رمضان في عيون العلماء والدعاة مدرسة إيمانية وتربوية وسلوكية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دور الأنشطة المدرسية في تطوير الطالب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الإيثار في الاقتصاد الإسلامي: كيف يخلق المنافع الاقتصادية والاجتماعية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 2 )           »          عقد الثقة المفقود .. كيف نصنع توازنًا جديدًا في مجتمع الشكوك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          صدور الترجمة العربية لـ “قانون الفقه الإسلامي .. نظرية الشافعي في سياقها الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كيف يعيد “السباق إلى الجنة” كتابة تاريخ الحروب الصليبية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كتاب “أخبار النساء” .. إحياء نادر لتراث المرأة في الأدب العربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          جمع القرآن الكريم: قصة توحيد الأمة على مصحف واحد في عهد عثمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          “وترى الجبال تحسبها جامدة” (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          اعتبار المآلات ومراعاة حال الزمان وأهله قبل إعمال النص الشرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          منع الصلاة في المدارس في ميزان الشريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-09-2025, 04:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,607
الدولة : Egypt
افتراضي رمضان في عيون العلماء والدعاة مدرسة إيمانية وتربوية وسلوكية

رمضان في عيون العلماء والدعاة مدرسة إيمانية وتربوية وسلوكية (1)


الحمود:العزم على التوبة
التركماني:إقامة العبودية لله
الداودي:حماية الشعائر من الإنحراف

شهر رمضان المبارك، مدرسة متواصلة ومستمرة لتربية الأجيال وتهذيبهم، وصقل نفوسهم، وتزويدهم بشحنات إيمانية، لذا نحاول من خلال هذا التحقيق استطلاع آراء العلماء الربانيين والدعاة العاملين حول معاني هذا الشهر الكريم؛ لأن ذلك مما يعين المسلم على أداء عبادته؛ حيث تنشط همته، وتسمو غايته.
استشعار نعمة الله
في البداية قال الشيخ محمد الحمود النجدي -رئيس اللجنة العلمية بجمعية إحياء التراث الإسلامي-: إن من المعاني المهمة لشهر رمضان استشعار نعمة الله -تبارك وتعالى- علينا، بقدوم هذا الموسم المبارك ونحن على قيد الحياة، فرمضان شهرٌ تفتح فيه أبواب الجنة والخيرات والبركات، وتغلق فيه أبواب النار والعقوبات، وتسلسل فيه الشياطين ومردة الجن، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُبشّر أصحابه بقدوم رمضان فيقول: «قد جاءكم شهرُ رمضان ، شهرٌ مبارك، كَتبَ اللهُ عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق فيه أبوابُ الجحيم، وتغلُّ فيه فيه الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، منْ حُرم خيرَها فقد حرم».
ضرورة العزم على التوبة
كذلك من معاني رمضان ضرورة العزم على التوبة من جميع الذنوب والخطايا فهو شهر التوبة والمغفرة والرحمة، فأبواب الجنان مفتوحة، وأبواب الجحيم مغلقة، والشياطين مقيدة، فمن لم يتبْ في رمضان فمتى يتوب؟! ومن لم يطلب رضا الله -تعالى- فيه فمتى يطلبه؟! فعن مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أتاني جبريلُ فقال: يا محمد، منْ أدرك رمضان فلم يُغفر له، فأبعدَه الله، فقلتُ: آمين». رواه ابن حبان وغيره.
إخلاصُ العمل لله عز وجل
ومن أهم المعاني كذلك إخلاصُ العمل لله -عز وجل- واحتساب الأجر من الله تعالى، في الصيام والقيام وقراءة القرآن، وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ولاسيما، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «منْ صامَ رمضان إيمانا واحتسابًا، غُفر له ما تقدّم من ذنبه»، وقال : «منْ قامَ رمضانَ إيمانا واحتسابا، غُفرَ له ما تقدّم من ذنبه» متفق عليهما.
ميدان للمنافسة على الخيرات
أخيرًا فإن رمضان ميدان المنافسة على الخيرات الكثيرة المتنوعة، كالرحمة والمغفرة والدرجات والحسنات وإجابة الدعوات، والعتق من النار، نسأل الله -تعالى- الإعانة فيه على كل خير إنه سميع الدعاء.
إقامة العبودية لله عزَّ وجلَّ
ومن بريطانيا شاركنا الشيخ الدكتور عبد الحق التركماني؛ حيث قال: إن رمضان يعني إقامة العبودية لله -عزَّ وجلَّ- برابع أركان الإسلام الخمسة، وهي الشهادتان، والصلاة والزكاة والصيام والحج، هذه الأركان تمثل ركيزة الشعائر التعبدية، ومباني الإسلام ومقاصده وغاياته الكلية، والعبادة حقٌّ خالص لله -تعالى- على عباده المكلفين من الجنِّ والإنس، يؤديها المؤمنون منهم على الوجوه المتنوعة التي شرعها الله تعالى لهم، فمن العبادات ما يتعلق بالقلب، ومنها ما يتعلق باللسان، ومنها ما يتعلق بالجوارح والأركان.
وللصيام نصيب من هذه الجوانب كلها: ففيه إخلاص القلب وتوجهه إلى الله ومراقبته والصدق معه بالغيب، وفيه اشتغال اللسان بالذكر والدعاء وقراءة القرآن والكف عن قول الزور والفحش والفجور، وفيه تعريض الجسد للجوع والعطش امتثالًا لأمر الله -تعالى- وتواضعًا له وتذللًا بين يديه، وفيه حبس النفس عن الشهوات وتكسير جنوحها وطغيانها.
تجديد الصلة بالله
ومن المعاني المهمة لمن ابتلي بالإقامة في بلاد تغلب عليها المادية والغفلة والانغماس في الشهوات؛ يجد في شهر رمضان مناسبة عظيمة لتجديد الصلة بالله، وتجديد التوبة والإنابة، ومراجعة النفس، ولومها على غفلتها وتفريطها، وينبغي أن يكون هذا خطابًا للنفس وللغير، ففي هذا الشهر الفضيل يتوجه كثير من المسلمين إلى المساجد، ويقبلون على الطاعة، فلابدَّ من تذكيرهم بالغاية التي خلقوا من أجلها: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}(الذاريات: 56)، والمصير الذي هم سائرون إليه: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}(الانشقاق: 6)، فلا بد من أن تعلو الأصوات على المنابر وفي الدروس والمحاضرات بالتذكير بالله وأسمائه وصفاته ووعده ووعيده وحقه على خلقه، وذلك بالكلمة الطيبة، والموعظة الحسنة، والمنهاج النبوي الذي فيه بيان الحق، ورحمة الخلق، واللين والرفق، والتبشير بما وعد الله به عباده من قبول توبتهم وغفران ذنوبهم وتكفير سيئاتهم كلما جددوا الإنابة إليه، والإقبال عليه.
رمضان جزء من كيان الأمة
ولابد أن نستشعر أن رمضان على مرِّ هذه القرون قد صار جزءا من كيان هذه الأمة في ثقافتها وعاداتها وتقاليدها؛ ولأن المسلمون في الغرب يعانون الغربة، ويشعرون بالتهديد في هويتهم وكيانهم، فينزعون إلى التشبث بعوامل التميز والمحافظة على الهوية القومية، وعند ذلك يصبح الارتباط بحقائق الإسلام ارتباطًا بالموروث القومي المكون للهوية المميِّزة؛ فتخفت روح العبودية لله أو تضيع، وتفقد الحقائق الإسلامية الكبرى مضامينها الإيمانية والتعبدية.
ويحدثنا التاريخ أن الأمم عندما تتخلى عن دينها تتحول شعائره إلى ممارسات تقليدية، ويكون البروز الأكبر لهذه الظاهرة فيما له صلة وثيقة بهوية المجتمع، كالصوم والأعياد ومراسيم الزواج ودفن الموتى. وفي إطار هذه المشكلة يتجه كثير من الدعاة والخطباء إلى مخاطبة جمهورهم المسلم من خلال التركيز على الجوانب النفعيَّة المعنوية أو المادية للعبادات، ولاسيما الصيام، مثل الصحة النفسية أو الجسدية، والتدرب على الصبر، والشعور بمعاناة الجوعى والفقراء والمظلومين، وأظن أن لهم في خطابهم هذا نوايا طيبة، لكنه للأسف يؤدي إلى عكس ما يظنونه صنعًا حسنًا؛ فهو يغرس المفهوم النفعي والمادي في النظر للحقائق، حتى الدين والعبادة، وفي هذا تحريف للمفاهيم والمقاصد الكلية للعبادة ولما شرعت له.
أسأل الله -تعالى- أن يبارك علينا وعلى جميع المسلمين هذا الشهر الفضيل، وأن يصلح أحوال المسلمين، ويدفع عنهم الفتن، ما ظهر منها وما بطن. وبالله تعالى التوفيق.
خصوصية الدول الاسكندنافية
ومن السويد شاركنا المدير التنفيذي لوقف الرسالة الإسكندنافي حسين الداودي؛ حيث قال: إن رمضان فيه من الخصوصية في دول الشمال والدول الاسكندنافية خصوصا؛ حيث ساعات الصيام الطويلة التي تكاد تصل في أيسلندا على سبيل المثال إلى أكثر من ٢٢ ساعة، وفي بعض المدن الشمالية في السويد والنرويج تصل ساعات الصيام إلى ٢٤ ساعة - وهذا ليس من باب الفكاهة - نعم في ترومسو الشمس لا تغرب طوال شهر رمضان والصيام على التقدير فالإمساك والإفطار يحصل والشمس مشرقة فلا خصوصية أجمل من هذه.
حماية السنة وأحكامها
ورمضان أيضًا له خصوصية في هذه الأوضاع وذلك لحماية السنة وأحكامها ولا سيما أن جهات معينة تريد الخروج عن السنة وتخرج فتاوى عجيبة وغريبة مثل إقامة صلاة التراويح بعد صلاة المغرب وأيضًا جر الناس لاعتماد الحساب الفلكي بدلاً من الرؤية الشرعية التي لها طعم خاص وتحرك مشاعر المؤمنين نحو فريضة وشعيرة عظيمة من شعائر الإسلام وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته»، فالمسلمون في بلاد الإسلام يجهزون أنفسهم لأداء الشعائر، وهنا نجهز أنفسنا لحماية الشعائر من الانحراف المنهجي والشرعي؛ لأن السنة المطهرة في غربة كبيرة والحفاظ عليها من أوجب الواجبات.
الشرطة السويدية
ولرمضان هذه السنة خصوصية كبيرة وحدث كبير؛ حيث تقوم الشرطة السويدية بتوزيع منشورات تهنئ المسلمين بقدوم شهر رمضان المبارك وأيضا المتاجر السويدية الكبيرة تقدم تخفيضات وتوفر خصوصا التمور والأطعمة الشرقية التي يستهلكها الصائمون وهذه سابقة كبيرة في السويد، وهنا يظهر أيضًا الحاجة إلى كتب ومواد تعريفية تبين مفهوم الصيام وفلسفته لغير المسلمين، وهذا النقص واضح؛ لأن الأقلية المسلمة لا تزال تهتم بنفسها وبأمور المنتجات الحلال ولا تلتفت للمجتمع الذي تعيش فيه والمواطنون الاسكندنافيون يتوقون لمعرفة هذه الخصوصية التي يرون مظاهرها الواضحة في المجتمع.
وقف الرسالة الاسكندنافي
وهناك مؤسسات مثل وقف الرسالة الاسكندنافي الذي هو بحاجة إلى دعم كبير لتأليف هذه المواد وترجمتها لبيان سماحة الدين وبيان هذه الفرائض وأهميتها للإنسان قبل المسلم ولعل الله يهدي بذلك أناسًا إلى الحق وإلى صراط الله المستقيم، فالحاجة كبيرة والمسلمون مطالبون بالمساهمة والتآزر لبيان العقيدة والسنة الصحيحة ومنهج خير القرون السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم، ومن هنا وعبر مجلتكم الموقرة وعبر هذا المنبر الإسلامي العريق والمؤسسة الرائدة نوجه نداء للمسلمين بالمشاركة في دعم التعريف بالإسلام في اسكندنافيا والمساهمة في طباعة الكتب وإقامة الأنشطة التي تجسر الهوة، وتقرب الفهم لدين الله، وتزيل الغبش الحاصل من تصرفات المتطرفين والمنحرفين عن المنهج الحق؛ ولكي نقف صفًا واحدًا ضد الإرهاب الذي يمارس باسم الإسلام والمسلمين.



اعداد: وائل رمضان






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-09-2025, 04:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,607
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان في عيون العلماء والدعاة مدرسة إيمانية وتربوية وسلوكية




رمضان في عيون العلماء والدعاة- مدرسة إيمانية وتربوية وسلوكية (2)


شهر رمضان المبارك، مدرسة متواصلة ومستمرة لتربية الأجيال وتهذيبهم، وصقل نفوسهم، وتزويدهم بشحنات إيمانية، لذا نحاول من خلال هذا التحقيق استطلاع آراء العلماء الربانيين والدعاة العاملين حول معاني هذا الشهر الكريم؛ لأن ذلك مما يعين المسلم على أداء عبادته؛ حيث تنشط همته، وتسمو غايته.
أسعد الشهور
هذا ما عبر به الشيخ وليد سيف النصر؛ حيث قال: إن رمضان بالنسبة له من أسعد الشهور كما هو شأن كل مسلم يسعد بقدومه؛ لما فيه من الخيرات والرحمات، ففيه الروح والراحة والسكينة والاطمئنان والإيمان، وأيضًا سرعة قبول الناس للدعوة واستجابتهم للتذكير والمسارعة إلى الطاعات وعمارة المساجد والقيام والتراويح وتلاوة القرآن والاعتكاف والانقطاع للعبادة والسعي والتسابق في إفطار الصائمين وإطعام الطعام والتآلف والاجتماع، ورؤية من لا يتيسر رؤيتهم إلا في رمضان من أهل العلم وطلابه والصالحين وكذا من ذوي القرابة والصلة والمسارعة من الناس لأعمال البر من عمرة وكثرة ذكر الله -تعالى- وفي ختامه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر إلى غير ذلك؛ مما يثلج قلب المسلم ويقر عينه.
أما أنا شخصيًا فأجد تفرغًا لأمور كثيرة قد لا تتيسر لي طول العام إلا في رمضان، وأجد فيه من البركة في الوقت ما لم أشعر به في غيره وأشق وأصعب شيء على نفسي اللحظات الأخيرة من فراقه والله الموفق لا شريك له.

مواسم الخيرات من النعم العظيمة
ومن البحرين عبر الشيخ فتحي الموصلي، عن مشاعره تجاه شهر رمضان قائلاً: من نعم الله على عباده أن يجعل لهم مواسم للطاعات، وأزمنةً للعبادات، وأسباباً للفلاح والنجاة، تارةً تكون في صورة أداء الواجبات والمستحبات، وتارةً أخرى تكون في صورة ترك المحرمات والمكروهات، والعبد في ذلك كله مطالبٌ بالامتثال والانقياد، والوقوف مع حقائق الإيمان والإحسان، والاجتهاد في تحصيل المقاصد والغايات؛ فالعبودية من أولها إلى آخرها هي محبةٌ بالقلب، وخضوعٌ بالجوارح، وذكرٌ باللسان؛ لهذا كان التفاضل بين العبادات مبنيًا على هذا الأساس .
ورمضان فريضةً عظيمةً من فرائض الإسلام، وطاعة جليلةً من طاعات أهل الإيمان، فهذا الشهر الفضيل الذي أنزل الله -تعالى- فيه القرآن، والذي فيه يحقق العبد منزلة الإحسان بالمبادرة إلى صوم نهاره وقيام ليله وإعمار أوقاته بتلاوة القرآن وذكر الرحمن والإحسان للمساكين والفقراء، والتمرن على تهذيب اللسان، وحفظ الأبدان، والتسابق في بذل الخيرات والتنافس في فعل الطاعات؛ فهذا الشهر هو شهر القرآن، شهر الصبر، شهر المراقبة، شهر الجهاد، شهر الصلاة، شهر الزكاة، شهر التراحم؛ فهو دعوة إلى التنقية ومنطلقٌ للتربية وفرصة للمغفرة.
والمتأمل في منهج القرآن في كتاب الله -تعالى- يلحظ حقيقةً مهمة، وهي أن القرآن بين الحكمة الشرعية والغاية الدينية من تشريع هذه الفريضة، فقال في موضعين، الأول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(البقرة: 183)، والموضع الثاني: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}(البقرة: 185)؛ فالموضع الأول ذكر الله تعالى أن الحكمة من تشريع الصوم هو تحصيل التقوى ، والموضع الثاني عرّف هذا الشهر بأنه شهرٌ أنزل فيه القرآن ، فكأن شهر الصوم لأجل ما فيه من تلاوة القرآن فالعبد يجتهد على تحقيق هاتين الحكمتين ، فيصوم لاستجلاب التقوى ،ثم يتهيأ بهذا الصيام للإقبال على القرآن حتى لا يكون القلب مشغولاً بالصوارف والعوائق والشهوات، فقصد القرآن تلاوةً وتدبراً وعملاً هو من أعظم مصالح تشريع الصيام ومن حكمه وغاياته .
الإحسان ودعوة غير المسلمين
من جانبه قال الشيخ جاسم العيناتي -رئيس لجنة القارة الإفريقية-: إن رمضان هو شهر الخير والبركة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان حينما يدارسه جبريل القرآن، ورمضان يعني ضرورة أن يتوب المسلم من فعل المعاصي والمنكرات، ولاسيما الشرك بالله تعالى، وأن يحفظ لسانه من القيل والقال.
ومن أهم المعاني في شهر رمضان الإحسان إلى الفقراء والمساكين ولاسيما مشاريع إفطار الصائم، وكم من غير المسلمين دخلوا في الإسلام بسبب هذا الإحسان، فإظهار شعائر الصوم وإفطار الصائم وصلاة العيد تزيد الإسلام ثباتا في قلوب المسلمين، وتظهر شعيرة الإسلام، وترغب غير المسلمين للدخول فيه.
فرمضان فرصة عظيمة للمحسنين لإخراج زكاتهم وصدقاتهم وكل ما يحبون أن يفعلوه تقربًا إلى الله، وقد رأينا أثر ذلك على المسلمين في أفريقيا فاللجنة عندنا تخدم 28 دولة إفريقية تستفيد من تبرعات المحسنين وزكواتهم.
تعديل للسلوك
أما الدكتور جاسم الحمدان فقال: إن رمضان فرصة عظيمة لتعديل السلوك؛ السلوك الغذائي، والسلوك العبادي، والسلوك الفكري، وذلك من خلال اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فتعديل السلوك العبادي يأتي من خلال التدريب على المحافظة على الصلوات الخمس، والحرص على الوجود في الصف الأول وحضور تكبيرة الإحرام، كذلك هو فرصة أن يدرب الإنسان نفسه على تلاوة القرآن، والمداومة على ذلك ولو بالقليل، حتى يستمر الإنسان بعد رمضان على هذا النهج، فتربية النفس وإدارتها تحتاج إلى المتابعة والمصابرة ولو كان الأمر قليلا فالقلة تؤدي إلى الكثرة فالسيول ما هي إلا قطرات متفرقة، وكذلك عمل الخير لا يستقله الإنسان ولو كان بسيطًا.
وأما تعديل السلوك الغذائي فحدث ولا حرج عن فوائد الصيام وضرورة أن يُعود الإنسان نفسه على ضبط عاداته ولا سيما في مسألة الطعام والشراب. وأما تعديل السلوك الفكري فشهر رمضان بعكس ما يظنه الناس شهر كسل، لابد أن يُعلم الإنسان نفسه أنه شهر نشاط وجد وعمل.
بيئة مختلفة
ومن البرتغال أرسل إلينا الدكتور عمران محمد -رئيس المجلس الإسلامي البرتغالي- معبرًا عن مشاعره تجاه شهر رمضان قائلاً: رمضان شهر كريم وشهر مبارك، وهو يعد بالنسبة لنا احتفالا كبيرا طوال الشهر؛ حيث نجتمع في المساجد، ونقرأ القرآن، فبيئة شهر رمضان تختلف عن باقي الأشهر، ونشكر الله -تعالى- على أنه بلغنا هذا الشهر والناس تقبل على طاعة الله -عز وجل- وتستجيب للدعوة؛ حيث رقة القلب وانكسار النفس وهذه نعمة من رب العالمين .





اعداد: وائل رمضان





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 0 والزوار 12)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.16 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]