|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس) ♦ الآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الحج (25). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ يمنعون عن طاعة الله تعالى ﴿ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ يمنعون المؤمنين عنه ﴿ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ ﴾ خلقناه وبنيناه للناس كلهم لم نخص به بعضًا دون بعض ﴿ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ﴾ سواء في تعظيم حرمته، وقضاء النسك به الحاضر، والذي يأتيه من البلاد، فليس أهل مكة بأحق به من النازع إليه ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ﴾؛ أي: إلحادًا بظلم؛ وهو أن يميل إلى الظلم، ومعناه: صيد حمامه، وقطع شجره، ودخوله غير مُحرمٍ، وجميع المعاصي؛ لأن السيئات تُضاعف بمكة كما تُضاعف الحسنات. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ عطف المستقبل على الماضي؛ لأن المراد من لفظ المستقبل الماضي؛ كما قال تعالى في موضع آخر: ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [النساء: 167]، وقيل معناه: إن الذين كفروا فيما تقدم، ويصدون عن سبيل الله في الحال؛ أي: وهم يصدون. ﴿ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾؛ أي: ويصدون عن المسجد الحرام، ﴿ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ ﴾ قبلةً لصلاتهم ومَنْسكًا ومُتعبدًا كما قال: ﴿ وُضِعَ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 96]. ﴿ سَوَاءً ﴾ قرأ حفص عن عاصم ويعقوب: (سواءً) نصبًا بإيقاع الجعل عليه؛ لأن الجعل يتعدى إلى مفعولين، وقيل معناه: مستويًا فيه، ﴿ الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ﴾ وقرأ الآخرون بالرفع على الابتداء، وما بعده خبر، وتمام الكلام عند قوله: ﴿ لِلنَّاسِ ﴾ وأراد بالعاكف: المقيم فيه، وبالبادي: الطارئ المنتاب إليه من غيره، واختلفوا في معنى الآية؛ فقال قوم: ﴿ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ﴾؛ يعني: في تعظيم حرمته وقضاء النسك فيه، وإليه ذهب مجاهد والحسن وجماعة، وقالوا: المراد منه: نفس المسجد الحرام، ومعنى التسوية: هو التسوية في تعظيم الكعبة في فضل الصلاة في المسجد الحرام والطواف بالبيت، وقال آخرون: المراد منه جميع الحرم، ومعنى التسوية: أن المقيم والبادي سواء في النزول به، ليس أحدهما بأحق بالمنزل يكون فيه من الآخر، غير أنه لا يزعج فيه أحد إذا كان قد سبق إلى منزل، وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة وابن زيد، قالوا: هما سواء في البيوت والمنازل. وقال عبدالرحمن بن سابط: كان الحُجَّاج إذا قدموا مكة لم يكن أحد من أهل مكة بأحق بمنزله منهم، وكان عمر بن الخطاب ينهى الناس أن يغلقوا أبوابهم في الموسم وعلى هذا القول لا يجوز بيع دور مكة وإجارتها، وعلى القول الأول - وهو الأقرب إلى الصواب – يجوز؛ لأن الله تعالى قال: ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾ [الحج: 40]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن))، فنسب الديار إليهم نسبة ملك، واشترى عمر دارًا للسجن بمكة بأربعة آلاف درهم، فدل على جواز بيعها، وهذا قول طاووس وعمر بن دينار، وبه قال الشافعي. قوله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ﴾؛ أي: في المسجد الحرام ﴿ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ﴾ وهو الميل إلى الظلم، والباء في قوله: ﴿ بِإِلْحَادٍ ﴾ زائدة كقوله: ﴿ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ ﴾ [المؤمنون: 20]، ومعناه من يرد فيه إلحادًا بظلم، قال الأعشى: "ضمنت برزق عيالنا أرماحُنا"؛ أي: رزق عيالنا، وأنكر المبرد أن تكون الباء زائدةً، وقال: معنى الآية: من تكن إرادته فيه أن يلحد بظلم، واختلفوا في هذا الإلحاد؛ فقال مجاهد وقتادة: هو الشرك وعبادة غير الله، وقال قوم: هو كل شيء كان منهيًا عنه من قول أو فعل حتى شتم الخادم، وقال عطاء: هو دخول الحرم غير محرم أو ارتكاب شيء من محظورات الإحرام؛ من قتل صيد، أو قطع شجر. وقال ابن عباس: هو أن تقتل فيه من لا يقتلك، أو تظلم من لا يظلمك، وهذا معنى قول الضحاك. وعن مجاهد أنه قال: تضاعف السيئات بمكة كما تضاعف الحسنات، وقال حبيب بن أبي ثابت: هو احتكار الطعام بمكة، وقال عبدالله بن مسعود في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾، قال: لو أن رجلًا همَّ بخطيئة لم تكتب عليه ما لم يعملها، ولو أن رجلًا همَّ بقتل رجل بمكة وهو بعدن أبين، أو ببلد آخر أذاقه الله من العذاب الأليم، قال السدي: إلا أن يتوب. وروي عن عبدالله بن عمر أنه كان له فسطاطان: أحدهما في الحل، والآخر في الحرم، فإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الحل، فسئل عن ذلك، فقال: كنا نحدث أن من الإلحاد فيه أن يقول الرجل: كلا والله، وبلى والله. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئًا) ♦ الآية: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الحج (26). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ ﴾ بيَّنا له أين يُبنى ﴿ أَنْ لَا تُشْرِكْ ﴾؛ يعني: وأمرناه أن لا تشرك ﴿ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ ﴾ مفسَّر في سورة البقرة. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ ﴾؛ أي: وطَّأْنا، وقال ابن عباس: جعلنا. وقيل: بينَّا. قال الزجاج: جعلنا مكان البيت مبوءًا لإبراهيم. وقال مقاتل بن حيان: هيأنا. وإنما ذكر مكان البيت؛ لأن الكعبة رفعت إلى السماء في زمن الطوفان، ثم لما أمر الله تعالى إبراهيم ببناء البيت لم يدرِ أين يبني فبعث الله ريحًا خجوجًا فكنَّست له ما حول البيت على الأساس. وقال الكلبي: بعث الله سحابةً بقدر البيت، فقامت بحيال البيت وفيها رأس يتكلم: يا إبراهيم، ابْنِ على قَدَري فبنى عليه. قوله تعالى: ﴿ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا ﴾؛ أي: عهدنا إلى إبراهيم، وقلنا له: لا تشرك بي شيئًا، ﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ﴾؛ أي: الذين يطوفون بالبيت من دنس الذنوب، ﴿ وَالْقَائِمِينَ ﴾؛ أي: المقيمين، ﴿ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾؛ أي: المصلين. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) ♦ الآية: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الحج (28). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ لِيَشْهَدُوا ﴾ ليحضروا ﴿ مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾ من أمر الدنيا والآخرة ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾؛ يعني: التسمية على ما ينحر في يوم النحر وأيام التشريق ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا ﴾ أمر إباحة، وكان أهل الجاهلية لا يأكلون من نسائكهم، فأمر المسلمون أن يأكلوا ﴿ أَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾ الشديد الفقر. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ لِيَشْهَدُوا ﴾ ليحضروا، ﴿ مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾ قال سعيد بن المسيب، ومحمد بن علي الباقر: العفو والمغفرة، وقال سعيد بن جبير: التجارة، وهي رواية ابن زيد عن ابن عباس، قال: الأسواق، وقال مجاهد: التجارة وما يرضى الله به من أمر الدنيا والآخرة. ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾؛ يعني: عشر ذي الحجة في قول أكثر المفسرين، قيل لها: "معلومات" للحرص على علمها بحسابها من أجل وقت الحج في آخرها. ويروى عن علي رضي الله عنه: أنها يوم النحر وثلاثة أيام بعده، وفي رواية عطاء عن ابن عباس: أنها يوم عرفة والنحر وأيام التشريق، وقال مقاتل: المعلومات أيام التشريق. ﴿ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾؛ يعني: الهدايا، والضحايا، تكون من النعم، وهي الإبل والبقر والغنم. واختار الزجاج أن الأيام المعلومات: يوم النحر وأيام التشريق؛ لأن الذكر على بهيمة الأنعام يدل على التسمية على نحرها، ونحر الهدايا يكون في هذه الأيام. ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا ﴾ أمر إباحة وليس بواجب؛ وإنما قال ذلك؛ لأن أهل الجاهلية كانوا لا يأكلون من لحوم هداياهم شيئًا، واتفق العلماء على أن الهدي إذا كان تطوعًا يجوز للمهدي أن يأكل منه، وكذلك أضحية التطوع لما: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن الفضل الخرقي، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبدالله الطيسفوني، أخبرنا عبدالله بن عمر الجوهري، أخبرنا أحمد بن علي الكشميهني، أخبرنا علي بن حجر، أخبرنا إسماعيل بن جعفر، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله، قال في قصة حجة الوداع: وقدم علي ببدن من اليمن وساق رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة بدنة، فنحر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث وستين بدنةً بيده، ونحر علي ما بقي، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تُؤخَذ بَضْعة من كل بدنة، فتجعل في قدر فأكلا من لحمها وحسيا من مرقها. واختلفوا في الهدي الواجب بالشرع هل يجوز للمهدي أن يأكل منه شيئًا؟ مثل دم التمتع والقِرَان والدم الواجب بإفساد الحج وفواته وجزاء الصيد؟ فذهب قوم إلى أنه لا يجوز أن يأكل منه شيئًا، وبه قال الشافعي، وكذلك ما أوجبه على نفسه بالنذر، وقال ابن عمر: لا يأكل من جزاء الصيد والنذر، ويأكل مما سوى ذلك، وبه قال أحمد وإسحاق، وقال مالك: يأكل من هدي التمتع، ومن كل هدي وجب عليه إلا من فدية الأذى وجزاء الصيد والمنذور، وعند أصحاب الرأي يأكل من دم التمتع والقِرَان، ولا يأكل من واجب سواهما. قوله عز وجل: ﴿ وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾؛ يعني: الزَّمِن الفقير الذي لا شيء له و"البائس" الذي اشتد بؤسه، والبؤس شدة الفقر. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق) ♦ الآية: ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الحج (29). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ﴾؛ يعني: ما يخرجون به من الإحرام؛ وهو أخذ الشارب وتقليم الظُّفر، وحلق العانة، ولبس الثوب ﴿ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ﴾؛ يعني: ما نذروه من برٍّ وهدي في أيام الحج ﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ القديم، وقيل: المعتق من أن يتسلَّط عليه جبَّار؛ يعني: الكعبة. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ﴾ التفث: الوسخ والقذارة من طول الشعر والأظفار والشَّعَث، تقول العرب لمن تستقذره: ما أتفثك؛ أي: أوسخك. والحاج أشعث أغبر؛ أي: لم يحلق شعره، ولم يقلم ظفره، فقضاء التفث: إزالة هذه الأشياء ليقضوا تفثهم؛ أي: ليزيلوا أدرانهم، والمراد منه الخروج عن الإحرام بالحلق، وقص الشارب، ونتف الإبط، والاستحداد، وقلم الأظفار، ولبس الثياب. قال ابن عمر وابن عباس: "قضاء التفث" مناسك الحج كلها، وقال مجاهد: هو مناسك الحج، وقص الشارب، ونتف الإبط، وحلق العانة، وقلم الأظفار. وقيل: التفث ها هنا رمي الجمار. قال الزجاج: لا نعرف التفث ومعناه إلا من القرآن. قوله تعالى: ﴿ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ﴾، قال مجاهد: أراد نذر الحج والهدي وما ينذر الإنسان من شيء يكون في الحج؛ أي: ليتموها بقضائها، وقيل: المراد منه الوفاء بما نذر على ظاهره، وقيل: أراد به الخروج عما وجب عليه نذر ولم ينذر، والعرب تقول لكل من خرج عن الواجب عليه وفَّى بنذره. وقرأ عاصم برواية أبي بكر «وَلْيوَفُّوا» بنصب الواو وتشديد الفاء. ﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾، أراد به الطواف الواجب عليه؛ وهو طواف الإفاضة يوم النحر بعد الرمي والحلق. والطواف ثلاثة: طواف القدوم؛ وهو أن من قدم مكة يطوف بالبيت سبعًا، يرمل ثلاثًا من الحجر الأسود إلى أن ينتهي إليه، ويمشي أربعًا، وهذا الطواف سنة، لا شيء على من تركه. أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا أحمد هو أبو عيسى، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث، عن محمد بن عبدالرحمن بن نوفل القرشي، أنه سأل عروة بن الزبير، فقال: قد حج النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرتني عائشة أنه أول شيء بدأ به حين قدم أنه توضأ، ثم طاف بالبيت، ثم لم تكن عمرة، ثم حج أبو بكر، فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت، ثم لم تكن عمرة، ثم عمر مثل ذلك، ثم حج عثمان فرأيته أول شيء بدأ به الطواف بالبيت. أخبرنا عبدالوهاب بن محمد الكسائي، أخبرنا عبدالعزيز بن أحمد الخلال، أخبرنا أبو العباس الأصم، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي، أخبرنا أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنه كان إذا طاف في الحج أو العمرة أول ما يقدم يسعى ثلاثة أطواف، ويمشي أربعًا، ثم يصلي سجدتين، ثم يطوف بين الصفا والمروة سبعًا». والطواف الثاني: هو طواف الإفاضة يوم النحر بعد الرمي والحلق، وهو واجب لا يحصل التحلل من الإحرام ما لم يأتِ به. أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، أخبرنا الأعمش، أخبرنا إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: حاضت صفية ليلة النفر، فقالت: ما أراني إلا حابستكم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عقرى حلقى أطافت يوم النحر؟))، قيل: نعم، قال: ((فانفري))، فثبت بهذا أن من لم يطف يوم النحر طواف الإفاضة لا يجوز له أن ينفر. والطواف الثالث: هو طواف الوداع، لا رخصة فيه لمن أراد مفارقة مكة إلى مسافة القصر أن يفارقها حتى يطوف بالبيت سبعًا، فمن تركه فعليه دم إلا المرأة الحائض يجوز لها ترك طواف الوداع. أخبرنا عبدالوهاب بن محمد الخطيب، أخبرنا عبدالعزيز بن أحمد الخلال، أخبرنا أبو العباس الأصم، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي، أخبرنا سفيان، عن سليمان الأحول، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: «أُمر الناس أن يكون آخرَ عهدهم الطوافُ بالبيت، إلا أنه رُخِّص للمرأة الحائض»، والرَّمَل مختص بطواف القدوم، ولا رمل في طواف الإفاضة والوداع. قوله: ﴿ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ اختلفوا في معنى "العتيق"؛ فقال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وقتادة: سمي عتيقًا؛ لأن الله أعتقه من أيدي الجبابرة أن يصلوا إلى تخريبه، فلم يظهر عليه جبار قط، وقال سفيان بن عيينة: سمي عتيقًا؛ لأنه لم يُملك قطُّ، وقال الحسن وابن زيد: سُمي به؛ لأنه قديم وهو أول بيت وضع للناس، يقال: دينار عتيق؛ أي: قديم، وقيل: سمي عتيقًا؛ لأن الله أعتقه من الغرق، فإنه رُفع أيام الطوفان. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) ♦ الآية: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الحج (30). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ذَلِكَ ﴾؛ أي: الأمر ذلك الذي ذكرت ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ ﴾ فرائض الله وسننه ﴿ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ ﴾ أن تأكلوها ﴿ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ﴾ في قوله: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ﴾ [المائدة: 3]، ومعنى هذا النهي تحريم ما حرَّمه أهل الجاهلية من البحيرة والسائبة وغير ذلك ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ ﴾ يعني: عبادتها ﴿ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ يعني: الشرك بالله. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ ذَلِكَ ﴾؛ أي: الأمر ذلك؛ يعني: ما ذكر من أعمال الحج، ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ ﴾؛ أي: معاصي الله وما نهى الله عنه، وتعظيمها ترك ملابستها؛ قال الليث: حرمات الله: ما لا يحل انتهاكها، وقال الزجاج: الحرمة ما وجب القيام به، وحرم التفريط فيه، وذهب قوم إلى أن معنى الحرمات ها هنا المناسك؛ بدليل ما يتصل بها من الآيات، وقال ابن زيد: الحرمات ها هنا: البيت الحرام، والبلد الحرام، والشهر الحرام، والمسجد الحرام، والإحرام. ﴿ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾؛ أي: تعظيم الحرمات، خير له عند الله في الآخرة. ﴿ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ ﴾ أن تأكلوها إذا ذبحتموها؛ وهي الإبل والبقر والغنم، ﴿ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ﴾ تحريمه، وهو قوله في سورة المائدة: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ ﴾[المائدة: 3] الآية. ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ ﴾؛ أي: عبادتها، يقول: كونوا على جانب منها، فإنها رجس؛ أي: سبب الرجس، وهو العذاب، والرجس: بمعنى الرجز، وقال الزجاج: {من} ها هنا للتجنيس؛ أي: اجتنبوا الأوثان التي هي رجس، ﴿ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾؛ يعني: الكذب والبهتان، وقال ابن مسعود: شهادة الزور، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيبًا، فقال: ((يا أيها الناس، عدلت شهادة الزور الإشراك بالله))، ثم قرأ هذه الآية، وقيل: هو قول المشركين في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك، لبيك إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء) ♦ الآية: ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الحج (31). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ ﴾ مسلمين عادلين عن كل دين سواه ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ ﴾ سقط [من السماء] فاختطفته الطير من الهواء، أو ألقته الريح في ﴿ مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾ بعيد؛ يعني: إن من أشرك فقد هلك وبَعُدَ عن الحق. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ ﴾ مخلصين له، ﴿ غَيْرَ مُشْرِكِينَ ﴾، قال قتادة: كانوا في الشرك يحجون، ويحرِّمون البنات والأمهات والأخوات، وكانوا يُسمون حنفاء، فنزلت: ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ﴾؛ أي: حجاجًا لله مسلمين موحِّدين؛ يعني: من أشرك لا يكون حنيفًا. ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ ﴾؛ أي: سقط، ﴿ مِنَ السَّمَاءِ ﴾ إلى الأرض، ﴿ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ ﴾؛ أي: تستلبه الطير وتذهب به، والخطف والاختطاف: تناول الشيء بسرعة، وقرأ أهل المدينة (فتخَطَّفه) بفتح الخاء وتشديد الطاء؛ أي: يتخطفه، ﴿ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ ﴾؛ أي: تميل به وتذهب به، ﴿ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾؛ أي: بعيد؛ معناه: بُعْد من أشرك بالحق كبعد من سقط من السماء، فذهبت به الطير، أو هوت به الريح، فلا يصل إليه بحال. وقيل: شبَّه حال المشرك بحال الهاوي من السماء في أنه لا يملك لنفسه حيلةً حتى يقع بحيث تُسقطه الريح، فهو هالك لا محالة؛ إما باستلاب الطير لحمه، وإما بسقوطه إلى المكان السحيق، وقال الحسن: شبَّه أعمال الكفار بهذه الحال في أنها تذهب وتبطل، فلا يقدرون على شيء منها. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) ♦ الآية: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الحج (32). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ ﴾ يستسمن البُدن {فإن ذلك من} علامات التقوى. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ ذَلِكَ ﴾؛ يعني: الذي ذكرت من اجتناب الرجس وقول الزور، ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾، قال ابن عباس: ﴿ شَعَائِرَ اللَّهِ ﴾ البُدن والهدي، وأصلها من الإشعار وهو إعلامها ليعرف أنها هدي، وتعظيمها استسمانها واستحسانها، وقيل: ﴿ شَعَائِرَ اللَّهِ ﴾ أعلام دينه، ﴿ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾؛ أي: فإن تعظيمها من تقوى القلوب. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (لكم فيها منافع إلى أجل مسمًى ثم محلها إلى البيت العتيق) ♦ الآية: ﴿ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الحج (33). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ ﴾ الركوب والدَّرُّ والنسل ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ وهو أن يُسمِّيها هديًا ﴿ ثُمَّ مَحِلُّهَا ﴾ حيث يحلُّ نحرها عند ﴿ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾؛ يعني: الحرم كله. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ لَكُمْ فِيهَا ﴾؛ أي: في البُدْن قبل تسميتها للهدي، ﴿ مَنَافِعُ ﴾ في درها ونسلها وأصوافها وأوبارها وركوب ظهورها، ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ وهو أن يسميها ويوجبها هديًا، فإذا فعل ذلك لم يكن له شيء من منافعها، هذا قول مجاهد، وقول قتادة والضحاك، ورواه مقسم عن ابن عباس. وقيل: معناه: لكم في الهدايا منافع بعد إيجابها وتسميتها هديًا بأن تركبوها وتشربوا ألبانها عند الحاجة ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾؛ يعني: إلى أن تنحروها، وهو قول عطاء بن أبي رباح. واختلف أهل العلم في ركوب الهدي: فقال قوم: يجوز له ركوبها والحمل عليها غير مضرٍّ بها، وهو قول مالك والشافعي وأحمد وإسحاق، لما: أخبرنا أبو الحسن السرخسي، أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي أخبرنا أبو مصعب عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يسوق بدنةً، فقال له «اركبها، فقال يا رسول الله، إنها بدنة، فقال: ((اركبها، ويلك))، في الثانية أو الثالثة» وكذلك قال له: «اشرب لبنها بعدما فضل من رَيِّ ولدها». وقال أصحاب الرأي: لا يركبها، وقال قوم: لا يركبها إلا أن يضطر إليه، وقال بعضهم: أراد بالشعائر المناسك ومشاهدة مكة، ﴿ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ ﴾ بالتجارة والأسواق ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾، وهو الخروج من مكة، وقيل: ﴿ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ ﴾ بالأجر والثواب في قضاء المناسك ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾؛ أي: إلى انقضاء أيام الحج، ﴿ ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾؛ أي: منحرها عند البيت العتيق؛ يريد: أرض الحرم كلها، كما قال: ﴿ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ﴾ [التوبة: 28]؛ أي: الحرم كله. وروي عن جابر في قصة حجة الوداع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «نحرت ها هنا ومنًى كلها منحر فانحروا في رحالكم». ومن قال "الشعائر" المناسك قال معنى قوله: ﴿ ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾؛ أي: محل الناس من إحرامهم إلى البيت العتيق؛ أي: أن يطوفوا به طواف الزيادة يوم النحر. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (ولكل أمة جعلنا منسكًا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) ♦ الآية: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الحج (34). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ ﴾ جماعة سلفت قبلكم ﴿ جَعَلْنَا مَنْسَكًا ﴾ ذبحًا للقرابين ﴿ لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ﴾ عند الذبح ﴿ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾؛ يعني: الأنعام ﴿ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾؛ أي: لا تذكروا على ذبائحكم إلَّا الله وحده ﴿ فَلَهُ أَسْلِمُوا ﴾ أخلصوا العبادة ﴿ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴾ المتواضعين. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قال الله تعالى: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ ﴾؛ يعني: جماعة مؤمنة سلفت قبلكم، ﴿ جَعَلْنَا مَنْسَكًا ﴾، قرأ حمزة والكسائي بكسر السين ها هنا، وفي آخر السورة، على معنى الاسم مثل المجلس والمطلع؛ يعني: مذبحًا وهو موضع القربان، وقرأ الآخرون بفتح السين على المصدر؛ مثل: المدخل والمخرج؛ يعني: إهراق الدماء وذبح القرابين، ﴿ لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾، عند نحرها وذبحها وسماها بهيمةً؛ لأنها لا تتكلم، وقال: ﴿ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ وقيدها بالنَّعم؛ لأن من البهائم ما ليس من الأنعام؛ كالخيل والبغال والحمير، لا يجوز ذبحها في القرابين. ﴿ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾؛ أي: سموا على الذبائح اسم الله وحده فإن إلهكم إله واحد، ﴿ فَلَهُ أَسْلِمُوا ﴾، انقادوا وأطيعوا، ﴿ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴾، قال ابن عباس وقتادة: المتواضعين. وقال مجاهد: المطمئنين إلى الله عز وجل، و"الخبت" المكان المطمئن من الأرض. وقال الأخفش: الخاشعين، وقال النخعي: المخلصين، وقال الكلبي: هم الرقيقة قلوبهم. وقال عمرو بن أوس: هم الذين لا يظلمون وإذا ظُلموا لم ينتصروا. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]() تفسير: (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها) ♦ الآية: ﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الحج (36). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَالْبُدْنَ ﴾ الإبل والبقر ﴿ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾ أعلام دينه ﴿ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ﴾ النفع في الدنيا، والأجر في العقبى ﴿ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ﴾ وهو أن يقول عند نحرها: الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر ﴿ صَوَافَّ ﴾ قائمةً معقولة اليد اليسرى ﴿ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا ﴾ سقطت على الأرض ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ ﴾ الذي يسألك ﴿ وَالْمُعْتَرَّ ﴾ الذي يتعرض لك ولا يسألك ﴿ كَذَلِكَ ﴾ الذي وصفنا ﴿ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ ﴾؛ يعني: البدن ﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ لكي تطيعوني. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَالْبُدْنَ ﴾ جمع بَدَنة، سميت بدنةً لعظمها وضخامتها، يريد الإبل العظام الصحاح الأجسام، يقال: بَدُنَ الرجل بَدْنًا وبدانةً إذا ضخم، فأما إذا أسَنَّ واسترخى يُقال: بَدَّن تبدينًا. قال عطاء والسدي: البُدن: الإبل والبقر، أما الغنم فلا تسمى بدنةً. ﴿ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾، من أعلام دينه، سُميت شعائر لأنها تُشعر، وهو أن تُطعن بحديدة في سنامها فيعلم أنها هدي، ﴿ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ﴾ النفع في الدنيا، والأجر في العقبى، ﴿ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا ﴾؛ أي: عند نحرها، ﴿ صَوَافَّ ﴾؛ أي: قيامًا على ثلاث قوائم قد صفت رجليها وإحدى يديها، ويدها اليسرى معقولة فينحرها كذلك. أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا عبدالله بن مسلمة، أخبرنا يزيد بن زريع، عن يونس، عن زياد بن جبير قال: رأيت ابن عمر أتى على رجل قد أناخَ بَدَنةً ينحرها، قال: ابعثها قيامًا مقيدةً سنة محمد صلى الله عليه وسلم. وقال مجاهد: الصواف إذا عقلت رجلها اليسرى وقامت على ثلاث قوائم. وقرأ ابن مسعود «صوافن» وهي أن تعقل منها يد وتنحر على ثلاث، وهو مثل صواف، وقرأ أبي والحسن ومجاهد: «صوافي» بالياء؛ أي: صافيةً خالصةً لله لا شريك له فيها. ﴿ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا ﴾؛ يعني: سقطت بعد النحر ووقعت جنوبها على الأرض، وأصل الوجوب: الوقوع. يقال: وجبت الشمس: إذا سقطت للمغيب، ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا ﴾، أمر إباحة، ﴿ وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ﴾، اختلفوا في معناهما؛ فقال عكرمة وإبراهيم وقتادة: "القانع" الجالس في بيته المتعفف يقنع بما يُعطى ولا يسأل، و"المعتر" الذي يسأل. وروى العوفي عن ابن عباس: "القانع" الذي لا يتعرض ولا يسأل، و"المعتر" الذي يريك نفسه ويتعرض ولا يسأل، فعلى هذين التأويلين يكون "القانع": من القناعة، يقال: قنع قناعة إذا رضي بما قُسم له. وقال سعيد بن جبير والحسن والكلبي: "القانع" الذي يسأل، و"المعتر": الذي يتعرض ولا يسأل، فيكون "القانع" من قنع يقنع قنوعًا إذا سأل. وقرأ الحسن "والمعتري" وهو مثل المعتر، يقال: عره واعتره وعراه واعتراه إذا أتاه يطلب معروفه، إمَّا سؤالًا أو تعرضًا. وقال ابن زيد: "القانع": المسكين، و"المعتر": الذي ليس بمسكين، ولا يكون له ذبيحة يجيء إلى القوم فيتعرض لهم لأجل لحمهم. ﴿ كَذَلِكَ ﴾؛ يعني: مثل ما وصفنا من نحرها قيامًا، ﴿ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ ﴾ نعمةً منا لتتمكنوا من نحرها، ﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾، لكي تشكروا إنعام الله عليكم. تفسير القرآن الكريم
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 0 والزوار 27) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |