|
|||||||
| ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
فلنحذر من الكذب انتشرت ظاهرة الكذب بين الناس، وكثرت جدا هذه الأيام، ومع زيادة حدة الصراع واحتدامه بين أهل الحق وأهل الباطل، ولاسيما في بعض وسائل الإعلام التي صارت تختلق الأكاذيب، وتستمر في تزييف الحقائق، وتتعمد نشر الأباطيل، مع الاتفاق على الاستمرار في تأكيدها على قنوات فضائية عدة وجرائد ومجلات حتى يصدقها الناس، وينسون أنها كذب مختلق مصنوع. ولا ندري كيف تستبيح بعض وسائل الإعلام الكذب، هل للتكسب من أي طريق كان؟ هل لعدم الخوف من الله تعالى؟ أو للانتصار لرأي معين، أو لنشر مذهب محدد؟ ألا يخاف هؤلاء من الله تعالى؟ ألا يخاف هؤلاء من إسقاط هيبتهم عند اكتشاف كذبهم؟ وكيف لا يخافون من فقدان ثقة الناس بهم؟ ولاسيما وأن الكذب آفة ومسبة وعيب عند جميع الأمم، وفي جميع الدول، وإن كان الكذب خلقاً مذموماً عند جميع الناس، فهو كبيرة في حق من يعمل في الإعلام، ويجعله وسيلة للتكسب، كما في قوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}(سورة الواقعة 82). فمن يكتسب رزقه بالكذب يتشبه بالكافرين الذين كانوا يكذبون ويتهمون الرسول صلى الله عليه وسلم بالسحر وبالكهانة والجنون، وبالكذب على الله تعالى، قال الله تعالى في كتابه العظيم محذرا من هذه الأفعال: {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (سورة النساء : 112). فالكذب يعد من أسوأ آفات اللسان، وقد أمرنا الله تعالى بالتقوى وبالصدق، ورغبنا في ذلك وحثنا عليه، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} (سورة التوبة:119). ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا» متفق عليه. وأيضا نهانا الله تعالى عن الكذب وحذرنا منه، وجعله من الكبائر وعده من الأخلاق السيئة، والصفات المذمومة. فعلينا أن نحذر من الكذب، ولاسيما عبادة الله تعالى، فلا نعبده رياء ولا سمعة أو خداعا ونفاقا، فلا يجوز افتراء الكذب على الله، فهو من صفات الكفرة، وافتراء الكذب على الله كفر وضلال، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ} أواخر (سورة العنكبوت: 68)، فمن كذب على الله فقد كفر، أو كذب على الرسول -صلى الله عليه وسلم- متعمدا فقد كفر، وقال سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} (سورة الأنعام: 193). فالواجب على المسلم الحذر من القول على الله بلا علم؛ حتى لا يكون ممن افترى على الله الكذب، فلا يقل: هذا حلال وهذا حرام، إلا عن بصيرة، وبالدليل؛ حتى لا يكون ممن افترى على الله الكذب، قال الله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (سورة النحل:116). ولنحذر من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولنحذر من الكذب مع الناس، فلا نخبرهم بخلاف الواقع، ولا نعاملهم بخلاف الحقيقة. فالمؤمن لا يمكن أن يكذب لأن الكذب من خصال المنافقين: {والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} (سورة المنافقون:1) قال الله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون} (سورة البقرة:10) قال تعالى: {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} (سورة النحل:105). إن المؤمن لا يمكن أن يكذب؛ لأنه يؤمن بآيات الله تعالى، يؤمن برسوله صلى الله عليه وسلم ، يؤمن بقول النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا» متفق عليه، ما أقبح غاية الكذب، وما أسفل مرتبة الكاذب، فالكذب يفضي إلى الفجور، وهو الميل والانحراف عن الصراط السوي، ثم إلى النار، وبئس المهاد. والكاذب الذي يتساهل ويكذب، ثم يكذب ثم يتحري الكذب ويصل للفجور والافتراء سيكتب عند الله كذابا، وبئس هذا الوصف لمن اتصف به. إن الإنسان السوي ينفر أن يقال له بين الناس: يا كذاب. ويكفي أن يكتب عند خالقه كذابا. ومن الأدلة على شناعة الاستمرار في الكذب أن الله تعالى قرن الكذب بعبادة الأوثان، فقال تعالى: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور} (سورة الحج:30). فهل يقبل المسلم بعد ذلك أن يتخذ الكذب مطية لسلوكه أو منهجا لحياته؟ الحياء من الكذب في الجاهلية: لقد كان الكفار في كفرهم وأهل الجاهلية في جاهليتهم لا يكذبون ويتحرجون أن يكذبوا، ولا يتخذون الكذب منهجا لحياتهم. فقد ذهب أبو سفيان قبل أن يسلم في ركب من قريش تجاراً إلى الشام فلما سمع به هرقل ملك الروم بعث إليهم ليسألهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال أبو سفيان: «فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه أو عليه»، وورد هذا في حديث هرقل المتفق على صحته. هكذا أيها الناس، الكفار في كفرهم وأهل الجاهلية في جاهليتهم يترفعون عن الكذب، ويستحيون من أن يؤثر عليهم وينسب إليهم، فكيف بالمؤمنين؟ وقد ميزهم الله تعالى بهذا الدين الكامل الذي يأمرنا بالصدق، ويرغبنا فيه، ويبين لنا ثمراته الطيبة، و نتائجه الجميلة، وينهانا عن الكذب ويحذرنا منه ويبين لنا نتائجه السيئة وثمراته الخبيثة. إن أبا سفيان في حال كفره تنزه أن يوصف بالكذب ولو مرة واحدة، مع أنه كان يرى أن له مصلحة في كذبه عما يخبر به عن رسول صلى الله عليه وسلم ، وإن بعض المنخدعين من هذه الأمة ليستحل الكذب، ويفتي نفسه بحله إما للتهاون بالكذب، وإما لاعتقاد فاسد، أو نشر مذهب باطل، وإما لطمع مادي يتمتع به في دنياه، وإما لتقليد أعمى لا هداية فيه، وكل ذلك خداع لنفسه وتضليل لفكره؛ فالتهاون بالكذب عنوان الرذيلة. فالكذبة الواحدة تخرق السياج الحائل بينك وبين الكذب حتى لا يبقى دونه حائل، فالكذب كغيره من المعاصي تستوحش منه النفس المطمئنة الراضية المرضية، فإذا وقعت فيه مرة هان عليها شأنه، ثم تقع منه ثانية فيهون عليها أكثر، حتى يصبح كأنه سجية وطبيعة، فيكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. اعداد: نجوى أحمد شاهين
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |