|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() تواليف مالكية مهمة شهاب الدين الإدريسي تواليف مالكية مهمة 11 : التوضيح ![]() كتاب التوضيح للشيخ الفقيه أبي المودة خليل بن إسحاق الجندي المصري المالكي (767هـ) من أكثر شروح كتاب جامع الأمهات لأبي عمرو ابن الحاجب (646هـ) فائدة، وأجودها وأنفعها وأشهرها. تتبع فيه المؤلف كتاب ابن الحاجب، فحل مشكلاته، ووضح مبهماته، معتمدا أقوال فحول علماء المذهب المبثوثة في كتبهم المشهورة، وعلى شروح الكتاب التي تقدمته؛ شرح ابن راشد القفصي (736هـ)، وشرح ابن عبد السلام الهوراي (749هـ)، وشرح ابن هارون الكناني (750هـ)، مع ما بثه فيه من علمه وفقهه، فصح أن يطلق على شرحه «جامع شروح جامع الأمهات»؛ لكون الشروح المذكورة من الأهمية بمكان، فإنها تمتاز بالإجادة والحسن، وتلقاها الناس بالقبول، فقد قيل عن شرح ابن عبد السلام: إنه بالنسبة لبقية الشروح كالعين من الحاجب، وقيل: إن ابن عبد هارون فتح مقفلات جامع الأمهات وحل مشكلاته، ونفس الكلام قيل عن شرح ابن راشد، فكيف إذا أضيف إلى هذا انتقاءات الشيخ خليل وإضاءا ته!. وقد نهج خليل في توضيحه طريقة واضحة، فيأتي أولا بكلام ابن الحاجب، فإن ظهرت له مفردة لغوية غامضة شرحها، أو مصطلح فقهي ينبغي تفسيره فسره، ثم يفك كلام ابن الحاجب متوسعا في ذكر الأقوال وسرد النقول التي دأب على نسبتها لأصحابها، كما يذكر تعقيباته وتنبيهاته وإجاباته هو عقب المسائل التي يراها تحتاج إلى ذلك، ويبين المشهور وما يقابله، ومذهب الجمهور وما يخالفه، واختيارات المحققين. أما عن اهتمام العلماء بالكتاب فيمكن القول: إن جميع شرّاح مختصر خليل اعتمدوا على توضيحه، وأكثروا النقل عنه، فقد اعتمده الحطاب في مواهب الجليل(ت 953/954 هـ)، وأحمد بن عبد الرحمن المعروف بحلولو (ت898هـ) في الشرح الكبير، بل قيل: إن محمد بن إبراهيم بن خليل التتائي المصري (ت940هـ) لخص شرحه الذي وضعه على كتاب ابن الحاجب من التوضيح، و اعتمده محمد بن أحمد عليش (ت1299هـ) في منح الجليل، وغيرهم كثير. ولم يقتصر اهتمام العلماء بالكتاب في النقل عنه فقط، بل وضعوا عليه الحواشي والطرر، كما فعل الحطاب المذكور آنفا، وناصر الدين اللقاني (958هـ)، وقد قام بدر الدين القرافي -صاحب توشيح الديباج- بجمع طرره في مجلدين لطيفين وقال عنها: فيها فوائد وتقييدات بديعة، ولأبي بكر بن إسماعيل الشنواني (ت1019هـ) حاشية عليه في مجلدات لم تكمل... ويكفي للدلالة على ما لقي هذا الكتاب من عناية أن المتأخرين من المالكية اقتصروا عليه وعلى المختصر المشهور، وفي هذا يقول القرافي: ولقد عكف الناس على قبول كتابيه (المختصر والتوضيح)، وبقريب من هذه العبارة يقول التنبكتي: وقد عكف الناس على مختصره وتوضيحه شرقا وغربا. ويقول ابن فرحون: وضع الله عليه القبول وعكف الناس على تحصيله ومطالعته. من فوائد الكتاب ما ذكره الشيخ خليل في بيان مصطلحات ابن الحاجب، قال رحمه الله: قاعدة ابن الحاجب وغيره من المتأخرين أن يستغنوا بأحد المتقابلين عن الآخر. ومقابل المشهور: شاذ، ومقابل الأشهر: مشهور دونه في الشهرة، وكذلك في الصحيح والأصح، والظاهر والأظهر، ويقابل المعروف بقول: غير معروف، ولم تطرد للمصنف - رحمه الله - قاعدة في مقابل المنصوص، فقد يكون منصوصا وقد يكون تخريجا وهو الأكثر. وكل ما قال: «فيها» فمراده المدونة وإن لم يتقدم لها ذكر وهو الأكثر... ولا يأتي بقوله:«فيها» في الغالب إلا لاستشهاد أو استشكال. وإذا قال:«ثالثها» فالضمير عائد على الأقوال المفهومة من السياق. وحيث أطلق الرواية: فالمراد فيها قول مالك، «والقول» يحتمل أن يكون للإمام وغيره. ومن قاعدته أيضا: أن يجعل القول الثالث دليلا على القولين الأولين، فيجعل صدره دليلا على الأول، وعجزه دليلا على الثاني إلا في النادر. ومن قاعدته: أنه إذا ذكر قسمة رباعية أن يبدأ بإثباتين ثم بنفيين، ثم بإثبات الأول ونفي الثاني ثم بعكسه. ومن قاعدته: أنه إذا صدر بقول ثم عطف عليه ب«قيل»: أن يكون الأول هو المشهور. ومن قاعدته: إذا حكى الاتفاق فمراده أهل المذهب، وإذا حكى الإجماع فمراده إجماع الأمة. ومن قاعدته: إذا ذكر أقوالا وقائلين أن يجعل الأول من الأقوال للأول من القائلين، والثاني للثاني، وأول الأقوال للأول من القائلين. طبع من الكتاب لحد الآن كتاب الطهارة في مجلد بتحقيق الدكتور أحسن زقور، نشر دار ابن حزم الطبعة الأولى 1428هـ/2007م. لتحميل الكتاب رابط التحميل 1 (PDF) (11.17 ميجا بايت) رابط التحميل 2 (PDF) (13.75 ميجا بايت) رابط التحميل 3 (PDF) (12.98 ميجا بايت) رابط التحميل 4 (PDF) (12.78 ميجا بايت) رابط التحميل 5 (PDF) (13.18 ميجا بايت) رابط التحميل 6 (PDF) (13.05 ميجا بايت) رابط التحميل 7 (PDF) (1.16 ميجا بايت) رابط التحميل 8 (PDF) (112.93 كيلو بايت)
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() تواليف مالكية مهمة شهاب الدين الإدريسي تواليف مالكية مهمة 12: عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة. ![]() يعتبر كتاب: «عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة» لأبي محمد جلال الدين عبد الله بن نجم بن شاس الجذامي السعدي (ت616هـ)، من المختصرات الفقهية الجامعة لأمات المذهب المالكي، المتقدمة منها والمتأخرة. ذكر المؤلف في مقدمته باعثه على تأليفه بقوله: «بعثني على جمعه في مذهب عالم المدينة، إمام الهجرة مالك بن أنس ... ما رأيت عليه كثيرا من المنتسبين إليه في زماننا من ترك الاشتغال به، والإقبال على غيره». والكتاب من المختصرات الجيدة النظم، والمحكمة التقسيم، بحيث قسمه المؤلف إلى كتب تفرعت عنها أبواب وفصول، استهله بفقه الطهارة، وختمه بكتاب جامع لمجموعة من الآداب الشرعية التي يجب على المسلم التحلي بها. سلك ابن شاس في كتابه منهجا رصينا، إذ بين أنه نظم المذهب بأسلوب يوافق مقاصد علماء المالكية ورغباتهم، مع حذف التكرار المعيب، كما نص على أنه جعله على طريقة الإمام الغزالي في كتابه الوجيز - في فقه الشافعية - لكونه غاية منتهى التحرير. ومن جملة منهجه أيضا: الاستدلال بالنصوص والآثار، وعزو الأقوال إلى أصحابها، والترجيح بينها، والاحتكام للغة العرب في بعض الأحيان، والحكم على المسائل التي لم يرد فيها حكم، واستنباط قواعد فقهية من بعض المسائل، واستعماله لبعض المصطلحات الفقهية للاختصار، مثل: المدنيون، والمصريون، والعراقيون. اعتمد ابن شاس في كتابه حوالي أربعين مصنفا من مصنفات المذهب، أهمها: المدونة لسحنون، والعتبية للعتبي، والنوادر والزيادات لابن أبي زيد، والمعونة، وشرح الرسالة، والإشراف للقاضي عبد الوهاب، وشرح التلقين للمازري، والمنتقى للباجي، والتبصرة للخمي، وعارضة الأحوذي لأبي بكر بن العربي، والتنبيه على مبادئ التوجيه لأبي الطاهر التنوخي، والبيان والتحصيل، والمقدمات الممهدات لأبي محمد بن رشد الجد. ولم يسلم الكتاب من الانتقاد لبعض مسائله، التي خَرَجَ فيها مؤلفه عن المذهب المالكي، آخذا بكلام الغزالي، ومثال ذلك ما أورده الونشريسي في المعيار (4/158): في مجموعة من الأسئلة طرحت على ابن مرزوق تتعلق بجواهر ابن شاس منها: وسئل عن قول ابن شاس: وإذا قال العبد لزوجته: إن مات سيدي فأنت طالق، فبت السيد عتقه في المرض ثم مات، فبقيت معه بطلقة على حكم يوم الحنث، انظر هذا فإنه خالف المذهب، والذي عندي في غالب الظن نَقْله هذا الفرع من كتاب الغزالي. وقد حاول بعض العلماء تتبع الأماكن التي خالف فيها المؤلف المذهب، كابن غازي المكناسي في كتابه: «شفاء الغليل في حل مقفل خليل»، وعليش في: «منح الجليل». وما ذكر لا ينقص من قيمة الكتاب ولا من أهميته، إذ استحسنه العلماء وأثنوا عليه، قال ابن خلكان: «وصنّف - يقصد ابن شاس - في مذهب الإمام مالك رضي الله عنه كتابا نفيسا أبدع فيه». وقال القرافي في الذخيرة:« ومنهم من سلك الترتيب البديع، وأجاد فيه الصنيع، كالإمام العلامة صاحب الجواهر الثمينة رحمه الله، واقتصر على ذلك، مع اليسير من التنبيه على بعض التوجيه». وعلى العموم فالكتاب لقي اهتماما بالغا من قبل من جاء بعده، فهذا عبدالعظيم بن عبدالله البلوي (ت666 هـ)، كان يقرئ الفقه وأصوله، ويعتمد في الأكثر قراءة مستصفى أبي حامد، وجواهر ابن شاس، وكان له بهذين الكتابين اعتناء كبير، وفيهما تصرف لتعويله عليهما، ودؤوبه على تدريسهما.ومما يرفع أيضا من شأنه كثرة نقول المتأخرين عنه، كابن عرفة، والرصاع، والبقوري، وابن جزي، والشيخ خليل وغيرهم. طبع الكتاب مرتين: الأولى بتحقيق محمد أبو الأجفان وعبدالحفيظ منصور، مراجعة الأستاذين: الحبيب بن الخوجة، وبكر بن عبدالله أبو زيد، نشر المجمع الفقهي بجدة. والثانية بتحقيق حميد بن محمد لحمر، نشر دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى: 1423 – 2003. عنوان الكتاب: عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة المؤلف: جلال الدين عبد الله بن نجم بن شاس المحقق: حميد بن محمد لحمر حالة الفهرسة: غير مفهرس سنة النشر: 1423 - 2003 عدد المجلدات: 3 رقم الطبعة: 1 عدد الصفحات: 1590 نبذة عن الكتاب: - أصل هذا الكتاب رسالة دكتوراة - تم دمج المجلدات للتسلسل. رابط التحميل من موقع Archive التحميل المباشر: تحميل الكتاب تحميل المقدمة تصفح الكتاب تصفح المقدمة (نسخة للشاملة)
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() تواليف مالكية مهمة شهاب الدين الإدريسي تواليف مالكية مهمة 14 : مختصر الطليطلي. ![]() يعد كتاب المختصر لأبي الحسن علي بن عيسى بن عبيد الطليطلي، أحد أعمدة المدرسة الفقهية المالكية بالأندلس خلال القرن الرابع الهجري، نتاجاً لما بذله علماء الأندلس في ترسيخ المدرسة المالكية ببلادهم، تميزت خلالها هذه المدرسة بحركة علمية نشطة، حظيت بتأييد حكام الأندلس، فألف أبو الحسن الطليطلي هذا المختصر الفقهي الذي قيل عنه: من حفظه فهو فقيه قرية، قال ابن مغيث: ولو كانت مثل مصر لمن أتقنه وحفظه، وقال عنه ابن الفخار - ويبدو أنه أبو عبد الله محمد بن عمر بن الفخار (ت 419هـ)- كما نقل ذلك ابن فرحون في الديباج: يا أهل طليطلة كتابان جازا قنطرتكم وتلقاهما الناس؛ تفسير يحيى بن مزين ومختصر ابن عبيد. وقد بسط أبو الحسن مختصره بأسلوب سهل وميسر، حرص فيه على تقرير المشهور في المذهب دون ذكر الخلاف في المسألة، مع اجتهاده ما أمكن في تأصيل المسائل الفقهية من الكتاب والسنة. ومما يؤخذ على المختصر عدم استيعابه لجل المباحث الفقهية، فقد اقتصر فيه أبو الحسن على أحكام العبادات بشيء من الإسهاب من طهارة وصلاة وزكاة وصوم وحج، وبعض أحكام المعاملات مما يتعلق بالربا، وما يجوز بيعه بعضه ببعض وما لا يجوز، وما لا يجوز أن يباع، وبيع الحيوان باللحم، وما يجوز من السلف وما لا يجوز، وباب كراء الأرض، وباب في الاستهلاك. ورغم أن الكتاب جاء مختصرا اسماً ومضمونا، فقد حظي بعناية كبيرة من لدن من جاء بعد الطليطلي من أئمة المذهب المالكي؛ نظماً وتقييداً وشرحاً، فقد عمل عليه أبو عبد الله الكرسوطي الفاسي (ت 690هـ) تقييداً، وشرحه الإمام أبو بكر محمد بن علي ابن الفخار الجذامي(ت 723هـ) في شرح ماتع سماه: منظوم الدرر في شرح كتاب المختصر، كما نظمه في أرجوزة مزدوجة أبو حاتم الضرير أتى فيها على أبوابه، وشرحه ابن كشتغدي محمد بن أحمد المصري القاضي مدرس المالكية بمصر(من علماء ق8هـ)، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية الكتاب وقيمته. كما أن المتتبع لكتب الفقه المالكي يقف على نقول عديدة من الكتاب؛ وأبرز من نقل عنه الإمام الباجي (ت 478هـ) في شرحه على الموطأ، وابن جزي الغرناطي(ت 741هـ) في قوانينه، والحطاب الرعيني (ت 954هـ) في مواهب الجليل، والعبدري (ت 897هـ) في التاج والإكليل، وغيرهم. قال القاضي عياض : « قال بعض الفقهاء: من حفظه فهو فقيه قرية؛ قال ابن مغيث: ولو كانت مثل مصر» . والكتاب مطبوع طبعة وحيدة هي المعتمدة في التعريف به؛ طبعة دار ابن حزم- بيروت، بتحقيق محمد شايب شريف، الطبعة الأولى 1425هـ/2004م. مصادر الترجمة -------------- ترتيب المدارك: 6/171-172، بغية الملتمس: 426، الديباج المذهب: 2/88-89. لتحميل الكتاب لا اله الا الله لتصفح الكتاب سبحان الله وبحمده
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() تواليف مالكية مهمة شهاب الدين الإدريسي ![]() تواليف مالكية مهمة 22: الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار .. لابن عبد البر الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار، وعلماء الأقطار، فيما تضمّنه الموطأ من معاني الآثار، وشرح ذلك كلّه بالإيجاز والاختصار يعدّ كتاب الاستذكار لحافظ المغرب أبي عمر يوسف بن عبد البر النمري (تـ463هـ) من أفضل شروح موطأ الإمام مالك وأكثرها بسطاً، وأجداها نفعاً، وأدقّها منهجاً، وأغزرها فائدة. ولا نكون مبالغين إن قلنا إن كتاب الاستذكار أحسن ما ألّف في فقه حديث موطأ الإمام مالك على الإطلاق، فمؤلّفه أحفظ علماء المغرب والأندلس في زمانه، وأعلمهم بالسنن والآثار، وأعرفهم باختلاف علماء الأمصار، والناس إلى اليوم يتسابقون إلى النهل من علمه، ويتنافسون في الحصول على تآليفه، فقد كان ـ رحمه الله ـ من بحور العلم؛ إماماً، ديّنا، ثقةً، متقناً، محدّثاً، فقيهاً، مفسّراً، أصولياً، أديباً، طَرَق بكتاباته ميادين مختلفة، ذاع صيته، واشتهر ذكره، وكثر طلبته، وأطبق العلماء على تزكيته والثناء عليه، فما استطاعوا أن يوفوه حقّه بما خدم به الإسلام والمسلمين؛ قال ابن سعيد الأندلسي: «إمام الأندلس في علم الشريعة ورواية الحديث، لا أستثني من أحد، وحافظها الذي جاز خصل السبق واستولى على غاية الأمد، وانظر إلى آثاره، تغنك عن أخباره، وشاهد ما أورد في تمهيده واستذكاره، وعلمه بالأنساب، يفصح عنه ما أورده في الاستيعاب، مع أنه في الأدب فارس، وكفاك على ذلك دليلا كتاب بهجة المجالس، وبالأفق الداني ظهر علمه، وعند ملوكه خفق علمه». وكتاب «الاستذكار» من جملة تآليف ابن عبد البر التي جازت حدود الشُّهرة والقَبول، ويعود سبب تأليفه إلى ما ذكر هو نفسه في مقدّمة كتابه أن جماعة من أهل العلم وطلبته سألته أن يجعل لهم كتاب التمهيد على أبواب الموطأ ونسقه، ويحذف لهم منه تكراره وشواهده وطرقه، وأن يستوعب لهم شرح جميع ما في الموطأ من مسند ومرسل وأقوال الصحابة والتابعين، وما لمالك فيه من قول. وهذا يوضّح صلة «الاستذكار» بـ«التمهيد»، فالكتابان مرتبطان ارتباطا وثيقاً؛ حيث إنّ محور ارتكازهما «الموطأ»، ويشتركان في أنّ كلاّ منهما يعرض الأحكام المستنبطة من الأحاديث وآراء الفقهاء عرضا مقارنا بين المذاهب، غير أن الاستذكار نحا فيه المؤلّف إلى الإيجاز والاختصار وطرح ما في الشواهد من التكرار، وزاد فيه شرح ما لم يشترطه في التمهيد من أقوال الصحابة والتابعين، وأئمّة السلف، وفقهاء المذهب، وتفصيل اختيارات الإمام مالك ـ رحمه الله ـ، وقد بنى كلّ ذلك على نسق الموطأ وأبوابه باباً باباً، أما في «التمهيد» فقد تعرّض لفقه الحديث واستنباطاته، وآراء الفقهاء، إلاّ أنّه أولى عناية خاصة بالمسند والمرفوع والمرسل من أحاديث الموطأ، وأحوال الرواة وأنسابهم. فنجده في «الاستذكار» يأتي إلى حديث الموطأ برواية يحيى بن يحيى، فيفصّل في الإسناد، ويحيل على التمهيد لمن أراد البسط، ويذكر اختلاف الناقلين لهذا الحديث، ويشرح ألفاظه من شواهد العربية، وما يستنبط منه من المعاني، ثم يذكر اختلاف أصحاب مالك في المسألة، ويتبعها باستعراض أقوال بقية فقهاء الأمصار، مع مناقشة أدلة كلّ فريق، وبيان الراجح من المرجوح. وقد كان معتمده ـ رحمه الله ـ في جلّ ذلك على المصادر الشفوية التي تلقاها وفق طُرق التحمّل المعروفة، مع اعتماده على مصادر المذهب المشهورة مثل «المدونة»، و«الواضحة»، وغيرها، بيد أنّه لم يكن مالكيا مقلداً؛ إذ كان في كتابه مجتهدا مطلقاً له طريقته الخاصة في الفقه والاستنباط، واعتماد كتب المذاهب كلّها، جاعلاً أساس المسائل عنده هو الدّليل. إنّ كل من تعرّض لشرح أحاديث «الموطأ» اعتمد على كتاب «الاستذكار»؛ فبدر العيني الحنفي (تـ855هـ) ينقل عنه فقرات مطولة في شرحه للبخاري المسمى «عمدة القاري»، ونقل عنه أيضا ابن التركماني صاحب «الجوهر النقي في اختصار السنن الكبرى للبيهقي»، ومن عناية العلماء به صنيع ابن زرقون (تـ 586هـ) حينما جمع بينه وبين المنتقى للباجي في تصنيفه الموسوم بـ«الأنوار في الجمع بين المنتقى والاستذكار»، وكذلك صنع محمد بن عبد الحق التلمساني (تـ625هـ) في تصنيفه «المختار الجامع بين المنتقى والاستذكار»، واعتمده كثيراً الإمام محمد بن عبد الباقي الزرقاني (تـ1122هـ) في شرحه لأحاديث الموطأ، ولعلي بن إبراهيم المعروف بابن القناص (تـ632هـ) اختصار كتاب الاستذكار. وحضي «الاستذكار» أيضا بعناية فائقة من لدُن الباحثين المعاصرين مثل كتاب سالم شيخي: «اختيارات الإمام ابن عبد البر الفقهية من خلال كتابه التمهيد والاستذكار»، وغيره. وما هذه العناية بالكتاب إلاّ لما أودعه في مصنّفه من عصارة فكره وفقهه، وبديع استنباطه وفهمه، قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ: «وقد اعتنى الناس بكتابه ـ يقصد الإمام مالك ـ وعلّقوا عليه كتبا جمّة، ومن أجود ذلك كتابي: «التمهيد»، و«الاستذكار» للشيخ أبي عمر ابن عبد البر النمري القرطبي رحمه الله». ونشير هنا إلى أن الكتاب قد طبع بالقاهرة سنة 1971م، عن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جزئين بتحقيق علي النجدي ناصف، ثم صدر بعد ذلك كاملا في 30 مجلداً سنة 1993م، عن دار الوعي بحلب ودار قتيبة بدمشق، بتحقيق عبد المعطي قلعجي. ----------------------------------- جذوة المقتبس للحميدي (367)، الصلة لابن بشكوال (2/677)، بغية الملتمس للضبي (489)، وفيات الأعيان لابن خلّكان(7/71) لتحميل الكتاب لا اله الا الله
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() تواليف مالكية مهمة شهاب الدين الإدريسي ![]() تواليف مالكية مهمة 23: الإتقان والإحكام في شرح تحفة الحكام تعد منظومة تحفة الحكام في نكت العقود والأحكام، المسماة بالعاصمية للإمام العالم المجاهد أبي بكر محمد بن محمد ابن عاصم الغرناطي (ت 829هـ)، من أجلّ وأبرز ما ألف في علم الوثائق والإبرام؛ لسلامة نظمها، ووجازة لفظها، ولكونها قد اجتمع فيها ما افترق في غيرها، ولأهميتها اشتغل عليها أهل العلم بالشرح والبيان، وإزالة اللبس والإبهام، فوضعت عليها شروح عديدة من لدن المغاربة والمشارقة. وشكل كتاب الإتقان والإحكام في شرح تحفة الحكام للإمام محمد بن أحمد ميارة الفاسي (ت 1072هـ) أهم وأبرز وأجود الشروح التي وضعت على العاصمية، إذ أتى فيه على جميع أبيات المنظومة – التي بلغت1668 بيتا-، شرحا وتفصيلا، وبيانا وتعليلا، مستفيدا في ذلك مما سبقه من شروح، ومما حصّله من علوم وفنون؛ فهو الإمام، العلامة، الفقيه، النوازلي، المالكي، حامل لواء المذهب: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الفاسي، المشهور بميارة الكبير، صاحب التآليف العديدة في الفقه المالكي. وقد ألف كتابه هذا استجابة لطلب من بعض أصحابه، ممن عاين واطلع على تقييداته وحواشييه التي وضعها على ما سبقه من شروح لمتن العاصمية، فقبل الطلب، ووضع الشرح، وأبرز فيه ما جمعه من نكت وتحريرات. وافتتح الشيخ ميارة الكبير شرحه بمقدمة- ينسبها العلامة محمد الصغير الإفراني في كتابه صفوة من انتشر إلى تلميذه أبي سالم العياشي-، مهّد فيها لأهمية علم أحكام القضاء، واهتمام العلماء به، وامتدح فيها منظومة ابن عاصم الغرناطي، واعتبرها من أجل ما وضع في هذا العلم من المختصرات، وذكر ما نسج حولها من شروح بدءا بشرح أبي يحيى ابن عاصم ولد صاحب المنظومة، ومرورا بشرح أبي العباس اليرتاسني التلمساني، وانتهاءا بشرح لأحد أئمة المالكية بمصر، وكل هذه الشروح كما يقول: أغفلت عن حل مقفلات العاصمية، ولم تشف غليلاً في النقل، ولم تبرئ عليلاً من داء الجهل، فلذلك وضع شرحه اعتمادا على ما نكته وحرره حول هذه الشروح، فتناول فيه جميع أبيات العاصمية بالشرح والتعليل، وقسمه إلى سبعة عشر بابا: بدأه بباب القضاء وما يتعلق به، وختمه بباب التوارث والفرائض، وتحت كل باب جملة من الفصول. واستوفى الشيخ ميارة معاني الأبيات بالشرح والبيان، مع اقتصاد في العبارة؛ فلم يكن شرحه بالطويل الممل، ولا بالمختصر المخل، ولم يتوان في عرض الأدلة المعضدة لنظم ابن عاصم، مع طغيان الطابع النقلي على هذه الأدلة، وسعى في منهجه إلى إيراد كل ما يحتاجه الناظر من النقل، من إيراد لكلام الله عز وجل، وأقوال رسوله صلى الله عليه وسلم، إذا اقتضاهما المقام، إلى عرض لأغلب أقوال أئمة المذهب المالكي، وغيرهم، من أصولها المحررة بدءا من أقوال مالك وتلاميذه، مرورا بفطاحل المذهب أمثال: ابن رشد، واللخمي، والباجي، وابن العربي، وخليل، وابن الحاجب، وغيرهما، انتهاءا بمعاصريه وخاصة شيوخه الذين أخذ عنهم، هذا ولم يغفل الشيخ ميارة أن يعتني بالمعقول من الأدلة، وشرح المصطلحات الفقهية والأصولية، مثل القضاء، والنكاح، والوكالة، والضمان، والركن، والشرط، وغير ذلك من المصطلحات، وكذا إيراد القواعد الفقهية، والمقاصد الشرعية، ليستعين بها المناظر، اعتبارا للمقام الذي يشرحه، فالمنظومة العاصمية منظومة أحكام وقواعد. واعتمد الشارح في عرض مادته على أسلوب موحد واضح، استفاد فيه ممن سبقه من شراح العاصمية، فتجنب التكلف، وتوخى من خلاله تبيين العبارة حتى يتضح معناها للعقل، فهو يذيل شرحه لكل بيتين أو ثلاثة، غالباً بفوائد وتنبيهات وتحقيقات مفيدة، ولعل الشيخ ميارة أدرك قيمة شرحه حينما اعتبره:«شرحاً بمقصود طالبه وافياً، وبسهم صائب في مؤلفات الفقه رامياً». أما عن مصادر الشيخ في إيراد مادة كتابه، فيمكن القول أنه صال وجال في معظم المصادر الفقهية المالكية، بل وتعداها إلى المذاهب الأخرى، وخاصة الشافعية، واعتنى بإيراد أقوال الإمام مالك، وكبار أئمة مذهبه كابن القاسم، وابن حبيب، وابن عبد الحكم، واللخمي، وابن رشد، وابن أبي زمنين، وابن شاس، وخليل، وابن الحاجب، والعز ابن عبد السلام، وغيرهم، مما يفسر كثرة النقول الواردة في الكتاب. ومما يوضح أهمية هذا الكتاب احتفاء العلماء به ونهلهم منه، إذ نقف على نقول منه في مؤلفات مالكية عديدة، منها: حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني لعلي العدوي (ت 1189 هـ)، وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير لمحمد الدسوقي (ت 1230 هـ)، والبهجة في شرح التحفة لأبي الحسن علي التسولي (ت 1258 هـ)، ومنح الجليل لمحمد عليش (ت 1299 هـ)، وغيرها، كما اعتنى به أهل العلم من جهة التأليف عليه، فوضعت عليه حواشي، منها حاشية قاضي فاس العلامة أبو علي الحسن بن رحال التدلاوي (ت 1140 هـ)، وحاشية الفقيه المفسر أبو عبد الله محمد بن الحسن الجنوي الحسني (ت1200هـ). طبع الكتاب عن دار الفكر في مجلدين، الطبعة الأولى، وله عدة طبعات أخرى، منها طبعة المكتبة التجارية بمصر، وطبعة دار المعرفة- بيروت، وطبعة دار الكتب العلمية- بيروت. -------------------------------------------- نشر المثاني: (2/120-121)، صفوة من انتشر: (250-251)، سلوة الأفاس: (1/165) لتحميل الكتاب مجلد 1 مجلد 2
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() تواليف مالكية مهمة شهاب الدين الإدريسي تواليف مالكية مهمة 24: اختلاف أقوال مالك وأصحابه ![]() اختلاف أقوال مالك وأصحابه لأبي عمر يوسف بن عبد البر النمري الأندلسي(ت463هـ) يمثل الخلاف الفقهي مرتبة عالية ضمن درجات سلم علم الفقه، فهو يحكي مختلف أقوال الفقهاء، ويذكر آراءهم في المسألة الواحدة، ويستوعب جميع المذاهب الفقهية المعتبرة، وقد يكون التأليف في الخلاف الفقهي داخل المذهب الواحد إذا تعددت الأقوال والروايات عن صاحب ذلك المذهب، كما هو الشأن بالنسبة لكتاب «اختلاف أقوال مالك وأصحابه» للإمام الحافظ أبي عمر يوسف بن عبد البر النَّمَرِي الأندلسي (ت463هـ) الذي قصد فيه مؤلفه إلى إبراز الخلاف بين الإمام مالك بن أنس وتلامذته، وتأتي أهمية هذا الكتاب كونه من أهم كتب الخلاف الفقهي في المذهب المالكي، وزاد في قيمته كونه من تأليف الحافظ ابن عبد البر النَّمَري القرطبي الإمام المحدث الكبير الذي يعتبر أحد أساطين المذهب المالكي في عصره، وكبير رجال مدرسة الحديث بالأندلس في القرن الخامس الهجري. ومن أسف أن الكتاب الذي نتحدث عنه لم يصل إلينا تاما، فهناك قطعتان منه؛ أولاهما في المكتبة الوطنية بالرباط تحمل رقم: (3369ك)، والثانية بخزانة الجامع الكبير بمكناس تحمل رقم: (387=554)، ونشرت القطعة الأولى قبل سنوات، وهي من أول الكتاب، وتشتمل على مقدمة المؤلف، وكتاب الوضوء، وجزء من كتاب الصلاة. وبالنظر في مقدمة الكتاب نجد المؤلف ينبه إلى أنه اقتصر فيه على ذكر ما حضره من أقوال مالك وأصحابه في مشكلات الفقه والأحكام، ولم يستوعب فيه كتب المالكية لأنه ترك ذلك لمؤلَّف يضم ذلك كله، وطريقته أنه يُعَنْوِن للمسألة التي يريد مناقشتها ثم يورد تحتها أقوال العلماء مجردة بحيث لم يُلزم نفسه التماس الأدلة لكل فريق، ومن غير أن يرجح بين هذا القول، أو ذاك إلا في النادر، فهو هنا مجرد ناقل للأقوال، على خلاف طريقته في «الاستذكار» و«التمهيد» حيث يطلق العنان لفكره وحفظه؛ فيسند الأحاديث والآثار، ويحكم على الرواة جرحا وتعديلا، ويشرح الغريب بينما لم يفعل ذلك في هذا الكتاب، وهذا من دقة منهجه رحمه الله في كل كتاب، وغالبا ما يُصَدِّر بالقول الموجود في المدونة، ثم يعقبه بالأقوال الأخرى، فينسب كل قول لصاحبه، أو يصرح بمصدره، وعلى الرغم من كونه سلك فيه سبيل الاختصار فإن الكتاب يعتبر مصدرا مهما، وديوانا جامعا لا يقل أهمية عن باقي الكتب في هذا الباب مثل «النوادر والزيادات» لابن أبي زيد، و«البيان والتحصيل» لابن رشد، وغيرهما من المصنفات الجامعة لأقوال فقهاء المالكية الأوائل كابن وهب(ت197هـ)، وأشهب(ت204هـ)، وابن نافع(206هـ)، وابن الماجشون(ت212هـ)، وابن عبد الحكم(ت214هـ)، ومطرف(ت220هـ)، وابن حبيب(ت238هـ)، والعُتْبي(ت255هـ) وغيرهم، ومن بعدهم كيحيى ابن إسحاق بن يحيى الأندلسي (ت303هـ)، وابن زَرْب (ت381هـ)، وأبي بكر الأبهري (ت395هـ)، وغيرهم، وقد سبَك ابن عبد البر مادةَ كتابه بأسلوب سهل يوائم مقصده من الكتاب الذي هو الاختصار. صدرت قطعة من الكتاب كما سبقت الإشارة إليه بتحقيق د.حميد محمد لحمر، ود.مِيكْلُوش مُورَاني، وصدرت طبعته الأولى عن دار الغرب الإسلامي ببيروت، سنة 2003م. ------------------------------------- جذوة المقتبس(ص586)، ترتيب المدارك (8/127)، الصلة (2/640)، بغية الملتمس (ص589) للتحميل لا اله الا الله ابن عبد البر المؤلف كتاب إختلاف أقوال مالك وأصحابه والمؤلف لـ 72 كتب أخرى. أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري المعروف بابن عبد البر (368 هـ - 463 هـ) إمام وفقيه مالكي ومحدث ومؤرخ أندلسي، له العديد من التصانيف والكتب. سيرته ولد أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم في قرطبة، لأسرة من بني النمر بن قاسط في 25 ربيع الآخر 368 هـ. كان أبوه عبد الله فقيهًا، ومن أهل العلم في قرطبة. نشأ ابن عبد البر بقرطبة، وتعلّم الفقه والحديث واللغة والتاريخ من شيوخها، فدرس على يد أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد الجهني وأبي عمر أحمد بن محمد بن الجسور وأبي عمر أحمد بن عبد الله الباجي وأبي الوليد بن الفرضي الذي أخذ عنه الكثير من علم الحديث وقرأ عليه مسند مالك وأبي عمر الطلمنكي المقرئ. ولزم ابن عبد البر أبي عمر أحمد بن عبد الملك بن هاشم الفقيه الإشبيلي وطلب عنده الفقه، وسمع من أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن سنن أبي داود و«الناسخ والمنسوخ» لأبي داود ومسند أحمد، وقرأ على محمد بن عبد الملك بن ضيفون تفسير محمد بن سنجر، وقرأ على أبي القاسم عبد الوارث بن سفيان «الموطأ الصغير» لابن وهب بروايته عن قاسم بن أصبغ عن ابن وضاح عن سحنون وغيره عن ابن وهب. وسمع من سعيد بن نصر موطأ مالك و«المشكل» لابن قتيبة ومسند الحميدي. وسمع من الحافظ أبي القاسم خلف بن القاسم بن سهل تصنيف عبد الله بن عبد الحكم، وسمع من الحسين بن يعقوب البجاني. وقرأ على عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الوهراني «موطأ ابن القاسم»، وسمع من يحيى بن عبد الرحمن بن وجه الجنة ومحمد بن رشيق المكتب وأحمد بن القاسم التاهرتي وأبي حفص عمر بن حسين بن نابل ومحمد بن خليفة الإمام وأبي زكريا الأشعري وأحمد بن فتح بن الرسّان وأبي المطرف القُنازعي والقاضي يونس بن عبد الله وأبي عمر أحمد بن عبد الملك بن المكوي وأبي عبد الله محمد بن عمروس القرطبي. برع ابن عبد البر في في علوم الحديث والرجال والقراءات والخلاف في الفقه. وكان ابن عبد البر في بدايته ظاهريًا، ثم تحول إلى المالكية مع ميل إلى فقه الشافعي في مسائل. وألف الكثير من التصانيف والكتب في مختلف العلوم ومنها «التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد» الذي قال عنه ابن حزم: «وهو كتاب لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله، فكيف أحسن منه؟ » و«الاستيعاب في معرفة الأصحاب» الذي قال عنه الضبي في كتابه «بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس»: «هو كتاب في أسماء المذكورين في الروايات والسير والمصنفات من الصحابة رضي الله عنهم والتعريف بهم وتلخيص أحوالهم ومنازلهم وعيون أخبارهم على حروف المعجم في أربعة أسفار، وهو كتاب حسن كثير الفائدة، رأيت أهل المشرق يستحسنونه جدًا ويُقدّمونه على ما ألف في بابه » و«جامع بيان العلم وفضله ومما ينبغي في روايته وحمله» و«الدرر في اختصار المغازي والسير» و«الشواهد في إثبات خبر الواحد» و«التقصي لما في الموطأ من حديث رسول الله » و«أخبار أئمة الأمصار» و«البيان في تلاوة القرآن» و«التجويد والمدخل إلى علم القرآن بالتجويد» و«الاكتفاء في قراءة نافع وأبي عمرو بن العلا بتوجيه ما اختلفا فيه» و«الكافي في الفقه على مذهب أهل المدينة» و«اختلاف أصحاب مالك بن أنس واختلاف رواياتهم عنه» و«العقل والعقلاء وما جاء في أوصافهم عن الحكماء والعلماء» و«بهجة المجالس وأنس المجالس بما يجري في المذكرات من غرر الأبيات ونوادر الحكايات» الذي اختصره ابن ليون التجيبي وسماه «بغية المؤانس من بهجة المجالس» و«الاستذكار لمذاهب علماء الأمصار فيما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار» و«القصد والأمم في التعريف بأصول أنساب العرب والعجم» و«الإنباه على قبائل الرواة» و«الانتقاء لمذاهب الثلاثة العلماء مالك وأبي حنيفة والشافعي» و«الأجوبة الموعبة في الأسئلة المستغربة» و«الكنى» و«الإنصاف فيما في بسم الله من الخلاف» و«الفرائض» و«شرح زهديات أبي العتاهية» و«تجريد التمهيد في الموطأ من المعاني والأسانيد» و«الانصاف فيما بين العلماء من الاختلاف» و«نزهة المستمتعين وروضة الخائفين» و«ذكر التعريف بجماعة من الفقهاء أصحاب مالك». كاتب ابن عبد البر علماء من أهل المشرق، فأجاز له أبو القاسم السقطي المكي وعبد الغني بن سعيد الحافظ وأبو ذر الهروي وأبو محمد بن النحاس المصري وأبو الفتح بن سيبخت وأحمد بن نصر الداودي. وقد حدّث عن ابن عبد البر الكثيرون منهم أبو الحسن طاهر بن مفوز المعافري وأبو بحر سفيان بن العاصي وابن أبي تليد وأبو علي الغساني وأبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت وأبو داود سليمان بن نجاح وأبو محمد بن حزم وأبو العباس بن دلهاث الدلائي وأبو محمد بن أبي قحافة والحافظ أبو عبد الله الحميدي، وآخر من روى عنه بالإجازة علي بن عبد الله بن موهب الجذامي. علا قدر ابن عبد البر عند علماء الحديث، فعدّه الذهبي حافظ المغرب، وقال عنه أبو علي الغساني: «لم يكن أحد ببلدنا في الحديث مثل قاسم بن محمد وأحمد بن خالد الجباب. ولم يكن ابن عبد البر بدونهما، ولا متخلفًا عنهما ». قال عنه أبو الوليد الباجي: «لم يكن بالأندلس مثل أبو عمر بن عبد البر في الحديث » وقال أيضًا: «أبو عمر أحفظ أهل المغرب ». وقال أبو عبد الله بن أبي الفتح: «كان أبو عمر أعلم من بالأندلس في السنن والآثار واختلاف علماء الأمصار »، وقال عنه الذهبي: «وكان في أصول الديانة على مذهب السلف، لم يدخل في علم الكلام، بل قفا آثار مشايخه رحمهم الله. » جال ابن عبد البر في شرق الأندلس وغربها، فزار دانية وبلنسية وشاطبة، وتولى قضاء الأشبونة وشنترين في عهد المظفر بن الأفطس صاحب بطليوس. وتوفي ابن عبد البر في آخر ربيع الآخر 463 هـ بشاطبة، وصلى عليه أبو الحسن طاهر بن مفوز المعافري. المصدر: ويكيبيديا الموسوعة الحرة برخصة المشاع الإبداعي
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() تواليف مالكية مهمة شهاب الدين الإدريسي ![]() تواليف مالكية مهمة 25: مذاهب الحكام في نوازل الأحكام تعددت المجالات الفقهية التي برز فيها الفقهاء المغاربة والأندلسيون، وتنوعت تصانيفهم ما بين مطولات ومختصرات وشروح، ويمثل كتاب مذاهب الحكام في نوازل الأحكام للقاضي عياض بن موسى بن عياض السبتي (ت544هـ) الذي جمعه ابنه القاضي أبو عبد الله محمد (ت575هـ) نموذجا للمؤلفات الفقهية التي تهتم بوقائع الناس الجارية ومشكلاتهم الناشئة، وأقضيتهم الطارئة، ويندرج ضمن فرع النوازل التي يطلق عليها أيضا اسم الفتاوي، أو الأحكام، أو المسائل، وأهمية الكتاب تتجلى في كونه مرجعا فقهياً يحتوي نوازل تكشف عن وقائع الحياة اليومية بالمغرب والأندلس إبَّان عهد المرابطين. ونوازل القاضي عياض التي يضمها كتاب مذاهب الحكام، هي من نتاج فترة توليه خطة القضاء، قام ولده محمد بجمعها، وترتيبها، والتذييل عليها، وكان قصده في ذلك كله: هو جمع الكتاب وإخراجه، وتسهيل الاطلاع عليه، وتقريب الإفادة منه، ويظهر من خلال تتبع أبواب الكتاب، أن القاضي عياض حينما أجاب عن القضايا والمسائل المرفوعة إليه، كان حريصاً على تبيين حكم الشرع فيها، بناء على الأدلة الشرعية المعتبرة، مهتدياً بأصول مصادر المذهب المالكي، وآراء كبار شيوخه؛ كابن رشد وابن الحاج، ثم يحكم في النازلة بما يثبت عنده، أو التعليق على المسألة بحسب وقوعها متوخيا أثناء جوابه الإيجاز والاختصار، ووضوح التعبير، وسلاسة الألفاظ. ويتلخص صنيع ولده القاضي محمد بحكم سعة اطلاعه على المسائل الفقهية، ومعرفته بمظانها، في جمعه قضايا ونوازل أبيه التي كانت متناثرة في بطائق أو جُزَازَات، ثم عنايته بوضع تذييلات عليها، يفتتحها بعبارة:«قال محمد»، بعد أن رتبها في أبواب فقهية بلغت خمسين باباً، نذكرها هنا لتقريب محتوى الكتاب وهي كما يلي: الأقضية، الشهادات، الدعاوي والأَيْمان، الحدود، الجنايات، نفي الضرر، المياه، الغائب، المريض، السفه، المديان، المفلس، السمسار، الغصب، الاستحقاق، الوصايا، الأحباس، الصدقات، الهبات، النِّحلة، المتعة، العُمرى، الإسكان، النفقة، الوديعة، الرهون، الحمالة، الوكالات، المزارعة، الشركة، القسمة، الشفعة، الصلح، الاسترعاء، الأكرية، البيوع، القيام بالعيب، الصرف، العتق، المدبر، أمهات الأولاد، النكاح، العدّة، الطلاق، الإيمان بالطلاق، الخلع، اللعان، الجنائز، الصلاة. وعلى سبيل الإجمال، يمكن القول أن هذا الكتاب يضم بين دفتيه ذخائر فكر القضاء المالكي، ويمثل بما تضمنه من أجوبة فقهية، ما استقرت عليه الفتوى في الغرب الإسلامي على عهد القاضي عياض، وهو ما جعل فقهاء النوازل الذين أتوا بعد عياض وابنه محمد، يعتمدون عليه في أحكامهم، ومن الفقهاء والنوازليين المتقدمين الذين نقلوا عنه؛ أبو القاسم البُرْزُلي (ت841هـ) في فتاويه، والـمَوَّاق (ت897هـ) في التاج والإكليل، وأبو العباس الوَنْشَرِيسي(ت914هـ) في المعيار المعرب، والحَطَّاب (ت914هـ) في مواهب الجليل، وآخرون. طبع الكتاب مرتين بتحقيق الدكتور محمد بن شريفة، عن دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى كانت سنة 1990م، وصدرت الطبعة الثانية مزيدة ومنقحة سنة 1997م. لتحميل الكتاب لا اله الا الله ------------------------------------------------ الصلة لابن بشكوال (2/429-430)، بغية الملتمس (437)، الديباج المذهب (2/43-48)، الإحاطة (4/222-230)، شجرة النور الزكية (1/205) صلة الصلة لابن الزبير (3/22-23 الإحاطة (4/229-230)، الديباج المذهب (2/246)
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() تواليف مالكية مهمة شهاب الدين الإدريسي ![]() تواليف مالكية مهمة 13: التهذيب في اختصار المدونة يعد كتاب التهذيب في اختصار المدونة لأبي سعيد خلف بن أبي القاسم محمد الأزدي القيرواني الشهير بالبراذعي(ت438هـ) من أهم المختصرات لكتاب المدونة، قصد فيه مؤلفه تيسير فهم المدونة وتسهيل حفظها وتدريسها، فعمد إلى اختصارها وتقريب مسائلها. ويكتسب هذا الكتاب أهميته من أمرين: *أولهما كونه اختصارا للمدونة التي هي عمدة المذهب، وديوان أقوال الإمام مالك، وقيمتها لا تخفى في الفقه المالكي. *وثانيهما حسن صنيع البراذعي في التهذيب والاختصار. وكان السبب الذي دعا البراذعي إلى هذا التأليف أن ابن أبي زيد اختصر المدونة ليسهل تدارسها، وزاد في مختصره زيادات من الأمهات الأخرى، فامتنع الطلبة من درسه لما فيه من الزيادات، فبلغ ذلك أبا سعيد فاختصرها وهذبها دون أن يزيد فيها كما صنع ابن أبي زيد رحمه الله. وأفصح البراذعي عن منهجه في تهذيب المدونة والمقصد الذي يهدف إليه فقال في مقدمة كتابه: «واعتمدت فيها على الإيجاز والاختصار، دون البسط والانتشار، ليكون ذلك أدعى لنشاط الدارس، وأسرع لفهمه، وعُدّة لتذكره». وتهذيب البراذعي لم يكن من تلك المختصرات المخلة التي عِيب عليها صعوبة حل ألفاظها، مما استوجب جهدا في فهمها فجاءت على نقيض قصد مصنفيها، بل اتسم اختصاره ـ رحمه الله ـ بسلاسة اللفظ مع وضوح الفكرة وشمولها، وقد عمد إلى حذف الأسئلة، والأسانيد، وكثير من الآثار التي تضمنتها المدونة، مما يرى أن في ذكره تطويلا، إلا ما تدعو الضرورة إلى بقائه، مع التزام حرفي لنص المدونة فجاءت مسائل الكتاب مختصرة، مركزة، منظمة في تسلسلها، مرتبة في أفكارها، ترتيبا منطقيا يجمع شتات القضية الواحدة. وقد كانت مسائل المدونة متناثرة غير مرتبة فجعلها على الولاء بحسب اتصال بعضها ببعض، فربما قدم ما هو مؤخر في الأصل، وربما أخر ما هو مقدم، واستقصى في كل كتاب مسائله إلا ما تكرر من المسائل فإنه يحذف المكرر منه، وفي ذلك يقول: «وجعلت مسائلها على الولاء حسب ما هي في الأمهات إلا شيئا يسيرا ربما قدّمته أو أخّرته، واستقصيت مسائل كل كتاب فيه خلا ما تكرر من مسائله، أو ذكر منها في غيره فإني تركته»، وعلى عكس ما فعل ابن أبي زيد فإن البراذعي اقتصر على مسائل المدونة والمختلطة دون أن يضيف إليها غيرها من مسائل الأمهات الأخرى، وقد نص على ذلك أيضا بقوله: «قصدت فيه إلى تهذيب مسائل المدونة والمختلطة خاصة دون غيرها»، هذا مع اعتنائه بتصحيح المدونة وروايتها بسند متصل إلى سحنون. وقد اشتمل كتاب التهذيب على مقدمة وخمسة وثمانين كتابا أولها كتاب الطهارة، وآخرها كتاب الديات. واعتنى العلماء بالنقل عن كتاب التهذيب، فنقل عنه القاضي عياض في «التنبيهات»، وأبو الحسن علي بن سعيد الرجراجي (من علماء القرن السابع ) في «مناهج التحصيل»، والحطاب(ت954هـ) في «مواهب الجليل» في غير ما موضع... وغيرهم، كما تمثلت عناية العلماء به أيضا في تصدي كثير منهم لشرحه، من أمثال: عبد الرحمن بن محرز الإفريقي القيرواني (ت405هـ)، وأبي محمد بن عبد الله بن إسماعيل الإشبيلي (ت 497هـ)، وأبي الفضل قاسم بن عيسى بن ناجي القيرواني (ت839هـ) الذي له عليها شرحان؛ كبير وصغير، إلى غير ذلك من الشروح والتعاليق. قال القاضي عياض: « وقد ظهرت بركة هذا الكتاب على طلبة الفقه، وتيمنوا بدرسه وحفظه، وعليه معول أكثرهم بالمغرب والأندلس» . صدر كتاب التهذيب عن دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبي، بتحقيق د. محمد الأمين ولد محمد سالم ابن الشيخ، ظهر الجزء الأول سنة 1420هـ/ 1999م، ثم ظهرت الأجزاء الثلاثة الأخرى سنة 1423هـ/2002م عن نفس الدار، ولنفس المحقق. مصادر الترجمة----------------- ترتيب المدارك: 7/256، معالم الإيمان: 3/146، الديباج المذهب: 1/305. لتحميل الكتاب رابط التحميل 1 (ZIP) (37.05 ميجا بايت) رابط التحميل 2 (PDF) (916.19 كيلو بايت) رابط التحميل 3 (PDF) (8.77 ميجا بايت) رابط التحميل 4 (PDF) (86.57 كيلو بايت) رابط التحميل 5 (PDF) (9.25 ميجا بايت) رابط التحميل 6 (PDF) (9.39 ميجا بايت) رابط التحميل 7 (PDF) (8.66 ميجا بايت)
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 02-03-2023 الساعة 07:05 PM. |
#9
|
||||
|
||||
![]() تواليف مالكية مهمة شهاب الدين الإدريسي تواليف مالكية مهمة 15: الذخيرة في الفقه المالكي يعد كتاب: « الذخيرة» لأبي العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي الصنهاجي المصري: (ت 684هـ)، من أهم المصنفات التي ألفت خلال القرن السابع الهجري في الفقه المالكي، أبان فيه عن طول باعه، ورسوخ قدمه في العلم. افتتحه بمقدمة أفصح فيها ، عن سبب التأليف، الذي يعود لما رآه من حاجة مؤلفات كتب المذهب إلى ضرورة جمعها وتهذيبها وتنقيحها وترتيبها في مؤلف، تقبل عليه النفوس ويحرك الهمم. والكتاب تضمن مقدمتين الأولى: في بيان فضيلة العلم وآدابه، والثانية: فيما يتعين معرفته من أصول الفقه، وقواعد الشرع واصطلاحات العلماء، ثم أردف ذلك بذكر كتب الفقه مع الشرح والتفصيل، بدءا من الطهارة وانتهاء بالجامع. وسلك فيه منهجا رصينا كشف فيه عن قوة ابتكاره وسلامة إبداعه، وسلاسة أسلوبه، ودقة تعبيره، وإحكام تنظيمه، وطريقة إيراده للأقوال وأدلتها، وربط الفرع بالأصل – أي المدونة - وتقديم المشهور من الأقوال متى أمكن ذلك، مع التنبيه على مذاهب المخالفين من الأئمة الثلاثة، واستعماله لبعض الاصطلاحات تفاديا للتطويل الممل، مثل استعماله لحرف «الشين» علامة للشافعي، و«الحاء» لأبي حنيفة، و«الأئمة» علامة على الشافعي وأبي حنيفة وابن حنبل، و«الصحاح» لمسلم والبخاري والموطأ. كما استعمل داخل الأبواب والفصول والمباحث والفروع المعتادة عناوين فرعية، مثل: تمهيد – تحقيق – تفريع – تنقيح – تحرير – تذييل- قاعدة- فائدة – نظائر ... وتكررت في الذخيرة بعض العبارات وهي: « ليكون الفقيه على بصيره... ليستدل الفقيه... تحفيزا للهمم على إعمال الفكر، وإمعان النظر، واستنكافا عن التقليد والجمود، وأخذ المسائل أحكاما مسلمة». جمع شهاب الدين كتابه من نحو أربعين مصنفا من تصانيف المذهب، اعتمد خمسة منها مصادر أساسية، حيث يقول: «وقد آثرت أن أجمع بين الكتب الخمسة التي عكف عليها المالكيون شرقا وغربا، وهي المدونة والجواهر والتلقين والجلاب والرسالة». وقد لقي هذا الكتاب إلى جانب كتبه الأخرى استحسان العلماء وقبولهم لها، عبّر عن ذلك ابن فرحون بأسلوب أدبي رائع حيث قال في الديباج: «سارت مؤلفاته مسير الشمس! ورزق فيها الحظ السامي عن اللّمس! مباحثه كالرياض المونقة! والحدائق المورقة ! تتنزه فيها الأسماع دون الابصار! ويجني الفكر ما بها من أزهار وأثمار! كم حرر مناط الأشكال! وفاق أضرابه النظراء والأشكال! وألف كتبا مفيدة انعقد على كمالها لسان الإجماع! وتشنفت بسماعها الأسماع! منها: كتاب الذخيرة من أجل كتب المالكية». وقال أيضا عن القرافي: "الإمام الحافظ، والبحر اللافظ، المفوه المنطيق والآخذ بأنواع الترصيع والتطبيق، دلت مصنفاته على غزارة فوائده، وأعربت عن حسن مقاصده، جمع فأوعى، وفاق أضرابه جنسا ونوعا". طبع الكتاب مرة واحدة بتحقيق مجموعة من المحققين، ونشر عن دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى 1994. مصادر ترجمته : ------------ الديباج المذهب: ( 1/205-208)، شجرة النور الزكية: (188- 189). لتحميل الكتاب رابط التحميل 1 (PDF) (6.64 ميجا بايت) رابط التحميل 2 (PDF) (8.66 ميجا بايت) رابط التحميل 3 (PDF) (8.13 ميجا بايت) رابط التحميل 4 (PDF) (7.63 ميجا بايت) رابط التحميل 5 (PDF) (9.06 ميجا بايت) رابط التحميل 6 (PDF) (6 ميجا بايت) رابط التحميل 7 (PDF) (6.75 ميجا بايت) رابط التحميل 8 (PDF) (5.84 ميجا بايت) رابط التحميل 9 (PDF) (5.39 ميجا بايت) رابط التحميل 10 (PDF) (7.02 ميجا بايت) رابط التحميل 11 (PDF) (6.39 ميجا بايت) رابط التحميل 12 (PDF) (7.05 ميجا بايت) رابط التحميل 13 (PDF) (5.77 ميجا بايت) رابط التحميل 14 (PDF) (3.67 ميجا بايت) رابط التحميل 15 (PDF) (139.42 كيلو بايت) وصف الكتاب كتاب الذخيرة مبتكر في الفقه المالكي فروعه وأصوله بدع من مؤلفات عصره التي هي في الأعم اختصارات أو شروح وتعليقات وربما كانت الذخيرة أهم المصنفات في الفقه المالكي خلال القرن السابع الهجري وآخر الأمهات في هذا المذهب إذ لا نجد لكبار فقهاء المالكية المغاربة والشارقة الذين عاصروا القرافي أو جاؤوا بعده سوى مختصرات لم تعد على ما أدركت من شهرة وانتشار أن كرست عن غير قصد تعقيد الفقه وإفراغه من محتواه النظري الخصب وأدلته الاجتهادية الحية ليصبح في النهاية مجرد حك ألفاظ ونقاش عقيم يدور في حلقة مفرغة لا تنتج ولا تفيد وإذا كان المذهب المالكي تركز أكثر في الجناح الغربي من العالم الإسلامي فإنه قطع أشواطا متميزة قبل أن يصل إلى تعقيدات عصر القرافي فقد كانت القيروان بالنسبة لهذا الجناح الغربي منطلق إشراق الفقه المالكي وأفوله معا ففيها نشر أسد بن الفرات (ت. 213) المدونة الأولى التي حوت سماعاته من مالك وغيره المعروفة بالأسدية فأخذها سحنون عبد السلام بن سعيد (ت. 240) وصححها على ابن القاسم وسمع من أشهب وابن وهب وغيرهم من تلاميذ مالك ورجع إلى القيروان بالمدونة الكبرى التي نسخت الأسدية وجمعت ستة وثلاثين ألف مسألة فانتشرت في أقطار المغارب والأندلس وظلت ركيزة المذهب المالكي ومرجع فقهائه طوال القرون الأولى وفي القيروان لاحظ أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني (ت. 386) كسل الهمم عن إدراك مدونة سحنون فاختصرها اختصارا غير مخل حل محلها وعفى على الاختصارين الأندلسيين السابقين لفضل بن سلمة الجهني (ت. 319) ومحمد بن عيشون الطليطلي (ت. 341) ولسوء الحظ قام في القيروان أيضا خلف بن أبي القاسم البراذعي المتوفى أوائل القرن الخامس باختصار مختصر شيخه ابن أبي زيد القيرواني للمدونة سماه التهذيب فتقبله الناس بقبول حسن وقد ازدادوا حاجة إلى الاختصار حتى إذا جاء أبو عمرو بن الحاجب الدمشقي (ت. 646) واختصر التهذيب فزاده تعقيدا وطم السيل مع خليل بن إسحاق المصري (ت. 749) الذي اختصر مختصر ابن الحاجب في بضعة كراريس فأصبح مختصر خليل المختصر الرابع في مسلسل مختصرات المدونة عبارة عن رموز لا تفهم يحفظ عن ظهر قلب ويقرأ أحزابا في جامع القرويين وغيره ولا تفك رموزه إلا بالرجوع إلى عشرات المجلدات من الشروح والحواشي والتعليقات دون إدراك روح التشريع طبعا وغدا بعض المدرسين (المحققين) لا يختم مختصر خليل إلا بعد أربعين سنة وبذلك تقرر جمود الفقه وتحجره واستمر إلى أيامنا هذه اعتمد القرافي في الذخيرة على نحو أربعين من تصانيف المذهب المالكي وخص خمسة منها كمصادر أساسية يرجع إليها دائما ويقارن بينها ويناقش وكلها كتب مستقلة مبتكرة أصيلة (1) مدونة سحنون القيرواني (2) والتفريغ لعبيد الله بن الجلاب البصري (ت. 368) (3) ورسالة ابن أبي زيد القيرواني (4) والتلقين للقاضي عبد الوهاب البغدادي (ت. 422) (5) والجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة لعبد الله بن شاس المصري (ت. 610) وتميزت الذخيرة - إلى ذلك - بدقة التعبير وسعة الأفق وسلالة الأسلوب وجودة التقسيم والتبويب الأمر الذي يضفي عليها من جهة أخرى طابع الجدة والحداثة حتى لكأنها كتبت في عصرنا الحاضر بقلم أحد أعلام الفقه والقانون تظهر عبقرية مؤلف الذخيرة وموسوعيته التي سنتحدث عنها بعد قليل في مزجه بين الفقه وأصوله واللغة وقواعدها والمنطق والفلسفة والحساب والجبر والمقابلة في المواطن التي تقتضيها وفي وضعه مصطلحات دقيقة ورموزا واضحة تختصر أسماء الأشخاص والكتب التي يكثر تداولها في الذخيرة تقليلا للحجم فكلمة الأئمة تعني عنده الشافعي وأبا حنيفة وابن حنبل وش ترمز للشافعي وح لأبي حنيفة والصحاح تعني الموطأ وصحيحي البخاري ومسلم ونجد في الذخيرة داخل الأبواب والفصول والمباحث والفروع المعتادة عناوين فرعية تضبط المعلومات الإضافية وتحددها وتبرزها أمثال تمهيد تحقيق تفريع تنقيح تحرير تذييل قاعدة فائدة نظائر فروع مرتبة ويمكن أن يعد من مميزات الذخيرة كذلك عناية المؤلف بإبراز أصول الفقه المالكي دحضا للشبهات التي علقت بالأذهان منذ قديم قاصرة أصول الفقه بالنسبة للمذاهب الأربعة على الإمام الشافعي واعتباره هذا الفن برسالته التي حددت منهاجه في استنباط الأحكام من القرآن وكتب أخرى له في القياس وإبطال الاستحسان واختلاف الأحاديث وإذا كان القرافي مسبوقا في هذا المضمار بما كتبه القاضي أبو بكر بن العربي المعافري المتوفى بفاس عام 543 في شرحيه على الموطأ القبس وترتيب المسالك مما يدل على سبق مالك في بناء مذهبه الفقهي على قواعد أصولية محكمة لا شك أن تلميذه الشافعي أخذها عنه ووسعها وألف فيها الرسالة والكتب المذكورة فانتشرت حتى أصبحت الأصول علما مستقلا بذاته إذا كان ذلك فإن مزية مؤلف الذخيرة أن جعل من شرطه فيها تتبع الأصول في مختلف الأبواب قائلا في المقدمة
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]() تواليف مالكية مهمة شهاب الدين الإدريسي تواليف مالكية مهمة 16 : المنتقى في شرح الموطأ للباجي ![]() يعتبر كتاب المنتقى لأبي الوليد سليمان بن خلف الباجي المالكي (تـ494هـ) من أهم شروح موطأ الإمام مالك وأحسنها تفريعا وأكثرها فائدة، عمّ نفعه بين الناس، وكثُر تداوله بينهم، ولقي قبولا منقطع النظير. فلا غرابة من كون الكِتَاب أخذ أنظار المهتمين بشروح الموطأ؛ فمؤلفه ـ رحمه الله ـ كان فقيها نظّارا، محققا، راوية، محدّثا، يفهم صنعة الحديث ورجاله، ومتكلما، أصوليا، فصيحا، برز في علم الرّواية والدراية، وفي كتبه الفقهية امتزجت مناهج العراقيين في البحث مع طرائق الأندلسيين والقرويين المحققين، فكان ثمرة ذلك أن تلقى أهل المشرق والمغرب مصنّفاته بقبول كبير. وكتاب «المنتقى في شرح الموطأ» من هذا القبيل؛ فهو دليل على تبحّر مؤلّفه في العلوم والفنون، وكان الباجي قد وضع على الموطأ شرحا موسّعا كبير الحجم سمّاه «الاستيفاء»؛ بلغ فيه الغاية واستوفى، إلاّ أنه لما رأى أكثر الناس قد تعذّر عليهم جمعه، وبَعُدَ عنهم درسه، تصدّى لاختصاره وانتقى منه الكلام على معاني ما يتضمّنه الموطأ من الأحاديث والفقه، ثمّ رأى بعد ذلك أن يزيد في اختصاره، ويقرب للمبتدئين منابع أسراره، فألّف كتاب «الإيماء» مُـخْتَصِراً ما في «المنتقى» من المعاني، ومُقتصراً على إشارات تفيد الشَّادِينَ في الإحاطة بأصول أهل المدينة. وقد وُفّق الباجي توفيقا كبيرا في تطبيق منهجه؛ فهو في المنتقى يورد حديث الموطأ ويشرحه، وكثيرا ما يورد مسائل وفروعا متعلّقة به، مع عرض أقوال الأئمة ومناقشتها أحيانا، ودعم الاتجاه المالكي بدليله، مع ذكر مختلف الروايات، وتوجيه الحُكم في الغالب، كل ذلك مع حسن ترتيب وتنظيم في العرض. ظهرت ملكة الباجي الحديثية والفقهية واضحة متميزة في هذا الكتاب الجليل، كما برزت قدرته الفذة على الجمع بين المدرستين المالكيتين: العراقية والقيروانية، يتضح ذلك في استشهاده بنصوص وآراء القاضي إسماعيل في مبسوطه، والقاضي عبد الوهاب في التلقين، والإشراف، والمعونة، وشرح الرسالة، وابن الجلاب في التفريع، وابن القصار في عيون الأدلة، ممزوجة مع آراء أبي محمد ابن أبي زيد في النوادر، والرسالة، ومختصر المدونة، مع الاعتماد على المدونة والواضحة والعتبية، ولم يكتف الباجي باستيعاب آراء أمّهات الكتب المالكية بل قدّم لنا آراء المذاهب الأخرى شارحاً وموجِّهاً. وقد وصف العلماء الكتاب بأنه أحسن ما أُلّف في مذهب مالك، قال القاضي عياض: «لم يؤلّف مثله»، وقال المقّري:«أحسنُ كتاب أُلّف في مذهب مالك»، وهذا ما حذا بالعلماء إلى العناية به عناية خاصة؛ إذ نجد عليّ بن عبد الله اللّمائي المالطي(تـ539هـ) ألّف كتابا جمع فيه بين «المنتقى» و«الاستذكار» لابن عبد البر، ومحمد بن سعيد بن زرقون (تـ586هـ) ألّف «اختصار المنتقى»، وكتاب «الجمع بين المنتقى والاستذكار» ولهذا الأخير نسخ خطية في المكتبات، كما ألف محمد بن عبد الحق اليَفْرَني (تـ625هـ) «المختار الجامع بين المنتقى والاستذكار» منه أجزاء في بعض الخزائن، وألّف موسى بن الرويَّة الرُّنْدي «الجمع بين المنتقى والاستذكار»، إلى غير ذلك. ظهرت أولى طبعاته في القاهرة بمطبعة السعادة سنة: 1331هـ/1912م، في 7 أجزاء، ثم طبع بعد ذلك طبعات أخرى يعتريها الكثير من القصور، ولا يزال الكتاب في حاجة إلى تحقيق علمي يرقى به إلى المستوى المطلوب. مصادر ترجمته ------------------------- ترتيب المدارك (8/117)، الصلة (1/198)، تاريخ قضاة الأندلس-المرقبة العليا-(ص95)، الديباج المذهب (1/330)، تذكرة الحفاظ (3/1178) لتحميل الكتاب رابط التحميل 1 رابط اخر رابط التحميل 2
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |