|
|||||||
| ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
الإسلام والذوق العام راعى الإسلام الذوق في جميع الأماكن والأحوال، ولنضرب المثال حتى يتضح المقال، جاء الإسلام بعدم إيذاء الآخرين بالرائحة الخبيثة في أماكن الاجتماعات، بل قد يكون ذلك سببًا لمنعه من الحضور لأماكن الخير والعبادات، قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «من أكل ثومًا أو بصلًا؛ فليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته»، فإذا كان هذا في أكل شيء من المباحات، فكيف بمن آذى الناس بشرب شيء من المحرمات؟ ولذلك كان من الذوق العام عدم التدخين في الأماكن العامة. وكذلك جاء الإسلام بالمحافظة على الذوق في اللباس، فنهى أن تكشف العورات أمام الناس، مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رجل فرأى فخذه خارجة، فقال: «غط فخذك، فإن فخذ الرجل من عورته»؛ ولذلك كان من الذوق العام الذي تتابعت عليه الأجيال، عدم لبس ما تظهر منه عورات النساء والرجال. بمنع رفع الأصوات وأيضًا جاء الإسلام بمنع رفع الأصوات إن كان فيها تشويش على الآخرين، حتى لو كان ذلك في قراءة كتاب رب العالمين؛ فقد اعتكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال: «ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضًا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة»، فإذا كان مراعاة الذوق العام في النهي عن الجهر بالقرآن، فكيف يكون الإيذاء برفع أصوات المعازف والألحان؟! حفظ حقوق الجميع وجاء الإسلام بحفظ حقوق الجميع في الشوارع والطرقات، وسد ذرائع ما قد يقع في الذوق العام من مخالفات، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «إياكم والجلوس في الطرقات!»، قالوا: يا رسول الله، ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، فقال: «فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه»، قالوا: وما حقه؟ قال: «غض البصر، وكفّ الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر»، فغض البصر فيه حفظ للنساء والخصوصيات، وكف الأذى فيه منع للأقوال والأفعال المؤذيات، ورد السلام فيه نشر للمحبة بين الناس والوئام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه الحفاظ على الذوق العام، بالأمر بكل ما يوافق الشريعة والآداب، والنهي عن كل ما قد يفتح للعابثين الباب. ضوابط أماكن الاجتماعات لقد جعل الإسلام ضوابط شرعية في أماكن الاجتماعات، بأن تكون خالية مما يخلّ بالآداب أو يوقع في المحرمات، قال الله -تعالى-: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ} (النساء: 140). رفع إلى عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- قوم شربوا الخمر؛ فأمر بجلدهم، فقيل: فيهم فلان صائم، فقال: ابدؤوا به، أما سمعت الله يقول: {ووَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ}؛ فجعل حاضر المنكر كفاعله؛ ولذلك الجلوس في الأماكن المليئة بما يخالف الشرع والذوق العام خطيرة على دين الإنسان وأخلاقه وسمعته بين الأنام؛ فالحذر الحذر من المقاهي والصالات المجرمة! واحفظ نفسك وأهلك عن هذه المجالس الآثمة. الحياء والاحترام المجتمع الإسلامي ينبغي أن يكون مختلفًا عن سائر المجتمعات، يظهر فيه الحياء والتعاون والاحترام وجميل الصفات، في اللباس والأفعال والكلام والتعامل وآداب الذوق العام، فكم كانت هذه المظاهر الجميلة سببًا في اعتناق الناس الإسلام! فنحن اليوم في مفترق طرق مع الانفتاح للعالم والسياحة وتنظيم الفعاليات الدولية، فإما أن نحافظ على ذوقنا العام فيقابله العالم كله بتقدير واحترام، وإما إذا فرطنا فيه فهل على من أرانا ما نكره من ملام؟ اعداد: المحرر الشرعي
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |