
26-09-2025, 04:59 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,561
الدولة :
|
|
باختصار – دعوتنا .. دعوة علميَّة
باختصار – دعوتنا .. دعوة علميَّة
من أعظم ما تميزت به دعوة أهل السُّنَّة والجماعة، أنها دعوة علمية راسخة، تقوم على الدليل والبرهان، وتنطلق من مشكاة الوحي؛ كتاب الله -تعالى- وسُنَّة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، بفهم السلف الصالح -رحمهم الله-؛، فهي ليست دعوة عاطفة هوجاء، ولا نزوة ذوقية أو هوى متقلّب، وإنما هي دعوة مؤصَّلة بالعلم المحقق وذلك كما أمر الله -تعالى- نبيه بقوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} (محمد: 19). فالمنهج فيها العلم قبل القول، والبصيرة قبل العمل؛ إذ بالعلم تُوزن المعتقدات، وتُصحَّح العبادات، وتُهذَّب الأخلاق والسلوك، وهو الحصن الحصين الذي يحفظ من الانحرافات، والسور الذي يحمي من البدع والضلالات، والنور الذي يكشف طريق الحقّ. ولأنها دعوة علميَّة نقيَّة، فقد سلمت من آفة تقديس الأشخاص أو رفعهم فوق النصوص؛ بل جعلت المرجعية للوحي وحده، وكفى بقول الإمام مالك -رحمه الله- سراجًا في ذلك: «كلٌّ يؤخذ من قوله ويُرد، إلا صاحب هذا القبر»، وأشار إلى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهكذا بقيت الدعوة محفوظة بميزان العلم؛ منضبطةً بضوابط الشرع، بعيدةً عن الغلو والجفاء. وكان لهذا الأصل العظيم ثمرات إيجابية في واقع الدعوة وحَمَلَتها، من أهم تلك الثمار:
- تحقيق التوحيد الخالص: إذ لا تعرف حقيقة العبودية لله، ولا تُنقَّى من شوائب الشرك إلا بالعلم الصحيح، قال -تعالى-: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}.
- حماية الأمَّة من البدع والخرافات: فالعلم يُميّز حدود الشرع، فلا يزاد في الدين ما ليس منه، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».
- تحقيق الاتباع الكامل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: فلا طريق إلى الاقتداء بسنته - صلى الله عليه وسلم - إلا بالعلم، قال - صلى الله عليه وسلم -: «تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسُنّتي».
- إرساء الوسطية والاعتدال: فبالعلم يوضع كل أمر في موضعه الحق، ويُعصم المرء من الغلوّ والتفريط، قال -تعالى-: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}.
- تكوين الشخصية المؤمنة الواعية: فالعلم يبني عقل المسلم على البصيرة والفهم؛ فيسير خلف الدليل، لا وراء الأهواء، قال -تعالى-: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}.
- تحقيق الأمن والاستقرار: فالعلم الشرعي يربّي المرء على طاعة الله ورسوله، وصيانة الحقوق، وحفظ الدماء والأموال، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في خطبة الوداع: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام».
ولم يكن هذا الأصل عند أهل السُنَّة والجماعة تنظيرًا مجرّدًا، بل واقعًا مشهودًا، وامتدادًا عمليا لهدي الوحي، واقتداءً بسير السلف الصالح -رضوان الله عليهم-، الذين ما عرفوا إلا العلم والعمل معًا؛ فهي دعوة تنطلق على نور وبصيرة، وتسير بخطى ثابتة على منهاج النبوة، كما قال الله -تعالى-: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الأنعام:155)، فلتبقَ هذه البصيرة العلميّة الراشدة مِشعلاً يتوارثه الدعاة وينير دربهم، ورايةً بيضاء نقية، تهدي الأمَّة إلى ربّها، وتضيء للأمة طريق الهداية والنور.
اعداد: وائل رمضان
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|