سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين - الصفحة 11 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وإن عدتم عدنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 3 )           »          خاتم التجاوز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          طريق الإسلام الحركة النسوية والمنظمات الدولية تقودان حربًا خفية لتفكيك الأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          القرار الغائب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          طيب المعاملة مع الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الإلحاد ومشكلة وجود الشر: حجتهم أم معضلتهم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مشاهد وصور من الهجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أهمية الحوار بين الآباء والأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أقوال أغلى من الذهب عن الحكمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          من معاني الحكمة في اللغة والاصطلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #101  
قديم 09-05-2025, 12:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,038
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل





سيرة أبي إسماعيل مرة بن شراحيل البُكيلي الهمْداني (ت: 76هـ) رحمه الله

4: أبو إسماعيل مرة بن شراحيل البُكيلي الهمْداني (ت: 76هـ)
يقال له: مرة الطيب، ومرة الخير؛ قال ابن حبان: (إنما سمّي طيّبا لكثرة عبادته).
وقال الذهبي: (مخضرم، كبير الشأن).
وقال العجلي: (كوفيّ تابعيّ ثقة).
وكان من عبّاد أهل الكوفة، جمع من العلم فأكثر، لكن غلبت عليه العبادة.
قال عطاء بن السائب: رأيت مصلى مرة الهمداني مثل مبرك البعير.
وقال ابن حبان: (كان يصلى كل يوم ستمائة ركعة، وكان مسجده مثل مبرك البعير).
قال الذهبي: (ما كان هذا الولي يكاد يتفرغ لنشر العلم، ولهذا لم تكثر روايته، وهل يراد من العلم إلا ثمرته).
قلت: ومع هذا فمروياته في التفسير كثيرة.
ومن مروياته في التفسير:
أ: قال عبد الله بن وهب: أخبرنا سفيان الثوري، عن زبيد الإيامي، عن مرة بن شراحيل الهمداني قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: {اتقوا الله حق تقاته}، قال: فحق تقاته أن يطاع فلا يعصى، ويشكر فلا يكفر، وأن يذكر فلا ينسى). ورواه أيضاً ابن جرير.
ب: عمرو بن قيس الملائي عن مرة الطيب: ليتق امرؤ ألا يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء. ثم قرأ هذه الآية: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء}). رواه ابن أبي حاتم.
ج: قال موسى بن أبي عائشة: سألت مرة الهمداني عن قوله تعالى : {اللؤلؤ والمرجان} قال: « المرجان: جيد اللؤلؤ » رواه عبد الرزاق.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #102  
قديم 09-05-2025, 12:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,038
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل





سيرة أبي مريم زِرُّ بنُ حُبَيشِ بنِ حُباشةَ الأسديّ (ت: 82هـ) رحمه الله

5: أبو مريم زِرُّ بنُ حُبَيشِ بنِ حُباشةَ الأسديّ (ت: 82هـ)
الإمام المقرئ المفسّر، ثقة جليل القدر، من كبار التابعين المخضرمين، أدرك الجاهلية، ولبث فيها عمراً، وكان قد جاوز الأربعين من عمره لمّا هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما وفد على عمر في المدينة، ثم ارتحل إلى الكوفة، ولزم ابن مسعود، وقرأ عليه القرآن، وأخذ منهم علماً غزيراً، وكان زرّ من الفصحاء المذكورين؛ عالماً بالعربية.
قال عاصم بن أبي النجود: (كان زر بن حبيش أعرب الناس، وكان عبد الله [بن مسعود] يسأله عن العربية). رواه ابن سعد.
ووفد في خلافة عثمان إلى المدينة؛ ولزم عبد الرحمن بن عوف وأبيّ بن كعب، ملازمة حسنة، وقرأ على أبيّ وأكثر من سؤاله عن التفسير.
عن عاصم، عن زر قال: خرجت في وفد من أهل الكوفة، وايم الله إن حرضني على الوفادة إلا لقاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما قدمت المدينة أتيت أبيّ بن كعب، وعبد الرحمن بن عوف، فكانا جليسيَّ وصاحبيَّ، فقال أبيٌّ: يا زرّ ما تريد أن تدع من القرآن آية إلا سألتني عنها). رواه ابن سعد.
ولعله كان في عشر الستين في تلك الوفادة.
وكان مع فصاحته ومعرفته بالتفسير من الأئمة القراء؛ قال عاصم: (ما رأيت أقرأ من زر).
قرأ القرآن فجوّده، وعلم من التفسير والأحكام علماً غزيراً، وعمّر حتى أدرك خلافة عبد الملك بن مروان، ومات سنة 82هـ قبل وقعة الجماجم، وله من العمر 127سنة على قول أبي نعيم، و122 سنة على قول ابن حبّان.
قال إسماعيل بن أبي خالد: (رأيت زر بن حبيش وقد أتى عليه عشرون ومائة سنة وإن لحييه ليضطربان من الكبر). رواه ابن سعد.
وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث.

روى عن: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وأبيّ بن كعب، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عباس.
وروى عنه في التفسير: عاصم بن أبي النجود وهو أكثرهم رواية عنه، والمنهال بن عمرو، والأعمش، ومنصور بن المعتمر، وعطاء بن أبي ميمونة.
وعطاء مختلف فيه لكن يروي عنه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف؛ فرواية علي بن زيد عن عطاء بن أبي ميمونة عن زر ضعيفة الإسناد.
وقرأ عليه القرآن: عاصم بن أبي النجود والأعمش ويحيى بن وثاب وغيرهم.

ومما روي عنه في التفسير:
أ: جرير بن حازم عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال: (سألت عبد الله بن مسعود عن {الأواه}، قال: هو الدَّعاء). رواه ابن وهب.
ب: عن محمد بن عبيد الله عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال: سألت عبد الله بن عباس: أفي ص سجدة، فقال: نعم، فقلت: إن ابن مسعود يقول: لا؛ قال: لو سمعها داود لسجد، وقد أمرنا الله أن نقتدي بهم). رواه ابن وهب.
ج: سفيان، عن عاصم، عن زِرّ {َما هوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ} قال: الظَّنين: المتَّهم، وفي قراءتكم: {بِضَنِينٍ} والضنين: البخيل، والغيب: القرآن). رواه ابن جرير.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #103  
قديم 22-05-2025, 10:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,038
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل




سيرة أبي وائل شقيق بن سلمة الأسدي (ت: 83هـ تقريباً) رحمه الله
6: أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي (ت: 83هـ تقريباً)
من كبار التابعين، ثقة مخضرم، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يلقه، وتلقّى العلم عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبو موسى الأشعري، وابن عمر، وابن عباس، وغيرهم.
- قال أبو العنبس:سمعت أبا وائل يقول: (بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام شاب). رواه الخطيب البغدادي.
- قال هشيم: أخبرنا مغيرة عن أبي وائل: أتانا مصدّق النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكان يأخذ من كل خمسين ناقة ناقة؛ فأتيته بكبش لي؛ فقلت له: خذ صدقة هذا؛ فقال: ليس في هذا صدقة). رواه ابن سعد.
- أبو معاوية، عن الأعمش، قال: قال لي شقيق بن سلمة: (يا سليمان لو رأيتني ونحن هراب من خالد بن الوليد يوم بزاخة، فوقعت عن البعير فكادت تندق عنقي، فلو مت يومئذ كانت النار). رواه ابن سعد والخطيب البغدادي.
- استنتج الذهبي من ذلك أن أبا وائل كان مع من ارتدّ من قومه بني أسد في زمان أبي بكر الصديق، ولكنّ الله منّ عليه فتاب.
وقد روي أن عبد الله بن مسعود كان إذا رآه قال: مرحباً بالتائب.
وكان شقيق بن سلمة من خاصة أصحاب ابن مسعود وخيارهم، وأعلمهم بحديثه وأحفظهم له.
قال إبراهيم النخعي للأعمش: عليك بشقيق، فإني رأيت الناس وهم متوافرون، وهم يعدونه من خيارهم). رواه الخطيب البغدادي.
قال يوسف الصفار: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، قال: كان أبو وائل إذا خلا نشج، ولو جعل له الدنيا على أن يفعل ذلك وأحد يراه لم يفعل). رواه الخطيب البغدادي.
وكان حافظاً للسانه متقللاً من الدنيا؛ حتى روي أنّ بيته خصّ من قصب إذا غزا نقضه، وإذا قدم بناه.
- قال عاصم بن أبي النجود: (ما سمعت أبا وائل سب إنسان قط، ولا بهيمة). ذكره الذهبي.
قال عاصم بن بهدلة: سمعت شقيق بن سلمة أبا وائل يقول وهو ساجد: (اللهم اعف عني واغفر لي فإنك إن تعف عني تعف عني طويلا وإن تعذبني تعذبني غير ظالم ولا مسبوق). رواه ابن سعد.
قال قبيصة بن عقبة: حدثنا سفيان عن الأعمش قال: كان أبو وائل إذا سئل عن شيء من القرآن قال: قد أصاب الله به الذي أراد).
وقال الزبرقان بن عبد الله الأسدي: أمرني شقيق قال: (لا تقاعد أصحاب أرأيت أرأيت). رواه الدارمي وابن سعد وابن حبان.
نزل أبو وائل الكوفة مع أوّل من نزلها في خلافة عمر، وصحب ابن مسعود، وشهد قتال الخوارج بالنهروان مع عليّ ، وروى قصّة ذي الثدية، وشهد معه صفين.
قال ابن سعد: أخبرنا وكيع بن الجراح قال: حدثنا الأعمش عن أبي وائل؛ قيل له:
أشهدت صفين؟ قال: (نعم وبئست الصفون كانت).
قال يحيى بن معين: (أبو وائل ثقة، لا يسأل عن مثله).
وقال ابن سعد: (كان ثقة، كثير الحديث).
عمّر حتى بلغ مائة، وروي أنه سئل أيهما أكبر هو أو مسروق؟ فذكر أنه أسنّ منه.
ومات بعد وقعة الجماجم في زمن الحجاج بن يوسف.
سنة 82هـ أو 83هـ.
ووهم الواقدي فزعم أنه مات في خلافة عمر بن عبد العزيز لأجل ما ذكر أنه مات في عشر المائة، وإنما أرادوا عمره، كما نبّه لذلك الذهبي.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #104  
قديم 22-05-2025, 10:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,038
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل





سيرة أبي الأحوص عوف بن مالك بن نضلة الجشمي (ت: 85 هـ تقريباً) رحمه الله

7: أبو الأحوص عوف بن مالك بن نضلة الجشمي (ت: 85 هـ تقريباً)
وجشم بطن من هوازن.
روى أبو الأحوص عن أبيه مالك بن نضلة وكان صحابياً، وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أنعم الله على عبد نعمة أحب أن يرى أثر نعمته عليه).
نزل الكوفة في خلافة عمر مع أوائل من نزلها، وتفقّه على عبد الله بن مسعود وأبي موسى الأشعري، وأبي مسعود البدري، وغيرهم.
وقاتل الخوارج مع عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وروى أحداث وقعة النهروان.
قال علي بن الأقمر: سمعت أبا الأحوص يقول: (كنا ثلاثة إخوة. أما أحدهم فقتلته الحرورية. وأما الثاني فقتل يوم كذا وكذا. والثالث. يعني نفسه. لا يدري ما يصنع الله به).

وكان ثقة حافظاً كثير الحديث، حمل عن عبد الله بن مسعود علماً غزيراً، وحدّث عنه فأكثر وأطاب.
- الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي الأحوص، قال: كنا في دار أبي موسى مع نفر من أصحاب عبد الله [بن مسعود] وهم ينظرون في مصحف؛ فقام عبد الله.
فقال أبو مسعود: ما أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم.

فقال أبو موسى: (أما لئن قلت ذاك، لقد كان يشهد إذا غِبنا، ويُؤذن له إذا حُجِبنا). رواه مسلم.
سرده للحديث:
- قال شعبة لأبي إسحاق السبيعي: كيف كان أبو الأحوص يحدث؟

قال: كان يسكبها علينا في المسجد. يقول: قال عبد الله، قال عبد الله). رواه الفسوي وابن سعد.
وكان من القصّاص الثقات.
- قال عاصم بن أبي النجود: كنا نأتي أبا عبد الرحمن السلمي ونحن غلمة أيفاع. قال فكان يقول لنا: لا تجالسوا القصاص غير أبي الأحوص). رواه مسلم في مقدمة صحيحه، وابن سعد.
وفاته:
- قال ابن حبان: قتلته الخوارج في أيام الحجاج بن يوسف.

- وروى الفسوي في المعرفة عن أبي الزعراء قال: خرج أبو الأحوص إلى الأزارقة فقُتل.
وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الخوارج: «طوبى لمن قتلهم وقتلوه» روي من حديث جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عليّ بن أبي طالب وعبد الله بن عمر وعبد الله بن أبي أوفى وأنس بن مالك وأبو سعيد الخدري.

- ذكره البخاري في تاريخه فيمن مات ما بين الثمانين إلى التسعين.

مرويات أبي الأحوص في التفسير:

روى عنه في التفسير: أبو إسحاق السبيعي، وعلي بن الأقمر، ومالك بن الحارث، وعبد الله بن مرة، وعبد الملك بن عمير، وعطاء بن السائب، وعاصم بن أبي النجود، وإبراهيم الهجري، وحميد بن هلال العدوي، ويزيد بن أبي زياد، وسلمة بن كهيل، وغيرهم.

مما روي عنه في التفسير:
أ: إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، في قوله: {ومن الأنعام حمولة وفرشا}، قال: " الحمولة: ما قد حمل من الإبل، والفرش: صغار الإبل التي لم تحمل ). رواه سفيان الثوري وابن وهب وابن جرير.
ب: عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي الأحوص، أن عبد الله بن مسعود قرأ هذه الآية: {تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون} قال: «ألم تروا إلى الرأس المشيط بالنار قد قلصت شفتاه وبدت أسنانه؟» رواه عبد الرزاق وابن جرير.
ج: مالك بن مغول، عن علي بن الأقمر، عن أبي الأحوص، أنه تلا هذه الآية: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء} ، ثم يقول: بريءٌ نبيكم صلى الله عليه وسلم منهم). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #105  
قديم 17-06-2025, 05:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,038
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل






سيرة أبي العالية رُفيع بن مهران الرياحي (ت: 93هـ) رحمه الله
8: أبو العالية رُفيع بن مهران الرياحي (ت: 93هـ)
الإمام القارئ المفسّر الفقيه، تابعيّ مخضرم، أدرك الجاهلية، وأسلم في خلافة أبي بكرٍ الصديق، وقرأ القرآن على عمر وأبيّ بن كعب وزيد بن ثابت.
- قال أبو خلدة: سمعت أبا العالية يقول: كنا عبيدا مملوكين، منا من يؤدي الضرائب، ومنا من يخدم أهله، فكنا نختم كل ليلة، فشق علينا، حتى شكا بعضنا إلى بعض، فلقينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فعلَّمونا أن نختم كل جمعة، فصلينا ونمنا ولم يشق علينا). رواه ابن سعد.
- وقال: كنت آتي ابن عباس وهو أمير البصرة، فيجلسني على السرير، وقريش أسفل، فتغامزت قريش بي، فقالت: يرفع هذا العبد على السرير! ففطن بهم، فقال: إن هذا العلم يزيد الشريف شرفا، ويجلس المملوك على الأسرة.) ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام.
كان مملوكاً لامرأة من بني رياح؛ فوافت به المسجد والإمام على المنبر فأشهدت المسلمين على عتقه سائبة لله.
- قال أبو قطن: حدثنا أبو خلدة عن أبي العالية قال: كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم نرض حتى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم). رواه ابن سعد.
- قال عاصم الأحول: كان أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام وتركهم.
- قال سلام بن مسكين: حدثنا محمد ابن واسع عن أبي العالية الرياحي قال: ما أدري أي النعمتين علي أفضل. إذ أنقذني الله من الشر وهداني إلى الإسلام أو نعمة إذ أنقذني من الحرورية). رواه ابن سعد.

روى عن عائشة وابن مسعود وأبيّ بن كعب، وأبي موسى، وابن عباس وأنس بن مالك، وغيرهم.
وروى عنه: الربيع بن أنس البكري، وقتادة، وعاصم بن أبي النجود، ويونس بن عبيد، وأبو خلدة، وداود بن أبي هند، وغيرهم.

مروياته في التفسير:
له مرويات كثيرة في التفسير، من أقواله ومما يروي عن بعض الصحابة رضي الله عنهم.
أ: أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: "هدنا إليك"، قال: تبنا إليك). رواه ابن جرير.
ب: عن هشيم قال:أخبرنا يونس بن عبيد عن أبي العالية: {ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف} قال: المعروف: القرض، ألا ترى إلى قوله عز وجل: {فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم}).
ج: أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية: {اطمس على أموالهم} قال: (اجعلها حجارة). رواه ابن جرير.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #106  
قديم 17-06-2025, 05:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,038
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل





سيرة أبي محمد سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي القرشي (ت:94هـ) رحمه الله
9: سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي القرشي (ت:94هـ)
الفقيه العالم الثبت الثقة؛ إمام المسلمين في زمانه.
ولد في خلافة عمر، وسمع منه شيئاً يسيراً لصغر سنّه، وأخذ عامّة علمه عن زيد بن ثابت وأبي هريرة؛ فحمل عنهما علماً كثيراً؛ فقد كان زيد من أفقه أهل المدينة وأعلمهم بالقرآن والأحكام والقضاء، وكان أبو هريرة من أعلمهم بالحديث وأحفظهم له؛ فاجتمع له منهما علم غزير على حين وفرة الصحابة في المدينة، وهو شابّ حسن الفهم قويّ الحفظ نجيباً حريصاً على العلم.
وأخذ عن جماعة آخرين من الصحابة رضي الله عنهم، واعتنى بحفظ ما يبلغه من فقه عمر بن الخطاب وأقضيته حتى قال يحيى بن سعيد الأنصاري: كان (يقال ابن المسيب راوية عمر).
قال الليث بن سعد: (لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته).
قال علي ابن المديني: (لا أعلم في التابعين أوسع علما منه، هو عندي أجل التابعين).
أفتى في حضرة الصحابة، وكان من الصحابة من يسأله لعلمه وحفظه، وكان من أعبر الناس للرؤى، وله في ذلك أخبار كثيرة.
وكان على سعة علمه يتوقّى القول في القرآن برأيه إذا لم يكن لديه فيه علم حاضر.
قال ابن وهب: حدثني الليث بن سعد ومالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان إذا سئل عن القرآن قال: (إنا لا نقول في القرآن شيئا).
وقال ابن شوذب: حدثني يزيد بن أبي يزيد، قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت، كأن لم يسمع). رواه ابن جرير.
قال ابن كثير: (فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به؛ فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا، فلا حرج عليه؛ ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير، ولا منافاة؛ لأنهم تكلموا فيما علموه، وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد؛ فإنه كما يجب السكوت عما لا علم له به، فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه، لقوله تعالى: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه}، ولما جاء في الحديث المروي من طرق: "من سئل عن علم فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار).
ولسعيد بن المسيب مرويات كثيرة في كتب التفسير؛ من أقواله ، ومما يرويه عن بعض الصحابة والتابعين.
أرسل سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومراسيله من أجود المراسيل في الجملة، وقد صححها بعض أهل العلم واحتجّوا بها، والراجح أنها تعتبر في الشواهد والمتابعات ولا يحتجّ بها.
وروى عن عمر وعثمان وعلي وعائشة وسعد بن أبي وقاص وأبيّ بن كعب وأبي هريرة، وزيد بن ثابت وأبي الدرداء وابن عمر وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وابن عباس وأبي سعيد الخدري، وكعب الأحبار وغيرهم.
وروى عن كعب الأحبار، ولذلك يكون في تفسيره بعض الإسرائيليات؛ فمنه ما يسنده عن كعب، ومنه ما لا يسنده عنه.
وأكثر ما يُروى عنه في التفسير تفسير آيات الأحكام.
وروى عنه: يحيى بن سعيد الأنصاري، والزهري، وسالم بن عبد الله، وقتادة، وعبد الرحمن بن حرملة، وداود بن أبي هند، وعمرو بن مرة، وغيرهم.
وروى عنه من الضعفاء: علي بن زيد بن جدعان.

من مروياته في التفسير:
أ: يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب في هذه الآية:"وما كان الله ليضيع إيمانكم" قال، صلاتكم نحو بيت المقدس. رواه ابن جرير.
ب: الزهري، عن سعيد بن المسيب، في قول الله تعالى: {والمحصنات من النساء} قال: ذوات الأزواج، ويرجع ذلك إلى أن الله عز وجل حرم الزنا). رواه ابن المنذر.
ج: سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب أنه سمعه يقول في هذه الآية: {عتل بعد ذلك زنيم}، قال سعيد: وهو الملصق في القوم، ليس منهم). رواه ابن وهب.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #107  
قديم 17-06-2025, 05:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,038
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل




سيرة أبي محمد سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي (ت:95هـ) رحمه الله


10: أبو محمد سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي مولاهم (ت:95هـ)
العالم الفقيه المفسّر؛ مفتي أهل الكوفة، وتلميذ ابن عباس النجيب، ولد سنة 46هـ، وكان من موالي بني أسد.
أخذ جلّ علمه عن ابن عباس وابن عمر وأخذ عن غيرهما من الصحابة وكبار التابعين، وكان حافظاً فَهِماً، وكان يسائل ابن عباس، ويحسن فهم مسائل العلم؛ فاعتنى به ابن عباس، وحدّثه فأكثر؛ حتى قال له: (لقد حفظت عني علماً كثيراً).
وكان سعيد يكتب في صحف له، وكان يسمع سؤالات أصحاب ابن عباس له فيتفهّمها ويحفظها؛ حتى حصّل علماً غزيراً، وأمره ابن عبّاس بالفتوى والتحديث،
وهو شابُّ.
- قال مجاهد :قال ابن عباس لسعيد بن جبير: حدّث.
فقال: أُحدِّث وأنت ها هنا !!
فقال: (أوليس من نعمة الله عليك أن تحدث وأنا شاهد؛ فإن أصبت فذاك، وإن أخطأت علَّمتك؟!!). رواه ابن سعد وابن أبي حاتم.
وكان عمره عند موت ابن عباس اثنان وعشرون عاماً.
- قال: جعفر بن أبي المغيرة: (كان ابن عباس بعدما عَمِي إذا أتاه أهل الكوفة يسألونه قال: تسألوني وفيكم بن أم دهماء) يعني سعيد بن جبير.
قال أشعث بن إسحاق: (كان يقال: سعيد بن جبير جهبذ العلماء). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
الجهبذ هو الناقد البصير؛ الذي يميّز الصحيح من غيره.
وكان حريصاً على ضبط العلم: ضبط صدر، وضبط كتاب، وضبط تمييز بين صحيحه وضعيفه.
- قال عفّان: حدّثنا شعبة عن أيوب عن سعيد بن جبير قال: كنت أسأل ابن عمر في صحيفة، ولو علم بها كانت الفيصل بيني وبينه، قال: فسألته عن الإيلاء؛ فقال: أتريد أن تقول: قال ابن عمر، وقال ابن عمر؟!
قال: قلت: نعم، ونرضى بقولك ونقنع.
قال: (يقول في ذلك الأمراء). رواه ابن سعد.
- قال وُهَيب: حدثنا أيوب عن سعيد بن جبير قال: (كنا إذا اختلفنا بالكوفة في شيء كتبته عندي حتى ألقى ابن عمر فأسأله عنه). رواه ابن سعد.
وكان حريصاً على نشر العلم وبذله؛ فنشر علماً كثيراً؛ حتى عذله بعض أصحابه فقال: (إنّي أحدّثك وأصحابك أحبّ إليَّ من أن أذهب به معي إلى حفرتي).

- وقال عبد الواحد بن زياد: حدثنا أبو شهاب، قال: «كان سعيد بن جبير يقص لنا كل يوم مرتين بعد صلاة الفجر وبعد العصر» رواه ابن سعد.

- وروي من طرق عنه أنه كان يختم كلّ ليلتين من بعد مقتل الحسين إلا أن يكون مريضاً أو مسافراً.
- خرج مع ابن الأشعث على الحجاج بن يوسف، ولما هزموا في وقعة الجماجم سنة 83هـ هرب إلى مكّة، وتخفّى ثنتي عشرة سنة، وكان مع ذلك يحجّ ويفتي ويحدّث؛ إلى أن وشى به رجل إلى أمير مكّة خالد بن عبد الله القسري؛ فقيّده، وبعث به إلى الحجاج؛ فقتله سنة 95هـ.
قال ابن حبان: (قتله الحجاج بن يوسف سنة خمس وتسعين صبراً وله تسع وأربعون سنة).
ولم يمهل الحجّاج بعده إلا قليلاً، وروي أنه ندم على قتله وقال: ما لي ولسعيد بن جبير!!
قال إبراهيم النخعي: (ما خلف سعيد بن جبير بعده مثله).

مروياته في التفسير:
كان سعيد بن جبير من أكثر من يُروى عنهم التفسير من التابعين؛ له أقوال في التفسير، ومرويات رواها عن بعض الصحابة كابن عباس وابن عمر وأبي موسى الأشعري وأبي هريرة، وعمران بن الحصين.
وأرسل عن عمر بن الخطّاب وأبيّ بن كعب.
وروى عن بعض التابعين كأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي الهياج الأسدي، وأبي الصهباء البكري، وعمرو بن ميمون، وعكرمة، وغيرهم.
وروى أيضا عن نوف البكالي ابن امرأة كعب الأحبار، ولذلك قد تقع في مروياته بعض الإسرائيليات.
وروى عنه: أبو بشر جعفر بن أبي وحشية اليشكري، والمنهال بن عمرو، وحبيب بن أبي ثابت، وعزرة بن عبد الرحمن الخزاعي، وبكير بن شهاب، وعطاء بن السائب، ومسلم البطين، وخصيف، وعمار الدهني، وجعفر بن أبي المغيرة، وداوود بن أبي هند، وأبو إسحاق السبيعي، وعطاء بن دينار، وغيرهم.

من مروياته في التفسير:
أ: قيس، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في هذه الآية {كونوا ربانيين} قال: (هم الفقهاء المعلمون). رواه ابن المنذر وابن أبي حاتم.
ب: قال هشيم: أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، قال: {الذي بيده عقدة النكاح}: هو الزوج.
قال: وقال مجاهد، وطاوس: «هو الولي»
قال: ( قلت لسعيد: فإن مجاهدا، وطاوسا يقولان: هو الولي.
قال سعيد: (أرأيت لو أنَّ الولي عفا وأبتِ المرأة أكان يجوز ذلك؟!!)
فرجعت إليهما فحدثتهما، فرجعا عن قولهما وتابعا سعيدا). رواه سعيد بن منصور، وابن جرير واللفظ له، والبيهقي.
ج: قال هشيم: أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: هم أهل الكتاب جزَّأوه أجزاء فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه يعني قول الله تعالى { الذين جعلوا القرآن عضين }). رواه البخاري.
د: قال ابن جريج : أخبرني عبد الله بن كثير، عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {كذلك كنتم من قبل} تستخفون بإيمانكم كما استخفى هذا الراعي بإيمانه). رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن أبي حاتم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #108  
قديم 27-06-2025, 06:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,038
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل




سيرة أبي عمران إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي (ت: 96هـ) رحمه الله



11: أبو عمران إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي (ت: 96هـ):
الإمام الفقيه المفسّر، مفتي أهل الكوفة، وإمام أهل السنة في زمانه.
تفقّه على أصحاب عبد الله بن مسعود منهم خالاه الأسود وعبد الرحمن ابنا يزيد النخعي، ومسروق بن الأجدع، وعلقمة بن قيس، وأبو معمر الأزدي، وغيرهم، وحمل عنهم علماً كثيراً، كان يحفظه في صدره، ويعيه قلبه.
روي عنه أنه قال: ما كتبت شيئاً قط.
وقال: قلَّ ما كتب إنسان كتابا إلا اتكل عليه، وقلَّ ما طلب إنسان علماً إلا آتاه الله منه ما يكفيه.
قال عبد الملك بن أبي سليمان: (رأيت سعيد بن جبير يُستفتى فيقول: أتستفتوني وفيكم إبراهيم؟). رواه ابن سعد.
وقال الأعمش: قلت لإبراهيم: إذا حدثتني عن عبد الله فأسند. قال: (إذا قلت قال عبد الله فقد سمعته من غير واحد من أصحابه. وإذا قلت حدثني فلان فحدثني فلان). رواه ابن سعد.
وكان من أئمة أهل السنة؛ يحذّر من الأهواء والخصومات والبدع، وقد حدثت فتنة الإرجاء في عهده بعد فتنة ابن الأشعث؛ فكان يحذّر من المرجئة، ويقول: إياكم وأهل هذا الرأي المحدَث.
وقال: الإرجاء بدعة.
وقال فيهم: (تركوا هذا الدين أرقَّ من الثوب السابري).
أوذي في زمان الحجاج فتخفّى حتى كان لا يشهد الجمع والأعياد، ولمّا بلغه موت الحجاج سجد.
ومات إبراهيم بعد الحجاج بأربعة أشهر أو خمسة.
قال ابن سعد: (أجمعوا على أنه توفي في سنة ست وتسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك بالكوفة، وهو ابن تسع وأربعين سنة لم يستكمل الخمسين).
وكان يكره التصدّر، وكان لا يحضر حلقته في حياته إلا نحو أربعة أو خمسة؛ فلمّا مات روي عنه علم كثير.
قال الشعبي: ما ترك بعده مثله، وهو ميتاً أفقه منه حياً.
قلت: لعلّه يريد ما حمل عنه من العلم ونشر بعد موته.
قال مغيرة بن مقسم: «كان إبراهيم يكره أن يتكلم في القرآن» رواه ابن أبي شيبة.
قلت: وهو محمول على ما سبق بيانه عن سعيد بن المسيب وغيره، وقد روى عنه مغيرة روايات كثيرة في التفسير.
- وقال سفيان بن عيينة، عن الأعمش، قال: «جهدنا بإبراهيم أن نجلسه إلى سارية، فأبى» رواه الدارمي.
- وقال الحكم بن المبارك: حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، قال: كان إبراهيم، «لا يبتدئ الحديث حتى يسأل» رواه الدارمي.



روى عن: خاليه الأسود وعبد الرحمن ابني يزيد النخعي، وعن علقمة بن قيس، ومسروق، وهمام بن الحارث، وأبي معمر الأزدي، وغيرهم.
روى عنه: سليمان بن مهران الأعمش فأكثر، ومغيرة بن مقسم الضبي، وقتادة، وسماك بن حرب، وأبو معشر، وإبراهيم بن المهاجر، والحكم بن عتيبة، ومنصور بن المعتمر، وحماد بن أبي سليمان، وغيرهم.

من مروياته في التفسير:
أ: قال الأعمش: حدثني إبراهيم، عن الأسود، قال: كنا في حلقة عبد الله [بن مسعود] فجاء حذيفة حتى قام علينا فسلم، ثم قال: «لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم»، قال الأسود: سبحان الله إن الله يقول: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}، فتبسم عبد الله، وجلس حذيفة في ناحية المسجد، فقام عبد الله فتفرق أصحابه، فرماني بالحصا، فأتيته، فقال حذيفة: «عجبت من ضحكه، وقد عرف ما قلت، لقد أنزل النفاق على قوم كانوا خيرا منكم ثم تابوا، فتاب الله عليهم» رواه البخاري في صحيحه، وأبو داوود في الزهد، وابن أبي حاتم، والبيهقي.
يريد حذيفة أنّ من المنافقين الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم طائفة تابوا فتاب الله عليهم؛ فكانوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونالوا شرف صحبته؛ فأدركوا من الفضل ما كانوا به خيراً ممن يأتي بعدهم.
ب: معمر بن راشد, عن حماد بن أبي سليمان, عن إبراهيم في قوله تعالى: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين}, قال: " إن أهل النار يقولون: كنا أهل شرك وكفر فما شأن هؤلاء الموحدين ما أغنى عنهم عبادتهم إياه؟ " قال: «فيخرج من النار من كان فيها من المسلمين» , قال: «فعند ذلك يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين» رواه عبد الرزاق.
ج: أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، في قوله: ({الجوار الكنس} قال: هي بقر الوحش). رواه ابن جرير.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #109  
قديم 27-06-2025, 06:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,038
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل




سيرة أبي الضحى مسلم بن صُبيح القرشي (ت:100هـ) رحمه الله



12: أبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي (ت:100هـ)
كان مولى لآل سعيد بن العاص القرشي؛ فكان يُنسب إليهم بالولاء، وعرف بكنيته "أبي الضحى".
قال البخاري في التاريخ الكبير: (سَمِعَ ابْنَ عُمَر وابْن عَبَّاس والنعمان بْن بشير).
وأخذ عن مسروق وعلقمة وأبي عبد الرحمن السلمي وغيرهم.
وأكثر ما يرويه في التفسير عن مسروق، وعامّة ما أخرج له البخاري ومسلم في صحيحيهما ما رواه عن مسروق، ولم يخرجا من غير هذا الطريق إلا نزراً يسيراً.
قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات.
وأمّا أقواله في التفسير ففيها بعض ما فيه نظر.

مروياته في التفسير:
له مرويات كثيرة في التفسير، وإذا صحّ الإسناد إليه ولم يكن منقطعاً بينه وبين الصحابي؛ فالغالب على مروياته الصحّة إلا روايته عن ابن عباس فعامّة ما يرويه عنه معلول.
وهو ثقة في الرواية، وأما أقواله في التفسير ففيها نظر.
وقد أرسل عن أبي بكر وعلي وابن مسعود وحذيفة.
وروى عن ابن عباس روايات ليست كثيرة.
وأكثر ما يروي التفسير عن مسروق بن الأجدع الهمداني، وروى عن غيره كأبي عبد الرحمن السلمي، وشريح القاضي، وشتير بن شكل، وجعدة بن هبيرة، وغيرهم.
وروى عنه: الأعمش، ومنصور بن المعتمر، والمغيرة بن مقسم، وعطاء بن السائب، وعمرو بن مرة، وسعيد بن مسروق الثوري أبو سفيان، والعلاء بن المسيب، والحسن بن عبيد الله النخعي، وغيرهم.

ومما روى عنه في التفسير:
أ: سليمان عن أبي الضحى، عن مسروق قال: قال عبد الله بن مسعود: التي في سورة النساء القصرى: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن}، بعد التي في سورة البقرة). رواه ابن وهب.
ب: عن عمرو بن مرة، عن أبي الضحى قال: سمعت ابن عباس يقول: {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين} قال: لا رضاع إلا في هذين الحولين). رواه ابن جرير.
ج: قال هشيم: أخبرنا مغيرة، عن أبي الضحى في قوله:{واهجروهن في المضاجع}، قال: يهجر بالقول، ولا يهجر مضاجعتها حتى ترجع إلى ما يريد). رواه ابن جرير.
د: الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضحى، عن ابن عباس في قوله: {واهجروهن في المضاجع} أنها لا تترك في الكلام، ولكن الهجران في أمر المضجع). رواه ابن جرير.
قال البخاري: (لم أخرّج حديث الحسن بن عبيد الله لأن عامة حديثه مضطرب).
وقول أبي الضحى في هذه الآية مخالف لجمهور المفسّرين، وموافق لرواية أبي صالح عن ابن عباس، وهي ضعيفة، وقد رُوي عن ابن عباس من طرق جياد خلاف ذلك.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #110  
قديم 27-06-2025, 06:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,038
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل





سيرة أبي الحجاج مجاهد بن جبر المكي: (ت:102هـ) رحمه الله


13: أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي: (ت:102هـ)
مولى قيس بن السائب المخزومي؛ ولد في خلافة عمر، وأخذ عن جماعة من الصحابة، ولزم ابن عباس مدة طويلة، وأخذ منه علماً غزيراً؛ حتى عُدّ من أعلم الناس بالتفسير.

- محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد قال: (لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت، وفيم كانت؟). رواه الدارمي وابن جرير.
- وقال ابن أبي مليكة: (رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباسٍ عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباسٍ: اكتب، قال: حتى سأله عن التفسير كله).رواه ابن جرير.
- بقية عن حبيب بن صالح قال: سمعت مجاهدا يقول: (استفرغ علمي القرآن). ذكره الذهبي.
- كان علم القرآن عندهم شاملاً لتفسيره وأحكامه وآدابه، ولذلك كان له تفسير كثير لآيات الأحكام، وكان من أهل الفتوى في زمانه.
- روى الأجلح عن مجاهد أنه قال: (طلبنا هذا العلم وما لنا فيه نية، ثم رزق الله النية بعد).
- قال إسماعيل بن عبد الملك: حدثني يونس بن خباب عن مجاهد قال: كنت أقود مولاي السائب وهو أعمى فيقول: يا مجاهد دلكت الشمس؟ فإذا قلت نعم قام فصلى الظهر). رواه ابن سعد.
كان مشمّراً في طلب العلم، والإقبال على شأنه حتى وصف كأنّه رجل أضلّ دابّته فهو يطلبها، ونشر علم التفسير نشراً لم يبلغه غيره من التابعين فيما أحسب.
- قال ابن وهب عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: (لا ينال العلم مستحيٍ ولا مستكبر). علقه البخاري في صحيحه، ووصله البيهقي في المدخل.
- وقال فضيل بن مرزوق عن عبيدٍ المكتب، قال: «رأيتهم يكتبون التفسير عند مجاهدٍ» رواه الدارمي.
قال أبو بكر الحنفي: سمعت سفيان الثوري يقول: (إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به). رواه ابن جرير.
كان يحذر الشهرة، ويجتهد في العبادة وفي نشر العلم؛ حتى بلغ علمه الآفاق.
- قال منصور: قال مجاهد: (لا تنوهوا بي في الخلق).
قال الفضل بن دكين: (توفي مجاهد سنة اثنتين ومائة وهو ساجد).
وفي رواية عند ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل أنه مات وهو ساجد خلف المقام.
وقيل : مات سنة 103هـ ، وقيل: سنة 104هـ.
والأكثرون على القول الأول.

روى في التفسير: عن ابن عباس فأكثر، وروى عن عائشة وعبد الله بن عمرو، وابن عمر، وعبيد بن عمير ، وعبد الرحمن بن أبي ليلي، وأبي معمر الأزدي، وطاووس، وغيرهم.
وفي تفسيره شيء يسير من الإسرائيليات، وقد روى عن تبيع بن عامر الحميري ابن امرأة كعب الأحبار؛ فربما وافق تفسيره التفسير المروي عن كعب الأحبار؛ فيعلّ بذلك.
وروى عنه خلق كثير منهم: ابن أبي نجيح، ومنصور بن المعتمر، والأعمش، وعمرو بن دينار، والحكم بن عتيبة، وأبو بشر اليشكري، وأيوب السختياني، وابن عون، وليث بن أبي سليم، وجماعة.
وقد اعتمد البخاري في صحيحه على تفسير مجاهد؛ فأكثر من ذكر أقواله في تفسير بعض الآيات، فربما ذكر الإسناد إليه، وربما علّق التفسير عن مجاهد، وربما ذكر قوله دون نسبة.

مما روي عنه في التفسير:
أ: ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال ابن عباس: «أمره أن يسبح، في أدبار الصلوات كلها»، يعني قوله: {وأدبار السجود} رواه البخاري.
ب: شعبة، عن أبي بشر، عن مجاهد، في قوله: {وما تغيض الأرحام وما تزداد} قال: ما ترى من الدم، وما تزداد على تسعة أشهر). رواه ابن جرير.
ج: ابن عيينة , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد , ألا تراه يقول: افعل وافعل , ويقول: {واسجد واقترب}). رواه ابن جرير.


طبقات رواة التفسير عن مجاهد:
الطبقة الأولى: طبقة أصحابه الذين أدركوه وسمعوا منه في التفسير، وربما سأله بعضهم عن مسائل في التفسير، ثمّ رووا عنه مسائله، وما سمعوه منه في التفسير، ومن هؤلاء: عمرو بن دينار، ومنصور بن المعتمر، والقاسم بن أبي بزة، وعبد الله بن كثير، وابن أبي نجيح، وعبيد المكتب، وسلمة بن كهيل الحضرمي، وإسحاق بن يحيى بن طلحة، وعبدة بن أبي لبابة، والعوام بن حوشب، وعثمان بن الأسود، وأبان بن صالح بن عمير، وعمر بن ذر، وخصيف، وغيرهم كثير.

- قال الشافعي: أخبرنا سفيان بن عيينة قال: حدثنا عمرو بن دينار قال: سمعت مجاهداً يقول: سمعت ابن عباس يقول: (كان في بني إسرائيل القصاص، ولم تكن فيهم الدية، فقال اللَّه عز وجلَّ لهذه الأمة: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ}).

- وقال محمد بن عبيد الطنافسي، عن العوام، قال: سألت مجاهداً عن سجدة في ص؛ فقال: سألت ابن عباس: من أين سجدت؟ فقال: أوما تقرأ: {ومن ذريته داود وسليمان}. {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} «فكان داود ممن أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يقتدي به، فسجدها داود عليه السلام، فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم». رواه البخاري.

ومسائل هؤلاء لمجاهد كثيرة مبثوثة في كتب التفسير المسندة.
ومن هؤلاء من كان يكتب عنه؛ وقد قال عبيدٌ المكتب: «رأيتهم يكتبون التفسير عند مجاهدٍ» رواه الدارمي.
وذكر ابن حبّان أنّ القاسم بن أبي بزّة سمع التفسير من مجاهد.
ومن المعلوم أنّ الطلاب إذا كان كلٌّ يكتب، ولم يُجمعوا على نسخة واحدة؛ فإنه لا بدّ أن يزيد بعضهم على بعض، ويكون بعضهم أكثر كتابة أو أحسن ضبطاً من بعض، ويظهر أثر التفاوت بسبب اختلافهم في طول الملازمة وقصرها، وتفاضلهم في الفهم والحفظ والعناية بالتفسير دراية ورواية، وكثرة السؤال.

ومن هؤلاء من وقف على تفسير مجاهد الذي أملاه على القاسم بن أبي بزّة فرواه عن مجاهد، ومنهم: ابن أبي نجيح، والحكم بن عتيبة، وغيرهم.


فهؤلاء ما يروونه عن مجاهد على نوعين: مسائل سمعوها منه، أو من كتاب القاسم بن أبي بزّة عن مجاهد.

والطبقة الثانية: الذين سمعوا منه شيئاً يسيراً؛ وهم على صنفين:
1. صنف مقلّ من الرواية عنه، ومنهم: يونس بن أبي إسحاق، وأبو بشر اليشكري، والأعمش؛ وقد ذكر الترمذي عن البخاري في العلل الكبير أن الأعمش لم يسمع من مجاهد إلا أربعة أحاديث، وربما سألوه عن مسائل يسيرة.
- قال الأعمش: سألت مجاهداً عن قول الله {يوم يقوم الاشهاد} قال: الملائكة). رواه سفيان الثوري وابن جرير وأبو الشيخ الأصبهاني في العظمة.
2. وصنف مكثر: ومنهم ابن جريج، لم يسمع منه إلا شيئاً سيراً، وأكثر روايته عنه عن طريق أصحابه ابن أبي نجيح وغيره، ويرسل عنه كثيراً.

والطبقة الثالثة: الذين أرسلوا عنه وقد كان يمكنهم السماع منه؛ لكن روايتهم عنه منقطعة، ومن هؤلاء: قتادة، وسعيد بن أبي عروبة.
قال الجنيد: سئل يحيى بن معين وأنا أسمع: سمع قتادة من سعيد بن جبير؟ فقال يحيى بن معين: «لم يسمع من سعيد بن جبير، ولا من مجاهد، ولا من سليمان شيئًا، ربما أدخل بينهم رجلاً، وربما أرسل، وأكثر ذلك لا يدخل، يرسلها» .
وروى حرب بن إسماعيل عن الإمام أحمد نحوه، وذكر أن الواسطة أبو الخليل.

والطبقة الرابعة: الذين لم يسمعوا منه، ولم يدركوه لكنّهم وجدوا كتباً عنه لبعض أصحابه فرووا بعض ما فيها، أو سمعوا من بعض أصحابه ثم أرسلوا عنه، ومنهم: سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وعلي بن أبي طلحة، ومعمر بن راشد، وزهير بن محمد التميمي، ومقاتل بن سليمان.
وهؤلاء يرسلون عن مجاهد، ومنهم من يسمّي الواسطة أحيانا؛ فإذا سمّيت الواسطة انتفت علة الانقطاع.

الطبقة الخامسة: طبقة الضعفاء من أصحاب مجاهد، ومنهم: ليث بن أبي سليم، وأبي سعد روح بن جناج المدني، وثوير بن أبي فاختة، وجابر بن يزيد الجعفي، ويزيد بن أبي زياد الكوفي، والمثنّى بن الصباح اليماني، وغالب بن عبيد الله الجزري.
أما أبو سعد المدني فيروي عنه عبد العزيز بن أبان القرشي، وهو متّهم بالكذب؛ فنسخة عبد العزيز بن أبان عن أبي سعد المدني عن مجاهد نسخة واهية الإسناد، وقد أخرج ابن جرير من هذا الطريق جملة من المرويات انتقاها.
وأما الباقون فيروي عنهم ثقات وضعفاء، ورواية الثقات عنهم كشعبة بن الحجاج ومنصور بن المعتمر أمثل من غيرها، ويخرج لهم أصحاب التفاسير المسندة كعبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهم.
ورواية أمثال هؤلاء الضعفاء في التفسير إذا كانت من غير طريق المتهمين بالكذب وكان الإسناد متصلاً؛ فإنّها تعتبر في التفسير؛ فإن كان المتن غير منكر تساهل المفسّرون في قبولها، وأما إن كان المتن منكراً أو مخالفاً لما صحّ عن مجاهد فتردّ.

وقد تقدّم أنّ أصحاب مجاهد كانوا يكتبون عنه التفسير، وأوثق هذه الكتب وأجودها ما أملاه على تلميذه القاسم بن أبي بزّة، لكن هذا لا ينفي وجود صحف ونسخ أخرى لغير القاسم، بل كان لأصحابه الذين يكتبون صحائفهم ونُسَخهم، وتلك النسخ متعددة، وفي أصحابه ثقات وضعفاء.

وكان تدوين التفسير في القرن الأول على صحف صغيرة، إنما تفسّر فيها الآية بعد الآية، ولم تكن تعهد فيهم التفاسير المطوّلة، والكلام على جميع آيات السورة، بل ربما كانت الصحيفة الواحدة في نحو جزء صغير.

التفسير المطبوع باسم "تفسير مجاهد"
رويت عن مجاهد صحيفة قديمة في التفسير، وعرفت باسم "تفسير مجاهد"، وقد طبعت هذه الصحيفة في كتاب نشره: عبد الرحمن الطاهر السورتي عن طريق مجمع البحوث الإسلامية في باكستان، ونشره أيضاً محمد عبد السلام أبو النيل عن طريق دار الفكر الإسلامي.
وهذا التفسير يرويه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني (ت:356هـ) وهو مضعف، عن الحافظ إبراهيم بن الحسين ابن ديزيل (ت: 281هـ) عن آدم بن أبي إياس العسقلاني (ت:221هـ)، وهذه الصحيفة كانت لدى ابن ديزيل، ولم يروها؛ فوجدها عبد الرحمن بن الحسن وحدّث بها، وفيها آثار يرويها آدم بن أبي إياس عن غير مجاهد كأبي هريرة وأنس والحسن البصري وسعيد بن جبير وعكرمة وقتادة، لكن أكثر ما روى فيها عن مجاهد، ولذلك كان بعض أهل العلم يسمّيها تفسير آدم بن أبي إياس، وهي رواية بالوجادة لا يحتجّ بها، لكن يُستفاد منها في المتابعات والشواهد؛ لأن منها ما هو موافق لما في كتب التفسير المشهورة من الطرق المروية بها.

قال الذهبي في السير في ترجمة عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني: (قال صالح بن أحمد الحافظ: ضعيف، ادعى الرواية عن ابن ديزيل، فذهب علمه، وكتبت عنه أيام السلامة أحاديث، ولم يدع عن إبراهيم، ثم ادعى، وروى أحاديث معروفة، كان إبراهيم يسأل عنها ويستغرب، فجوزنا أن أباه سمعه تلك، فأنكر عليه ابن عمه أبو جعفر، والقاسم بن أبي صالح، فسكت حتى ماتوا، ثم ادعى المصنفات والتفاسير مما بلغنا أن إبراهيم قرأه قبل سنة سبعين، وهو فقال لي: إن مولده سنة سبعين.
وسمعت القاسم يكذبه، هذا مع دخوله في أعمال الظلمة).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 30 ( الأعضاء 0 والزوار 30)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 156.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 150.49 كيلو بايت... تم توفير 5.85 كيلو بايت...بمعدل (3.74%)]