطور ولكن لا تتغير، وكمثال بسيط، دعونا نقرأ النص القصير التالي: "أقلعت الطائرة بنا من مدرج مطار دبي، في رحلة إلى دمشق، وكانت لدينا تذاكر رقمية، وفرت علينا كثيرا من الانتظار، وقد بثت شركة الطيران عرضاً يشرح قواعد السلامة، وضرورة إغلاق هواتفنا النقالة، وحواسيبنا. وقد حطت بنا الطائرة في مطار دمشق بعد ثلاث ساعات، وكان هبوطا مريحاً".

لا يشك أحد في أن جميع كلمات هذا النص القصير، عربية أصيلة، جذورها موجودة في معاجم اللغة، غير أن المتأمل فيها يرى أن أكثر من ربعها هي كلمات لها معان جديدة لم تكن معروفة، وهي: "طائرة، مطار، مدرج، تذاكر، بثت، عرض، رقمية، هواتف، شركة، حواسيب، حطت، هبوط"، وهذه مرونة وقدرة على توليد الألفاظ مع المحافظة على اللغة عبر الأجيال، لا تعرفها أية لغة أخرى في العالم، لذلك تمكنت اللغة العربية من أن تكون بحق لغة العلوم والتقنية، في ماضيها الزاهر، وواقعها الحاضر، كما سنبين في المقالات القادمة بعون الله.

________________
* كاتب وباحث ومترجم سوري في تقنية المعلومات







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-05-2025, 10:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,176
الدولة : Egypt
افتراضي رد: لغتنا العربية.. لغة العلوم والتقنية

لغتنا العربية.. لغة العلوم والتقنية (2)



فداء ياسر الجندي





استعرضنا في المقال الماضي بإيجاز بعضاً من الميزات الفريد للغتنا العربية، والتي تجعلها أهلا بحق لأن تكون لغة العلوم والتقنية، ونتناول في هذا المقال، كما وعدنا قراءنا الكرام، المسيرة التاريخية للغتنا العربية بوصفها لغة للعلم والعلماء، فنقول بعد التوكل على الله:

إن تلك المسيرة كانت مسيرة مظفرة فريدة لا تكاد تعرف نظيرها لغة أخرى، فقد نشأت العربية في الصحراء، في مجتمع لا يكاد يعرف أهله من حضارة زمانهم إلا اليسير، وكانوا يعيشون حالة تخلف كبير عن الأمم القائمة آنذاك، مثل الفارسية والرومية، ولم نكن نجد في تراثهم شيئا يذكر ذا صلة بالعلم والعلوم، وكان كل ما وصلنا من محصولهم الفكري هو شعرهم، الذي يدور حول الحب والغزل، والبكاء على الأطلال، ووصف الناقة والفرس والسيف، والفخر والمديح والهجاء، وغير ذلك من الأغراض المعروفة للشعر الجاهلي.

الثورة اللغوية التاريخية:
فلما أشرقت الجزيرة العربية بنور الإسلام، ونزل كتاب الله بلسان عربي مبين، بدا واضحاً أن عناية الله تعالى قد أحاطت بهذه اللغة وجعلتها أهلا لتكون لغة كتابه المعجز، كما أن نزول القرآن الكريم باللغة العربية "منح اللفظ العربي امتداداً في المدلول، عندما عبر بألفاظ كان العرب يعرفونها عن معان جديدة لم يكونوا يعرفونها، فأحدث ثورة لغوية لم تشهدها لغة من لغات البشر على امتداد التاريخ"، كما يقول الدكتور عبد الصبور شاهين في كتابه النفيس "العربية لغة العلوم والتقنية"، (وقد استعرت اسم هذا الكتاب عنوانا لهذه السلسلة من المقالات).

ويضيف الدكتور شاهين "إن القرآن حين وسع الدلالة اللفظية، منح ألفاظ اللغة مرونة هائلة وصلاحية باهرة للتعبير عن مختلف المعاني الطارئة في حياة الناس، لقد فك الألفاظ من إسارها وأطلقها من عقالها وقال لها: انطلقي في هذه الدنيا فعبري عن كل ما تصادفين من واقع أو إبداع حضاري، وبذلك اتسعت العربية لكل مستحدث في العلم، أو مستنبط من الفكر".

ليس هذا كلاما نظريا، لأن كل ما واجهته العربية في تاريخها منذ نزول القرآن إلى يومنا هذا يصدقه ويثبته، فها هي اللغة العربية قد استوعبت بشكل عجيب مدهش كل مصطلحات المحصول الفكري الهائل للدين الإسلامي، الذي تفرع عن أصليه الأساسيين القرآن الكريم والسنة الشريفة عشرات العلوم الجديدة، كالفقه والفرائض والأصول ومصطلح الحديث وغيرها كثير، فنجحت لغتنا بتوفير عشرات الآلاف من المصطلحات الجديدة عن طريق الاشتقاق والتوليد والنحت والمجاز، وغير ذلك من الوسائل التي ليس هذا مجال التفصيل فيها.

"90% من أسماء الكواكب والنجوم المعروفة اليوم قد تمت تسميتها بأسماء عربية بواسطة الفلكيين العرب"
ثورة المصطلحات العلمية العربية:
حتى إذا انساح الفاتحون المسلمون في الأرض، ووقعوا على كنوز العلوم القديمة، من فارسية وهندية ويونانية ورومانية، نشأت حركة ترجمة غير مسبوقة، ابتداء من القرن الثاني للهجرة، وكان ذلك امتحانا جديدا للغة الصحراء، فما خذلت تلك اللغة أهلها.

المترجمون العرب، وكثير منهم كان عالما في مجاله، مثل ابن سينا والرازي وحنين بن عباد وغيرهم كثير كثير، تمكنوا بفضل مرونة اللغة العربية وخصائصها الذاتية، وبفضل علمهم الغزير وعبقريتهم وحبهم للغتهم العظيمة، من ترجمة التراث العلمي السابق على عصرهم، وتوليد الآلاف المؤلفة من المصطلحات العلمية الجديدة باللغة العربية، وكثير منها ما زال مستعملا حتى اليوم.

وقد استخرج الدكتور عبد الصبور شاهين معجما كاملا لأمراض العين وأوصاف أجزائها من كتاب القانون لابن سينا، علما بأن 90% من أسماء الكواكب والنجوم المعروفة اليوم قد تمت تسميتها بأسماء عربية بواسطة الفلكيين العرب، ولو أردنا ضرب الأمثلة لما وسعتنا الكتب والمجلدات.

العربية لغة العلم العالمية:
وما لبثت اللغة العربية أن أصبحت هي لغة العلم والعلوم على امتداد العالم، وأصبح على من يريد تعلم الطب والهندسة في أوروبا وفي أي بقعة من العالم، أن يقصد بغداد أو قرطبة ليتعلم العربية أولا، فإن أتقنها ونجح في امتحان الكفاءة فيها (بما يشبه اليوم امتحان التوفل للغة الإنجليزية)، باشر تعلم ما يريد من علوم الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء والفلك وغيرها.

وبقيت العربية هي لغة العلم الأولى في العالم لقرون عديدة، إلى أن بدأت شمس حضارتنا تغرب في القرون الوسطى، بعد سقوط الأندلس، لتشرق في أوروبا.

وكان أول ما قامت به أوروبا في فجر نهضتها أواخر القرون الوسطى أن شرعت بترجمة التراث العلمي العربي من العربية إلى اللاتينية التي كانت سائدة آنذاك، وأصبح الهم الأول للجامعات والمعاهد الأجنبية في عصر نهضتهم (الذي كان للأسف عصر انحطاط لنا) الحصول على المخطوطات العلمية العربية لترجمتها، وما زالت مئات الآلاف من تلك المخطوطات موجودة في مكتباتهم حتى يوما هذا، وفيها من الكنوز ما لا يعلمه إلا الله.

تلك كانت لمحة خاطفة عن مسيرة اللغة العربية التاريخية، وتألقها وتميزها كلغة للعلم، نجحت باقتدار في أن تكون لغة العالم العلمية الأولى على مدى يقارب عشرة قرون من الزمان.

وماذا بعد؟
هذا عن ماضي لغتنا فماذا عن حاضرها؟ وهل لا تزال قادرة على أن تكون لغة علم وتقنية كما كانت في الماضي، أم أنه لا سبيل لأمة العرب إلى النهوض العلمي ما لم يتعلموا العلم بلغات أجنبية؟ سنجيب عن هذا السؤال وغيره مما يتعلق بحاضر العربية كلغة علم في المقال القادم إن شاء الله.

________________
* كاتب وباحث ومترجم سوري في تقنية المعلومات







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.97 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]