الرفق واللين يا دعاة الحق المبين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نعمة البدء القرآني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أمهات أعمالنا.. عشرة من عشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أبرز الانتهاكات الإسرائيلية في القدس 2024 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الذكر في العشر الأول من ذي الحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الارتباط الوثيق بين الأخلاق والدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من فضائل الأعمال: قراءة سُورة البقرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          مشاعر الآخرين في ميزان الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حضور الفاعلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          معركة المصطلحات! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تدبر سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-04-2009, 02:33 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
Cool الرفق واللين يا دعاة الحق المبين

لمّا كانت القلوب تميل إلى من يلين ويرفق بها، والدعوة في حقيقتها هي استمالة الناس إلى الدين كان هذا الخلق من الأخلاق التي لا غنى للداعية عنها. وقديماً قالوا: " ليكن وجهك بسطاً، وكلمتك لينة تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم عطاءً ". وهكذا فإن الطبائع البشرية تنفر من الفظ الغليظ ولو كان خير خلق الله تعالى صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: " وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك ".
واللين في اللغة: هو ضد الخشونة. قال ابن الجوزي في معنى قوله تعالى " لنت لهم " لان جانبك وحسن خلقك وكثر احتمالك. أما الرفق: فهو لين الجانب والأخذ بالأسهل وهو ضد العنف.
والقرآن الكريم والسنة المطهرة يحفلان بكثير من النصوص التي تبين ضرورة تحلي الداعية بالرفق واللين، ومن ذلك أمره تعالى لموسى وهارون عليهما السلام بإلانة القول لفرعون " فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ". وفي هذا الصدد يقول القرطبي في تفسيره: " فإذا كان موسى – عليه السلام – أُمر بأن يقول لفرعون قولاً ليناً فمن دونه أحرى بأن يقتدي بذلك في خطابه، وأمره بالمعروف في كلامه ". ويقول القاضي أبو السعود في تفسيره: " فإن تليين القول مما يكسر عناد العتاة ويلين عريكة الطغاة ". ويقول يزيد الرقاشي يناجي ربه:
يا من يَتَحَبَّبُ إلى من يعاديه فكيف بمن يتولاه ويناديه ؟
أي أن الله تعالى يتحبب إلى عدوه فرعون ويطالب رسوليه بمخاطبته بالقول اللين رجاء أن يتخلى عن كفره وحاصل القول أن دعوتهما له تكون بكلام رقيق لين سهل رفيق ليكون أوقع في النفوس وأبلغ وأنجع. وهذا كقوله تعالى: " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَة وجادلهم بالتي هي أحسن ". قال العلامة الألوسي في تفسيره: ( بالتي هي أحسن ) أي بالخصلة التي هي أحسن كمقابلة الخشونة باللين، والغضب بالكظم، والمشاغبة بالنصح، والثورة بالأناة …"
ويقول العلامة محمد رشيد رضا في " المنار " تعليقاً على قوله تعالى: " وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك ": " لأنهما – الفظاظة والغلظة – من الأخلاق المنفرة للناس لا يصبرون على معاشرة صاحبهما وإن كثرت فضائله ورُجيت فواضله بل يتفرقون ويذهبون من حوله، ويتركونه وشأنه لا يبالون ما يفوتهم من منافع الإقبال عليه، والتحلق حواليه، وإذاً لفاتتهم هدايتك، ولم تبلغ قلوبهم دعوتك ". ووجود الرفق في الدعوة مما يزينها، فتصير أبلغ في استمالة القلوب، وحصول المقصود، وفقدانه فيها مما يشينها. وقد أخرج مسلم في صحيحه قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزعُ من شيء إلا شانه ).
وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لمن رفق بأمته، فقد أخرج أحمد في المسند أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اللهم من رفق بأمتي فرفق به ومن شق عليهم فشقق عليه ) فيا أخي الداعية احرص أن تكون رفيقاً في دعوتك ليناً سهلاً في كلامك ومعاملتك حتى تحظى بدعوة نبيك صلى الله عليه وسلم، واعلم أن الرفق واللين من علامة الخير في المسلم فقد روى الإمام البزار في مسنده من حديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أراد الله بقوم خيراً أدخل عليه الرفق ). كما بشّر صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يعين على الرفق ما لا يعين عل العنف فقد روى الإمام الطبراني عن خالد بن معدان عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله رفيق يحب الرفق ويرضاه، ويعين عليه ما لا يعين على العنف ).
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ففي حديث الإمام مسلم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: ( يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي عل العنف ) وقد بلغ تميزه صلى الله عليه وسلم بهذه الصفات والتحلي بها حتى جاء ذكرها في التوراة كصفات بارة له صلى الله عليه وسلم فقد أخرج البخاري ( عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قُلْتُ أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ قَالَ أَجَلْ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِر …. ).
ومما ينبغي التنويه إليه هنا: أننا لا نريد من الحديث من ضرورة تحلي الداعية بالرفق واللين والرحمة، أن يكون " مداهناً " حيث يلقى الفاسق المعلن لفسقه فسكت عنه ولا ينكر عليه وهذا الذي أراده المشركون من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حكى القرآن الكريم: " وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ". فهذا الشكل من أشكال المعاملة محرم شرعاً.
فالمطلوب من الداعية أن تكون دعوته لينة سهلة بعيدة عن العنف والخشونة والقسوة والشدة الجفاء، أو بعبارة أخرى أن تكون عنده " مداراة ". والمداراة كما يقول العلامة العيني: " هي الرفق بالجاهل الذي يستتر بالمعاصي واللطف به حتى يردّه عما هو عليه ". وهي صفة مرغوبة وممدوحة في الشرع. هذا وقد بين بعض المحدثين – جزاهم الله خيراً – الفرق بين المداراة والمداهنة. ومن أولئك العلامة ابن بطال حيث قال: " المداراة من أخلاق المؤمنين وهي: " خفض الجناح للناس، ولين الكلمة، وترك الإغلاظ لهم في القول ". وظن بعضهم أن المداراة هي المداهنة فغلط، لأن المداراة مندوب إليها، والمداهنة محرمة. وهي كما فسرها بعض العلماء: " معاشرة الفاسق، وإظهار الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه ".
والمداراة: " هي الرفق بالجاهل في التعليم، وبالفاسق في النهي عن فعله، وترك الإغلاظ عليه حيث لا يظهر ما هو فيه، والإنكار عليه بلطف القول والفعل، ولاسيما إذا احتيج إلى تألفه ونحو ذلك ". ولا يُفهم مما سبق أن الدعوة بالرفق واللين هي الصورة الوحيدة للدعوة، بل هناك أحوال يُعدلُ فيها إلى الشدة والغلظة، فإذا أنتهكت حرمات الله، وآن وقت إقامة الحدود، أو ظهر عناد واستخفاف بالدعوة ففي تلك الأحوال يُلجا إلى الشدة والقسوة، وغالباً ما يخضع هذا الأمر لقاعدة المصالح والمفاسد.
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-04-2009, 03:05 PM
الصورة الرمزية سديم الفجر
سديم الفجر سديم الفجر غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
مكان الإقامة: غزة جريحة يا عرب
الجنس :
المشاركات: 2,532
الدولة : Palestine
افتراضي رد: الرفق واللين يا دعاة الحق المبين

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله بك
مشكور أخي الطيب
علي هذا النقل الطيب
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22-04-2009, 04:20 PM
الصورة الرمزية نور من الله
نور من الله نور من الله غير متصل
♥dydy love♥
 
تاريخ التسجيل: May 2006
مكان الإقامة: Egypt
الجنس :
المشاركات: 21,389
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرفق واللين يا دعاة الحق المبين

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مشرفنا الطيب
أبو مصعب المصري
مشكور اخى الكريم على موضوعك الطيب
بارك الله لك جزاك الله خيرا
جعله الله في اكثر ميزان حسنات
دمتم في حفظ الرحمن
__________________




































رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22-04-2009, 09:55 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرفق واللين يا دعاة الحق المبين

جزاكم الله خيرا اخواتى على مروركم الطيب
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22-04-2009, 11:07 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرفق واللين يا دعاة الحق المبين

قال تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ.... }.

بارك الله في حضرتك على الموضوع الطيب
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23-04-2009, 12:20 AM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرفق واللين يا دعاة الحق المبين

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الله مشاهدة المشاركة
قال تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ.... }.


بارك الله في حضرتك على الموضوع الطيب
جزاكم الله خير لمرورك الذى اعتز به
مشرفتنتا الكريمة
دمتى بود
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23-04-2009, 12:50 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرفق واللين يا دعاة الحق المبين

جزانا وإياكم أخي الفاضل أكرمك الله
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-05-2009, 08:38 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرفق واللين يا دعاة الحق المبين

والله ان الامة الان اشد ما تكون الى القول اللين الذى يبشر ولا ينفر
فمهلا ايها المنفرين والى الامام ايها المبشرين والفيصل بين الجميع منبع الامة الصافى
القران والسنة
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 80.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.39 كيلو بايت... تم توفير 4.93 كيلو بايت...بمعدل (6.13%)]