|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الصدقة في رمضان وفضلها (2) صدقتك سنابل خير في رمضان فاطمة الأمير وأعمال الصدقة كثيرة في رمضان؛ منها: إطعام الطعام؛ قال تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} [الإنسان: 8 - 12]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما مؤمن أطعم مؤمنًا على جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمنًا على ظمأ، سقاه الله من الرحيق المختوم» (صحَّحه الألباني). أتريد الجنة؟ أتريد أن يطعمك الله من ثمارها؟ هيَّا إخوتي في الله، فلنتصدق من مال الله، هيا لنكفل أسرة، فهناك الكثير من المسلمين والمحتاجين والفقراء، جوعى وعطشى، فكن يد الخير والأمل التي تمتد إليهم، وتزيل عن أطفالهم آهات الجوع، كن لهم سنبلة خيرٍ، فيتضاعف لك الأجر والثواب مما أنفقت. وأما تفطير الصائمين فقد قال فيه صلى الله عليه وسلم: «مَن فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء» (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح). ولا تحقرن من المعروف شيئًا: تعين الرجل على دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وتبسُّمك في وجه أخيك صدقة، وهذه أوجه كثيرة من سنابل الخير وإخراج الصدقة، وشربة ماء تضعها لطائر أو حيوان في رمد الحر تبتغي بها وجه الله تكون في ميزانك صدقة. المهم أن تُخرج صدقتك مما تحب، فهذا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما كان يتصدق على من يقابله بالسكر، فكان يحمل قطعة سكر في جيبه ويتصدق بها، فسُئِلَ عن ذلك، فقال: قال الله عز وجل: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92]، وأنا أحب السكر. ومن فوائد الصدقة وإكثارك من إخراج سنابل الخير في شهر رمضان: • أنها وقاية من عذاب النار؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " «يا معشر النساء، تصدقنَ ولو مِن حُليكنَّ؛ فإني رأيتكنَّ أكثر حطب جهنم، فقامت امرأة منهن سفعاء الخدين، فقالت: لِمَ يا رسول الله؟ قال: لأنكن تُكثرنَ الشكاة، وتكفرن العشير، لو أحسنت إلى إحداهنَّ الدهر كله، ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيت منك خيرًا قط» "، ففي هذا الحديث أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمات بالصدقة، والمرء في ظل صدقته يوم القيامة تدفع عنه بها حرَّ النار، سواء كان ذكرًا أو أنثى. • أنها تدفع عنا البلاء والوباء والمرض بإذن الله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة» (حسنه الألباني في صحيح الجامع). وأيضًا لها أثر طيب في قبول الدعوات، وقد أكد ابن القيم أن للصدقة أثرًا عجيبًا في قبول الدعاء، وفي فعل المعروف أيًّا كان، (فصنائع المعروف تقي مصارع السوء). • زيادة في الرزق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: " «ما نقص مالٌ من صدقة، بل تزده، بل تزده، بل تزده» "، فإذا أردت زيادةً ومضاعفة لسنابلك في رمضان، فلتُكثر من إخراج الصدقات. • الصدقة سبب لدخول الجنة: عن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن قال: لا إله إلا الله، خُتِم له بها دخل الجنة، ومن صام يومًا ابتغاءَ وجه الله خُتِم له به دخلَ الجنة، ومَن تصدَّق بصدقةٍ ابتغاءَ وجه الله، خُتِم له بها دخل الجنة» (صححه الألباني). • واحتساب النفقة على أهل بيتك صدقة؛ عن عقبة بن عمرو رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أنفق الرجلُ على أهلِه نفقةً وهو يحتَسِبُها، كانت له صدقةً» (صححه الألباني). • ويوم يضم عليك القبر لا يوسعه عليك إلا الصدقة، يوم تدنو الشمس من الرؤوس، ويبلغ الكرب النفوس، فتكون يوم القيامة في ظل صدقتك تُزيل بها عنك أهوال هذا اليوم. • ويقول النبي أيضًا في فضل الصدقة: «الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان: صدقة، وصلة الرحم» فلنجمع إخوتي في الله بين العبادتين، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح» أي: الذي يُضمر لك الكره والعداوة، فلنُكثِر من الصدقة إخوتي في الله، فالجنة سلعة غالية، وما أعده الله للصائم فيها يجعلنا ننفق بسخاء؛ روِي عن النبي أنه قال: «إن في الجنة غرفًا يُرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها، قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام، وصلى والناس نيامٌ» . هيَّا لنكن من أصحاب الهِمم العالية والغايات السامية، لنكن يد العون التي تمتد إلى كل نفس تعففت في طلب السؤال، وكتمتْ آهات الذل والفقر والجوع، ابحثوا عمن لا يسألون الناس إلحافًا، قدموا الخير لأنفسكم، ورققوا القلوب، وخفِّفوا من معالم البؤس والحزن في النفوس؛ {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ} [البقرة: 272].
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() نحو رمضان مختلف (1) لذة الحرمان سعد الكبيسي وسط عالم مادي يعج بالمتع والشهوات ونيل الحظوظ الدنيوية التي ترهق النفس والجسد معا، قبل وأثناء وبعد تحصيلها، يتراكم السيء من الآثار على العقل والقلب والروح والجسد على مدى شهور طويلة، لتأتي هنا محطة الاستراحة الربانية التي عنوانها الحرمان من خلال الصيام. نعم، يكون الحرمان تربية وتهذيبا حيث تتزكى النفس بتقوية الإرادة لأخذ قرار الامتناع عن المألوف والمحبوب، وحيث يتزكى الجسد من خلال منح ماكنته قليلا من العطالة، ومنح القلب صفاء وتخففا ورقة مميزة. في غير رمضان كان النهي النبوي عن أن نصوم الدهر بالتتابع، على عكس رمضان حيث نصومه كل يوم بالتتابع فهو هزة عنيفة تخرجك من مألوف العادات إلى شعائر جديدة ليلية ونهارية، تنقلك من حالة التراخي إلى حالة التحفز والسعي لتنال أعظم العطاء الروحي والنفسي والجسدي بالحرمان!!! لقد ألفنا التعبد في العطاء بأن نصلي ونزكي ونحج ونذكر ونتحرك للعمل الصالح، لكن ان يكون التعبد هنا بالحرمان فهو أمر على عكس المألوف. إنه حرمان لا يعلم صدقه وحقيته ودرجته الا الله، لذلك جعل ثوابه عنده. إنه حرمان شامل عنوانه الحرمان من الطعام والشراب ومضمونه الحرمان من كل قول أوفعل مستنكر والا فلا حاجة لحرمان الجسد من حاجته، ما دامت النفس تقضى حاجتها بأن تنال ما تريد من محرم القول والفعل. إنه حرمان مكروه لكنه ممزوج بلذة الظفر بنتائجه في تزكية الروح والجسد ليعلن الفرحة وشارة النصر مع أول تمرة تذهب الظمأ وتبل العروق. إنه حرمان مؤقت لا أبدي من فجر الى مغرب ومن بداية شهر لآخره، فالمنع فيه وسيلة لا غاية، وأفضل الوسائل ما حقق الغايات بيسر وكمال، حيث التعسير غير مقصود ولا فضيلة فيه في تعاليم ديننا. إنه حرمان يصاحبه التأمل في حر الأيام وعطش النهار بباب الريان المنتظر الذي أعلن احتكار دخوله لهم فحسب. الناس في الحرمان مذاهب، فهو حرمان إجباري عند قوم يعقبه عطاء مقبول ومرضي عندهم. لكنه حرمان محبوب عند آخرين يعقبه عطاء جزيل وشكر عميق لهذا التوفيق. إنه حرمان ليس من اختياراتنا وبطولاتنا فحسب، بل لأن الشياطين قد صدر الأمر بأن تصفد ودوافع الخير بأن تنتشر وتعين. إنه حرمان كالنار تسري في الجسد تكويه لكنها تحرق كل ذنب مضى وكل كبيرة سلفت لتجعلها رمادا منثورا. إنه حرمان وفي فهو يشفع لمن اختاره عند مالك الشفاعة والآمر بهذا الحرمان رب العالمين. إن ذلك من عجائب التعبد أن يكون للحرمان لذة ....
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() نحو رمضان مختلف (2) علاقة جديدة سعد الكبيسي لقد تشرّف رمضان بإنزال القرآن فيه، وتشرفت ليلة التنزيل ليلة القدر منه بأن كانت خير الليالي، فالأزمنة والأمكنة المقدسة مهما بلغت قداستها فلن تكون بقداسة صفة من صفات الله تعالى، وكلامه سبحانه صفة من صفاته. للقرآن في رمضان طعم آخر، لمن تلا وتدبر وعمل، فالشياطين مصفدة ومحبوسة، وملكات الفهم منطلقة ومتوقدة، وأدوات التفاعل والاستقبال في القلب جاهزة وراغبة، ودوافع العمل بالقرآن حاضرة وفاعلة، فلا تحرم نفسك من تلاوة تتدبر فيها، وتستقبل معاني القرآن لتعمل بها، وتتعلق بتلاوة سريعة سطحية لا تتيح فيها للسانك أن يتمهل، ولا لعقلك أن يتدبر، ولا لقبلك أن يتأثر، ولا لجسدك أن يعمل. رمضان فرصة لبدء علاقة جديدة مع القرآن، فانكماش الشواغل المادية وتوافر المحفزات المعنوية يجعلنا نقرأ القرآن بنمط جديد، فلا نقصد التلاوة على حساب التدبر، ولا نقف عند التدبر إن تسنى لنا العمل بما تدبرناه، فالتلاوة والتدبر والعمل هي أركان الانتفاع التام بالقرآن، وإلا كانت الانتفاع قاصرا ومحدودا، فالله تعالى يعطيك الأجر على مقدار تحقيق هذه الثلاثة، وإن كان يعطي الأجر بكرمه سبحانه على التلاوة فقط بكل حرف عشر حسنات. اقرأ معي قوله سبحانه: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ"، فاجعل تلاوتك على نية تحصيل الهدى والبينات والفرقان فهو المقصود النهائي والأكمل للانتفاع بالقرآن، فمن لم يحصل على الهدى والبينات والفرقان كان حظه من القرآن تلاوة حروفه دون تدبر معانيه والعمل بمقاصده ومراميه وفي كل ذلك خير. لقد كان جبريل يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن مرة كل عام في رمضان ويعرض أي يختم، وما ذلك إلا لكون رمضان شهر القرآن، فاقترب منه أكثر تلاوة وتدبرا وعملا، واجعل للقرآن أولوية ومزيد عناية. ارفع شعار النوع لا الكم في رمضان هذا وأنت تتلو القرآن، وراجع ما حفظته من القرآن لتستعين به في قيام ليلك. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر بآية فيها تسبيح سبَّح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ، ولا يتسنى ذلك إلا للمتدبرين العاملين بما تدبروا، أما الذين يتلونه دون تدبر فقد حرموا أنفسهم من هذا الخير وإن أثيبوا على التلاوة فقط. "كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ". وقد جاء رجل لابن مسعود رضي الله عنه، فقال له: إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة، فقال ابن مسعود: "أهذّاً كهذِّ الشِّعر؟! إن أقواماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع". وقال الحسن البصري: "أنزل القرآن ليُعمل به، فاتخذ الناس تلاوته عملاً". إنه القرآن نور، وموعظة، وهدى، وبينات، ورحمة، وشفاء، وروح، وذكرى، وبشرى، وبشارة، ونذارة، ورحمة، وفرقان، ومحكم، وبصائر، وبينات، ومبارك، وميسر، ومعجز، وفيه تبيان وتفصيل كل شيء، فاتل كتاب ربك ناويا أخذ حظك من كل هذا فيه، ولا يكن حظك قصد التعبد والتلاوة فقط. فمعاً نحو انتفاع مختلف بالقرآن ...
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() نحو رمضان مختلف (3) سعد الكبيسي ريح مرسلة لماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان فهو كالريح المرسلة؟ كما وصفه ابن عباس رضي الله عنه فقال: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ" رواه البخاري ومسلم. والريح المرسلة هي الريح السريعة المنطلقة التي لا يوقفها شيء، ويعني التشبيه أن جوده صلى الله عليه وسلم كان سريعا مستمرا غير محدود، فيعطي قبل السؤال، ولا يتأخر عنه بعد السؤال، سواء كان هذا العطاء كميا أو نوعيا. ما علاقة الجود برمضان؟ ولماذا كان الجود الأكبر فيه؟ لعل السبب في جملة أمور: أولا: إن رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، والصدقة والجود والإنفاق سبب لنيل ذلك. ثانيا: إن رمضان تعظم فيه الأجور والمثوبة، فهذا يدفع لمزيد من الجود. ثالثا: إن القرب من القرآن في رمضان يحرك لتحقيق معاني القرآن وأوامره في الجود ورعاية المحتاجين. رابعا: إن الجود في رمضان يجبر النقص المتوقع من الصيام، فقد يبتلى المسلم ببعض القول أو الفعل المنافي لمقاصد الصيام، فيأتي الجود هنا ليكمل النقص ويجبر المنكسر، كما تجبر صلاة النافلة صلاة الفريضة. خامسا: إن رمضان مظنة وقت الحاجة والجوع المحتمل للصائمين من الفقراء، خصوصا أن هناك عيدا يعقب رمضان، والعيد فرحة وتوسعة، فسد حاجتهم في هذا الشهر أولى وأكثر طلبا. سادسا: إن النفس في رمضان تتخفف من ذنوبها ومن كثرة طعامها وشرابها، فتزكو هذه النفس وتشف وترق وتصبح أكثر استعدادا للبذل والعطاء والجود. سابعا: لأن الشياطين مصفدة في رمضان فإن نوازع الخير والجود تكون أسهل وأكثر فاعلية، فتنكمش خصال الأثرة والشح والبخل والخوف من الفقر وحب المال. ثامنا: لا يقتصر الجود في رمضان على المال، بل الجود بالوقت والجهد والمعونة والشفاعة ورفع المعاناة والحاجة عن الناس، فالجود صور متعددة. تاسعا: إن كرم الله على العبد بأن أتاح له أن يبلغ الشهر الكريم وأن يصومه ويقومه قويا صحيحا، يناسب مقابلة هذا الجود والكرم الرباني بجود العبد وكرمه وشكره. عاشرا: إن رمضان شهر مميز في كل شيء في قرآنه وصلاته وصيامه وذكره ودعاءه، فناسب أن يكون مميزا في جوده وإنفاقه وكرمه. تلك عشرة كاملة، فيا من أكرمك الله ببلوغ رمضان لا تحبس عطائك عن مستحقيه، ودع الناس تستقبل جودك كالريح المرسلة بصادق الدعاء والثناء ...
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() نحو رمضان مختلف (4) سعد الكبيسي صلوات خاشعة الخشوع لبُّ الصلاة ومن أهم مقاصدها العظيمة {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}. ويتحقق هذا المقصد في رمضان بشكل أكبر وبمعينات أكبر من خلال التنبه للآتي: أولا: في ليل رمضان صلاة وقيام، والليل موطن السكون والخلوة والتأمل، وكل هذه توفر إمكانا أكبر لخشوع أكثر كمالا وجمالا وعمقا. ثانيا: في نهار رمضان صلاة وصيام حيث يتخفف الجسد مما يثقله ويصرفه عن كمال الخشوع، ففي النفس إقبال وفي الجسد انكسار وفي القلب راحة، توجه الملكات للاستغراق في خشوع أفضل وأتم. ثالثا: رمضان شهر القرآن وطعم القرآن المختلف في الصلاة يخلق طعما مختلفا للخشوع فيها، فعلى قدر التدبر في القرآن في الصلاة سيكون قدر الخشوع المتحصل منها. رابعا: ثمة هدية عظيمة من رب العزة والجلال أن تزاح الشياطين من طريق التعبد والصلاة والخشوع في رمضان، لتفسح المجال أمام الملائكة بأن ينفردوا بالتأثير على ملكات ونوازع الخير في النفس وسد منافذ الوسوسة. خامسا: إن طمع المسلم أن يكون ممن يشمله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" سيكون حافزا عظيما نحو توجيه البال وحصر الهم وتكثيف الانشغال بالتوجه والإنابة والخشوع في هذا القيام، ليكون القيام أكمل والمغفرة أتم وأعظم. سادسا: إن الخشوع لذة من لذات الصلاة ولذة من لذات النفس، حيث تلقي النفس أثقالها وهمومها وغمومها بين يدي ربها، فتكون الصلاة حينئذ محط راحة لا أداء واجب فحسب. سابعا: قد نسقط الفريضة بأداء صلاة من حركات رتيبة، لا إقبال فيها ولا توجه، لكننا لن نقطف ثمراتها بدون وجود خشوع يحقق مقاصدها وآثارها، وهذا خطأ يقع فيه بعض العابدين فيغلبون الكم على النوع، ويحرصون على كثرة من الركعات دون أن يحرصوا على الخشوع فيها وتحقيق أهدافها ومقاصدها. لنقرأ سوية قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : ((إنَّ الرجل لينصرف وما كُتِب له إلاَّ عُشر صلاته، تُسعها، ثُمنها، سُبعها، سُدسها، خُمسها، رُبُعها، ثُلُثها، نِصفها)). لنجعل رمضان هذا شهر الصلوات الخاشعة ما استطعنا الى ذلك سبيلا
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() نحو رمضان مختلف (5) صلوات خاشعة سعد الكبيسي الخشوع لبُّ الصلاة ومن أهم مقاصدها العظيمة {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}. ويتحقق هذا المقصد في رمضان بشكل أكبر وبمعينات أكبر من خلال التنبه للآتي: أولا: في ليل رمضان صلاة وقيام، والليل موطن السكون والخلوة والتأمل، وكل هذه توفر إمكانا أكبر لخشوع أكثر كمالا وجمالا وعمقا. ثانيا: في نهار رمضان صلاة وصيام حيث يتخفف الجسد مما يثقله ويصرفه عن كمال الخشوع، ففي النفس إقبال وفي الجسد انكسار وفي القلب راحة، توجه الملكات للاستغراق في خشوع أفضل وأتم. ثالثا: رمضان شهر القرآن وطعم القرآن المختلف في الصلاة يخلق طعما مختلفا للخشوع فيها، فعلى قدر التدبر في القرآن في الصلاة سيكون قدر الخشوع المتحصل منها. رابعا: ثمة هدية عظيمة من رب العزة والجلال أن تزاح الشياطين من طريق التعبد والصلاة والخشوع في رمضان، لتفسح المجال أمام الملائكة بأن ينفردوا بالتأثير على ملكات ونوازع الخير في النفس وسد منافذ الوسوسة. خامسا: إن طمع المسلم أن يكون ممن يشمله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" سيكون حافزا عظيما نحو توجيه البال وحصر الهم وتكثيف الانشغال بالتوجه والإنابة والخشوع في هذا القيام، ليكون القيام أكمل والمغفرة أتم وأعظم. سادسا: إن الخشوع لذة من لذات الصلاة ولذة من لذات النفس، حيث تلقي النفس أثقالها وهمومها وغمومها بين يدي ربها، فتكون الصلاة حينئذ محط راحة لا أداء واجب فحسب. سابعا: قد نسقط الفريضة بأداء صلاة من حركات رتيبة، لا إقبال فيها ولا توجه، لكننا لن نقطف ثمراتها بدون وجود خشوع يحقق مقاصدها وآثارها، وهذا خطأ يقع فيه بعض العابدين فيغلبون الكم على النوع، ويحرصون على كثرة من الركعات دون أن يحرصوا على الخشوع فيها وتحقيق أهدافها ومقاصدها. لنقرأ سوية قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : ((إنَّ الرجل لينصرف وما كُتِب له إلاَّ عُشر صلاته، تُسعها، ثُمنها، سُبعها، سُدسها، خُمسها، رُبُعها، ثُلُثها، نِصفها)). لنجعل رمضان هذا شهر الصلوات الخاشعة ما استطعنا الى ذلك سبيلا ...
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() نحو رمضان مختلف (6) شياطين غير مصفدة سعد الكبيسي وعدنا الله تعالى بتصفيد شياطين الجنّ في رمضان، حيث الوسوسة في أضعف حالاتها ودافع الخير داخل المسلم في أعلى درجاته، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَاب جَهَنَّمَ ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ" رواه البخاري ومسلم، وفي رواية مسلم: "وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ". والتصفيد إما حبسهم وتقييدهم حقيقة، وإما تعبير مجازي عن ضعف وسوستهم بسبب كثرة الذكر والصيام والقيام وأعمال الخير. لكن الله تعالى لم يعدنا بتصفيد شياطين الإنس، حيث تبقى شياطين الإنس تمارس وظيفتها بكل كفاءة واقتدار، بل ربما كان من خطتها أن تفسد عليك رمضان بكل ما تستطيع. شياطين الإنس نجدهم في العمل والشارع والسوق وفي كل مكان، لكن وجودهم الحقيقي في زماننا أصبح في الفن الهابط والإعلام الفاسد الذي لا يحتاج إلى كثير كلام في بيان حقيقته ومظاهر الفساد الذي فيه. لسنا ضد الفن والإعلام الهادف أو على الأقل الفن والإعلام في الممتع المباح، ولكننا ضد الفن والإعلام المحمل بكمّ هائل من الأفكار والسلوكيات والرسائل التي أصبح العاقل موقنا أنها ليست رسائل عبثية، تهدف لأغراض إنتاجية ربحية فقط بل تهدف لخلق متلق جديد ذي قيم جديدة. لماذا أصبحت المتعة في ليل رمضان ونهاره هدفا كأنَّ المسلم في رمضان يحمل من العبء النفسي والبدني من صيامه وقيامه ما يحتاج معه إلى مزيد من المتعة والترفيه، في الوقت الذي الذي يريد الإسلام منه من خلال الصيام والقيام والقرآن والصدقة في رمضان أن يتطهر ويرتاح وتصفو نفسه وتتمتع بذلك وتسر. أيها المسلم: تكفل الله لك بنصف الشياطين في رمضان فكن على حذر من النصف الآخر، وإن كيد الشيطان كان ضعيفا.
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() ميتة رمضان ما من حي إلا وسوف يُدركه الموت، وما من عاقلٍ إلا ويحلم بحُسن خاتمته، فتلك الخاتمة هي التي سيجني منها سعادة الأبد، وما أحلى أن يختمَ الله لنا الحياة في رمضان ونحن نطيع الله، وما أجمل أن يختم عملك وأنت صائمٌ، وما أعظم الأجر الذي يناله صاحبُ تلك الخاتمة الجميلة، ففي الحديث الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه قال: أسندت النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدري، فقال: «من قال: لا إله إلا الله ختم له بها، دخل الجنة، ومن صام يومًا ابتغاء وجه الله ختم له به، دخل الجنة، ومن تصدَّق بصدقة ابتغاء وجه الله، ختم له بها، دخل الجنة»؛ (رواه أحمد). فأي فضلٍ ذلك الذي يحصل عليه من فاز بميتة رمضان؟ أعلمُ وتعلم أنه ليس كل أحد يُمكنه أن يحصل على تلك الهبة العظيمة وتلك الميتة الكريمة، فلتكن من عباد الله الصالحين المحافظين على تقوى الله في رمضان وخارج رمضان؛ لتكون أهلًا للفوز بتلك الأعطيات العظيمة. واحذَر فقد مات عابثون ولاهون كُثر في رمضان وهم يعصون الله في أعظم أوقات الطاعة في العام، فمن تارك للصلاة، ومن مفطر، ومن زان، ومن سارق، ومن مدمن، ومن مشاهد للخبائث والفواحش، ومن لاهٍ وغافل، لم يراعوا لذلك الشهر العظيم حُرمته، فقبَضهم الله على شر أعمالهم، بينما الناس في خَلوتهم مع الله يبكون ويتضرعون طلبًا لعتق رقابهم، كان هؤلاء الغاوون يعبثون مع شياطين الإنس والجان، فاحذَر أن تكون واحدًا من هؤلاء؛ فتشقى شقاء الأبد. _____________________________________________ الكاتب: هيام محمود
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
![]() أنت جميل حين ترمي كل ألمٍ وراء ظهرك، ناظرًا إلى الأمام، واثقًا بالله أنه لن يخذلك؛ فأنت جميل. حين تدعو الله بأن يخلصك من الذنوب، ويردك إليه ردًّا جميلًا؛ فأنت جميل. حين تبتسم للناس بوجه طلق بشوش، فيه الرفق واللين؛ فأنت جميل. حين تُسعد من حولك بالكلمة الطيبة، ولا ترد الإساءة بالإساءة؛ فأنت جميل. حين تبادر بالتسامح والعفو؛ فأنت جميل. حين تتفقد جارك المسكين باتصال أو زيارة، تتفقد حاله وأحواله؛ فأنت جميل. حين تعمل بجدٍّ واجتهاد، ولا تغشُّ؛ فأنت جميل. حين تقع عينك في الطريق على امرأة لا تحل لك، فتغض طرفك؛ فأنت جميل. حين تكون قويًّا، ولا تعلق قلبك بغير الله؛ فأنت جميل. حين يقع حب فتاة في قلبك، فتتقي الله فيها، وتأتي البيوت من أبوابها؛ فأنت جميل. حين يوليك الله أمرَ قوم، فترفق بهم؛ فأنت جميل. حين تقود سيارتك، وتجد أُناسًا في شمس حارة، لا يجدون ما يوصلهم إلا أنت؛ فأنت جميل. حين يظلمك أحد، فتعفو وتُوكِل أمرك لله؛ فأنت جميل. حين تود الزواج، وتبحث عن ذات الدين والخلق؛ فأنت جميل. حين تكون زوجًا صالحًا تخاف الله في زوجتك؛ فأنت جميل. حين تقرأ القرآن فتدمع عيناك من خشية الله؛ فأنت جميل. حين تبادر تُدْخِل السرور على مسلم؛ فأنت جميل. حين تنشر الود والخير؛ فأنت جميل. حين تصلح بين الناس ناشرًا المودة؛ فأنت جميل. حين ترى امرأة كبيرة في السن، أو رجلًا كبيرًا في السن واقفًا في إحدى المركبات العامة وأنت جالس في مقعد، ثم تقوم له لتجلسه في مكانك احترامًا وتقديرًا وأخلاقًا؛ فأنت جميل. نعم، أنت جميل بالأخلاق؛ فكل الجمال في هذا الدين الإسلامي الحنيف، فجمال القلب وتمسكه بالفضائل والقيم الجميلة نابع من تمسكك بهذا الدين القيم. أوَلَا تود أن تكون جميلًا؟! إنك جميل بقيم الإسلام؛ فأحيوا القيم الفاضلة، فإن الإسلام قد جعلنا بهذا الدين أجمل الأمم؛ لأن قيم الإسلام أجمل قيم، فكن ذا قيم جميلة يا جميل. أسأل الله أن يردنا إليه ردًّا جميلًا، وأن يحسن أخلاقنا. __________________________________________________ _ الكاتب: أمل محمد
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]() صيام رمضان سبب للعتق من النار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا كانت أول ليلة من رمضان، صُفدت الشياطين، ومردة الجن، وغُلِّقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة، فلم يُغلق منها باب، ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة»، (رواه بن ماجه (1642)، والحاكم (1532)[1]. وعن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا رمضان قد جاءكم، شهر مبارك، فَرَضَ الله عز وجل عليكم صيامه، إذا كانت أول ليلة من رمضان صُفِّدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يُفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة، فلم يُغلق منها باب، ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة حتى ينقضي رمضان، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم»، (رواه ابن ماجهبرقم (1644)، وغيرُه[2]. وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان، فقال: «أيها الناس، قد أظلَّكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار»، (رواه ابن خزيمة برقم (1887)[3]. [1] صحيحٌ: قال الحاكم رحمه الله في "المستدرك" (1/ 582): حديث صحيح على شرط الشيخين.اهـ وراجع: "صحيح وضعيف ابن ماجه" ـ عقب الرقم السابق ـ، والله أعلم. [2] حسنٌ بشواهده: راجع: "الترغيب والترهيب" (2/ 99)، و"تحقيق المسند" (12/ 59). [3] حسنٌ بشواهده: قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "التلخيص الحبير" (3/ 118): أخرجه بن خزيمة في "صحيحه"، وعلَّق القول بصحته، واعتُرض على استدلال الإمام به، والظاهر: أن ذلك من خصائص رمضان، ولهذا قال النووي استأنسوا به، والله أعلم.اهـ قلت: وقد حسَّنه بعض العلماء؛ بكثرة شواهده، وعمل السلف بمدلوله، وتناقلهم له، والله أعلم. __________________________________________________ _ الكاتب: فواز بن علي بن عباس السليماني
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |