|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() [ الابتعاد عن الكتب المعقدة والعويصة] ثم إن الأولى في تعليم المبتدىء أن يجنبه أستاذه عن إقرائه الكتب الشديدة الاختصار , العسرة على الفهم , كـ"مختصر الأصول" لابن الحاجب , و"الكافية" له في النحو , لأن الاشتغال بمثل هذين الكتابين المختصرين إخلال بالتحصيل , لما فيهما وفي أمثالهما من التخليط على المبتدىء , بإلقاء الغايات من العلم عليه , وهو لم يستعد لقبولها بعد , وهو من سوء التعليم , ثم فيه مع ذلك شغل كبير على المتعلم بتتبع ألفاظ الاختصار العويصة للفهم , بتزاحم المعاني عليها , وصعوبة استخراج المسائل من بينها, لأن ألفاظ المختصرات تجدها _لأجل ذلك_ صعبة عويصة , فينقطع في فهمها حظ صالح عن الوقت , كما أشار إلى ذلك ابن خلدون في مقدمته ثم قال: وبعد ذلك فالملكة الحاصلة من التعليم في تلك المختصرات إذا تم على سداده , ولم ُتعقبه آفة , فهي ملكة قاصرة عن الملكات التي تحصل من الموضوعات البسيطة المطولة , بكثرة ما يقع في تلك من التكرار والإحالة المفيدين لحصول الملكة التامة , وإذا اقتصر على التكرار قصرت الملكة لقلته , كشأن هذه الموضوعات المختصرة , فقصدوا إلى تسهيل الحفظ على المتعلمين , فأركبوهم صعبا يقطعهم عن تحصيل الملكات النافعة وتمكنها. هذا كلامه. واعلم أنك إذا قابلت بين من قرأ "الكافية" وبين من قرأ ابن عقيل شرح ألفية ابن مالك , وجدت الأول جامدا غير متسع الصدر في ذلك الفن , ووجدت الثاني أغزر مادة منفسحا له المجال. وحاصل الأمر أن الأستاذ ينبغي أن يكون حكيما, يتصرف في طرق التعليم بحسب ما يراه موافقا لاستعداد المتعلم , وإلا ضاع الوقت بقليل من الفائدة وربما لم توجد الفائدة أصلا. وطرق التعليم أمر ذوقي , وأمانة مودعة عند الأساتذة , فمن أداها أثيب على أدائها , ومن جحدها كان مطالبا بها. وقد أودع ابن خلدون في مقدمة تاريخه نفائس من هذه المباحث, كالمقدمات , ومطالعتها تهدي النتيجة لصادق الهمة , مطلق من قيد التقليد . ولله در ابن عرفة المالكي حيث قال: إذا لم يكن في مجلس الدرس نكتة ... وتقرير إيضاح لمشكل صورة وعزو غريب النقل أو حل مقفل ... أو إشكال أبدته نتيجة فكرة فدع سعيه وانظر لنفسك واجتهد ... ولا تتركن فالترك أقبح خلة وهنا وقف بنا جواد القلم عن المجال في هذا الميدان على سبيل الاختصار , ولو ركبنا متن الإسهاب لطال الكتاب , والهمم قاصرة , والإقبال في عصرنا على العلم قد صار روضة كالهشيم تذروه الرياح , وغضونه ذابلة , وجداوله تشتاق إلى الماء. فنسأله تعالى أن يرفع له منارا ويجدد شوقا لأهله على الإقبال عليه بمنه وكرمه".ا . هـ [ المدخل 485_ 492] ( انتقاها وكتبها: النجدي) |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |