|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج كشَف نادي تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم عن نيَّته لعقد إفطار جماعي للمسلمين خلال شهر رمضان المقبل، على أرضية ملعب (ستامفورد بريدج) الخاص بفريق كرة القدم للنادي الإنجليزي. وأعلن نادي تشيلسي عن موعد الإفطار الجماعي عبر موقعه الرسمي، والمقرر له يوم الأحد الموافق 26 مارس، ووجه النادي الدعوة لجميع المسلمين لما وصفه بالإفطار المفتوح. وأشار النادي إلى أنه ستتم دعوة عددٍ من المساجد المحلية، وأعضاء الجاليات الإسلامية في تشيلسي، بالإضافة إلى المشجعين وموظفي النادي من المسلمين. وسيتعاون نادي تشيلسي في تنظيم الإفطار الجماعي مع مؤسسة الخيمة الرمضانية، وسيكون بذلك تشيلسي هو أول نادي من أندية الدوري الإنجليزي، يستضيف إفطارًا مفتوحًا على أرضية ملعبه. وبدوره قال "سيمون تايلور" رئيس مؤسسة تشيلسي الخيرية عبر الموقع الرسمي للنادي: "يسعدني الإعلان عن الإفطار المفتوح بالتعاون مع مشروع الخيمة الرمضانية، ونحن فخورون للغاية بأن نكون أولَ فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز يقوم بذلك." وقال "عمر صالحة" المؤسس والرئيس التنفيذي لمشروع الخيمة الرمضانية: "يُشرفنا أن نُقيم يوم الإفطار المفتوح بالتعاون مع نادي تشيلسي، وذلك بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسنا". ومؤخرً أعلنت مؤسسةُ الإغاثة الإسلامية بالمملكة المتحدة عن شراكة جديدة مع بنك الطعام الخاص بنادي بيرنلي الإنجليزي لكرة القدم، من أجل توزيع 500 طرد غذائي للمحتاجين، في إطار حملة المساعدات الشتوية التي تقوم بها المؤسسة. كما عقَدت مؤسسةُ الإغاثة الإسلامية في المملكة المتحدة شراكةً مع المؤسسة الخيرية الرسمية لنادي ليفربول لكرة القدم (LFC Foundation) ومسجد ليفربول، من أجل توزيع 500 صندوق غذائي على الأشخاص غير القادرين من جميع أنحاء مدينة ليفربول خلال الطقس البارد؛ المصدر: شبكة الألوكة. يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() رقمنة رسائل التهنئات (تهنئة شهر رمضان نموذجًا) أ. د. هاني علي سعيد في الأدب العربي وتراثه التليد فنٌّ عريق لا يمكن تجاهل قراءته من متخصص أو هاوٍ، بدعوى سطوة الشعر وهيمنته في عصوره الأولى، هذا الفن هو فن الرسائل بنوعيها: الإخوانية، أو الشخصية، التي تشتمل على رسائل: التهنئة، والتعزية، والاستعطاف، والخوف، والرجاء، وكل ما من شأنه أن يُظْهِر عواطف الناس، ومكنونات نفوسهم، أما النوع الآخر، فهو الرسائل الديوانية أو السلطانية، وبها تُدار شؤون الدول، وقد أُنشئ لها ديوان خاص بها هو ديوان الإنشاء أو الكتابة، وبرز كُتَّاب في التراث العربي ظلت سطورهم التي سطَّروها حافظة لمجد براعتهم في فن الكتابة؛ منهم عبدالحميد الكاتب، الذي كان يسميه الجاحظ "عبدالحكيم الكاتب"؛ لبراعته المتناهية في الكتابة، ومنهم أيضًا: ابن وهب، وعمرو بن مسعدة، وعبدالملك بن الزيات، وسهل بن هارون، وغيرهم، وقد أُلِّفت كُتُبٌ تحمل في عنواناتها دليلًا على مضمونها من الرسائل أو مؤلفيها؛ منها: "رسائل ابن المقفع"، "رسائل الجاحظ"، "رسالة التوابع والزوابع"، "رسالة الغفران"، "رسائل بديع الزمان الهمذاني"... الآن تحولت الرسائل الشخصية إلى ضرب من ضروب الرسائل الآلية، التي تستعين بها المؤسسات المختلفة من بنوك، وسفارات، وشركات الطيران؛ ليردوا بها على العملاء، إما لندرة الموظفين المخصصين لهذا الغرض، أو لتخلي هذه المؤسسات عن مسؤولياتها تجاه عملائها، خاصة لو كانت في بلاد بلا رقابة إدارية. أنا لن أتطرق إلى البعد غير الأخلاقي، الذي صِرْنا نرضى به ونمارسه ببلادة منقطعة النظير، كأن ترسل رسالة لأحدهم فيرد عليك برسالة محولة، أو بتلك الرسائل الإلكترونية الجاهزة، التي تشبه في قبحها (الورد البلاستيك) في غرفة بستاني، لكني أتطرق إلى البعد الأدبي، خاصة إذا كان كاتب الرسالة ممن يعرف دقائق اللغة، ولا أقول أديبًا، بل يكفي قدرته على التعبير عما بداخله بلغة سليمة، إن تلك الأصوات التي تتراكم في مفردات ثم في جمل وتراكيب، ليست حبرًا على ورق، أو مجرد ضربات صماء على لوحة مفاتيح عقيمة، لا، إنها أرواح تتناسل وتتقارن وتتلاقح، فتصير النفوس أكثر سعادة، وتستحيل الأحقاد الكامنة في الصدور بذورَ حبٍّ، فربما بكلمة واحدة اشتملت عليها رسالتك إلى أخيك، أو صديقك، أو أستاذك، أو إلى من تود التواصل معه من الناس - مبددة لكل ما تخفيه النفس من تحاسد أو تباغض . إن رقمنة الرسائل لم ينسف فقط المكون الأدبي في هذه الرسائل، لو كان يجوز أن نطلق عليها (رسائل)، وإنما أفقدها جانب الذوق، وأورث أصحابها مرضًا نفسيًّا، تخيل أن ترسل رسالة لأحدهم ولا تذكر فيها اسمه، ويشعر فيها بالامتهان، وأنك أرسلت له رسالة عامة مما ترسل للعامة والدَّهْمَاء والغوغاء، فإذا به يتحول إلى غول؛ فيُقْسِم أيمانات مغلظة في نفسه أنه لن يرد على رسالتك، بل لن يبادلك التهنئة في أي مناسبة، ولا أجافي الحقيقة إن قلت: وعنده حق؛ لأنك ببساطة لو كانت هذه الرسالة لرئيسك في العمل لَما أقدمت على إرسالها بهذا الشكل المزري، وهو بُعْدٌ أخلاقي مشين، ونفاق مستشرٍ في تواصلنا مع الآخرين. إننا نتحول بشكل أو بآخر إلى (عبيد)، لا أقصد عبيدًا للآلة، فهذا تحقق من نصف قرن تقريبًا، ولكن صرنا عبيدًا في مشاعرنا، تشكلها المصلحة، حتى مع أقرب الناس، وخُذْ علاقة الزوج بزوجته مثالًا على ذلك، دون الدخول في التفاصيل، التي تزيدنا بؤسًا حين نقرؤها، رغم أننا نمارسها كل يوم. في واقعة حقيقية أخبرني زميل أن لديه رقمًا لواتساب مخصصًا لتخزين مثل هذه الرسائل الجاهزة في المناسبات المختلفة؛ ليكون أسرعَ في تحويلها، هو طبعًا يقول هذا الكلام لي من باب الفخر، وأنه رجل عملي وليس لديه القدرة على إضاعة وقته في هذه التفاهات ... وأنا أستمع إليه والألم يعتصرني، ولسان حالي: كفَّ عن الناس (أرفك)، إن كنت ما سترسله لهم عبئًا لهذه الدرجة، فصدقني، حفيٌّ بك أن تمتنع عن إرسال شيء، فهم ليسوا أغبياء، وإنما يتسرب إليهم من أسطرك الممجوجة ما تحمله نفسك من قبح. وأخيرًا: فرسالتي إلى الأحباب جميعًا: عطَّر الله شهركم بذكركم له سبحانه، وشملكم لطفه وغفرانه، ولا صرف قلوبكم - في شهره - إلا إليه، وأضاع جُلَّ آمالكم إلا أملكم فيه ... أما عن أجمل رسالة على الإطلاق وصلتني؛ تهنئة بهذا الشهر المبارك، فإنها رسالة أمي: "كل شهر وأنت حسك في الدنيا" ... (الحس) ما تحمله هذه الكلمة من دفء ودلالات أجملها: أن تعيش وحس أحدهم يتردد فيك، ينسرب في خلاياك، صدقني هذا هو السلام النفسي، الذي لو افتقدت كل شيء إلاه لكفاك.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() قوانين اقتصادية في شهر رمضان د. زيد بن محمد الرماني الصوم تربية لروح المسلم وأخلاقه حتى يشعر الغني بحاجة الفقراء والجوعى فيزداد إيمانه بالله ويقينه بضرورة أداء حق الفقراء في أمواله، بل ويزيد على ذلك الحق عندما يشعر بألم الجوع والعطش. ومن الأسف أن استسلم بعض الناس لبعض العادات السيئة الدخيلة على شهر رمضان والتي تتمثل في طريقة الإنفاق الاستهلاكي. فعندما يأتي شهر رمضان نرى أن أغلبية من المسلمين يرصدون ميزانية أسرية أكبر بكثير إن لم تكن ضعف الميزانية في الأشهر العادية، وتبدأ بمضاعفة استهلاكها. ويكون النهار صوماً وكسلاً، والليل طعاماً واستهلاكاً غير عادي. إن الطعام الزائد في الليل وبإفراط يؤدي إلى فقدان الكثير من تلك الفوائد بل قد ينعكس ذلك بشكل سلبي على صحة الإنسان، فإذا أكل كثيراً في الليل يصبح كسلاناً بسبب تخمّر الطعام في جهازه الهضمي. والنصيحة التي يمكن أن نوجهها إلى المسلمين هي عدم التفريط وعدم الإفراط في تناول الطعام في ليالي رمضان والتزام الوسطية والاعتدال، ذلك أن أحد أسباب الكارثة التي حلّت بنا اليوم هي البطر والإفراط في الاستهلاك والتبذير والبعد عن الدّين والقيم. إن رمضان هو محاولة لصياغة نمط استهلاكي رشيد وعملية تدريب مكثف تستغرق شهراً واحداً تفهم الإنسان أن بإمكانه أن يعيش بإلغاء الاستهلاك استهلاك بعض المفردات في حياته اليومية ولساعات طويلة كل يوم. إنه محاولة تربوية لكسر ((النهم الاستهلاكي الذي أجمع علماء النفس المعاصرين أنه حالة مرضية، وأن مجال علاجه في علم النفس وليس في علم الاقتصاد)). وإن كان يصيب بتأثيراته أوضاع الاقتصاد وأحواله. فالإسراف والتبذير في الاستهلاك يعتبر سوء استخدام للموارد الاقتصادية والسلع التي أنعم الله على العباد لينتفعوا بها وهو عمل يذمه الإسلام ذمّاً كبيراً، حيث وصف الله المسرفين والمبذرين بأنهم إخوان الشياطين، لما لهذا العمل من آثار سيئة لا تقتصر على صاحبها الذي مارس الإسراف بل تمتد لتشمل المجتمع والعالم. إن الإنسان أهم بكثير من أي نموذج أو نظرية أو تفسير، هذا ما اكتشفه علماء الاقتصاد أخيراً، فالإنسان هو الذي يقرّر مستوى رفاهه ودرجة ثرائه، وكل الأمر متوقف على قراره وسلوكه، فبإمكانه إن أراد أن يكون معتدل الاستهلاك فيصبح حجم الوفر لديه بما يمكنه أن يصبح ثرياً، وبإمكانه إن كان نهم الاستهلاك كما هو حال الفرد في أغلب المجتمع الغربي أن يأكل ثروته. وهكذا فمفتاح حل الأزمات إنما يكمن في التربية الاستهلاكية، ولذلك عادت مفردات التدبير والتوفير وحسن التصرف في المال، تشق طريقها إلى الدراسات الاقتصادية الحديثة. ووجدنا من الاقتصاديين مَنْ يقول: لقد تحدثنا كثيراً عن قوانين الاقتصاد، ورسمنا المزيد من المنحنيات والمعادلات، ولكننا نسينا المتغير الأكبر الذي يقرر صلاحية أو عدم صلاحية كل ما تحدثنا عنه وتوقعناه وهو الإنسان.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() أخطاء في السحور الشبكة الإسلامية ![]() من الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين فيما يتعلق بالسحور الأخطاء التالية: 1- ترك السحور، وهذا خلاف السنة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان من هديه تناول طعام السحور إذا أراد صيام فرض أو نفل. وقد حث صلى الله عليه وسلم على تناول طعام السحور، يقول عليه الصلاة والسلام: «تسحروا؛ فإن في السحور بركة» متفق عليه، ويقول عليه الصلاة والسلام: «فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السحر» (رواه مسلم). 2- التبكير في تناول طعام السحور وتقديمه في منتصف الليل، وهذا خلاف السنة أيضًا؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذا الشأن: «عَجِّلوا الإفطار، وأخِّروا السحور» (رواه الطبراني وصححه الألباني). 3- الاستمرار في الأكل والشرب مع أذان الصبح وهو يسمع النداء؛ إذ الواجب على العبد أن يحتاط لصومه، فيمسك بمجرد أن يسمع أذان المؤذن. منقول
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() طول القرع يفتح الأبواب هشام محمد سعيد قربان درس من رمضان رمضانُ شهر الصوم والصبر، منبع لكثير من الدروس والعِبر للمتأمِّلين. نشهد فيه يومًا بعد آخَرَ تغييرًا لكثير ممَّا أَلِفْنا واعتدنا، تغييرًا يؤثِّر على أجسادنا وأرواحنا أفرادًا ومجتمعاتٍ. في مدرسة الجوع تربية وترقيق للنفس، وتلطيف متدرِّج للمشاعر، ودواء للكبر. ويحلو العيش في أحضان المصاحف كما لم يَحْلُ من قبلُ. أما مكابدة القيام وسماع القرآن في ركَعات معدودات، فله أثر في النفوس عجيب بنوره، وتخلُّله في أعماق القلوب. لعل بعضنا يتساءل عن هذا التغيُّر والتحوُّل، ما سِرُّه؟ إن لها أسرارًا كثيرة تتلخَّص في التهيئة والتوفيق الإلهيِّ. فمردة الشياطين محبوسة في هذا الشهر خاصة، والممارسة المجتمعية المشهودة دافع ومحفِّز للجميع. لكن هنالك أمر يعرفه البعض، وقد يخفى على الآخرين. إنه طول المكث على أبواب القلوب، ومداومة القرع عليها. إن مثل أنفسنا كأبواب ثقلت مصاريعها، وصدئت وجفت مفاصلها، وغفل بوّابها. فيأتي رمضان بالصوم والصلاة والذكر وسماع القرآن والطاعات والدعاء؛ ليجد هذه الأبواب التي اعتادت أن توصد طويلاً، فيقرعها أو تقرعها كل هذه الطاعات، كلٌّ من جهة وجانب. تقرع الأبواب الثقيلة المغبرة، وما من مجيب، يعلو صوت القارع، ويصرخ، وتكلُّ يمينه وشماله، ولا سامع ولا مجيب! يعود القرع ليلة بعد أختها، يعود بعد تلاوة حزب بعد حزب بعد حزب، ولا حس ولا أثر. ويعود القرع بلا كلل ولا ملل، ويتفكّك قليل من الصدأ، ويتساقط على الأرض، ويتصاعد بعض الغبار المتراكم، ولكن الأبواب لم تزل صمَّاء موصدة، يا للعجب! أهذه أبواب أم طباق قبور مهجورة؟! لا ييئس الطارق من القرع، ويعود ليلة بعد ليلة، ويطيل قرعه ومكثه عند الأبواب وشده لمقبضها، ويتفكك المزيد من صدأ المفاصل، ويتساقط عنها الغبار. ويكاد اليأس يُضعفُ القارع، ولكن فجأة، وبلا مقدِّمات يتحرّك باب من هذه الأبواب، وتسمع له صريرًا مخيفًا، فيهبُّ القارع إليه، ويجذبه إليه بقوة، فيفتح قليلاً، ويتسلل النور إلى ما خلف الأبواب، ويدخلها بعد ظلمة طال زمنها، ويدخل مع النور هواء نقيّ، ويجذب القارع الباب؛ ولكنه لا يفتح أكثر من هذا المقدار. يعود القرع بعد ساعات، ويواصل القارع شدَّه للباب وجذبه ليفتحه؛ ولكن الباب عنيد لا يستجيب، ولا يكفي ما فتح من الباب للدخول. يعود القرع في الليلة القادمة، وتقرع الأبواب قرعًا فيه إلحاح ولهفة وشوق، فيفتح الباب على مصراعيه، وتنهمر دموع الفرح، ويعود للنفوس الفرح بالله، والأنس بكتابه، والتلذذ بقربه. تعلّم من رمضان أن طول المكث عند أبواب النفس، ومداومة قرعها بالطاعات المختلفة والدعاء والذكر وسماع الآي وتلاوتها مع التدبر - باب عظيم من أبواب التوكل، به تَلِين الأنفس، وتصبح طيِّعة مطيعة، ويستقيم حالها، وتسعد في العاجلة والآجلة. هذا درس مبارك من رمضان، شهدناه بأنفسنا، وتعلّمناه، وقطفنا بعض ثماره، وذقنا حلاوتها؛ فحريٌّ بنا الإفادة منه في رمضان، وسؤال الله استدامة بركته بعد رمضان. والله ربنا ومولانا في كل حال وحين، وهو نعم المولى ونعم النصير.
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() الدنيا بحر عميق غرق فيه ناس كثير الحمد لله الذي جعل القرآن هداية للمقبلين، وجعل تلاوته بخضوع تهل دمع الخاشعين، وأنزل فيه من الوعيد ما يهز به أركان الظالمين، وأخبَر فيه أن الموت نهايةٌ لعالمين، وأننا بعد الموت للحساب مبعوثين، وأننا سنحاسب عما كنا فاعلين، وسنقف بذل وخضوع بين يدي رب العالمين، {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} [الفجر: 23]، {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ} [إبراهيم: 49]. ليس هناك فرقٌ بين ملك معظم وإنسان مهين، هذا جزاء من أخلص العمل لله ربِّ العالمين، وهذا عطاء رب الأرباب مالك يوم الدين. سبحانه من إلهٍ عظيم، أعزَّ الحق وأخرس المبطلين، سبحانه عدد ما دعاه عباده المساكين، سبحانه عدد ما انهمرت دموعُ المنيبين، سبحانه جوَاد كريم قوي متين. يَا مَنْ سَيْنَأَى عَنْ بَنِيـــهْ ** كَمَا نَأَى عَنْهُ أَبُـــــوهُ مَثِّلْ لِنَفْسَكَ قَوْلَهُـــــــمْ ** جَاءَ الْيَقِينُ فَوَجِّهُوهْ وَتَحَلَّلُوا مِنْ ظُلْمِــــــــهِ ** قَبْلَ الْمَمَاتِ وَحَلِّلُـوهْ عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن الحسن، قال: «قال لقمان لابنه: يا بني إن كنت تريد البقاء ولا بقاء، فاجعل خشية الله عز وجل غطاءك فوق رأسك، ووطاءك، فلعلك أن تنجو وما أراك بناجٍ، يا بني إن الدنيا بحر عميق قد غرق فيه ناسٌ كثير، فليكن سفينتك فيها تقوى الله وحشوها الإيمان بالله، وشراعها التوكل على الله، ومجاذيفها التسبيح والتهليل[1]، ولعلك أن تنجو وما أراك بناج، يا بني إن كنت لا توقن بالبعث، فإذا نمت فلا تستيقظ، فإنك كما تستيقظ فكذلك تبعث، يا بني اذكر الله عند همك إذا هممت، وعند يدك إذا أقسمت، وعند لسانك إذا حكمت»[2]. أخي المسلم، اشتملت تلك الكلمات الجامعة على دُرر من الوصايا التي هي قوارب النجاة للعبد في الدنيا والآخرة، وهاك البيان: خشية الله تعالى على كل حال: فقال له: قال لقمان لابنه: يا بني إن كنت تريد البقاء ولا بقاء، فاجعل خشية الله عز وجل غطاءك فوق رأسك ووطاءك، فلعلك أن تنجو وما أراك بناجٍ، فأوصاه بتلك المنزلة العالية والمقامة السامية ألا وهي خشية الله تعالى على كل حال. إن من صفات أولي الألباب التي ذكرها الله في كتابه الخوف والوجل والخشية من سطوته وعقابه؛ يقول جل جلاله: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} [الرعد: 21]، وهو من أجل منازل الطريق وأنفعها للقلب، وهو فرض على كل مكلف، والوجل، والخوف والرهبة ألفاظ متقاربة غير مترادفة، وللعلامة ابن القيم رحمه الله كلام جميل في كتابه مدارج السالكين: يقول رحمه الله: قال أبو القاسم الجنيد: الخوف توقُّع العقوبة على مجاري الأنفاس، وقيل: الخوف قوة العلم بمجاري الأحكام، وهذا سبب الخوف لأنه نفسه، وقيل الخوف: هروب القلب من حلول المكروه عند استشعاره، والخشية أخص من الخوف، فإن الخشية للعلماء بالله؛ قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]. فهي خوف مقرون بمعرفة، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إني أتقاكم لله وأشدكم له خشية» [3]، وقال ذو النون: الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق. وقال حاتم الأصم: لا تغترَّ بمكان صالح، فلا مكان أصلح من الجنة، ولقي فيها آدم ما لقي، ولا تغترَّ بكثرة العبادة، فإن إبليس بعد طول العبادة لقي ما لقي، ولا تغتر بكثرة العلم، فإن بلعام بن باعوراء لقي ما لقي وكان يعرف الاسم الأعظم، ولا تغترَّ بلقاء الصالحين ورؤيتهم، فلا شخص أصلح من النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينتفع بلقائه أعداؤه المنافقون. والخوف ليس مقصودًا لذاته، بل هو مقصود لغيره قصد الوسائل، ولهذا يزول بزوال المخوف، فإن أهل الجنة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون [4]. أولًا: إن الجنة مأوى الخائفين: يقول سبحانه: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40-41]. يقول ابن كثير رحمه الله: أي: خاف القيام بين يدي الله عز وجل، وخاف حكم الله فيه، ونهى نفسه عن هواها إلى طاعة مولاه، {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}؛ أي متقلبة ومصيره ومرجعه إلى الجنة الفيحاء[5]. بل إن الله ضاعف له الجزاء وأكرم له المثوبة، فأعدَّ له من الجنة جنتين، وفضلهما عن غيرهما بأمور كثيرة؛ يقول سبحانه وتعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 46-47]. فهاتين الجنتان تفضلان غيرهما بفضائل ومميزات أعد الله تلك الفضائل لمن خاف مقام ربه عز وجل، بل إن الجزاء أعظم وأكبر أن يعدَّه عَادٌّ؛ يقول سبحانه: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16-17]. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: «أعدت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر»، قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17][6]. ثانيًا: أن تكون في ظل عرش الرحمن: إن الخائف دائم الدمعة، لا قرار له إلا في دار القرار، فإن غزارة الدمع تطفئ حرارة الشهوات، وتكف المرء عن معصية ربه، لذا كان جزاؤه أن يكون في ظل عرش الرحمن؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر منها: ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه» [7]. ثالثًا: من فوائد الخوف والوجل والخشية الأمانمن عذاب الله: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله[8]. يقول المناوي - رحمه الله -: (عينان لا تمسهما النار أبدًا، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)؛ قال الطيبي: قوله: عين بكت... إلخ، كناية عن العالم العابد المجاهد مع نفسه؛ لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]؛ حيث حصر الخشية فيهم غير متجاوزة عنهم، فحملت النسبة بين العينين عين مجاهدة مع النفس والشيطان، وعين مجاهدة مع الكفار، والخوف والخشية مترادفان [9]. إن عينًا ذرفت الدمع خشية من الله، لهي ناجية ولو كان هذا الدمع طفرة ثم ولت، أو مرة في العام ثم أدبرت؛ قال سفيان الثوري رحمه الله: البكاء عشرة أجزاء، فواحد منها لله، والتسعة كلها رياء، فإذا جاء ذلك الجزء الذي لله تعالى في السنة مرة واحدة، نجا صاحبه من النار إن شاء الله. رابعًا: ومن فوائد الخوف من الله تعالى أن الله لا يُبقي في النار أحدًا ممن خافه في يوم من الأيام: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فيما يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ جَلَّ وَعَلَا أنه قَالَ: «وَعِزَّتِي لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ وَأَمْنَيْنِ، إِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [10]. فالعاقل من خشي ربه في السر والعلن، وخافه في الدنيا حتى يؤمنه في الآخرة، ويفر إليه في دار المفر، حتى يُسكنه غدًا دار المستقر، ويكون حاله في خوفه ووجله كما وصف الله عباده بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: 57-61]، فهم يصلون ويصومون ويزكون ويحجون، ولكنهم قد ملأ الخوف قلوبهم، فهم خائفون ألا يتقبل الله منهم. [1] التهليل : قول لا إله إلا الله. [2] الدعاء للطبراني - (ج 4/ ص 394). [3] أخرجه مسلم ح 1108. [4] مدارج السالكين ج 1 ص 559، و569. [5] تفسير ابن كثير، ج 4، ص 469. [6] أخرجه البخاري ح 3072 ومسلم ح 189. [7] أخرجه البخاري ح 629. [8] أخرجه الترمذي ح 1639 واحمد ح 17252 و قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 4113 في صحيح الجامع. [9] فيض القدير ج 4 ص 368. [10] حديث حسن رواه ابن حبان في صححه برقم 2494 وصححه الألباني في الصحيحة ح 2666.
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() جمال بشرتك في شهر رمضان يظن البعض أن الصيام يؤثر سلبا على البشرة، وهو أمر غير صحيح بالمرة، فعلى الرغم من أن نقص تناول المياه يضر بالبشرة، إلا أن التعويض الصحيح بعد الإفطار يعادل هذا الأمر، كما أن الصيام ينقي الجسم من السموم ويساعد على التخلص من الوزن الزائد والدهون التي تؤثر أيضا على صحة الجلد. وإليكِ هذه النصائح الهامة لبشرة نضرة في رمضان: 1ـ الاهتمام بتنظيف البشرة بشكل يومي سواء بمواد طبيعية أو مستحضرات مخصصة، وترطيب الوجه والأطراف. 2ـ استخدام الماء الفاتر عند الاستحمام عوضا عن الساخن للوقاية من جفاف البشرة. 3ـ من المهم شرب الماء بمعدل من 8- 12 كوب بين الإفطار والسحور.. الماء أفضل بكثير من كل المشروبات الأخرى، وتجنبي المياه الغازية والمحلاة. 4ـ تناول الفواكه والخضراوات لاحتوائها الفيتامينات والأملاح المهمة. 5ـ احرصي على النوم ليلا ولو قليلا. 6ـ تجنبي التعرض للشمس، وضعي الكريم الواقي حتى وأنت تجسلين في الظل. 7ـ رمضان فرصة للابتعاد عن الماكياج وإراحة البشرة من أضراره، وتذكري أن كثرة السجود والاستغفار يظهر أظرها نورا على الوجه وراحة في القلب. منقول
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() سلامة الأبدان في كمال الصيام (1) كتبه/ علاء بكر الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فالصيام عبادة قديمة فَرَضَها الله تعالى على الأمم السابقة، أدَّاها مَن سبقنا مِن الرسل والنبيين، ومَن سار على نهجهم مِن اتباعهم المؤمنين الصالحين، قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، ومع أن الصيام عبادة محضة لله تعالى أمر بها ورتَّب عليها الثواب الجزيل، وجعل للصائمين بابًا في الجنة لا يدخل منه إلا أهل الصيام، يُنادَى عليهم منه، فإذا دخلوا أغلق دونهم فلا يدخل منه غيرهم؛ إلا أنه مما لا شك فيه أيضًا: أن للصيام فوائد بدنية ونفسية كثيرة وعظيمة ينالها أهل الصيام إذا أحسنوا صومهم، والتزموا بما ينبغي عليهم فيه، بل يعتبر الأطباءُ الصيامَ مدرسة لتقوية وتنشيط البدن، ومستشفى لعلاج العديد من الأمراض. ومع التسليم بأن حديث: "صوموا تصحوا" لا يصح؛ فإن معناه صحيح، داخل في عموم قوله تعالى: "وأن تصوموا خير لكم"، وليس غريبًا أو جديدًا على الأسماع أن هناك في عالمنا الكثير من الكائنات الحية من غير البشر، تمارس صورًا من الصيام في حياتها وبصفة دورية، ولا تستغنَى عنه، بل جبلت وفطرت على ذلك؛ فهو غريزة فيها تجد فيه صلاحها ومنفعتها. ففي فصل الشتاء تنخفض الحرارة ويقل الغذاء، فتمارس أنواعٌ من الكائنات الحية صومًا اختياريًّا، فتسكن بعض الحيوانات في جحورها بضعة أسابيع أو بضعة شهور تمتنع أو تقلل فيها من الحركة وتناول الطعام، ومن أشهرها: "الدب القطبي" الذي ينام ساكنًا قرابة خمسة أشهر مِن كل عام، ومنها: أسماك تدفن نفسها في قاع الماء الذي تعيش فيه لمدة زمنية، ومنها: برمائيات تدفن نفسها في الطين أو الرمل في فترة الشتاء، ومن أشهرها: الضفادع في بياتها الشتوي، وتصوم أنواع عديدة من الأسماك والطيور المهاجرة خلال فترة هجرتها إلى أماكن التزاوج و الدفء، وهناك حشرات تمر بمرحلة من التحوصل أو التشرنق بدون طعام أو حراك. والعجيب: أن هذه الكائنات على اختلافها تعود -أو تخرج- بعد مدة صيامها تلك، وقد أصبحت أكثر حيوية ونشاطًا؛ فالدببة تخرج من بياتها الشتوي أقل وزنًا وأكثر نشاطًا، وأسرع حركة، والضفادع تخرج من بياتها لتملأ الدنيا انتشارًا ونقيقًا، والطيور المهاجرة ترجع أكثر نشاطًا وصداحًا، والحشرات تخرج من بياتها على صورة فراشات رشيقة تطير في الهواء. وهذه الأمور المعلومة والمشاهدة في حياتنا بانتظام تعد في حقيقتها أمور فطرية تهتدي إليها وتمارسها هذه الكائنات على اختلافها بالغريزة، وتلعب دورًا مهمًّا في الحفاظ على الحياة واستمرار النوع، أي: أن هذه الصور من الصوم المنتظم عند هذه الكائنات ضرورية لحياتها، ومن هنا يأتي السؤال -والذي بالطبع يحتاج إلى الإجابة عنه-: هل للإنسان نصيب أو حاجة لهذه الصور من الصيام؟ لقد توالت الأبحاث والدراسات العلمية التي أجريت شرقًا وغربًا حول الصيام، وأكَّدت تلك الأبحاث والدراسات بما لا يدع مجالًا للشك: أن هناك فوائد ومنافع للصيام تعود على الإنسان بدنيًّا ونفسيًّا، وبالتالي حاجة الإنسان في كلِّ زمان ومكان للصوم، بل ربما كانت حاجة الإنسان في زماننا للصوم المنتظم أكثر من الأزمنة التي مضت لكثرة المأكولات الدسمة، وكثرة الملوثات. ومن المعلوم: أن الجسم يقوم بإحراق المواد الغذائية المهضومة؛ للحصول على الطاقة اللازمة للحركة والعمل، وينتج عن هذا الاحتراق ذرات حرة من الأكسجين لها تأثير سيئ على جدران الخلايا وعلى الدهون في الجسم؛ إذ تسبب الكثير من الأمراض، وتبدي مظاهر الشيخوخة خاصة التجاعيد. ويزيد الأمر سوءًا: أننا صرنا نأكل يوميًّا كميات كبيرة من أطعمة أغلبها دسمة مليئة بالدهون والمقليات، والحوادق والتوابل، ونتعرض إلى كميات ليست بالقليلة من الملوثات في الخضروات والفواكه بتأثير المبيدات والأسمدة، إلى جانب تلوث الهواء عبر أدخنة المصانع والشركات، وعوادم المركبات المتنوعة، والسيارات ووسائل النقل المختلفة، بل وتلوث مياه الشرب نتيجة إلى تزايد تلوث مصادرها. ويقوم الجهاز الهضمي للإنسان يوميًّا، ولساعات طويلة بعمليات الهضم والامتصاص والإفراز، بدءًا من طحن الطعام في الفم، ونقله وتحريكه حتى إخراج فضلاته، وعمليات الهضم والتمثيل الغذائي لكل هذه المواد تستهلك جزءًا كبيرًا من طاقة الكبد الذي يلعب دورًا كبيرًا في مقاومة الأمراض من خلال تطهير الجسم من السموم الضارة من خلال معادلة سميتها وتسهيل عمليات إخراجها من الجسم حفاظًا عليه من أضرارها المدمرة. كما أن هناك أنواعًا من المأكولات تحدث مشاكل عديدة في الجسم كالتي تسبب الحساسية: كالأسماك والبيض، والمانجو والفراولة، والموز والشكولاتة، وهناك وجبات كثيرة فيها دهون تضر الجلد حيث تتسبب في ظهور حب الشباب والدمامل والبثور والتهابات الجلد، وتزيد فرص حدوث ذلك بزيادة كميات المأكول منها، وتقل وتنقص احتمالات الإصابة بذلك بالتقليل منها. ومما يزيد الأمر سوءًا: أن السموم التي تدخل الجسم مع تناول الأطعمة واستنشاق الهواء الملوث تظل داخل الجسم عادة ذائبة، وملتصقة بالدهون، وتتصف بكونها في تزايد وتراكم مستمر، تزيد بزيادة الدهون في الجسم وتنقص بنقصها. ويزيد الأمر سوءًا: حال مرض الجسم فيصبح كثرة الطعام -خاصة غير المناسب لطبيعة المرض- عبئًا على الجسم حيث يستهلك من الجسم طاقة يحتاجها المريض في مقاومة المرض، ويستهلك الهضم والتمثيل الغذائي جزءًا من طاقة الجسم، ويقلل من دور الكبد الكبير في مقاومة أمراض الجسم؛ إذ إنه ينقي الدم ويطهره من السموم الضارة -كما ذكرنا-. وتتسبب الأطعمة كثيرة الأملاح والكوليسترول في زيادة ضغط الدم في الشرايين، كما أن للإكثار من تناول المنبهات: كالشاي والقهوة تأثيره أيضًا على الشرايين، ويحدث اضطرابات في ضربات القلب، ولا ننسى أن الإكثار من الطعام عامة يسبب البدانة والسمنة بكل ما تجلبه من أمراض ومضاعفات سيئة على البدن، كما أن الإكثار من السكريات والنشويات يضر البدن عادة، ويضر مرضى السكر خاصة، ويزيد كذلك من العبء والحمل الملقى على البدن عامة وعلى البنكرياس خاصة. فإذا صام الإنسان صيامًا منتظمًا لعدة أسابيع متتالية؛ فهو بذلك يسدي لجسمه خدمة جليلة، لها مردودها النافع على البدن كله، من جهة تقليل مرات وكميات الطعام التي يتناولها يوميًّا، ومن جهة إعطاء أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة الراحة لساعاتٍ طويلةٍ يوميًّا؛ لاستعادة حيويتها ونشاطها الطبيعي من جديد، وهذا ظاهر وواضح. وقد أجريت دراسات وأبحاث عديدة في الغرب على صيام المرء صيامًا كليًّا بالامتناع عن الطعام والشراب بالكلية، أو صيامًا جزئيًّا بالامتناع عن الطعام كلية، والاقتصار على شرب الماء فقط، لمدة 12 ساعة متصلة يوميًّا، ولمدة 4 أسابيع متتالية، فتوصل العلماء على فوائد ومنافع لهذا الصوم لا يسع المرء تجاهلها، وتؤكد على أهمية أن يصوم الإنسان بانتظام على فتراتٍ من العام؛ حفاظًا على صحته العامة وسلامته، وتجديدًا لحيوية أجهزة الجسم، واستعادة كمال نشاطها وقدراتها من حين لآخر. فالإنسان إذا صام لساعات طويلة أثناء اليوم يبدأ الجسم في استهلاك وحرق المواد الغذائية المخزنة فيه، مثل: الجليكوجين والدهون؛ للحصول على الطاقة اللازمة للحركة والعمل، ثم يتجه إلى بعد ذلك إلى حرق واستهلاك أنسجته الداخلية، وعادة يبدأ الجسم باستهلاك الخلايا التالفة أو المريضة أو الهرمة، فإذا عاد لحالته الطبيعية من تناول الطعام عوَّض الجسم هذه الخلايا التالفة أو الضعيفة التي أحرقت واستهلكت بخلايا جديدة قوية نشيطة، فالصيام هنا أشبه بجراح يستأصل من الجسم خلال فترات الصيام الطويلة الخلايا الميتة والضعيفة، ويستبدلها عند العودة لتناول الطعام بخلايا صحيحة قوية، وفي هذا فائدة أيما فائدة للجسم. وأثناء فترة الصيام لساعات طويلة يستريح الجسم خلالها من عمليات الهضم والتمثيل الغذائي، ويتوقف فيها بالتالي إنتاج ذرات الأكسجين الحرة ذات التأثير المدمر على خلايا الجسم؛ مما يساعد على الوقاية من الأمراض، ويؤخر من الدخول في مظاهر الشيخوخة، ويفقد الجسم بعضًا من وزنه الزائد، مع استعادة نشاط الجسم وحيويته من جديد. ففي بعض التجارب وُجِد أن: تقليل الطعام لبعض الفئران بنسبة الثلث يزيد في أعمارها بنسبة تصل إلى 40 %، وتتأخر لديها علامات ومظاهر الشيخوخة وتتحسن حالتها الصحية البيولوجية بصورة أفضل، فتستطيع أن تعمل بعد ذلك بمعدلات عمل أعلى، ولفترة عمل أطول مقارنة في ذلك كله بالفئران الأخرى التي ظلت طوال فترة التجارب تأكل طعامها المعتاد كاملًا. وأثبتت تجارب أخرى: أن الجهاز الهضمي يستريح طوال ساعات الصيام الطويلة من طحن الطعام وتحريكه ونقله ومن الإفراز والهضم والامتصاص، وهذه الراحة تعد بالفعل ضرورية للجهاز الهضمي -ولفترة طويلة نسبيًّا- تتاح للجهاز الهضمي فيها صيانة وترميم نفسه، وتتاح أيضًا: الفرصة لأجزائه المريضة أن تتداوي وتقاوم مرضها؛ هذا إلى جانب استفادة الجسم من الطاقة المتوفرة التي كان يبذلها الجهاز الهضمي طوال ساعات الأكل، إلى جانب تفرغ الكبد لتطهير الجسم من السموم في الدم حيث تزيد نسبة تطهير الكبد لسموم الجسم خلال ساعات الصيام بنحو (25 – 30) %، حيث إنه مع الصيام يتوفر جزء كبير من الدم الذي كان يذهب إلى الجهاز الهضمي عقب تناول الطعام. كما وجد أيضًا: أن كثيرًا من حالات الأرق والقلق واضطرابات النوم التي تصاحب البعض؛ بسبب الإفراط في الطعام أو تناول أطعمة غير مناسبة، والتي قد تصل إلى حدِّ الحرمان من النوم الهادئ ليلًا بسبب حموضة في المعدة أو انتفاخ ومغص في الأمعاء ناتج عن عسر الهضم. وبالطبع يساعد تلاشي ذلك كله بالصيام على أن ينام الإنسان في هدوء، كما تقل معاناة القلب؛ خاصة عند مرضى القلب حيث يقل العبء على القلب بقلة تعاطي السوائل والشاي والقهوة والماء، والتي تزيد من حجم الدم وتؤدي إلى زيادة العبء على القلب واضطراب ضرباته. ولهذه المنافع والفوائد تبلورت فكرة استخدام الصوم كعلاج طبي خاصة للأشخاص الذين يعانون من السمنة والبدانة، وأمراض الجهاز الهضمي المختلفة، وأمراض الجهاز العصبي والسمنة، وأدَّى تراجع هذه الأمراض، بل والشفاء منها بالصيام إلى انتشار المصحات في الغرب التي تعد الصيام المنتظم وسيلة من وسائل علاج الحالات المذكورة، وغيرها. ومع كل ما ذكرناه فيما سبق -وذكره كثيرون حول فوائد ومنافع الصيام للأبدان؛ السليمة منها والسقيمة، كل بحسبه- فإننا ننبه على: أن كمالَ هذه الاستفادة مرهون بكمال هذا الصيام، وكمال ما جاء في الإسلام من أحكام وآداب تناول الطعام عامة، وأحكام وآداب الصيام خاصة؛ لذا فعلى كل صائم أن يعلم أن صلاحه الدنيوي والديني هو في التزامه في صيامه بما جاء في الكتاب والسنة في هذا الشأن، مع الاقتداء في ذلك بما ورد من هديه صلى الله عليه وسلم في كل ما يتعلق بهذا الموضوع جملة وتفصيلًا؛ فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. قال ابن القيم رحمه الله في كتابه القيم: (زاد المعاد) في (فصل: في هديه صلى الله عليه و سلم في الصيام) وكأنه معنا الآن وبيننا: (وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة، وحمايتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة، التي إذا استولت عليها أفسدتها، واستفراغ المواد الرديئة المانعة له من صحتها، فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها، ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات). ويضيف: (والمقصود أن مصالح الصوم لما كانت مشهودة بالعقول السليمة والفِطَر المستقيمة شرعه الله لعباده؛ رحمة لهم، وإحسانًا إليهم، وحمية وجُنَّة. وكان هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أكمل الهدي، وأعظم تحصيل للمقصود وأسهله على النفوس). وعن هديه صلى الله عليه وسلم في الانتظام في الصيام طوال العام إضافة إلى صيام شهر رمضان يقول ابن القيم رحمه الله: (كان صلى الله عليه وسلم يصوم حتى يقال لا يفطر، ويفطر حتى يقال لا يصوم، وما استكمل صيام شهر غير رمضان، وما كان يصوم في شهر أكثر مما يصوم في شعبان، ولم يكن يخرج عنه شهر حتى يصوم منه). وللحديث بقية إن شاء الله.
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
![]() كيف نكسب ليلة القدر؟ أيها المسلم الكريم: الليلة هي ليلة التاسع والعشرين من رمضان المبارك، وقد تكون هي ليلة القدر، وهي من أعظم الليالي، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]، وهي الليلة التي مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ. ومن الحرمان أن ترى بعض المسلمين يقضون هذه الفرصة النادرة فيما لا ينفعهم، فإذا جاء وقت القيام كانت أحوالهم ما بين نوم أو سمرٍ، أو غيبة، أو متابعة الأفلام والمسلسلات! فيا ترى كيف نكسب ليلة القدر؟ كيف نُكْتَبُ من الفائزين بليلة القدر؟ ينبغي للمسلم الحريص على طاعة الله أن يهتم بهذه الليلة ويحرص على قيامها إيمانًا بها، وطمعًا في أجرها العظيم، وذلك: أولًا: تطهير الظاهر والباطن: قال ابن رجب (رحمه الله): "يُستحبُّ في الليالي التي تُرجى فيها ليلة القدر التنظفُ، والتطيب، والتزين بالغُسل، والطيب، واللباس الحسن، ولا يَكْمل التزيُّن الظاهر إلا بتزيين الباطن؛ بالتوبة والإنابة الى الله تعالى".[1] ثانيًا: الدعاء والصدقة: عند غروب الشمس ادعُ الله تعالى أن يعينك على قيام ليلة القدر، واحرص على أن تفطِّر صائمًا، وجهز صدقتك لهذه الليلة، ولا يفتر لسانك من دعائك بـ «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني»، وخاصة في الثلث الأخير من الليل. ثالثًا: صلِّ صلواتك بخشوع: وحافظ على صلاة العشاء والفجر بجماعة، ولا تفوتك صلاةُ التراويح، وصلاة القيام، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ...». [2] رابعًا: التفرغ للعبادة من غروب الشمس الى الفجر: وذلك بإغلاق الفضائيات، ومواقع التواصل الاجتماعي التي سرقت أغلب أوقاتنا، وقطع علاقاتك مع الناس، لأن الليلة ليست ليلة المسلسلات ولا ليلة التصفح في مواقع التواصل، ولا ليلة القال والقيل، بل هي ليلة القرآن، والدعاء، والصلاة، والاستغفار، فالعَمَلُ الصالح فيها خيرٌ مِنَ العَمَلِ في ألفِ شَهرٍ، فمحروم والله من فرّط في ليلة القدر ليلة العزِّ، ليلة الكنز، ليلة الفوز. خامسًا: الاجتهاد ليلًا ونهارًا: فليلة القدر كنهارها فلا تغفل عن ذلك، فقد ذهب العلماء إلى اعتبار ليلة القدر كنهارها في لزوم الاجتهاد في العمل الصالح، قال الإمام الشافعي (رحمه الله): "أَسْتَحِبُّ أَنْ يَكُونَ اجْتِهَادُهُ فِي يَوْمِهَا، كَاجْتِهَادِهِ فِي لَيْلَتِهَا". [3] فيا رب بلغنا ليلة القدر، ولا تحرِمنا نورها، وبركتها، وأجرها، وعتقها، واجعل لنا فيها دعوة لا ترد، وافتَح لنا فيها بابًا إلى الجنة لا يسد، واكتبنا فيها من عتقائك من النار، ووالدينا، وكل من نحب والمسلمين أجمعين يا رب العالمين. ونسألك لنا وللمسلمين الحفظ، والسلامة، والعافية من كل داء، وحسن الختام، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] لطائف المعارف لابن رجب (ص: 189). [2] صحيح البخاري، كتاب فضل ليلة القدر - باب فَضْلِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ: (3/ 59)، برقم (2014)، وصحيح مسلم، كِتَابُ صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا- بَابُ التَّرْغِيبِ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ، وَهُوَ التَّرَاوِيحُ ![]() [3] المجموع شرح المهذب للنووي: (6/ 451). _________________________________________________ الكاتب: د. محمد جمعة الحلبوسي
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]() وسائل الإعلام الرائي (التلفزيون) د. فهمي قطب الدين النجار ظهوره: كان في عام 1928م في الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة؛ لذلك تُعَدُّ أكبر دولة في تصدير البرامج في العالم؛ إذ يُقدَّر ما تُصدره في السنة الواحدة بـ (130) ألف ساعة برامجية، بتكلفة 1000 دولار للدقيقة الواحدة، ثم ظهَر بعد ذلك في باقي دول العالم. أما في البلاد العربية، فقد بدأ البثُّ في المغرب عام 1954م، وفي العراق عام 1956م، ثم توالى البثُّ في باقي البلاد العربية. وقد بلغ عدد محطات الإرسال للرائي في الدول العربية 190 محطةً عام 1977م. مميزاته: يتميَّز الرائي بمُميِّزات خاصة استطاع بها جذب جمهور المذياع، وخاصة الأطفال والشباب، هذه الميزات هي: 1- أنه يجمع بين الرؤية والصوت والحرَكة؛ مما يَجذِب الانتباه ويُثير الحواس أكثر من أي وسيلة أخرى. 2- يُقدِّم الأحداث كما هي في الواقع زمَن حُدوثِها. 3- يَنقُل الأحداث إلى الأسرة داخل المَنزل بالصورة والصوت والحركة، وهو بهذا يوفِّر الوقت ويُعمِّم المعرفة. وظيفته: تختلف النظرة إلى الرائي في المجتمعات حسب عقيدة هذه المجتمعات؛ فالمجتمعات الغربية ترى أن وظيفة الإعلام التلفزيوني الرئيسة هي (الترفيه، وملء أوقات الفَراغ)، وهذا الرأي ينطلِق من الأساس المادي للحياة الغربية، وأن على الإنسان أن ينتهِزَ فرصة الحياة الدنيا ليُمتِّع نفسه أقصى درجة التمتُّع، وهذه الحياة هي الغاية، وهي المصير، ولا حياة بعدها، أما المجتمعات الشيوعيَّة، فترى أن التلفزيون وسيلة ترفيه ودعاية بنفس الوقت؛ فالبرامج الترفيهية تُنسي الإنسان واقعه الاقتصادي المُتعب، وواقعه الاجتماعي المُتحلِّل، وتجعله يعيش في عالم خيالي، وتزيد من تَحلُّله الأخلاقي، وتَخلُق فيه رُوح اللامبالاة، أما الدعاية، فهي للفِكر الماركسي الذي عفا عليه الزمن، وثبَت أنه يُناقِض الحياة والفِطرة، ووظيفة الدعاية هذه هي وظيفة كل وسائل الإعلام في الدول الشيوعيَّة سابقًا. أما عن وظيفة التلفزيون في المُجتمَع الإسلامي، وكما هو في الواقع الآن، فلا أظن أنه يَنطلِق من مبادئ معيَّنة؛ فهو يجمع بين الترفيه والتوجيه، وإن كان الترفيه هو الغالب في التلفزيون العربي حاليًّا. وما أحوجَنا إلى تأصيل عقدي حقيقي لوظيفة التلفزيون في المجتمع الإسلامي الذي يسير وَفْق هدى الله، فهو لن يكون سوى وسيلة خير وهدى: 1- تَنشُر الدعوة الإسلامية في كل مكان. 2- تنشر التعليم، وتمحو الأمية. 3- تزيد في وعي أفراد المجتمع سياسيًّا وفكريًّا واقتصاديًّا. 4- تُحرِّر العقل الإسلامي مِن قيود الأوهام والخُرافات. 5- تُغيِّر المفاهيم الخاطئة التي تراكمَت بتأثير الإعلام المعادي. 6- تُروِّح وتُرفِّه عن النفس، مِن عناء التعب الجِسمي والعقلي، ولكن ليس بالأسلوب الغربي أو الشرقي غير الأخلاقي، بل بأسلوب نظيف، عن طريق المشاهِد الخلابة التي تُسبِّح الله، الناطقة بقدرة الله - عز وجل - وآياته في الكون والإنسان، وعن طريق القصص التاريخيَّة التي تُبرِز بطولات المسلمين، والقصص الاجتماعية التي تُظهِر السلوك الإسلامي المتميِّز في المعاملة والأخلاق الرفيعة. وليس ضروريًّا أن نُلزم الإعلام التلفزيوني بالأخبار وتلاوة القرآن فقط، فيملَّ الناس وينصرفوا إلى ما هو أشدُّ منه ضررًا، وهو الفيديو، أو أي وسيلة أخرى فاسدة. يتبع
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |