|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#131
|
||||
|
||||
![]() الموسوعة التاريخية علوي عبد القادر السقاف المجلد الثانى صـــ 351 الى صــ 360 (131) القرامطة يستولون على القطيف. العام الهجري: 278العام الميلادي: 891تفاصيل الحدث: في هذا العام وقيل عام 281هـ جاء إلى القطيف رجل كذاب اسمه يحيى يدعي أنه رسول من الإمام المهدي ويستغل رغبة المؤمنين بظهور المهدي لتحقيق مطامعه وأعانه على ذلك رجل ثري اسمه أبو سعيد الجنابي ولكنهما كشفا عام 283هـ وقبض على يحيى، أما الجنابي فقد هرب. وبعد اطلاق سراحه، ذهب يحيى للبادية فاستمال إليه البدو وأعانه الجنابي بأمواله فكونوا جيشا قويا من عدة قبائل بدوية وهاجموا القطيف واحتلوها وكونوا دولة القرامطة. وهرب كثير من الأهالي وانضموا للجيش العباسي الذي أرسله الخليفة المعتضد ولكن قوات القرامطة هزمت العباسيين. وفي نفس السنة هاجموا الأحساء واحتلوها. وفي عام 301هـ اغتيل الجنابي قائد القرامطة فتولى الحكم مجلس عسكري سمي بالعقدانية مهمته الوصاية على العرش حتى بلوغ الابن الأكبر سعيد. ولكن الابن الأصغر سليمان تمكن من إقصاء أخيه وتولى الحكم. واعترف به مجلس الوصاية كما اعترف به الفاطميون حكام مصر (المعادون للدولة العباسية في العراق) وفي عام 314هـ قام أبو طاهر سليمان الحاكم القرمطي بنقل العاصمة إلى الأحساء. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا ذكر الفتنة بطرسوس. العام الهجري: 278العام الميلادي: 891تفاصيل الحدث: سبب ذلك أن الموفق لما توفي كان له خادما من خواصه يقال له: راغب، فاختار الجهاد، فسار إلى طرسوس على عزم المقام بها فلما وصل إلى الشام سير ما معه من دواب وآلات وخيام وغير ذلك إلى طرسوس، وسار هو إلى خمارويه ليزوره، ويعرفه عزمه، فلما لقيه بدمشق أكرمه خمارويه، وأحبه، وأنس به، واستحيا راغب أن يطلب منه المسير إلى طرسوس، فطال مقامه عنده، فظن أصحابه أن خمارويه قبض عليه، فأذاعوا ذلك، فاستعظمه الناس، وقالوا: يعمد إلى رجل قصد الجهاد في سبيل الله فيقبض عليه! ثم شغبوا على أميرهم محمد ابن عم خمارويه، وقبضوا عليه، وقالوا: لا يزال في الحبس إلى أن يطلق ابن عمك راغبا؛ ونهبوا داره، وهتكوا حرمه، وبلغ الخبر إلى خمارويه، فأطلع راغبا عليه، وأذن له في المسير إلى طرسوس، فلما بلغ إليها أطلق أهلها أميرهم، فلما أطلقوه قال لهم: قبح الله جواركم! وسار عنها إلى البيت المقدس، فأقام به، ولما سار عن طرسوس عاد العجيفي إلى ولايتها. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا ذكر قتال ابن حفصون بالأندلس. العام الهجري: 278العام الميلادي: 891تفاصيل الحدث: خرج الأمير عبد الله إلى بلاي من عمل قبرة، وبها عدو الله ابن حفصون مع جماعة كبيرة من أصحابه أهل الفساد والارتداد. وكانوا قد أضروا بأقاليم قرطبة، وضيقوا عليهم حتى أغاروا على أغنام قرطبة. فخرج إليهم الأمير مستهل صفر، واحتل به؛ فناهضه وصادقه القتال؛ فانهزم هو ومن معه، ولجأ إلى حصنه مع ملأ من أصحابه، وعوجل عشيره عن الدخول معه، واتبعوا؛ فلم يخلص منهم أحد. فبات الأمير قرير عين، والمسلمون كذلك، وقد أخذوا عليه تلك الليلة الباب رجاء أن يأتي الصباح، فيؤخذ داخل الحصن. ثم خرج منه مع بعض أصحابه، ونجا ونجوا. ولما أصبح، أعلم السلطان بخبره؛ فأرسل الخيل في أثره؛ فلم يعلم له خبر. ودخل الأمير الحصن يوما آخر؛ فوجده مترعا بالذخر، ملآن من العدد؛ وكان عدد عسكر الأمير ثمانية عشر ألف فارس. وقيل إن ابن حفصون ألب أهل حصون الأندلس كلها، وأقبل إليه في ثلاثين ألفا. ووقعت الحرب بينهم؛ فانهزم عدو الله، وقتل أكثر من كان معه. ودخلت جملة منهم في محلة الأمير؛ فأمر بالتقاطهم؛ فأتى بألف رجل منهم؛ فقتلوا صبرا بين يديه، ثم قصد الأمير إستجة؛ فنازلهم؛ وحاربهم، وقتل لهم عددا كثيرا. فلما أخذهم الجهد، رفعوا الأطفال على الأيدي في الأسوار، مستصرخين، ضارعين، راغبين في العفو؛ فعفا عنهم (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا مرض الموفق (أخو الخليفة المعتمد على الله) بالنقرس ووفاته. العام الهجري: 278الشهر القمري: صفرالعام الميلادي: 891تفاصيل الحدث: كان قد مرض في بلاد الجبل، فانصرف وقد اشتد به وجع النقرس، فلم يقدر على الركوب، فعمل على سرير عليه قبة، فكان يقعد عليه، وخادم له يبرد رجله بالأشياء الباردة، حتى إنه يضع عليها الثلج، ثم صارت علة برجله، داء الفيل، وهو ورم عظيم يكون في الساق، يسيل منه ماء، ثم بقي في داره مريضا عدة أيام كذلك حتى توفي وكان الموفق عادلا حسن السيرة، يجلس للمظالم وعنده القضاة وغيرهم، فينتصف الناس بعضهم من بعض، وكان عالما بالأدب، والنسب، والفقه، وسياسة الملك، وغير ذلك، لما مات الموفق اجتمع القواد وبايعوا ابنه أبا العباس بولاية العهد بعد المفوض ابن المعتمد، ولقب المعتضد بالله. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا دخول أحمد العجيفي طرسوس، وغزوه مع بازمار. العام الهجري: 278الشهر القمري: جمادى الآخرةالعام الميلادي: 891تفاصيل الحدث: دخل أحمد العجيفي طرسوس، وغزا مع بازمار الصائفة، فبلغوا شكند، فأصابت بازمار شظية من حجر منجنيق في أضلاعه، فارتحل عنها بعد أن أشرف على أخذها فتوفي في الطريق منتصف رجب، وحمل إلى طرسوس فدفن بها. وكان قد أطاع خمارويه بن أحمد بن طولون، فلما توفي خلفه ابن عجيف، وكتب إلى خمارويه يخبره بموته، فأقره على ولاية طرسوس، وأمده بالخيل والسلاح والذخائر وغيرها ثم عزله، واستعمل عليها ابن عمه محمد بن موسى بن طولون. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا الخليفة العباسي المعتمد على الله يخلع ابنه من ولاية العهد ويجعلها لأبي العباس أحمد بن الموفق الملقب (بالمعتضد بالله) . العام الهجري: 279الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 892تفاصيل الحدث: خرج المعتمد على الله، وجلس للقواد والقضاة ووجوه الناس، وأعلمهم أنه خلع ابنه المفوض إلى الله جعفرا من ولاية العهد، وجعل ولاية العهد للمعتضد بالله أبي العباس أحمد بن الموفق، وشهدوا على المفوض أنه قد تبرأ من العهد، وأسقط اسمه من السكة، والخطبة، والطراز، وغير ذلك، وخطب للمعتضد، وكان يوما مشهودا. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة الخليفة العباسي المعتمد على الله وتولي المعتضد بالله الخلافة. العام الهجري: 279الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 892تفاصيل الحدث: هو المعتمد بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد واسمه أحمد بن جعفر بن محمد بن هارون الرشيد مكث في الخلافة ثلاثا وعشرين سنة وستة أيام، كان المعتمد أول خليفة انتقل من سامرا إلى بغداد ثم لم يعد إليها أحد من الخلفاء، بل جعلوا إقامتهم ببغداد، وكان سبب هلاكه في ما ذكره ابن الأثير أنه شرب في تلك الليلة شرابا كثيرا وتعشى عشاء كثيرا، وكان وقت وفاته في القصر الحسيني من بغداد، وحين مات أحضر المعتضد القضاة والأعيان وأشهدهم أنه مات حتف أنفه، ثم غسل وكفن وصلي عليه ثم حمل فدفن بسامرا، ثم كانت خلافة المعتضد أبي العباس أحمد بن أبي أحمد الموفق بن جعفر المتوكل، كان من خيار خلفاء بني العباس ورجالهم، بويع له بالخلافة صبيحة موت المعتمد لعشر بقين من رجب منها وقد كان أمر الخلافة داثرا فأحياه الله على يديه بعدله وشهامته وجرأته. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة الترمذي صاحب السنن. العام الهجري: 279الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 892تفاصيل الحدث: هو محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، وهو أحد أئمة الحديث في زمانه، وله المصنفات المشهورة، منها الجامع المعروف بالسنن، والشمائل، وأسماء الصحابة وغير ذلك، تتلمذ على البخاري، رحل إلى خراسان والعراق والحجاز، وروي عنه أنه قال صنفت هذا المسند الصحيح وعرضته على علماء الحجاز فرضوا به، وعرضته على علماء العراق فرضوا به، وعرضته على علماء خراسان فرضوا به، ومن كان في بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي ينطق، وفي رواية يتكلم، أصيب بالعمى في آخر حياته وتوفي في ترمذ مكان ولادته. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة المحدث الكبير أبي عيسى الترمذي. العام الهجري: 279الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 892تفاصيل الحدث: توفي لمحدث الكبير الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة، المعروف بالترمذي، نسبة إلى ترمذ التي ولد بها، وهي بلدة قرب بلخ. ولد ضريرا، وتفرغ منذ صغره لطلب العلم حتى صار حافظا معروفا. اشتهر بكتابه "الجامع الصحيح" أو "سنن الترمذي" ؛ أحد الكتب الستة المعروفة في الحديث النبوي الشريف. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا بناء دار الخلافة في بغداد. العام الهجري: 280العام الميلادي: 893تفاصيل الحدث: أول من بناها المعتضد في هذه السنة، وهو أول من سكنها من الخلفاء إلى آخر دولتهم، وكانت أولا دار للحسن بن سهل تعرف بالقصر الحسني، ثم صارت بعد ذلك لابنته بوران زوجة المأمون فعمرتها حتى استنزلها المعتضد عنها فأجابته إلى ذلك، ثم أصلحت ما وهى منها ورممت ما كان قد تشعث فيها، وفرشتها بأنواع الفرش في كل موضع منها ما يليق به من المفارش، وأسكنته ما يليق به من الجواري والخدم، وأعدت بها المآكل الشهية وما يحسن ادخاره في ذلك الزمان، ثم أرسلت مفاتيحها إلى المعتضد، فلما دخلها هاله ما رأى من الخيرات، ثم وسعها وزاد فيها وجعل لها سورا حولها، وكانت قدر مدينة شيراز، وبنى الميدان ثم بنى فيها قصرا مشرفا على دجلة، ثم بنى فيها المكتفي التاج، فلما كان أيام المقتدر زاد فيها زيادات أخر كبارا كثيرة جدا، ثم بعد هذا كله خربت حتى كأن لم يكن موضعها عمارة، وتأخرت آثارها إلى أيام التتار الذين خربوها وخربوا بغداد، وقال الخطيب البغدادي: والذي يشبه أن بوران وهبت دارها للمعتمد لا للمعتضد، فإنها لم تعش إلى أيامه، وقد تقدمت وفاتها. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
#132
|
||||
|
||||
![]() الموسوعة التاريخية علوي عبد القادر السقاف المجلد الثانى صـــ 361 الى صــ 370 (132) نشوء الدولة الزيدية بصنعاء. العام الهجري: 280العام الميلادي: 893تفاصيل الحدث: كان يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، يقيم بالمدينة المنورة فجاءه وفد من اليمن يدعوه للمقام في بلادهم وأن يقوم لهم بأمرهم فسافر إليهم في هذا العام غير أنه لم يجد ما كان يتوقعه، فعاد للمدينة فجاءه وفد آخر فاعتذر إليه مما كان ووعدوه بالنصر فرجع إليهم وأقام في صعدة، ثم بدأت الدولة تتأسس وتقوى وكانت بينهم وبين بني يعفر حروب على مدى السنوات. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة سيبويه أستاذ النحاة. العام الهجري: 280العام الميلادي: 893تفاصيل الحدث: هو أبو بشر عمر بن عثمان بن قنبر مولى بني الحارث بن كعب، قيل: مولى الربيع بن زياد الحارثي البصري، ولقب سيبويه لجماله وحمرة وجنتيه حتى كانتا كالتفاحتين، وسيبويه في لغة فارس رائحة التفاح، وهو الإمام العلامة العلم، شيخ النحاة من لدن زمانه إلى زماننا هذا، والناس عيال على كتابه المشهور في هذا الفن المعروف باسم الكتاب، وقد شرح بشروح كثيرة وقل من يحيط علما به، أخذ سيبويه العلم عن الخليل بن أحمد ولازمه، وكان إذا قدم يقول الخليل: مرحبا بزائر لا يمل، وأخذ أيضا عن عيسى بن عمر، ويونس بن حبيب وأبي زيد الأنصاري، وأبي الخطاب الأخفش الكبير وغيرهم، قدم من البصرة إلى بغداد أيام كان الكسائي يؤدب الأمين بن الرشيد، وحصلت بينهم وحشة فانصرف وعاد إلى بلاد شيراز. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا شخوص المعتضد لحرب بني شيبان. العام الهجري: 280الشهر القمري: صفرالعام الميلادي: 893تفاصيل الحدث: كان بنو شيبان قد أفسدوا في الأرض وأخذوا يغيرون على الموصل وينهبون ويسلبون فتصدى لهم الخوارج وأهل الموصل إلا أنهم هزموهم, فسار إليهم المعتضد في أول صفر، وقصد الموضع الذي يجتمعون به من أرض الجزيرة، فلما بلغهم قصده جمعوا إليهم أموالهم، فأغار عليهم فأوقع بهم فقتل منهم مقتلة عظيمة وغرق منهم خلق كثير في الزابين وأخذ النساء والذراري وغنم أهل العسكر من أموالهم ما أعجزهم حمله وأخذ من غنمهم وإبلهم ما كثر في أيدي الناس حتى بيعت الشاة بدرهم والجمل بخمسة دراهم وأمر بالنساء والذراري أن يحفظوا حتى يحدروا إلى بغداد ثم مضى المعتضد إلى الموصل ثم إلى بلد ثم رجع إلى بغداد فلقيه بنو شيبان يسألونه الصفح عنهم وبذلوا له الرهائن فأخذ منهم خمسمائة رجل فيما قيل ورجع المعتضد يريد مدينة السلام. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا دخول بلاد الروم وغنيمتها. العام الهجري: 281العام الميلادي: 894تفاصيل الحدث: أرسل خمارويه أمير مصر طغج بن جف إلى غزو الروم فتوجه من طرسوس حتى بلغ طرابزون وفتح ملورية في جمادى الأخرة، وفيها أيضا غزا المسلمون الروم، فدامت الحرب بينهم اثني عشر يوما فظفر المسلمون وغنموا غنيمة كثيرة وعادوا. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا هدم دار الندوة بمكة وبناء مسجد مكانها. العام الهجري: 281العام الميلادي: 894تفاصيل الحدث: كانت دار الندوة عامرة بالحرم تجاه الكعبة في مكة المكرمة من الجهة الشمالية الغربية، وكان ينزل بها الخلفاء والأمراء في حجهم في صدر الإسلام، ولكنها أهمل أمرها في منتصف القرن الثالث الهجري فأخذ يهدم بناؤها. فكتب في ذلك إلى الخليفة المعتضد العباسي فأمر بها فهدمت في في هذا العام وجعلت مسجدا وفيها قبلة إلى الكعبة، ثم بني له قبة عالية. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا مسير المعتضد إلى ماردين. العام الهجري: 281الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 895تفاصيل الحدث: خرج إلى الموصل، قاصدا لحمدان بن حمدون، لأنه بلغه أن حمدان مال إلى هارون الشاري، ودعا له، فلما بلغ الأعراب والأكراد مسير المعتضد تحالفوا أنهم يقاتلون على دم واحد، واجتمعوا وعبوا عسكرهم، وسار المعتضد إليهم في خيله جريدة، فأوقع بهم، وقتل منهم، وغرق منهم في الزاب خلق كثير. ثم تابع المعتضد سيره إلى الموصل يريد قلعة ماردين، وكانت لحمدان بن حمدون، فهرب حمدان منها وخلف ابنه بها فنازلها المعتضد، وقاتل من فيها يومه ذلك، فلما كان من الغد ركب المعتضد فصعد إلى باب القلعة، وصاح: يا ابن حمدان، فأجابه، فقال: افتح الباب، ففتحه، فقعد المعتضد في الباب، وأمر بنقل ما في القلعة وهدمها ثم وجه خلف ابن حمدون، وطلب أشد الطلب، وأخذت أموال له، ثم ظفر به المعتضد بعد عودته إلى بغداد. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا اغتيال خمارويه حاكم الدولة الطولونية. العام الهجري: 282العام الميلادي: 895تفاصيل الحدث: كان خمارويه في دمشق في قاسيون وكان قد بلغه أن جارية له قد اتخذت خصيا له كالزوج لها فلما علم بذلك وأراد أن يقتله تمالأ الخدم على قتله فقتلوه وهو في فراشه ذبحا، ثم أخذ الخدم وقتلوا وكانوا أكثر من عشرين، وقيل غير ذلك في سبب قتله، ثم حمل في تابوت إلى مصر ودفن فيها، وتولى الحكم بعده ابنه جيش بن خمارويه (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا انهزام هارون الشاري الخارجي الصفري من عسكر الموصل. العام الهجري: 282العام الميلادي: 895تفاصيل الحدث: خلف المعتضد بالموصل نصرا القشوري يجبي الأموال ويعين العمال على جبايتها فخرج عامل معلثايا إليها ومعه جماعة من أصحاب نصر، فوقع عليهم طائفة من الخوارج، فاقتتلوا إلى أن أدركهم الليل وفرق بينهم، وقتل من الخوارج إنسان اسمه جعفر، وهو من أعيان أصحاب هارون، فعظم عليه قتله، وأمر أصحابه بالإفساد في البلاد، فكتب نصر القشوري إلى هارون الخارجي كتابا يتهدده بقرب الخليفة، فلما قدم المعتضد، جد في قصده، وولى الحسن بن علي كورة الموصل، وأمره بقصد الخوارج، وأمر مقدمي الولايات والأعمال كافة بطاعته، فجمعهم، وسار إلى أعمال الموصل، وخندق على نفسه، وأقام إلى أن رفع الناس غلاتهم، ثم سار إلى الخوارج، وعبر الزاب إليهم، فلقيهم قريبا من المغلة، وتصافوا للحرب، فاقتتلوا قتالا شديدا وانكشف الخوارج عنه ليفرقوا جمعيته ثم يعطفوا عليه، فأمر الحسن أصحابه بلزوم مواقفهم، ففعلوا فرجع الخوارج وحملوا عليهم سبع عشرة حملة، فانكشفت ميمنة الحسن، وقتل من أصحابه، وثبت هو، فحمل الخوارج عليه حملة رجل واحد، فثبت لهم وضرب على رأسه عدة ضربات فلم تؤثر فيه. فلما رأى أصحابه ثباته تراجعوا إليه وصبروا فانهزم الخوارج أقبح هزيمة وقتل منهم خلق كثير، وفارقوا موضع المعركة، ودخلوا أذربيجان. وأما هارون فإنه تحير في أمره، وقصد البرية، ونزل عند بني تغلب، ثم عاد إلى معلثايا ثم عاد إلى البرية، ثم رجع عبر دجلة إلى حزة، وعاد إلى البرية. وأما وجوه أصحابه، فإنهم لما رأوا إقبال دولة المعتضد وقوته، وما لحقهم في هذه الوقعة، راسلوا المعتضد يطلبون الأمان فأمنهم، فأتاه كثير منهم، يبلغون ثلاثمائة وستين رجلا وبقي معه بعضهم يجول بهم في البلاد، إلى أن قتل سنة 383هـ، حيث لاحقه الحسين بن عبدان التغلبي حتى قبض عليه وأرسله للمعتضد الذي قتله وصلبه. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا ذكر الفداء بين المسلمين والروم. في هذه السنة كان الفداء بين المسلمين والروم، فكان جملة من فدي به من المسلمين الرجال، والنساء، والصبيان، ألفين وخمسمائة وأربعة أنفس. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا حرب الصقالبة القسطنطينية وفداء أسارى المسلمين. في هذه السنة سارت الصقالبة (البلغار) إلى الروم، فحصروا القسطنطينية، وقتلوا من أهلها خلقا كثيرا وخربوا البلاد، فلما لم يجد ملك الروم منهم خلاصا جمع من عنده من أسارى المسلمين، وأعطاهم السلاح، وسألهم معونته على الصقالبة، ففعلوا وكشفوا الصقالبة وأزاحوهم عن القسطنطينية، ولما رأى ملك الروم ذلك خاف المسلمين على نفسه، فردهم، وأخذ السلاح منهم، وفرقهم في البلاد حذرا من جنايتهم عليه. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
#133
|
||||
|
||||
![]() الموسوعة التاريخية علوي عبد القادر السقاف المجلد الثانى صـــ 371 الى صــ 380 (133) عصيان رافع بن هرثمة. العام الهجري: 283العام الميلادي: 896تفاصيل الحدث: كان الخليفة المعتضد قد عزل رافع من ولاية خراسان وأعطاها لعمرو بن الليث، وذلك عام 279 هـ فأعلن رافع العصيان وانضم إلى محمد بن زيد العلوي بطبرستان فجهز جيشا وتوجه إلى خراسان لاستردادها، فخرج إليه عمرو بن الليث بجيش واقتتل الطرفان في معركة قرب طوس، فهرب رافع إلى خوارزم فتعقبه عمرو إلى أن قبض عليه وقتله وأرسل رأسه إلى المعتضد. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة ابن الرومي الشاعر المعروف. العام الهجري: 283العام الميلادي: 896تفاصيل الحدث: هو علي بن العباس بن جريج، أصله رومي يوناني، كان من كتاب الدواوين، غلب عليه الشعر فلم يعرف إلا به، كان مر الهجاء، قيل توفي مسموما بأمر القاسم بن عبيدالله وزير المعتضد لأنه أكثر من هجائه وأفحش، توفي في بغداد عن 62 عاما. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا عزل واغتيال أبي العساكر جيش بن خمارويه حاكم الدولة الطولونية. العام الهجري: 283العام الميلادي: 896تفاصيل الحدث: خرج جماعة من قواد جيش بن خمارويه عليه، وجاهروا بالمخالفة، وقالوا: لا نرضى بك أميرا فاعتزلنا حتى نولي عمك الإمارة. وكان سبب ذلك أنه لما ولي وكان صبيا قرب الأحداث والسفل، وأخلد إلى استماع أقوالهم، فغيروا نيته على قواده وأصحابه، وصار يقع فيهم ويذمهم، ويظهر العزم على الاستبدال بهم، وأخذ نعمهم وأموالهم؛ فاتفقوا عليه ليقتلوه ويقيموا عمه، فبلغه ذلك، فلم يكتمه بل أطلق لسانه فيهم، ففارقه بعضهم، وخلعه طغج بن جف أمير دمشق. وسار القواد الذين فارقوه إلى بغداد، وهم محمد بن إسحاق بن كنداجيق، وخاقان المفلحي وبدر بن جف، أخو طغج، وغيرهم من قواد مصر، وقدموا على المعتضد، وبقي سائر الجنود بمصر على خلافهم ابن خمارويه، فسألهم كاتبه علي بن أحمد الماذرائي أن ينصرفوا يومهم ذلك، فرجعوا فقتل جيش عمين له، وبكر الجند إليه، فرمى بالراسين إليهم، فهجم الجند عليه فقتلوه ونهبوا داره، ونهبوا مصر وأحرقوها وأقعدوا أخاه هارون في الإمرة بعده، فكانت ولايته تسعة أشهر. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة البحتري الشاعر المشهور. العام الهجري: 284العام الميلادي: 897تفاصيل الحدث: هو الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي البحتري القحطاني، صاحب الديوان المعروف، شاعر كبير يقال لشعره سلاسل الذهب كان أحد أشعر أهل عصره، قيل أن أبا تمام لما سمع شعره قال نعيت إلي نفسي، رحل إلى العراق متكسبا بشعره، فكان يمدح ويهجو على حسب ذلك، اتهم بالبخل وقلة الوفاء بسبب ذلك التقلب بالمديح والهجاء، أما شعره فغلب عليه الوصف وسهولة التراكيب مع براعة في الوصف والخيال، اعتزل في آخر أيامه في مدينة مولده منبج من قرى حلب، حتى مات فيها عن 78 عاما. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا فتنة بطرسوس بين راغب مولى الموفق وبين دميانة. العام الهجري: 284العام الميلادي: 897تفاصيل الحدث: كان سبب ذلك أن راغبا ترك الدعاء لهارون بن خمارويه بن أحمد بن طولون، ودعا لبدر مولى المعتضد، واختلف هو وأحمد بن طوغان، فلما انصرف أحمد بن طوغان من الفداء سنة ثلاث وثمانين ركب البحر ومضى، ولم يدخل طرسوس، وخلف دميانة بها للقيام بأمرها وأمده ابن طوغان، فقوي بذلك، وأنكر ما كان يفعله راغب، فوقعت الفتنة، فظفر بهم راغب، فحمل دميانة إلى بغداد، ثم في هذه السنة قدم قوم من أهل طرسوس على المعتضد يسألونه أن يولي عليهم واليا وكانوا قد أخرجوا عامل ابن طولون، فسير إليهم المعتضد ابن الإخشيد أميرا. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا بداية لعن معاوية بن أبي سفيان على المنابر. العام الهجري: 284العام الميلادي: 897تفاصيل الحدث: عزم المعتضد على لعن معاوية بن أبي سفيان على المنابر فحذره ذلك وزيره عبد الله بن وهب، وقال له: إن العامة تنكر قلوبهم ذلك وهم يترحمون عليه ويترضون عنه في أسواقهم وجوامعهم، فلم يلتفت إليه بل أمر بذلك وأمضاه وكتب به نسخا إلى الخطباء بلعن معاوية وذكر فيها ذمه وذم ابنه يزيد بن معاوية وجماعة من بني أمية وأورد فيها أحاديث باطلة في ذم معاوية وقرئت في الجانبين من بغداد، ونهيت العامة عن الترحم على معاوية والترضي عنه، فلم يزل به الوزير حتى قال له فيما قال: يا أمير المؤمنين إن هذا الصنيع لم يسبقك أحد من الخلفاء إليه، وهو مما يرغب العامة في الطالبيين وقبول الدعوة إليهم، فوجم المعتضد عند ذلك تخوفا على الملك. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا اضطرابات في مصر على هارون بن خمارويه. العام الهجري: 284العام الميلادي: 897تفاصيل الحدث: ظهر اختلال حال هارون بن خمارويه بن أحمد بن طولون بمصر، واختلفت القواد، وطمعوا فانحل النظام، وتفرقت الكلمة، ثم اتفقوا على أن جعلوا مدير دولته أبا جعفر بن أبان وكان عند والده وجده مقدما كبير القدر، فأصلح من الأحوال ما استطاع، وكم جهد الصناع إذ اتسع الخرق، وكان من بدمشق من الجند قد خالفوا على أخيه جيش فلما تولى أبو جعفر الأمور سير جيشا إلى دمشق عليهم بدر الحمامي، والحسين بن أحمد الماذرائي، فأصلحا حالها وقررا أمور الشام، واستعملا على دمشق طغج بن جف واستعملا على سائر الأعمال، ورجعا إلى مصر والأمور فيها اختلال، والقواد قد استولى كل واحد منهم على طائفة من الجند وأخذهم إليه، وهكذا يكون انتقاض الدول، وإذا أراد الله أمرا فلا مرد لحكمه وهو سريع الحساب. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا غزو الروم. العام الهجري: 285العام الميلادي: 898تفاصيل الحدث: غزا راغب الخادم مولى الموفق بلاد الروم ففتح حصونا كثيرة وأسر ذراري كثيرة جدا، وقتل من أسارى الرجال الذين معه ثلاثة آلاف أسير، ثم عاد سالما مؤيدا منصورا، وفي هذه السنة أيضا غزا ابن الإخشيد بأهل طرسوس بلاد الروم ففتح الله على يديه حصونا كثيرة ولله الحمد. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة أبي العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبرد. العام الهجري: 285الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 899تفاصيل الحدث: توفي المبرد، وهو محمد بن يزيد بن عبدالأكبر أبو العباس الأزدي الثمالي المعروف بالمبرد، النحوي البصري إمام في اللغة والعربية أخذ ذلك عن المازني وأبي حاتم السجستاني وكان ثقة ثبتا فيما ينقله وكان مناوئا لثعلب وله كتاب الكامل في الأدب. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا محاصرة المعتضد لآمد وأخذها بالأمان. العام الهجري: 285الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 899تفاصيل الحدث: لما توفي أحمد بن عيسى بن الشيخ، قام بعده ابنه محمد بآمد وما يليها على سبيل التغلب، فسار المعتضد إلى آمد بالعساكر، ومعه ابنه أبو محمد علي المكتفي في ذي الحجة، وجعل طريقه على الموصل، فوصل آمد، وحصرها إلى ربيع الآخر من سنة ست وثمانين ومائيتن، ونصب عليها المجانيق، فأرسل محمد بن أحمد بن عيسى يطلب الأمان لنفسه، ولمن معه، ولأهل البلد، فأمنهم المعتضد، فخرج إليه وسلم البلد، فخلع عليه المعتضد وأكرمه، وهدم سورها. ثم بلغه أن محمد بن الشيخ يريد الهرب، فقبض عليه وعلى آله. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
#134
|
||||
|
||||
![]() الموسوعة التاريخية علوي عبد القادر السقاف المجلد الثانى صـــ 381 الى صــ 390 (134) ذكر الحرب بين إسماعيل الساماني وعمرو بن الليث. العام الهجري: 286العام الميلادي: 899تفاصيل الحدث: تحارب إسماعيل بن أحمد الساماني وعمرو بن الليث، وذلك أن عمرو بن الليث لما قتل رافع بن هرثمة وبعث برأسه إلى الخليفة سأل منه أن يعطيه ما وراء النهر مضافا إلى ما بيده من ولاية خراسان، فأجابه إلى ذلك فانزعج لذلك إسماعيل بن أحمد الساماني نائب ما وراء النهر، وكتب إليه: إنك قد وليت دنيا عريضة فاقتنع بها عن ما في يدي من هذه البلاد، فلم يقبل فأقبل إليه إسماعيل في جيوش عظيمة جدا فالتقيا عند بلخ فهزم أصحاب عمرو، وأسر عمرو، فلما جئ به إلى إسماعيل بن أحمد قام إليه وقبل بين عينيه وغسل وجهه وخلع عليه وأمنه وكتب إلى الخليفة في أمره، ويذكر أن أهل تلك البلاد قد ملوا وضجروا من ولايته عليهم، فجاء كتاب الخليفة بأن يتسلم حواصله وأمواله فسلبه إياها، فآل به الحال بعد أن كان مطبخه يحمل على ستمائة جمل إلى القيد والسجن، ومن العجائب أن عمرا كان معه خمسون ألف مقاتل لم يصب أحد منهم ولا أسر سواه وحده، وهذا جزاء من غلب عليه الطمع، وقاده الحرص حتى أوقعه في ذل الفقر، وهذه سنة الله في كل طامع فيما ليس له، وفي كل طالب للزيادة في الدنيا. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا ظهور القرامطة في البحرين. العام الهجري: 286العام الميلادي: 899تفاصيل الحدث: ظهر رجل من القرامطة يعرف بأبي سعيد الجنابي بالبحرين، فاجتمع إليه جماعة من الأعراب والقرامطة، وقوي أمره، فقتل ما حوله من أهل القرى، ثم سار إلى القطيف فقتل ممن بها وأظهر أنه يريد البصرة، فكتب أحمد بن محمد بن يحيى الواثقي، وكان متولي البصرة، إلى المعتضد بذلك، فأمره بعمل سور على البصرة، وكان ابتداء القرامطة بناحية البحرين أن رجلا يعرف بيحيى بن المهدي قصد القطيف فنزل على رجل يعرف بعلي بن المعلي بن حمدان، مولى الزياديين، وكان مغاليا في التشيع، فأظهر له يحيى أنه رسول المهدي، وكان ذلك سنة إحدى وثمانين ومائتين، وذكر أنه خرج إلى شيعته في البلاد يدعوهم إلى أمره، وأن ظهوره قد قرب؛ فوجه علي بن المعلي إلى الشيعة من أهل القطيف فجمعهم، وأقرأهم الكتاب الذي مع يحيى بن المهدي إليهم من المهدي، فأجابوه، وأنهم خارجون معه إذا أظهر أمره، ووجه إلى سائر قرى البحرين بمثل ذلك فأجابوه، وكان فيمن أجابه أبو سعيد الجنابي. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا إظهار عمر بن حفصون النصرانية بالأندلس. العام الهجري: 286العام الميلادي: 899تفاصيل الحدث: أظهر عمر بن حفصون النصرانية وكان قد خرج في الأندلس على أميرها وحصلت بينهم عدة وقائع؛ وكان قبل ذلك يسرها؛ وانعقد مع أهل الشرك وباطنهم، ونفر عن أهل الإسلام، ونابذهم؛ فتبرأ منه خلق كثير. ونابذه عوسجة بن الخليع، وبنى حصن قنبط، وصار فيه مواليا للأمير عبد الله، محاربا لابن حفصون. واتصلت عليه المغازي من ذلك الوقت، ورأى جميع المسلمين أن حربه جهاد؛ فتتابعت عليه الغزوات بالصوائف والشواتي. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا قتل محمد بن زيد العلوي صاحب طبرستان والديلم. العام الهجري: 287العام الميلادي: 900تفاصيل الحدث: كان سبب قتله أنه لما علم بأسر عمرو بن الليث الصفار خرج من طبرستان نحو خراسان ظنا منه أن إسماعيل الساماني لا يتجاوز عمله، ولا يقصد خراسان، وأنه لا دافع له عنها، فلما سار إلى جرجان أرسل إليه إسماعيل، وقد استولى على خراسان، يقول له: الزم عملك، ولا تقصد خراسان؛ وترك جرجان له، فأبى ذلك محمد، فندب إليه إسماعيل بن أحمد محمد بن هارون، ومحمد هذا كان يخلف رافع بن هرثمة أيام ولايته خراسان، فجمع محمد جمعا كثيرا من فارس وراجل، وسار نحو محمد بن زيد، فالتقوا على باب جرجان، فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم محمد بن هارون أولا ثم رجع وقد تفرق أصحاب محمد بن زيد في الطلب، فلما رأوه قد رجع إليهم ولوا هاربين، وقتل منهم بشر كثير، وأصابت ابن زيد ضربات، وأسر ابنه زيد، وغنم ابن هارون عسكره وما فيه، ثم مات محمد بن زيد بعد أيام من جراحاته التي أصابته، فدفن على باب جرجان، وحمل ابنه زيد بن محمد إلى إسماعيل بن أحمد، فأكرمه ووسع في الإنزال عليه، وأنزله بخارى، وسار محمد بن هارون إلى طبرستان. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا واقعة ركب الحاج. العام الهجري: 287الشهر القمري: محرمالعام الميلادي: 900تفاصيل الحدث: هاجمت طيء ركب الحاج العراقي بأرض المعدن. وكانت الأعراب في ثلاثة آلاف ما بين فارس وراجل. وكان أمير الحاج أبو الأغر، فأقاموا يقاتلونهم يوما وليلة. واشتد القتال، ثم إن الله أيد الركب وهزموهم، وقتل صالح بن مدرك الذي نهب الحاج فيما مضى وقتل معه أعيان طيء، ودخل الركب بغداد بالرؤوس على الرماح وبالأسرى. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا الروم يغيرون على طرسوس ويأسرون أميرها. العام الهجري: 287الشهر القمري: ربيع الثانيالعام الميلادي: 900تفاصيل الحدث: اجتمعت الروم، وحشدت في ربيع الآخر، ووافت باب قلمية من طرسوس، فنفر أبو ثابت أمير طرسوس بعد كوت ابن الإخشيد، وكان استخلفه عند موته، فبلغ أبو ثابت في نفيره إلى نهر الرجان في طلبهم، فأسر أبو ثابت، وأصيب الناس معه، وكان ابن كلوب غازيا في ردب السلامة، فلما عاد جمع مشايخ الثغر ليتراضوا بأمير، فأجمعوا رأيهم على ابن الأعرابي، فولوه أمرهم. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا القتال مع القرامطة. العام الهجري: 287الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 900تفاصيل الحدث: عظم أمر القرامطة بالبحرين، وأغاروا على نواحي هجر، وقرب بعضهم من نواحي البصرة، فكتب أحمد الواثقي يسأل المدد، فأمر المعتضد باختيار رجل ينفذه إلى البصرة، وعزل العباس بن عمرو عن بلاد فارس، وأقطعه اليمامة والبحرين، وأمره بمحاربة القرامطة وضم إليه زهاء ألفي رجل، فسار إلى البصرة، واجتمع إليه جمع كثير من المتطوعة والجند والخدم، ثم سار إلى أبي سعيد الجنابي، فلقوه مساء، وتناوشوا القتال، وحجز بينهم الليل، فلما كان الليل انصرف عن العباس من كان معه من أعراب بني ضبة وكانوا ثلاثمائة إلى البصرة، وتبعهم مطوعة البصرة، فلما أصبح العباس باكر الحرب، فاقتتلوا قتالا شديدا ثم حمل نجاح غلام أحمد بن عيسى بن الشيخ من ميسرة العباس في مائة رجل على ميمنة أبي سعيد، فتوغلوا فيهم، فقتلوا عن آخرهم، وحمل الجنابي ومن معه على أصحاب العباس، فانهزموا وأسر العباس، واحتوى الجنابي على ما كان في عسكره، فلما كان من الغد أحضر الجنابي الأسرى فقتلهم جميعا وحرقهم، وكانت الوقعة آخر شعبان، ثم سار الجنابي إلى هجر بعد الوقعة، فدخلها وأمن أهلها وانصرف من سلم من المنهزمين، وهم قليل، نحو البصرة بغير زاد، فخرج إليهم من البصرة نحو أربعمائة رجل على الرواحل، ومعهم الطعام والكسوة والماء، فلقوا بها المنهزمين، فخرج عليهم بنو أسد وأخذوا الرواحل وما عليها وقتلوا من سلم من المعركة، فاضطربت البصرة لذلك، وعزم أهلها على الانتقال منها فمنعهم الواثقي، وبقي العباس عند الجنابي أياما ثم أطلقه، وقال له: امض إلى صاحبك وعرفه ما رأيت؛ وحمله على رواحل، فوصل إلى بعض السواحل وركب البحر فوافى الأبلة، ثم سار منها إلى بغداد فوصلها في رمضان، فدخل على المعتضد فخلع عليه. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا ولاية أبي العباس بن إبراهيم بن أحمد بن الأغلب صقلية. العام الهجري: 287الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 900تفاصيل الحدث: كان إبراهيم ابن الأمير أحمد أمير إفريقية قد استعمل على صقلية أبا مالك أحمد بن عمر بن عبدالله، فاستضعفه، فولى بعده ابنه أبا العباس بن إبراهيم بن أحمد بن الأغلب، فوصل إليها غرة شعبان من هذه السنة في مائة وعشرين مركبا وأربعين حربي. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا دخول الروم إلى الرقة. العام الهجري: 288العام الميلادي: 900تفاصيل الحدث: قصد الروم في هذه السنة بلاد الرقة في جحافل عظيمة وعساكر من البحر والبر، فقتلوا خلقا وأسروا نحوا من خمسة عشر ألف من الذرية. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا تأسيس أشهر دول الزيدية باليمن. العام الهجري: 288العام الميلادي: 900تفاصيل الحدث: مؤسسها يحيى بن الحسن الطالبي الذي كان يعيش بالمدينة المنورة، ولكنه وبطلب من أهل اليمن سافر إليهم فالتفوا حوله واستقر في صعدة عام 284 هـ فأراد التوسع فاصطدم بمقاومة حكام اليمن وكان أشدهم عليه بنو يعفر في صنعاء فاصطدم معهم عام 285 هـ غير أنه عجز عن دخولها. لكنه دخلها عام 288 هـ بمساعدة الأئمة الزيود الذين استولوا على الحكم فيما بعد وهم بني الرس في صعدة، ثم حكمهم الإمام المنصور يحيى الذي دام حكمه من عام 325 هـ حتى عام 366 هـ ومن بعده جاء يوسف الداعي الذي امتد حكمه من 366 إلى 430 هـ. ثم ضعف أمر بني رس بعد موت الداعي يوسف وموت المهدي الحسين بن القاسم في العام نفسه، وقد كانا إمامين في وقت واحد. وانقطعت دولتهم حتى عام 426 هـ أي حوالي 23 سنة إذ قام الحسن بن عبد الرحمن (أبو هاشم) واستمر أمره حتى عام 431 هـ، ثم انقطعت الدولة الثانية مدة ست سنوات أخرى حيث قام أبو الفتح الديلمي عام 437 هـ ثم قتل عام 444 هـ في معركة فيد أثناء حروبه مع علي الصليحي وتوقف أمر الأئمة حوالي مائة سنة بعد ذلك ثم برز إمام بني الرس أحمد بن سليمان وبقي حتى عام 566 هـ ولم يكن وضعه مستقرا. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
#135
|
||||
|
||||
![]() الموسوعة التاريخية علوي عبد القادر السقاف المجلد الثانى صـــ 391 الى صــ 400 (135) السامانيون الذين أسسوا دولة في سمرقند وبخارى وما وراء النهر يقوضون دولة الصفارية. العام الهجري: 288العام الميلادي: 900تفاصيل الحدث: قضى يعقوب بن الليث الصفار على الدولة الطاهرية، وأقام دولته على أنقاضها، فأمر الخليفة أن يجهز جيشا بقيادة أخيه الموفق لمواجهة يعقوب، وذلك في عام 262هـ / 876م ويشاء الله أن تدور الدائرة على يعقوب فيهزم، ولكن المعتمد يرى الاحتفاظ بولائه للخلافة، فمثله يمكن الاعتماد عليه في مواجهة الثورات والانتفاضات، فبعث إليه يستميله ويترضاه، ويقلده أعمال فارس وغيرها مما هو تحت يديه، ويصل رسول الخليفة إليه، وهو في مرض الموت، ولكن بعد أن كون دولة، وبسط سلطانه عليها. ويظهر أخوه (عمرو) من بعده ولاءه للخليفة، فيوليه الخليفة خراسان، وفارس، وأصبهان، وسجستان، والسند، وكرمان، والشرطة ببغداد، وكان عمرو كأخيه ذا أطماع واسعة، فانتهز فرصة تحسن العلاقة بينه وبين الخليفة وراح يتمم رسالة أخيه. فاتجه بنظره إلى إقليم ما وراء النهر الذي كان يحكمه السامانيون، ولكن قوتهم لا يستهان بها، فكتب إلى الخليفة المعتضد ليساعده على تملك هذا الإقليم، ثم هزم عمرو بن الليث الصفار هزيمة ساحقة، ووقع أسيرا في أيدي السامانيين، وأرسل إلى بغداد ليقضى عليه فيقتل سنة 289هـ / 902م. ولم تكد تمر ثماني سنوات حتى كان السامانيون قد قضوا نهائيا على الصفاريين واستولوا على أملاكهم (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا بدء الدولة العبيدية (الفاطمية) في أفريقيا. العام الهجري: 288العام الميلادي: 900تفاصيل الحدث: لم تنقطع حركات المتشيعين ولم تتوقف، فقد كانوا متعصبين لآرائهم، مؤمنين بفكرتهم، يزعمون أن أحق الناس بالخلافة أبناء علي من نسل السيدة فاطمة الزهراء، فإن نالها غيرهم فما ذاك إلا أمر باطل يجب أن يمحى، ونشط دعاة الشيعة في الدعوة إلى مذهبهم، وبخاصة في الجهات البعيدة عن مركز الخلافة، مثل أطراف فارس واليمن وبلاد المغرب. وكان من هؤلاء الدعاة أبو عبدالله الشيعي وهو رجل من صنعاء اتجه إلى المغرب بعد أن رأى دويلات الأغالبة والأدارسة وغيرهما تنشأ وتقام بعيدا عن يد الدولة العباسية وسلطانها، وركز أبو عبد الله دعايته بين البربر، وسرعان ما انضموا إليه في آلاف عديدة، فأرسل إلى زعيمه الفاطمي الكبير عبيد الله بن محمد. وقال لهم أن عبيد هذا شريف علوي فاطمي، ولكن الخليفة العباسي علم بالأمر فطارد عبيد الله هذا، وأمر بالقبض عليه، فاضطر حين وصل مصر إلى أن يتنكر في زي التجار، ثم حاول أن يفلت من دويلات شمال إفريقيا، ولكنه سقط أخيرا في يد أمير سجلماسة. وكان أبو عبد الله الداعية الشيعي في هذا الوقت قد جمع قواته من البحر، وهاجم بها دولة الأغالبة التي ما لبثت أن سقطت في يده سنة 297هـ / 909م، ودخل عاصمتها، وأخذ من الناس البيعة لعبيد الله الأمير الأسير. وما لبث أبو عبد الله الشيعي أن سار على رأس جيوش ضخمة نحو سجلماسة لينقذ عبيد الله، ولما أدرك صاحب سجلماسة أن لا قبل له بمواجهة الجيش المغير هرب من عاصمته بعد أن أطلق أسيره عبيد الله الفاطمي. ثم دخل عبيد الله القيروان التي اتخذها عاصمة للدولة الفاطمية، وهناك بايعه الناس ولقب المهدي أمير المؤمنين، وصار خليفة للمسلمين تأكيدا لفكرة الشيعة عن أحقية أبناء علي -رضي الله عنه- بالخلافة، ولقد اعتبر نفسه المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا وظلما. وتوالى الخلفاء من نسل المهدي عبيد الله، وكان منهم المعز لدين الله الفاطمي الذي أرسل قائده الشهير جوهر الصقلي ففتح دولة الأدارسة، ووصل إلى المحيط الأطلسي، ثم مد حدوده إلى مصر ودخلها عام 359هـ / 969م (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا خروج طاهر بن الليث الصفار إلى فارس. العام الهجري: 288الشهر القمري: صفرالعام الميلادي: 901تفاصيل الحدث: دخل طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث بلاد فارس في عسكره وأخرجوا عنها عامل الخليفة، فكتب الأمير إسماعيل بن أحمد الساماني إلى طاهر يذكر له أن الخليفة المعتضد قد ولاه سجستان، وأنه سائر إليها فعاد طاهر لذلك، فولى المعتضد مولاه بدرا فارس، وأمره بالشخوص إليها لما بلغه أن طاهرا تغلب عليها فسار إليها في جيش عظيم في جمادى الآخرة، فلما قرب من فارس تنحى عنها من كان بها من أصحاب طاهر، فدخلها بدر، وجبى خراجها وعاد طاهر إلى سجستان. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا أخبار القرامطة في العراق. العام الهجري: 289العام الميلادي: 901تفاصيل الحدث: انتشر القرامطة بسواد الكوفة، فوجه المعتضد شبلا غلام أحمد بن محمد الطائي، وظفر بهم، وأخذ رئيسا لهم يعرف بأبي الفوارس، فسيره إلى المعتضد، فأحضره بين يديه وقال له: أخبرني! هل تزعمون أن روح الله تعالى وروح أنبيائه تحل في أجسادكم فتعصمكم من الزلل وتوفقكم لصالح العمل؟ فقال له: يا هذا إن حلت روح الله فينا فما يضرك؟ وإن حلت روح إبليس فما ينفعك؟ فلا تسأل عما لا يعنيك وسل عما يخصك، فقال: ما تقول فيما يخصني؟ قال أقول: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مات وأبوكم العباس حي، فهل طالب بالخلافة أم هل بايعه أحد من الصحابة على ذلك؟ ثم مات أبو بكر فاستخلف عمر، وهو يرى موضع العباس، ولم يوص إليه، ثم مات عمر وجعلها شورى في ستة أنفس، ولم يوص إليه، ولا أدخله فيهم، فبماذا تستحقون أنتم الخلافة؟ وقد اتفق الصحابة على دفع جدل عنها. فأمر به المعتضد فعذب، وخلعت عظامه، ثم قطعت يداه ورجلاه، ثم قتل. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا أخبار القرامطة في الشام. العام الهجري: 289العام الميلادي: 901تفاصيل الحدث: ظهر بالشام رجل من القرامطة، وجمع جموعا من الأعراب، وأتى دمشق، وأميرها طغج بن جف من قبل هارون بن خمارويه بن أحمد بن طولون، وكانت بينهما وقعات، وكان ابتداء حال هذا القرمطي أن زكرويه بن مهرويه الداعية القرمطي الذي بدأ أمره في العراق هذا لما رأى أن الجيوش من المعتضد متتابعة إلى من بسواد الكوفة من القرامطة، فإن القتل قد أبادهم، سعى باستغواء من قرب من الكوفة عن الأعراب: أسد وطي وغيرهم، فلم يجبه منهم أحد، فأرسل أولاده إلى كلب بن وبرة فاستعوزهم، فلم يجبهم منهم إلا الفخذ المعروف ببني العليص بن ضمضم بن عدي بن خباب ومواليهم خاصة، فبايعوا في هذه السنة، بناحية السماوة، ابن زكرويه، المسمى بيحيى، المكنى أبا القاسم، فلقبوه الشيخ، وزعم أنه محمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وقيل: لم يكن لمحمد بن إسماعيل ولد اسمه عبد الله، وزعم أن له بالبلاد مائة ألف تابع، وأن ناقته التي يركبها مأمورة، فإذا تبعوها في مسيرها نصروا وأظهر عضدا له ناقصة وذكر أنه ابنه، وأتاه جماعة من بني الأصبع، وسموا الفاطميين، ودانوا بدينه، فقصدهم شبل غلام المعتضد من ناحية الرصافة فاغتروه فقتلوه، وأحرقوا مسجد الرصافة، واعترضوا كل قرية اجتازوا بها حتى بلغوا هارون بن خمارويه التي قوطع عليها طغج بن جف، فأكثروا القتل بها والغارة، فقاتلهم طغج، فهزموه غير مرة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة الخليفة العباسي المعتضد بالله وتولي ابنه علي المكتفي الخلافة. العام الهجري: 289الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 902تفاصيل الحدث: أصيب المعتضد بمرض واشتد به المرض فجدد على ابنه علي المكتفي البيعة، وأحضر عبد الواحد بن الموفق وأخذ عليه البيعة فوكل به، فلما توفي أحضر يوسف بن يعقوب وأبا حازم وأبا عمر محمد بن يوسف بن يعقوب، فتولى غسله محمد بن يوسف، وصلى عليه الوزير، ودفن ليلا في دار محمد بن طاهر، وجلس الوزير في دار الخلافة للعزاء، وجدد البيعة للمكتفي، فكانت مدة خلافة المعتضد سبع سنين وتسعة أشهر وثلاثة عشر يوما، ولما توفي المعتضد كتب الوزير إلى أبي محمد علي بن المعتضد، وهو المكتفي بالله، يعرفه بذلك بأخذ البيعة له، وكان بالرقة، فلما وصله الخبر أخذ البيعة على من عنده من الأجناد، ووضع لهم العطاء وسار إلى بغداد، ووجه إلى النواحي من ديار ربيعة ومضر ونواحي العرب من يحفظها ودخل بغداد لثمان خلون من جمادى الأولى. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا استيلاء محمد بن هارون على الري. العام الهجري: 289الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 902تفاصيل الحدث: كاتب أهل الري محمد بن هارون الذي كان حارب محمد بن زيد العلوي، وتولى طبرستان لإسماعيل بن أحمد، وكان محمد بن هارون قد خلع طاعة إسماعيل، فسأله أهل الري المسير إليهم ليسلموها إليه، وكان سبب ذلك أن الوالي عليهم كان قد أساء السيرة فيهم، فسار محمد بن هارون إليهم فحاربه واليها وهو الدتمش التركي، فقتله محمد وقتل ابنين وأخا كيغلغ، وهو من قواد الخليفة، ودخل محمد بن هارون الري، واستولى عليها في رجب، ثم وفي هذه السنة كانت وقعة بين إسماعيل بن أحمد وبين محمد بن هارون بالري، فانهزم محمد، ولحق بالديلم مستجيرا بهم، ودخل إسماعيل الري. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا ذكر الحروب مع القرامطة. العام الهجري: 290العام الميلادي: 902تفاصيل الحدث: أقبل يحيى بن زكرويه بن مهرويه أبو قاسم القرمطي المعروف بالشيخ في جحافله فعاث بناحية الرقة فسادا فجهز إليه الخليفة جيشا نحو عشرة آلاف فارس، وكان قد سار إلى دمشق وحاصرها فقتل يحيى بن زكرويه على باب دمشق زرقه رجل من المغاربة بمزراق نار فقتله، ففرح الناس بقتله، وكان هذا المغربي من جملة جيش المصريين، فقام بأمر القرامطة من بعده أخوه الحسين وتسمى بأحمد وتكنى بأبي العباس وتلقب بأمير المؤمنين، وأطاعه القرامطة، فحاصر دمشق فصالحه أهلها على مال، ثم سار إلى حمص فافتتحها وخطب له على منابرها، ثم سار إلى حماة ومعرة النعمان فقهر أهل تلك النواحي واستباح أموالهم وحريمهم، وكان يقتل الدواب والصبيان في المكاتب، ويبيح لمن معه وطئ النساء، فربما وطئ الواحدة الجماعة الكثيرة من الرجال، فإذا ولدت ولدا هنأ به كل واحد منهم الآخر، فكتب أهل الشام إلى الخليفة ما يلقون من هذا اللعين، فجهز إليهم جيوشا كثيفة، وأنفق فيهم أموالا جزيلة وركب في رمضان فنزل الرقة وبث الجيوش في كل جانب لقتال القرامطة وكان القرمطي هذا يكتب إلى أصحابه: "من عبد الله المهدي أحمد بن عبد الله المهدي المنصور الناصر لدين الله القائم بأمر الله الحاكم بحكم الله، الداعي إلى كتاب الله، الذاب عن حريم الله، المختار من ولد رسول الله" وكان يدعي أنه من سلالة علي بن أبي طالب من فاطمة، وهو كاذب أفاك أثيم قبحه الله، فإنه كان من أشد الناس عداوة لقريش، ثم لبني هاشم، دخل سلمية فلم يدع بها أحدا من بني هاشم حتى قتلهم وقتل أولادهم واستباح حريمهم. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة عبدالله بن الأغلب وتولي ابنه مكانه. العام الهجري: 290العام الميلادي: 902تفاصيل الحدث: عبدالله بن إبراهيم بن أحمد بن الأغلب، أبو العباس الأمير الأغلبي الحادي عشر من أمراء الدولة الأغلبية، كان عاقلا حكيما شجاعا قرب إليه العلماء واستعانهم على تطبيق العدل بين الناس، وسار بهم سيرة حسنة، ولكن أمر الحكم بدأ يضطرب ويضعف، وكان قد سجن ابنا له هو زيادة الله، قيل سجنه بسبب انحرافه في الشهوات وقيل بل لأنه كان يتآمر على والده، ثم وهو في السجن تآمر مع بعض الخدم لقتل أبيه، فقتل هؤلاء الخدم عبدالله وهو على سريره فكانت مدة إمارته سنة وخمسون يوما، فتولى ابنه زيادة الله الإمارة من بعده. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا الأندلسيون يؤسسون مدينة وهران بالساحل الجزائري. العام الهجري: 290العام الميلادي: 902تفاصيل الحدث: تقع على الساحل الغربي على البحر الأبيض المتوسط، عاصمة غرب البلاد وثاني أكبر مدينة بعد الجزائر العاصمة. تعد المدينة مركزا اقتصاديا وميناء بحريا مهما. قام البحارة الأندلسيون بإنشاء المدينة عام 290هـ. أصبحت مدينة وهران محط نزاع بين الأمويين والفاطميين. دمرت المدينة عدة مرات أثناء تلك الحقبة. وأصبحت المدينة تحت الحكم الأموي عام 407هـ، وأصبحت تحت حكم المرابطين عام 474هـ وكانت المدينة تمثل أهم ميناء تجاري للدولة الزيانية ومنفذا لها على البحر المتوسط (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
#136
|
||||
|
||||
![]() الموسوعة التاريخية علوي عبد القادر السقاف المجلد الثانى صـــ 401 الى صــ 400 (136) وفاة عبدالله بن الإمام أحمد بن حنبل. العام الهجري: 290الشهر القمري: جمادى الآخرةالعام الميلادي: 903تفاصيل الحدث:كان إماما ثقة حافظا ثبتا مكثرا عن أبيه وغيره، قال ابن المنادي: لم يكن أحد أروى عن أبيه منه، روى عنه المسند ثلاثين ألفا، والتفسير مائة ألف حديث وعشرون ألفا، من ذلك سماع ومن ذلك إجازة، ومن ذلك الناسخ والمنسوخ، والمقدم والمؤخر، والمناسك الكبير والصغير، وغير ذلك من التصانيف، وحديث الشيوخ، قال: وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال وعلل الحديث والأسماء والكنى والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها، ويذكرون من أسلافهم الإقرار له بذلك، حتى أن بعضهم أسرف في تقريظه له بالمعرفة وزيادة السماع للحديث عن أبيه، ولما مرض قيل له أين تدفن؟ فقال: صح عندي أن بالقطعية نبيا مدفونا، ولأن أكون بجوار نبي أحب إلي من أن أكون في جوار أبي، مات في جمادى الآخرة منها عن سبع وسبعين سنة، كما مات لها أبوه، واجتمع في جنازته خلق كثير من الناس، وصلى عليه زهير ابن أخيه، ودفن في مقابر باب التين رحمه الله تعالى. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا أسر رئيس القرامطة. العام الهجري: 291العام الميلادي: 903تفاصيل الحدث:أمر محمد بن سليمان - الذي ولاه المكتفي بقتال القرامطة - بمناهضة صاحب الشامة، فسار إليه في عساكر الخليفة، حتى لقوه وأصحابه بمكان بينهم وبين حماة اثنا عشر ميلا لست خلون من المحرم، فقدم القرمطي أصحابه إليهم، وبقي في جماعة من أصحابه، معه مال كان جمعه، وسواد عسكره والتحمت الحرب بين أصحاب الخليفة والقرامطة، واشتدت، وانهزمت القرامطة وقتلوا كل قتلة وأسر من رجالهم بشر كثير، وتفرق الباقون في البوادي، وتبعهم أصحاب الخليفة فلما رأى صاحب الشامة ما نزل بأصحابه حمل أخا له يكنى أبا الفضل مالا وأمره أن يلحق بالبوادي إلى أن يظهر بمكان فيسير إليه، وركب هو وابن عمه المسمى بالمدثر، والمطوق صاحبه، وغلام له رومي، وأخذ دليلا وسار يريد الكوفة عرضا في البرية، فانتهى إلى الدالية من أعمال الفرات وقد نفد ما معهم من الزاد والعلف، فوجه بعض أصحابه إلى الدالية المعروفة بابن طوق ليشتري لهم ما يحتاجون إليه، فأنكروا رأيه، فسألوه عن حاله فكتمه، فرفعوه إلى متولي تلك الناحية خليفة أحمد بن محمد بن كشمرد، فسأله عن خبره، فأعلمه أن صاحب الشامة خلف رابية هناك مع ثلاثة نفر، فمضى إليهم وأخذهم، وأحضرهم عند ابن كشمرد، فوجه بهم إلى المكتفي بالرقة، ورجعت الجيوش من الطلب، وفي يوم الاثنين لأربع بقين من المحرم أدخل صاحب الشامة الرقة ظاهرا على فالج وهو الجمل ذوالسنامين وبين يديه المدثر والمطوق؛ وسار المكتفي إلى بغداد ومعه صاحب الشامة وأصحابه، وخلف العساكر مع محمد بن سليمان، وأدخل القرمطي بغداد على فيل، وأصحابه على الجمل، ثم أمر المكتفي بحبسهم إلى أن يقدم محمد بن سليمان، فقدم بغداد، وقد استقصى في طلب القرامطة، فظفر بجماعة من أعيانهم ورؤوسهم، فأمر المكتفي بقطع أيديهم وأرجلهم، وضرب أعناقهم بعد ذلك، وأخرجوا من الحبس، وفعل بهم ذلك، وضرب صاحب الشامة مائتي سوط، وقطعت يداه، وكوي، فغشي عليه، وأخذوا خشبا وجعلوا فيه نارا ووضعوه على خواصره، فجعل يفتح عينه ويغمضها فلما خافوا موته ضربوا عنقه، ورفعوا رأسه على خشبة، فكبر الناس لذلك، ونصب على الجسر. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا قتال الترك. العام الهجري: 291العام الميلادي: 903تفاصيل الحدث:في هذه السنة خرجت الترك في خلق كثير لا يحصون إلى ما وراء النهر، وكان في عسكرهم سبع مائة قبة تركية، ولا يكون إلا للرؤساء منهم، فوجه إليهم إسماعيل بن أحمد جيشا كثيرا وتبعهم من المتطوعة خلق كثير، فساروا نحو الترك، فوصلوا إليهم وهم غارون، فكبسهم المسلمون مع الصبح، فقتلوا منهم خلقا عظيما لا يحصون، وانهزم الباقون، واستبيح عسكرهم، وعاد المسلمون سالمين غانمين. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا فتح أنطاكية. العام الهجري: 291العام الميلادي: 903تفاصيل الحدث:في هذه السنة سار المعروف بغلام زرافة من طرسوس نحو بلاد الروم، ففتح مدينة أنطاكية، وهي تعادل القسطنطينية، فتحها بالسيف عنوة، فقتل خمسة آلاف رجل، وأسر مثلهم، واستنقذ من الأسارى خمسة آلاف، وأخذ لهم ستين مركبا فحمل فيها ما غنم من الأموال والمتاع والرقيق، وقدر نصيب كل رجل ألف دينار، وهذه المدينة على ساحل البحر، فاستبشر المسلمون بذلك. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا الروم يقتحمون الثغور بجيش عظيم. العام الهجري: 291الشهر القمري: شعبانالعام الميلادي: 904تفاصيل الحدث:في هذه السنة من شعبان خرج من الروم عشرة صلبان مع كل صليب عشرة آلاف إلى الثغور، فقصد جماعة منهم إلى الحدث فأغاروا وسبوا وأحرقوا. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا انقضاء دولة بني طولون. العام الهجري: 292الشهر القمري: صفرالعام الميلادي: 905تفاصيل الحدث:في المحرم من هذه السنة سار محمد بن سليمان إلى حدود مصر لحرب هارون بن خمارويه بن أحمد بن طولون، وسبب ذلك أن محمد بن سليمان لما تخلف عن المكتفي، وعاد عن محاربة القرامطة، واستقصى محمد في طلبهم، فلما بلغ ما أراد عزم على العود إلى العراق، فأتاه كتاب بدر الحمامي غلام ابن طولون، وكتاب فائق، وهما بدمشق، يدعوانه إلى قصد البلاد بالعساكر يساعداه على أخذها فلما عاد إلى بغداد أنهى ذلك إلى المكتفي، فأمره بالعود، وسير معه الجنود، والأموال، ووجه المكتفي دميانة غلام بازمار، وأمره بركوب البحر إلى مصر، ودخول النيل، وقطع المواد عن مصر، ففعل، وضيق عليهم، وزحف إليهم محمد بن سليمان في الجيوش، في البر، حتى دنا من مصر وكاتب من بها من القواد، وكان أول من خرج إليه بدر الحمامي، وكان رئيسهم، فكسرهم ذلك، وتتابعه المستأمنة من قواد المصريين، وفي بعض الأيام ثارت عصبية، فاقتتلوا فخرج هارون يسكنهم، فرماه بعض المغاربة بمزراق معه فقتله، فلما قتل قام عمه شيبان بالأمر من بعده، وبذل المال للجند، فأطلقوه وقاتلوا معه، فأتتهم كتب بدر يدعوهم إلى الأمان، فأجابوه إلى ذلك، فلما علم محمد بن سليمان الخبر سار إلى مصر، فأرسل إليه شيبان يطلب الأمان، فأجابه، فخرج إليه ليلا، ولم يعلم به أحد من الجند، فلما أصبحوا قصدوا داره ولم يجدوه، فبقوا حيارى، ولما وصل محمد مصر دخلها واستولى على دور طولون وأموالهم، وأخذهم جميعا وهم بضعة عشر رجلا فقيدهم، وحبسهم واستقصى أموالهم، وكان ذلك في صفر، وكتب بالفتح إلى المكتفي، فأمره بإشخاص آل طولون وأسبابهم من مصر والشام إلى بغداد، ولا يترك منهم أحدا ففعل ذلك، وعاد إلى بغداد، وولى معونة مصر عيسى النوشري، فكانت مدة الدولة الطولونية 38 عاما من حكم أحمد بن طولون. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا ذكر أخبار القرامطة. العام الهجري: 293العام الميلادي: 905تفاصيل الحدث:أنفذ زكروية بن مهرويه، بعد قتل صاحب الشامة، رجلا كان يعلم الصبيان بالرافوفة من الفلوجة يسمى عبد الله بن سعيد، ويكنى أبا غانم فسمي نصرا وقيل كان المنفذ ابن زكرويه، فدار على أحياء العرب من كلب وغيرهم يدعوهم إلى رأيه، فلم يقبله منهم أحد، إلا رجلا من بني زياد يسمى مقدام بن الكيال، واستقوى بطوائف من الأصبغيين المنتمين إلى الفواطم، وغيرهم من العليصيين، وصعاليك من سائر بطون كلب، وقصد ناحية الشام، والعامل بدمشق والأردن أحمد بن كيغلغ، وهو بمصر يحارب الخلنجي، فاغتنم ذلك عبد الله بن سعيد، وسار إلى بصرى وأذرعات والبثينة، فحارب أهلها ثم أمنهم، فلما استسلموا إليه قتل مقاتليهم، وسبى ذراريهم وأخذ أموالهم، ثم قصد دمشق، فخرج إليهم نائب ابن كيغلغ، وهو صالح بن الفضل، فهزمه القرامطة، وأثخنوا فيهم، ثم أمنوهم وغدروهم بالأمان، وقتلوا صالحا وفضوا عسكره، وساروا إلى دمشق، فمنعهم أهلها فقصدوا طبرية، وانضاف إليه جماعة من جند دمشق افتتنوا به، فواقعهم يوسف بن إبراهيم بن بغامردي، وهو خليفة أحمد بن كيغلغ بالأردن، فهزموه، وبذلوا له الأمان، وغدروا به، وقتلوه، ونهبوا طبرية، وقتلوا خلقا كثيرا من أهلها وسبوا النساء، فأنفذ الخليفة الحسين بن حمدان وجماعة من القواد في طلبهم، فوردوا دمشق، فلما علم بهم القرامطة رجعوا نحو السماوة، وتبعهم الحسين في السماوة، وبلغ الخبر إلى المكتفي فسير محمد بن إسحاق بن كنداج، فلم يقيموا لمحمد، وكتب إلى ابن حمدان بالمسير إليهم من جهة الرحبة ليجتمع هو ومحمد على الإيقاع بهم، ففعل ذلك، فلما أحسوا بإقبال الجيش إليهم وثبوا بنصر فقتلوه، قتله رجل منهم يقال له الذئب ابن القائم، وسار برأسه إلى المكتفي متقربا بذلك، مستأمنا فأجيب إلى ذلك، واقتتلت القرامطة بعد نصر حتى صارت بينهم الدماء، فكتب الخليفة إلى ابن حمدان يأمره بمعاودتهم، واجتثاث أصلهم، فأرسل إليهم زكرويه ابن مهرويه داعية له يسمى القاسم بن أحمد، ويعرف بأبي محمد، وأعلمهم أن فعل الذئب قد نفره منهم، وأنهم قد ارتدوا عن الدين وأن وقت ظهورهم قد حضر، وقد بايع له من أهل الكوفة أربعون ألفا وأن يوم موعدهم الذي ذكره الله في شأن موسى صلى الله عليه وسلم، وعدوه فرعون إذ (قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى) طه: 59، ويأمرهم أن يخفوا أمرهم، وأن يسيروا حتى يصبحوا الكوفة يوم النحر سنة ثلاث وتسعين ومائتين، فإنهم لا يمنعون منها وأنه يظهر لهم، وينجز لهم وعده الذي يعدهم إياه، وأن يحملوا إليه القاسم بن أحمد، فامتثلوا رأيه، ووافوا باب الكوفة وقد انصرف عن مصلاهم، وعاملهم إسحاق بن عمران، ووصلوها في ثماني مائة فارس عليهم الدروع، والجواشن، والآلات الحسنة، وقد ضربوا على القاسم بن أحمد قبة، وقالوا هذا أثر رسول الله. ونادوا: يا لثارات الحسين، يعنون الحسين بن زكرويه المصلوب ببغداد، وشعارهم: يا أحمد، يا محمد، يعنون ابني زكرويه المقتولين، فأظهروا الأعلام البيض، وأرادوا استمالة رعاع الناس بالكوفة بذلك، فلم يمل إليهم أحد، فأوقع القرامطة من أهل الكوفة، وقتلوا نحوا من عشرين نفسا، وبادر الناس الكوفة، وأخذوا السلاح، ونهض بهم إسحاق، ودخل مدينة الكوفة القرامطة مائة فارس، فقتل منهم عشرون نفسا وأخرجوا عنها وظهر إسحاق، وحاربهم إلى العصر، ثم انصرفوا نحو القادسية، وكتب إسحاق إلى الخليفة يستمده، فأمده بجماعة من قواده، فساروا منتصف ذي الحجة حتى قاربوا القادسية فنزلوا بالصوان، فلقيهم زكرويه، وأما القرامطة فإنهم أنفذوا واستخرجوا زكرويه من جب في الأرض كان منقطعا فيه سنين كثيرة، بقرية الدرية، وكان على الجب باب حديد محكم العمل، فلما استخرجوه حملوه على أيديهم، وسموه ولي الله، ولما رأوه سجدوا له، وحضر معه جماعة من دعاته وخاصته، وأعلمهم أن القاسم بن أحمد من أعظم الناس عليهم ذمة ومنة، وأنه ردهم إلى الدين بعد خروجهم عنه، وأنهم إن امتثلوا أوامره أنجز موعدهم وبلغوا آمالهم، ورمز لهم رموزا ذكر فيها آيات من القرآن نقلها عن الوجه الذي أنزلت فيه، فاعترف له من رسخ حب الكفر في قلبه أنه رئيسهم وكهفهم، وأيقنوا بالنصر وبلوغ الأمل، وسار بهم وهو محجوب يدعونه ولا يبرزونه، والقاسم يتولى الأمور، وأعلمهم أن أهل السواد قاطبة خارجون إليه، فأقام بسقي الفرات عدة أيام، فلم يصل إليه منهم إلا خمس مائة رجل، ثم وافته الجنود المذكورة من عند الخليفة، فلقيهم زكرويه بالصوان، وقاتلهم واشتدت الحرب بينهم، وكانت الهزيمة أول النهار على القرامطة، وكان زكرويه قد كمن لهم كمينا من خلفهم، فلم يشعر أصحاب الخليفة إلا والسيف فيهم من ورائهم، فانهزموا أقبح هزيمة، ووضع القرامطة السيف فيهم، فقتلوهم كيف شاؤوا وغنموا سوادهم، ولم يسلم من أصحاب الخليفة إلا من دابته قوية، أو من أثخن بالجراح، فوضع نفسه بين القتلى، فتحاملوا بعد ذلك، وقوي القرامطة بما غنموا، ولما ورد خبر هذه الوقعة إلى بغداد أعظمها الخليفة والناس، وندب إلى القرامطة محمد بن إسحاق بن كنداج، وضم إليه من الأعراب بني شيبان وغيرهم أكثر من ألفي رجل، وأعطاهم الأرزاق، ورحل زكرويه من مكانه إلى نهر المثنية لنتن القتلى. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا أخبار القرامطة في اليمن. العام الهجري: 293العام الميلادي: 905تفاصيل الحدث:وفي اليمن نبغ رجل يدعو إلى القرامطة يدعى بالداعية الذي سار إلى مدينة صنعاء، فحاربه أهلها فظفر بهم وقتلهم، فلم يفلت إلا اليسير، وتغلب على سائر مدن اليمن، ثم اجتمع أهل صنعاء وغيرها فحاربوا الداعية، فهزموه، فانحاز إلى موضع من نواحي اليمن، وبلغ الخبر الخليفة، فخلع على المظفر بن حاج في شوال، وسيره إلى عمله باليمن، وأقام بها إلى أن مات. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا ظهور الخلنجي في مصر والقضاء عليه. العام الهجري: 293العام الميلادي: 905تفاصيل الحدث:ظهر بمصر إنسان يعرف بالخلنجي، وهو من قوادهم، وكان تخلف عن محمد بن سليمان، فاستمال جماعة، وخالف على السلطان، وكثر جمعه وعجز النوشري صاحب شرطة مصر عنه، فسار إلى الإسكندرية، ودخل إبراهيم الخلنجي مصر، وكتب النوشري إلى المكتفي بالخبر، فسير إليه الجنود مع فاتك، مولى المعتضد، وبدر الحمامي، فساروا في شوال نحو مصر، ووصل عسكر المكتفي إلى نواحي مصر، وتقدم أحمد بن كيغلغ في جماعة من القواد، فلقيهم الخلنجي بالقرب من العريش، فهزمهم أقبح هزيمة، فندب جماعة من القواد إليهم ببغداد، وفيهم إبراهيم بن كيغلغ، فخرجوا في ربيع الأول وساروا نحو مصر، واتصلت الأخبار بقوة الخلنجي، فبرز المكتفي إلى باب الشماسية ليسير إلى مصر في رجب، فوصل إليه كتاب فاتك في شعبان يذكر أنه والقواد رجعوا إلى الخلنجي، وكانت بينهم حروب كثيرة قتل بينهم فيها خلق كثير، فإن آخر حرب كانت بينهم قتل فيها معظم أصحاب الخلنجي، وانهزم الباقون، وظفروا بهم، وغنموا عسكرهم، وهرب الخلنجي، فدخل فسطاط مصر، فاستتر بها عند رجل من أهل البلد، فدخلنا المدينة، فدلونا عليه، فأخذناه ومن استتر عنده، وهم في الحبس، فكتب المكتفي إلى فاتك في حمل الخلنجي ومن معه إلى بغداد، وعاد المكتفي بغداد، وأمر برد خزائنه، وكانت قد بلغت تكريت، فوجه فاتك الخلنجي إلى بغداد، فدخلها هو ومن معه في شهر رمضان، فأمر المكتفي بحبسهم. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا دخول الروم إلى قورس. العام الهجري: 293العام الميلادي: 905تفاصيل الحدث:أغارت الروم على قورس، من أعمال حلب، فقاتلهم أهلها قتالا شديدا ثم انهزموا وقتلوا أكثرهم، وقتلوا رؤساء بني تميم، ودخل الروم قورس فأحرقوا جامعها وساقوا من بقي من أهلها. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
#137
|
||||
|
||||
![]() الموسوعة التاريخية علوي عبد القادر السقاف المجلد الثانى صـــ 411 الى صــ 420 (137) معركة كينوتة وانتصار الفاطميين بشمال أفريقيا. العام الهجري: 293العام الميلادي: 905تفاصيل الحدث: بعد أن أحسن أبو عبد الله الشيعي تنظيم جماعته، والتزموا طاعته، بدأ في مرحلة الصدام مع القوى السياسية الموجودة في المنطقة، فشرع في سنة (289هـ = 901م) في مهاجمة دولة الأغالبة، ودخل معها في عدة معارك، كان أشهرها معركة كينوتة في سنة (293هـ =906م) وعدت نقطة تحول في ميزان القوى لصالح أبي عبد الله الشيعي؛ حيث توالت انتصاراته على دولة الأغالبة، فسقطت في يده قرطاجنة، وقسنطينة، وقفصة، ودخل رقادة عاصمة الأغالبة في (أول رجب 296هـ = 26 من مارس 909م) . (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا تعرض القرامطة للحجيج وقتلهم وسلبهم. العام الهجري: 294العام الميلادي: 906تفاصيل الحدث: في بداية هذه السنة ارتحل زكرويه من نهر المثنية يريد الحاج، فبلغ السلمان، وأقام ينتظرهم، فبلغت القافلة الأولى واقصة سابع المحرم، فأنذرهم أهلها وأخبروهم بقرب القرامطة، فارتحلوا لساعتهم، وسار القرامطة إلى واقصة، فسألوا أهلها عن الحاج، فأخبروهم أنهم ساروا فاتهمهم زكرويه، فقتل العلافة، وأحرق العلف، وتحصن أهل واقصة في حصنهم فحصرهم أياما ثم ارتحل عنهم نحو زبالة، ولقي زكرويه القرمطي قافلة الخراسانية بعقبة الشيطان راجعين من مكة، فحاربهم حربا شديدة، فلما رأى شدة حربهم سألهم: هل فيكم نائب للسلطان؟ فقالوا: ما معنا أحد. قال: فلست أريدكم؛ فاطمأنوا وساروا فلما ساروا أوقع بهم، وقتلهم عن آخرهم، ولم ينج إلا الشريد، وسبوا من الناس ما أرادوا وقتلوا منهم، وكتب من نجا من الحجاج من هذه القافلة الثانية إلى رؤساء القافلة الثالثة من الحجاج يعلمونهم ما جرى من القرامطة، ويأمرونهم بالتحذر، والعدول عن الجادة نحو واسط والبصرة، والرجوع إلى فيد والمدينة إلى أن تأتيهم جيوش السلطان، فلم يسمعوا ولم يقيموا، وسارت القرامطة من العقبة بعد أخذ الحاج، وقد طموا الآبار والبرك بالجيف، والأراب، والحجارة، بواقصة، والثعلبية، والعقبة، وغيرها من المناهل في جميع طريقهم، وأقام بالهيبر ينتظر القافلة الثالثة، فساروا فصادفوه هناك، فقاتلهم زكرويه ثلاثة أيام، وهم على غير ماء، فاستسلموا لشدة العطش، فوضع فيهم السيف وقتلهم عن آخرهم، وجمع القتلى كالتل، وأرسل خلف المنهزمين من يبذل لهم الأمان، فلما رجعوا قتلهم، وكان نساء القرامطة يطفن بالماء بين القتلى يعرضن عليهم الماء، فمن كلمهن قتلنه، فقيل إن عدة القتلى بلغت عشرين ألفا ولم ينج إلا من كان بين القتلى فلم يفطن له فنجا بعد ذلك، ومن هرب عند اشتغال القرامطة بالقتل والنهب، فكان من مات من هؤلاء أكثر ممن سلم ومن استعبدوه، وكان مبلغ ما أخذوه من هذه القافلة ألفي ألف دينار. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا ذكر بعض الحوادث مع الروم. العام الهجري: 294العام الميلادي: 906تفاصيل الحدث:غزا ابن كيغلغ الروم من طرسوس، فأصاب من الروم أربعة آلاف رأس سبي ودواب ومتاعا؛ ودخل بطريق من بطارقة الروم في الأمان وأسلم، وفيها غزا ابن كيغلغ فبلغ شكند، وافتتح الله عليه، وسار إلى الليس، فغنموا نحوا من خمسين ألف رأس، وقتلوا مقتلة عظيمة من الروم، وانصرفوا سالمين، وكاتب أندرونقس البطريق المكتفي بالله يطلب منه الأمان، وكان على حرب أهل الثغور من قبل ملك الروم، فأعطاه المكتفي ما طلب، فخرج ومعه مائتا أسير من المسلمين كانوا في حصنه، وكان ملك الروم قد أرسل للقبض عليه، فأعطى المسلمين سلاحا وخرجوا معه، فقبضوا على الذي أرسله ملك الروم ليقبض عليه ليلا فقتلوا ممن معه خلقا كثيرا وغمنوا ما في عسكرهم، فاجتمعت الروم على أندرونقس ليحاربوه، فسار إليهم جمع من المسلمين ليخلصوه ومن معه من أسرى المسلمين، فبلغوا قونية، فبلغ الخبر إلى الروم، فانصرفوا عنه، وسار جماعة من ذلك العسكر إلى أندرونقس، وهو بحصنه، فخرج ومعه أهله إليهم، وسار معهم إلى بغداد، وأخرب المسلمون قونية، فأرسل ملك الروم إلى الخليفة المكتفي فطلب الفداء. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة المروزي. العام الهجري: 294العام الميلادي: 906تفاصيل الحدث: هو محمد بن نصر المروزي، إمام أهل الحديث في عصره، كان من أعلم الناس باختلاف الصحابة والتابعين ومن بعدهم، كان مولده ببغداد ثم رحل إلى نيسابور ونشأ بها ثم رحل إلى مصر، وكان من أحسن الناس صلاة وأكثرهم خشوعا فيها، وقد صنف كتابا عظيما في الصلاة هو تعظيم قدر الصلاة، وله كتاب القسامة والمسند في الحديث وغيرها، عاد إلى سمرقند وتوفي فيها عن 92 عاما رحمه الله تعالى. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا مقتل زكرويه بن مهرويه القرمطي. العام الهجري: 294الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 907تفاصيل الحدث: لما فعل زكرويه بالحجاج ما فعل عظم ذلك على الخليفة خاصة، وعلى جميع المسلمين عامة، فجهز المكتفي الجيوش، فلما كان أول ربيع الأول سير وصيف بن صوارتكين مع جماعة من القواد والعساكر إلى القرامطة، فساروا على طريق حفان فلقيهم زكرويه، ومن معه من القرامطة، ثامن ربيع الأول، فاقتتلوا يومهم، ثم حجز الليل، وباتوا يتحارسون، ثم بكروا إلى القتال، فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل من القرامطة مقتلة عظيمة، ووصل عسكر الخليفة إلى عدو الله زكرويه، فضربه بعض الجند وهومول بالسيف على رأسه، فبلغت الضربة دماغه، وأخذه أسيرا وأخذ خليفته وجماعة من خواصه وأقربائه، وفيهم ابنه وكاتبه، وزوجته، واحتوى الجند على ما في العسكر. وعاش زكرويه خمسة أيام ومات، فسيرت جيفته والأسرى إلى بغداد، وانهزم جماعة من أصحابه إلى الشام، فأوقع بهم الحسين بن حمدان، فقتلوهم جميعا وأخذوا جماعة من النساء والصبيان، وحمل رأس زكرويه إلى خراسان، لئلا ينقطع الحجاج، وأخذ الأعراب رجلين من أصحاب زكرويه يعرف أحدهما بالحداد، والآخر بالمنتقم، وهو أخو امرأة زكرويه، كانا قد سارا إليهم يدعوانهم إلى الخروج معهم، فلما أخذوهما سيروهما إلى بغداد، وتتبع الخليفة القرامطة بالعراق، فقتل بعضهم، وحبس بعضهم، ومات بعضهم في الحبس. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة أمير خراسان إسماعيل بن أحمد الساماني. العام الهجري: 295الشهر القمري: صفرالعام الميلادي: 907تفاصيل الحدث: توفي إسماعيل بن أحمد الساماني أمير خراسان وما وراء النهر، وكان عاقلا عادلا حسن السيرة في رعيته حليما كريما وكان يلقب بعد موته بالماضي وهو الذي كان يحسن إلى محمد بن نصر المروزي ويعظمه ويكرمه ويحترمه ويقوم له في مجلس ملكه، فلما مات تولى بعده ولده أحمد بن إسماعيل بن أحمد الساماني. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا مفاداة الأسرى بين الروم والمسلمين. العام الهجري: 295الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 908تفاصيل الحدث: تم الفداء بين المسلمين والروم في ذي القعدة، وكان عدة من فودي به من الرجال والنساء ثلاثة آلاف نفس. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة الخليفة العباسي المكتفي بالله وتولي المقتدر بالله الخلافة. العام الهجري: 295الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 908تفاصيل الحدث: هو المكتفي بالله بن المعتضد بن الأمير أبي أحمد الموفق بن المتوكل على الله، وليس من الخلفاء من اسمه علي سواه بعد علي بن أبي طالب، وليس من الخلفاء من يكنى بأبي محمد سوى الحسن بن علي بن أبي طالب وهو، في أيامه فتحت أنطاكية وكان فيها من أسارى المسلمين بشر كثير وجم غفير، ولما حضرته الوفاة سأل عن أخيه أبي الفضل جعفر بن المعتضد فأحضره في يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة منها وأحضر القضاة وأشهدهم على نفسه بأنه قد فوض أمر الخلافة إليه من بعده، ولقبه بالمقتدر بالله، ثم مات بعد عدة أيام وكانت خلافته ست سنين وستة أشهر وتسعة عشر يوما، ثم تولى الخلافة المقتدر بالله أبو الفضل جعفر بن المعتضد فجددت له البيعة بعد موت أخيه وقت السحر لأربع عشرة ليلة خلت من ذي القعدة من هذه السنة وعمره إذ ذاك ثلاث عشرة سنة وشهر واحد وإحدى وعشرون يوما، ولم يل الخلافة أحد قبله أصغر منه. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا خلع الخليفة العباسي المقتدر وإعلان الخلافة لعبدالله بن المعتز الذي تولى يوما واحدا فقط. العام الهجري: 296العام الميلادي: 908تفاصيل الحدث: اجتمع جماعة من القواد والجند والأمراء على خلع المقتدر وتولية عبد الله بن المعتز الخلافة، فأجابهم على أنه لا يسفك بسببه دم، وكان المقتدر قد خرج يلعب بالصولجان فقصد إليه الحسين بن حمدان يريد أن يفتك به، فلما سمع المقتدر الصيحة بادر إلى دار الخلافة فأغلقها دون الجيش، واجتمع الأمراء والأعيان والقضاة في دار المخرمي فبايعوا عبد الله بن المعتز وخوطب بالخلافة، ولقب بالمرتضى بالله، وقال الصولي: إنما لقبوه المنتصف بالله، واستوزر أبا عبيد الله محمد بن داود وبعث إلى المقتدر يأمره بالتحول من دار الخلافة إلى دار ابن طاهر لينتقل إليها، فأجابه بالسمع والطاعة، فركب الحسين بن حمدان من الغد إلى دار الخلافة ليتسلمها فقاتله الخدم ومن فيها، ولم يسلموها إليه، وهزموه فلم يقدر على تخليص أهله وماله إلا بالجهد، ثم ارتحل من فوره إلى الموصل وتفرق نظام ابن المعتز وجماعته، فأراد ابن المعتز أن يتحول إلى سامرا لينزلها فلم يتبعه أحد من الأمراء، فدخل دار ابن الجصاص فاستجار به فأجاره، ووقع النهب في البلد واختبط الناس وبعث المقتدر إلى أصحاب ابن المعتز فقبض عليهم وقتل أكثرهم وأعاد ابن الفرات إلى الوزارة فجدد البيعة إلى المقتدر وأرسل إلى دار ابن الجصاص فتسلمها وأحضر ابن المعتز وابن الجصاص فصادر ابن الجصاص بمال جزيل جدا، نحو ستة عشر ألف ألف درهم، ثم أطلقه واعتقل ابن المعتز، فلما دخل في ربيع الآخر ليلتان ظهر للناس موته وأخرجت جثته فسلمت إلى أهله فدفن، وصفح المقتدر عن بقية من سعى في هذه الفتنة حتى لا تفسد نيات الناس، قال ابن الجوزي: ولا يعرف خليفة خلع ثم أعيد إلا الأمين والمقتدر. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا الغزو الإسماعيلي العبيدي الفاطمي لأفريقيا وتأسيس دولة العبيديين الفاطميين. العام الهجري: 296العام الميلادي: 908تفاصيل الحدث: لما كان من أمر انتهاء دولة الأغالبة واستحواذ أبي عبدالله الشيعي على البلاد واستقرت له القيروان ورقادة سار إلى سجلماسة، وكان المهدي وابنه أبو القاسم محبوسان عند اليسع بن المدرار أمير سجلماسة، فلاطفه أبو عبدالله ليخلص المهدي منه دون أذى وكان المهدي قد حاول الحضور إلى المغرب بعد أن راسله أبو عبدالله بما فتح من البلاد وغلب وأن الأمر قد استتب له فليحضر ولكنه قبض عليه في الطريق وأسر حتى صار أمره عند اليسع بن مدرار أمير الخوارج الصفرية، لكن اليسع لم يتلطف له بل حاربه ثم لما أحس بقوة أبي عبدالله الشيعي هرب من الحصن فدخله أبو عبدالله وأخرج المهدي منه فلما ظهر المهدي أقام بسجلماسة أربعين يوما، وسار إلى أفريقية، وأحضر الأموال من إنكجان، فجعلها أحمالا وأخذها معه، ووصل إلى رقادة العشر الأخير من ربيع الآخر من سنة سبع وتسعين ومائتين، وزال ملك بني الأغلب، وملك بني مدرار الذين منهم اليسع وكان لهم ثلاثون ومائة سنة منفردين بسجلماسة، وزال ملك بني رستم من تاهرت، ولهم ستون ومائة سنة تفردوا بتاهرت، وملك المهدي جميع ذلك، فلما قرب من رقادة تلقاه أهلها، وأهل القيروان، وأبو عبدالله، ورؤساء كتامة مشاة بين يديه، وولده خلفه، فسلموا عليه، فرد جميلا، وأمرهم بالانصراف، ونزل بقصر من قصور رقادة، وأمر يوم الجمعة بذكر اسمه في الخطبة في البلاد، وتلقب بالمهدي أمير المؤمنين، وجلس بعد الجمعة رجل يعرف بالشريف، ومعه الدعاة، وأحضروا الناس بالعنف والشدة، ودعوهم إلى مذهبهم، فمن أجاب أحسن إليه، ومن أبى حبس، فلم يدخل في مذهبهم إلا بعض الناس، وهم قليل، وقتل كثير ممن لم يوافقهم على قولهم، فكان أول من حكم هو هذا الملقب بالمهدي واسمه عبيدالله بن عبدالله بن ميمون بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وقد اختلف كثيرا في نسبه وصحته فمنهم من يقول نسبه صحيح إلى علي بن أبي طالب ومنهم من يقول بل هو راجع إلى ميمون القداح ومنهم من يقول بل أصله يهودي ربيب الحسين بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، بل قيل إن اليسع قد قتل عبيد الله وجعل مكانه رجلا يهوديا في السجن وهو الذي أخرجه أبو عبدالله الشيعي علما أن أبا عبدالله الشيعي لم يسبق له أن رأى المهدي أصلا ولذلك حصل الشقاق بينهم فيما بعد فكان قتل أبي عبدالله الشيعي كما سنذكره في موضعه، وعلى أي حال كان ومن أي نسب كان فإن دولتهم وما كانوا يدعون إليهم كفيلة ببيان ما كانوا عليه من الكفر والنفاق والشقاق لأهل الحق والإسلام. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
#138
|
||||
|
||||
![]() الموسوعة التاريخية العام الهجري: 296العام الميلادي: 908تفاصيل الحدث: علوي عبد القادر السقاف المجلد الثانى صـــ 421 الى صــ 430 (138) زوال دولة الأغالبة بالمغرب. كان آخر من تولى من أمراء الأغالبة زيادة الله الثالث الذي قتل أباه وتولى بعده عام 290 هـ لكنه كان منصرفا إلى اللهو والمجون فقوي أمر أبي عبدالله الشيعي الحسين بن أحمد بن زكريا الصنعاني الذي رحل إلى المغرب بعد أن مهد له الطريق والدعوة فيها رجلان قبله، وكان بينه وبين بني الأغلب حروب، وكان الأحول بن إبراهيم الثاني الأغلبي له بالمرصاد ولكن زيادة الله قتل الأحول وهو عمه، فقوي أمر أبي عبدالله الشيعي أكثر وجهر بالدعوة إلى المهدي، فلما أحس زيادة الله بالضعف آثر الهروب فجمع الأموال وهرب إلى مصر ثم حاول دخول بغداد فلم يؤذن له فرجع إلى مصر ووعدوه بأن يجمعوا له الرجال والمال ليعود فيأخذ بثأره، فلما طار انتظاره رحل إلى بيت المقدس وسكن الرملة وتوفي فيها، فكانت مدة دولة الأغالبة مائة واثنتي عشرة سنة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا زوال دولة الخوارج الصفرية في تاهرت. العام الهجري: 296العام الميلادي: 908تفاصيل الحدث: بعد أن دخل أبو عبدالله الشيعي رقادة واستولى عليها وقضى على الأغالبة اتجه إلى سجلماسة قاعدة الخوارج الصفرية، لكنه مر بطريقه على تاهرت، وكانت الدولة الصفرية في مرحلة ضعف وتنازع على السلطة، فقتل يقظان بن أبي اليقظان وبنيه وسار إلى العاصمة الرستمية وقتل فيها وهرب من هرب واستباح المدينة وحرقها، فقضى على الدولة الرستمية الصفرية الخارجية، لكن المذهب الإباضي الذي هو أصل هذه الدولة لم ينته لأن من كان استطاع الهرب تحصن في ورغلة واحة في الصحراء التي بقيت مدة لا يستطيع العبيديون دخولها والقضاء عليها. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة أبي بكر الأثرم. العام الهجري: 296الشهر القمري: شوالالعام الميلادي: 909تفاصيل الحدث: هو أحمد بن محمد بن هاني الطائي الأثرم تلميذ الإمام أحمد، روى عنه كثيرا من المسائل، سمع عفان وأبا الوليد والقعنبي وأبا نعيم وخلقا كثيرا، وكان حافظا صادقا قوي الذاكرة، كان ابن معين يقول عنه: كان أحد أبويه جنيا لسرعة فهمه وحفظه، وله كتب مصنفة في العلل والناسخ والمنسوخ، وكان من بحور العلم، وله مسند مصنف كذلك. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا ذكر بعض الحوادث بالأندلس. العام الهجري: 297العام الميلادي: 909تفاصيل الحدث: كان غزو العاص ابن الإمام عبد الله الغزاة المعروفة بغزوة رية وفريرة. وقاد الخيل أحمد بن محمد بن أبي عبدة. وفصل يوم الخميس لتسع بقين من شعبان؛ فتقدم إلى بلدة فحاربها. ثم احتل على نهر طلجيرة؛ فدارت بينه وبين أصحاب ابن حفصون حرب، عقرت فيها خيل السلطان، وقتل عدد من أصحاب ابن حفصون. ثم تقدم إلى حصون إلبيرة؛ فنزل على حصن شبيلش؛ فكانت هنالك حرب شديدة، ونالت بعض حماة العسكر جراح. وتجول في كورة إلبيرة، وحل بمحلة بجانة؛ ثم قفل على كورة جيان؛ فنازل حصن المنتلون يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي القعدة؛ فأقام عليه محاصرا أياما ثم ضحى فيه يوم الأحد، وقفل يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة، ودخل قرطبة يوم الأربعاء، لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة، وفيها افتتحت بياسة واستنزل منها محمد بن يحيى بن سعيد بن بزيل، وفيها اجتمع عمر بن حفصون، وسعيد بن مستنة، وسعيد بن هذيل، وضمهم عسكر واحد؛ فضربوا بناحية جيان وأغاروا؛ فأصابوا وغنموا، وانصرفوا إلى حصن جريشة؛ فاتبعهم القائد أحمد بن محمد بن أبي عبدة؛ فلحقهم، وهزمهم، وقتل جماعة منهم، فيهم تسريل العجمي من قواد ابن حفصون، وفيها، افتتح القائد أحمد بن محمد بن أبي عبدة حصن الزبيب، وابتنى حصن ترضيض تضييقا على ابن هذيل، وحصن قلعة الأشعث، ووضع فيه ندبا من الرجال. وشتى القائد هذه السنة بجبل أرنيش من كورة قبرة. وكانت له في هذه الشتوة حركات بالغت في نكاية أهل النفاق، وفيها خرج محمد بن عبد الملك الطويل إلى بار بليارش؛ فافتتح حصن أوربوالة، وأصاب من المشركين ثلاثمائة سبية، وقتل كثيرا منهم، وهدم الحصن وحرقه. وتقدم إلى حصني علتير والغبران؛ فهدمهما. وكان مبلغ الفيء في هذه الغزاة ثلاثة عشر ألفا. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا إعلان قيام الدولة الفاطمية برقادة. العام الهجري: 297الشهر القمري: ربيع الثانيالعام الميلادي: 910تفاصيل الحدث: نجح أبو عبد الله الشيعي داعية الإسماعيلية في إعلان قيام الدولة الفاطمية في "رقادة" عاصمة دولة الأغالبة في 21 من ربيع الآخر ومبايعة عبيد الله المهدي بالخلافة، وجاء هذا النجاح بعد محاولات فاشلة قام بها الشيعة منذ قيام الدولة الأموية للظفر بالخلافة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة محمد بن داود الظاهري. العام الهجري: 297الشهر القمري: رمضان العام الميلادي: 910تفاصيل الحدث: توفي أبو بكر محمد بن داود بن علي الفقيه الظاهري ابن الإمام داود بن علي الظاهري, كان عالما بارعا, إماما في الحديث, أديبا, شاعرا، فقيها, ماهرا، وله كتاب الزهرة، اشتغل على أبيه وتبعه في مذهبه ومسلكه وما اختاره من الطرائق وارتضاه وكان أبوه يحبه ويقربه ويدنيه. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا اغتيال أبي عبدالله الشيعي من قبل المهدي. العام الهجري: 298العام الميلادي: 910تفاصيل الحدث: سبب ذلك أن المهدي لما استقامت له البلاد، ودان له العباد، وباشر الأمور بنفسه، وكف يد أبي عبد الله، ويد أخيه أبي العباس، داخل أبا العباس الحسد، وعظم عليه الفطام عن الأمر والنهي، والأخذ والعطاء، فأقبل يزري على المهدي في مجلس أخيه، ويتكلم فيه، وأخوه ينهاه، ولا يرضى فعله، فلا يزيده ذلك إلا لجاجا، ولم يزل حتى أثر في قلب أخيه، فقال يوما للمهدي: لو كنت تجلس في قصرك، وتتركني مع كتامة آمرهم وأنهاهم، لأني عارف بعاداتهم، لكان أهيب لك في أعين الناس. وكان المهدي سمع شيئا مما يجري بين أبي عبد الله وأخيه، فتحقق ذلك، ثم صار أبو العباس يقول: إن هذا ليس الذي كنا نعتقد طاعته، وندعو إليه لأن المهدي يختم بالحجة، ويأتي بالآيات الباهرة، فأخذ قوله بقلوب كثير من الناس، فاتفق هو وأخوه ومن معهما على الاجتماع وعزموا على قتل المهدي واجتمع معهم قبائل كتامة إلا قليلا منهم، وكان معهم رجل يظهر أنه منهم، وينقل ما يجري إلى المهدي، ودخلوا عليه مرارا فلم يجسروا على قتله، فأمر المهدي عروبة ورجالا معه أن يرصدوا أبا عبدالله وأخاه أبا العباس، ويقتلوهما، فلما وصلا إلى قرب القصر حمل عروبة على أبي عبدالله، فقال: لا تفعل يا بني! فقال: الذي أمرتنا بطاعته أمرنا بقتلك؛ فقتل هو وأخوه، فقيل: إن المهدي صلى على أبي عبدالله، وقال: رحمك الله: أبا عبدالله، وجزاك خيرا بجميل سعيك. وثارت فتنة بسبب قتلهما، وجرد أصحابهما السيوف، فركب المهدي وأمن الناس، فسكنوا، ثم تتبعهم حتى قتلهم. وثارت فتنة ثانية بين كتامة وأهل القيروان، قتل فيها خلق كثير، فخرج المهدي وسكن الفتنة، وكف الدعاة عن طلب التشيع من العامة، ولما استقامت الدولة للمهدي عهد إلى ولده أبي القاسم نزار بالخلافة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة الراوندي الفيلسوف الملحد. العام الهجري: 298العام الميلادي: 910تفاصيل الحدث: هو أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي نسبة إلى راوند بلدة من أصبهان، فيلسوف مجاهر بالإلحاد، له مناظرات ومجالس مع علماء الكلام، انفرد بمذاهب نقلت عنه في كتبه كالقول بالحلولية وتناسخ روح الإله في الأئمة، قال ابن العماد إن أباه كان يهوديا فأظهر الإسلام، وقال ابن كثير أنه أحد مشاهير الزنادقة، طلبه السلطان فهرب إلى ابن لاوي اليهودي بالأهواز وصنف عنده مصنفات، منها الدامغ للقرآن، وكتابا في الرد على الشريعة سماه الزمردة، قال ابن حجر كان أولا من متكلمي المعتزلة ثم تزندق واشتهر بالإلحاد، واختلف في موته فقيل مات وهو عند اليهودي وقيل بل صلب، والله أعلم، فلا رحمه الله وجازاه بما يستحقه. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا قيام الدولة السامانية وزوال الدولة الصفارية. العام الهجري: 298الشهر القمري: رجبالعام الميلادي: 911تفاصيل الحدث: استولى أبو نصر أحمد بن إسماعيل الساماني على سجستان، وسبب ذلك أنه لما استقر أمره، وثبت ملكه، خرج في سنة سبع وتسعين ومائتين إلى الري، وكان يسكن بخارى، ثم سار إلى هراة، فسير منها جيشا في المحرم سنة ثمان وتسعين إلى سجستان، وسير جماعة من أعيان قواده وأمرائه، منهم أحمد بن سهل، ومحمد بن المظفر، وسيمجور الدواتي، وهو والد آل سيمجور ولاة خراسان للسامانية، واستعمل أحمد على هذا الجيش الحسين بن علي المروروذي، فساروا حتى أتوا سجستان، وبها المعدل بن علي بن الليث الصفار وهو صاحبها، فلما بلغ المعدل خبرهم سير أخاه أبا علي محمد بن علي بن الليث إلى بست والرخج ليحمي أموالها، ويرسل منها الميرة إلى سجستان، فسار المير أحمد بن إسماعيل إلى أبي علي ببست، وجاذبه، وأخذه أسيرا، وعاد به إلى هراة، وأما الجيش الذي بسجستان فإنهم حصروا المعدل، وضايقوه، فلما بلغه أن أخاه أبا علي محمدا قد أخذ أسيرا، صالح الحسين بن علي، واستأمن إليه، فاستولى الحسين على سجستان، فاستعمل عليها الأمير أحمد أبا صالح منصور بن إسحاق، وهو ابن عمه، وانصرف الحسين عنها ومعه المعدل إلى بخارى؛ ثم إن سجستان خالف أهلها سنة ثلاثمائة، ولما استولى السامانية على سجستان بلغهم خبر مسير سبكرى في المفازة من فارس إلى سجستان، فسيروا إليه جيشا، فلقوه وهو وعسكره قد أهلكهم التعب، فأخذوه أسيرا، واستولوا على عسكره، وكتب الأمير أحمد إلى المقتدر بذلك، وبالفتح، فكتب إليه يشكره على ذلك، ويأمره بحمل سبكرى، ومحمد بن علي بن الليث، إلى بغداد، فسيرهما، وأدخلا بغداد مشهورين على فيلين، وأعاد المقتدر رسل أحمد، صاحب خراسان، ومعهم الهدايا والخلع. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة الجنيد بن محمد الصوفي. العام الهجري: 298الشهر القمري: شوالالعام الميلادي: 911تفاصيل الحدث: هو الجنيد بن محمد البغدادي أصله من نهاوند، ولد ببغداد ونشأ فيها، يقال أنه أول من تكلم في علم التوحيد ببغداد، عده العلماء شيخ الصوفية لضبط مذهبه بقواعد الكتاب والسنة، ولكونه لم يتلبس بعقائد فاسدة، وكان يقال له طاووس العلماء، أخذ الطريقة عن خاله سري السقطي، كان يقول مذهبنا مقيد بالكتاب والسنة، فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في مذهبنا وطريقتنا، أثنى عليه وعلى كلماته الوعظية كثير من العلماء، توفي في بغداد ودفن عند قبر خاله. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
#139
|
||||
|
||||
![]() الموسوعة التاريخية علوي عبد القادر السقاف المجلد الثانى صـــ 431 الى صــ 440 (139) طاعون بأرض فارس. العام الهجري: 299العام الميلادي: 911تفاصيل الحدث: وقع طاعون بأرض فارس مات فيه سبعة آلاف إنسان. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا زلزال شديد بالقيروان. العام الهجري: 299العام الميلادي: 911تفاصيل الحدث: وقعت في القيروان زلازل شديدة لم ير مثلها قبل ذلك. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا المقتدر يقبض على وزيره ابن الفرات. العام الهجري: 299الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 912تفاصيل الحدث: قبض المقتدر على الوزير أبي الحسن بن الفرات في ذي الحجة، ووكل بداره، وهتك حرمه، ونهب ماله، ونهبت دور أصحابه ومن يتعلق به، وافتتنت بغداد لقبضه، ولقي الناس شدة لمدة ثلاثة أيام، ثم سكنوا. وكانت مدة وزارته وهي الوزارة الأولى، ثلاث سنين وثمانية أشهر وثلاثة عشر يوما، واستوزر من بعده أبو علي محمد بن عبيدالله بن يحيى بن خاقان. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا طاعة أهل صقلية للمقتدر وعودهم إلى طاعة المهدي العلوي. العام الهجري: 300العام الميلادي: 912تفاصيل الحدث: في سنة سبع وتسعين ومائتين استعمل المهدي علي بن عمر على صقلية، فلما وليها كان شيخا لينا، فلم يرض أهل صقلية بسيرته، فعزلوه عنهم، وولوا على أنفسهم أحمد بن قرهب، ودعا أحمد بن قرهب الناس إلى طاعة المقتدر، فأجابوه إلى ذلك، فخطب له بصقلية، وقطع خطبة المهدي، وأخرج ابن قرهب جيشا في البحر إلى ساحل أفريقية، فلقوا هناك أسطول المهدي ومقدمه الحسن بن أبي خنزير، فأحرقوا الأسطول، وقتلوا الحسن، وحملوا رأسه إلى ابن قرهب، وسار الأسطول الصقلي إلى مدينة سفاقس، فخربوها، وساروا إلى طرابلس، فوجدوا فيها القائم بن المهدي، فعادوا، ووصلت الخلع السود والألوية إلى ابن قرهب من المقتدر، ثم أخرج مراكب فيها جيش إلى قلورية، فغنم جيشه، وخربوا وعادوا؛ وسير أيضا أسطولا إلى إفريقية، فخرج عليه أسطول المهدي، فظفروا بالذي لابن قرهب وأخذوه، ولم يستقم بعد ذلك لابن قرهب حال، وأدبر أمره، وطمع فيه الناس، وكانوا يخافونه، وخاف منه أهل جرجنت، وعصوا أمره، وكاتبوا المهدي، فلما رأى ذلك أهل البلاد كاتبوا المهدي أيضا، وكرهوا الفتنة، وثاروا بابن قرهب، وأخذوه أسيرا سنة ثلاثمائة وحبسوه، وأرسلوه إلى المهدي مع جماعة من خاصته، فأمر بقتلهم على قبر ابن أبي خنزير، فقتلوا، واستعمل على صقلية أبا سعيد موسى بن أحمد، وسير معه جماعة كثيرة من شيوخ كتامة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا العبيديون (الفاطميون) يسيطرون على دولة الأدارسة بالمغرب الأقصى. العام الهجري: 300العام الميلادي: 912تفاصيل الحدث: قام قائد العبيديين مصالة بن حبوس بغزو دولة الأدارسة بالمغرب الأقصى فالتقى به الأمير يحيى قرب مكناس فانهزمت الأدارسة وحاصر العبيديون فاس واضطر يحيى إلى الصلح على أن يدفع مبلغا من المال وأن يبايع للمهدي عبيدالله، وأصبح مصالة بن حبوس أمير فاس، وكان هذا سنة 303هـ. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا خلاف سجستان وعودها إلى طاعة أحمد بن إسماعيل الساماني. العام الهجري: 300العام الميلادي: 912تفاصيل الحدث: سبب ذلك أن محمد بن هرمز، المعروف بالمولى الصندلي، كان خارجي المذهب، وكان قد أقام ببخارى وهو من أهل سجستان، وكان شيخا كبيرا، فجاء يوما إلى الحسين بن علي بن محمد العارض يطلب رزقه، فقال له: إن الأصلح لمثلك من الشيوخ أن يلزم رباطا يعبد الله فيه، حتى يوافيه أجله؛ فغاظه ذلك، فانصرف إلى سجستان والوالي عليها منصور بن إسحاق، فاستمال جماعة من الخوارج، ودعا إلى الصفار، وبايع في السر لعمرو بن يعقوب بن محمد بن عمرو بن الليث، وكان رئيسهم محمد بن العباس، المعروف بابن الحفار، وكان شديد القوة، فخرجوا، وقبضوا على منصور بن إسحاق أميرهم وحبسوه في سجن أرك وخطبوا لعمرو بن يعقوب، وسلموا إليه سجستان، فلما بلغ الخبر إلى الأمير أحمد بن إسماعيل سير الجيوش مع الحسين ابن علي، مرة ثانية إلى زرنج، فحصرها تسعة أشهر، فصعد يوما محمد بن هرمز الصندلي إلى السور، وقال: ما حاجتكم إلى أذى شيخ لا يصلح إلا للزوم رباط؟ يذكرهم بما قاله العارض ببخارى؛ واتفق أن الصندلي مات، فاستأمن عمرو بن يعقوب الصفار وابن الحفار إلى الحسين بن علي، وأطلقوا عن منصور بن إسحاق، وكان الحسين بن علي يكرم ابن الحفار ويقربه، فواطأ ابن الحفار جماعة على الفتك بالحسين، فعلم الحسين ذلك، وكان ابن الحفار يدخل على الحسين، لا يحجب عنه، فدخل إليه يوما وهو مشتمل على سيف، فأمر الحسين بالقبض عليه، وأخذه معه إلى بخارى، ولما انتهى خبر فتح سجستان إلى الأمير أحمد استعمل عليها سيمجور الدواتي، وأمر الحسين بالرجوع إليهن فرجع ومعه عمرو بن يعقوب وابن الحفار وغيرهما، وكان عوده في ذي الحجة سنة ثلاثمائة، واستعمل الأمير أحمد منصورا ابن عمه إسحاق على نيسابور وأنفذه إليها، وتوفي ابن الحفار. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا وفاة عبدالله بن محمد صاحب الأندلس وتولي عبدالرحمن الناصر حكم الأندلس. العام الهجري: 300الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 912تفاصيل الحدث: توفي عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحاكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية الأموي، صاحب الأندلس، في ربيع الأول، وكان عمره اثنتين وأربعين سنة، وكانت ولايته خمسا وعشرين سنة وأحد عشر شهرا، وخلف أحد عشر ولدا ذكرا، أحدهم محمد المقتول، قتله في حد من الحدود، وهو والد عبد الرحمن الناصر، ولما توفي ولي بعده ابن ابنه عبد الرحمن بن محمد وكان عمره لما قتل أبوه عشرين يوما، وكانت ولايته من المستطرف لأنه كان شابا، وبحضرة أعمامه وأعمام أبيه، فلم يختلفوا عليه، وولي الإمارة والبلاد كلها، وقد اختلف عليهم قبله، وامتنع حصون بكورة رية وحصن ببشتر فحاربه، حتى صلحت البلاد بناحيته، وكان من بطليطلة أيضا قد خالفوا، فقاتلهم حتى عادوا إلى الطاعة، ولم يزل يقاتل المخالفين حتى أذعنوا له، وأطاعوه نيفا وعشرين سنة، فاستقامت البلاد، وأمنت في دولته، ومضى لحال سبيله. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا صلب الحسين بن منصور الحلاج. العام الهجري: 300الشهر القمري: ربيع الأولالعام الميلادي: 912تفاصيل الحدث: كان الحسين بن منصور الحلاج قد نسبت إليه دعوى حلول اللاهوت في الناسوت, فأحضره الوزير علي بن عيسى، ثم أمر به فصلب في الجانب الشرقي, ثم في الغربي وذلك في ربيع الأول من هذه السنة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا مكاتبة رأس القرامطة (الجنابي) . العام الهجري: 301العام الميلادي: 913تفاصيل الحدث: استأذن الوزير علي بن عيسى الخليفة المقتدر في مكاتبة رأس القرامطة أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي فأذن له، فكتب كتابا طويلا يدعوه فيه إلى السمع والطاعة، ويوبخه على ما يتعاطاه من ترك الصلاة والزكاة وارتكاب المنكرات، وإنكارهم على من يذكر الله ويسبحه ويحمده، واستهزائهم بالدين واسترقاقهم الحرائر، ثم توعده الحرب وتهدده بالقتل، فلما سار بالكتاب نحوه قتل أبو سعيد قبل أن يصله، قتله بعض خدمه، وعهد بالأمر من بعده لولده سعيد، فغلبه على ذلك أخوه أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد، فلما قرأ كتاب الوزير أجابه بما حاصله: إن هذا الذي تنسب إلينا مما ذكرتم لم يثبت عندكم إلا من طريق من يشنع علينا، وإذا كان الخليفة ينسبنا إلى الكفر بالله فكيف يدعونا إلى السمع والطاعة له؟ (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا اغتيال أحمد بن إسماعيل زعيم الدولة السامانية. العام الهجري: 301العام الميلادي: 913تفاصيل الحدث: الأمير أحمد بن إسماعيل بن أحمد الساماني صاحب خراسان وما وراء النهر، وكان مولعا بالصيد، فخرج إلى فربر متصيدا، فلما انصرف أمر بإحراق ما اشتمل عليه عسكره، وانصرف، فورد عليه كتاب نائبه بطبرستان، وهو أبو العباس صعلوك، وكان يليها بعد وفاة ابن نوح بها، يخبره بظهور الحسن بن علي العلوي الأطروش بها، وتغلبه عليها، وأنه أخرجه عنها، فغم ذلك أحمد، وعاد إلى معسكره الذي أحرقه فنزل عليه فتطير الناس من ذلك، وكان له أسد يربطه كل ليلة على باب مبيته، فلا يجسر أحد أن يقربه، فأغفلوا إحضار الأسد تلك الليلة، فدخل إليه جماعة من غلمانه، فذبحوه على سريره وهربوا، وكان قتله ليلة الخميس لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثمائة، فحمل إلى بخارى فدفن بها، ولقب حينئذ بالشهيد، وطلب أولئك الغلمان، فأخذ بعضهم فقتل، وولي الأمر بعده ولده أبو الحسن نصر بن أحمد، وهو ابن ثماني سنين، وكانت ولايته ثلاثين سنة وثلاثة وثلاثين يوما، واضطرب الأمر كثيرا في سجستان بعد ذلك. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
#140
|
||||
|
||||
![]() الموسوعة التاريخية علوي عبد القادر السقاف المجلد الثانى صـــ 441 الى صــ 450 (140) ذكر ظهور الحسن بن علي الأطروش. العام الهجري: 301العام الميلادي: 913تفاصيل الحدث: استولى الحسن بن علي بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب على طبرستان، وكان يلقب بالناصر، وكان الحسن بن علي الأطروش قد دخل الديلم بعد قتل محمد بن زيد، وأقام بينهم نحو ثلاث عشرة سنة يدعوهم إلى الإسلام، ويقتصر منهم على العشر، ويدافع عنهم ابن حسان ملكهم، فأسلم منهم خلق كثير، واجتمعوا عليه، وبنى في بلادهم مساجد، وكان للمسلمين بإزائهم ثغور مثل: قزوين، وسالوس، وغيرهما، وكان بمدينة سالوس حصن منيع قديم، فهدمه الأطروش حين أسلم الديلم والجيل؛ ثم إنه جعل يدعوهم إلى الخروج معه إلى طبرستان، فلا يجيبونه إلى ذلك لإحسان ابن نوح، فاتفق أن الأمير أحمد عزل ابن نوح عن طبرستان وولاها سلاما، فلم يحسن سياسة أهلها، وهاج عليه الديلم، فقاتلهم وهزمهم، واستقال عن ولايتها، فعزله الأمير أحمد، وأعاد إليها ابن نوح، فصلحت البلاد معه، ثم إنه مات بها، واستعمل عليها أبو العباس محمد بن إبراهيم صعلوك، فغير رسوم ابن نوح، وأساء السيرة، وقطع عن رؤساء الديلم ما كان يهديه إليهم ابن نوح، فانتهز الحسن بن علي الفرصة، وهيج الديلم عليه ودعاهم إلى الخروج معه، فأجابوه وخرجوا معه، وقصدهم صعلوك، فالتقوا بمكان يسمى نوروز فانهزم ابن صعلوك، وقتل من أصحابه نحو أربعة آلاف رجل، وحصر الأطروش الباقين ثم أمنهم على أموالهم وأنفسهم وأهليهم، فخرجوا إليه، فأمنهم وعاد عنهم إلى آمل، وانتهى إليهم الحسن بن القاسم الداعي العلوي، وكان ختن الأطروش، فقتلهم عن آخرهم لأنه لم يكن أمنهم، ولا عاهدهم، واستولى الأطروش على طبرستان، وخرج صعلوك إلى الري، وذلك سنة إحدى وثلاثمائة، ثم سار منها إلى بغداد، كان الأطروش قد أسلم على يده من الديلم الذين هم وراء أسفيدروذ إلى ناحية آمل، وهم يذهبون مذهب الشيعة، وكان الأطروش زيدي المذهب، شاعرا مفلقا، ظريفا، علامة، إماما في الفقه والدين، كثير المجون، حسن النادرة، وكان سبب صممه أنه ضرب على رأسه بسيف في حرب محمد بن زيد فطرش. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا مقتل الجنابي أبي سعيد القرمطي. العام الهجري: 301العام الميلادي: 913تفاصيل الحدث: هو الحسن بن بهرام أخذ القرمطة عن حمدان بن قرمط ودعا الناس إليها واجتذب إليه اللصوص وقطاع الطرق واشتد خطره فاستولى على اليمامة وعمان وهجر والقطيف، قاتله جيش المعتضد فهزم الجيش وقتلهم سوى قائدهم تركه ليخبر الخليفة بما رآه منه، وكان موت أبي سعيد في الحمام قتله خادم صقلبي له، وكان قد عهد بالأمر لابنه سعيد ولكنه كان ضعيفا فاستولى على الأمر أخوه الأصغر سليمان، دام حكم أبي سعيد 16 عاما. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا أول هجوم عبيدي فاطمي على مصر. العام الهجري: 301العام الميلادي: 913تفاصيل الحدث: جهز المهدي العساكر من إفريقية، وسيرها مع ولده أبي القاسم إلى الديار المصرية، فساروا إلى برقة، واستولوا عليها في ذي الحجة، وساروا إلى مصر، فملك الإسكندرية والفيوم، وصار في يده أكثر البلاد، وضيق على أهلها، فسير إليها المقتدر بالله مؤنسا الخادم في جيش كثيف، فحاربهم وأجلاهم عن مصر، فعادوا إلى المغرب مهزومين. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا انتشار الصوفية بعد ظهور الحسين بن منصور الحلاج. العام الهجري: 301العام الميلادي: 913تفاصيل الحدث: جئ بالحسين بن منصور الحلاج إلى بغداد وهو مشهور على جمل وغلام له راكب جملا آخر، ينادي عليه: أحد دعاة القرامطة فاعرفوه، ثم حبس ثم جئ به إلى مجلس الوزير فناظره فإذا هو لا يقرأ القرآن ولا يعرف في الحديث ولا الفقه شيئا، ولا في اللغة ولا في الأخبار ولا في الشعر شيئا، وكان الذي نقم عليه: أنه وجدت له رقاع يدعو فيها الناس إلى الضلالة والجهالة بأنواع من الرموز، يقول في مكاتباته كثيرا: تبارك ذو النور الشعشعاني، فقال له الوزير: تعلمك الطهور والفروض أجدى عليك من رسائل لا تدري ما تقول فيها، وما أحوجك إلى الأدب، ثم أمر به فصلب حيا صلب الاشتهار لا القتل، ثم أنزل فأجلس في دار الخلافة، فجعل يظهر لهم أنه على السنة، وأنه زاهد، حتى اغتر به كثير من الخدام وغيرهم من أهل دار الخلافة من الجهلة، حتى صاروا يتبركون به ويتمسحون بثيابه. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا علي بن محمد بن الفرات وزير المقتدر يبني المارستان في بغداد. العام الهجري: 302العام الميلادي: 914تفاصيل الحدث: بنى الوزير وزير المقتدر - علي بن محمد بن الفرات - المارستان بالحربية من بغداد، وأنفق عليه أموالا جزيلة، جزاه الله خيرا. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا مخالفة عروبة على المهدوية بالقيروان. العام الهجري: 302العام الميلادي: 914تفاصيل الحدث: خالف عروبة بن يوسف الكتامي على المهدي بالقيروان، واجتمع إليه خلق كثير من كتامة والبرابر، فأخرج المهدي إليهم مولاه غالبا، فاقتتلوا قتالا شديدا في محضر القيروان، فقتل عروبة وبنو عمه، وقتل معهم عالم لا يحصون، وجمعت رؤوس مقدميهم في قفة وحملت إلى المهدي، فقال: ما أعجب أمور الدنيا! قد جمعت هذه القفة رؤوس هؤلاء، وقد كان يضيق بعساكرهم فضاء المغرب. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا خبر مصر مع المهدوية العبيديين (الفاطميين) . العام الهجري: 302الشهر القمري: جمادى الأولىالعام الميلادي: 914تفاصيل الحدث: أنفذ أبو محمد عبيد الله العلوي الملقب بالمهدي جيشا من إفريقية مع قائد من قواده يقال له حباسة إلى الإسكندرية، فغلب عليها وكان مسيره في البحر، ثم سار منها إلى مصر، فنزل بين مصر والإسكندرية، فبلغ ذلك المقتدر، فأرسل مؤنسا الخادم في عسكر إلى مصر لمحاربة حباسة، وأمده بالسلاح والمال، فسار إليها، فالتقى العسكران في جمادى الأولى، فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل من الفريقين جمع كثير، وجرح مثلهم، ثم كان بينهم وقعة أخرى بنحوها، ثم وقعة ثالثة ورابعة، فانهزم فيها المغاربة أصحاب العلوي، وقتلوا، وأسروا، فكان مبلغ القتلى سبعة آلاف مع الأسرى وهرب الباقون، وكانت هذه الوقعة سلخ جمادى الآخرة، وعادوا إلى الغرب، فلما وصلوا إلى الغرب قتل المهدي حباسة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا خروج الأعراب من الحاجر على الحجاج. العام الهجري: 302الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 915تفاصيل الحدث: خرجت الأعراب من الحاجر على الحجاج، فقطعوا عليهم الطريق، وأخذوا من العين وما معهم من الأمتعة والجمال ما أرادوا، وأخذوا مائتين وخمسين امرأة. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا خروج الحسين بن حمدان بالجزيرة. العام الهجري: 303العام الميلادي: 915تفاصيل الحدث: سبب ذلك أن الوزير علي بن عيسى طالبه بمال عليه من ديار ربيعة، وهو يتولاها، فدافعه، فأمره بتسليم البلاد إلى عمال السلطان، فامتنع، وكان مؤنس الخادم غائبا بمصر لمحاربة عسكر المهدي العلوي، صاحب إفريقية، فجهز الوزير رائقا الكبير في جيش وسيره إلى الحسين بن حمدان، وكتب إلى مؤنس يأمره بالمسير إلى ديار الجزيرة لقتال الحسين، بعد فراغه من أصحاب العلوي، فسار رائع إلى الحسين بن حمدان، وجمع لهم الحسين نحو عشرين ألف فارس، وسار إليهم فوصل إلى الحبشة وهم قد قاربوها، فلما رأوا كثرة جيشه علموا عجزهم عنه لأنهم كانوا أربعة آلاف فارس، فانحازوا إلى جانب دجلة، ونزلوا بموضع ليس له طريق إلا من وجه واحد، وجاء الحسين فنزل عليهم وحصرهم، ومنع الميرة عنهم من فوق ومن أسفل، فضاقت عليهم الأقوات والعلوفات، فأرسلوا إليه يبذلون له أن يوليه الخليفة ما كان بيده ويعود عنهم، فلم يجب إلى ذلك، ولزم حصارهم، وأدام قتالهم إلى أن عاد مؤنس من الشام، فلما سمع العسكر بقربه قويت نفوسهم وضعفت نفوس الحسين ومن معه، فخرج العسكر إليه ليلا وكبسوه، فانهزم وعاد إلى ديار ربيعة، وسار العسكر فنزلوا على الموصل، وسمع مؤنس خبر الحسين، وجد مؤنس في المسير نحو الحسين، واستصحب معه أحمد بن كيغلغ، فلما قرب منه راسله الحسين يعتذر، وترددت الرسل بينهما، فلم يستقر حال، فرحل مؤنس نحو الحسين حتى نزل بإزاء جزيرة ابن عمر، ورحل الحسين نحو أرمينية مع ثقله وأولاده، وتفرق عسكر الحسين عنه، وصاروا إلى مؤنس ثم إن مؤنسا جهز جيشا في أثر الحسين، فأدركوه فقاتلوه، فانهزم من بقي معه من أصحابه، وأسر هو ومعه ابنه عبد الوهاب وجميع أهله وأكثر من صحبه، وقبض أملاكه، وعاد مؤنس إلى بغداد على طريق الموصل والحسين معه، فأركب على جمل هو وابنه وحبس الحسين وابنه عند زيدان القهرمانة، وقبض المقتدر على أبي الهيجاء بن حمدان وعلى جميع إخوته وحبسوا، وكان قد هرب بعض أولاد الحسين بن حمدان، فجمع جمعا ومضى نحو آمد، فأوقع بهم مستحفظها، وقتل ابن الحسين وأنفذ رأسه إلى بغداد. (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا قحط في أفريقيا والأندلس وحرائق في بغداد. العام الهجري: 303العام الميلادي: 915تفاصيل الحدث: كانت المجاعة بالأندلس، التي شبهت بمجاعة سنة ستين؛ وبلغت الحاجة بالناس مبلغا لا عهد لهم بمثله؛ وبيع قفيز قمح بكيل سوق قرطبة بثلاثة دنانير دخل أربعين. ووقع الوباء في الناس، وكثر الموتان في أهل الفاقة والحاجة، حتى كاد أن يعجز عن دفنهم. وكثرت صدقات أمير المؤمنين الناصر - رحمه الله - على المساكين في هذا العام، وصدقات أهل الحسبة من رجاله؛ فكان الحاجب بدر بن أحمد أكثرهم صدقة، وأعظمهم بماله مواساة. ولم يمكن في هذا العام، لضيق الأحوال فيه، أن يكون غزاة أو إخراج جيش، (تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |