|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#31
|
||||
|
||||
![]() قناديل على الدرب – الجماعات الإسلامية- الصــوفيـة(10) الذكرلايكون إلا بالكلام التام المفيد المحور الثالث من التربية الصوفية هو الذكر، ويقوم على ترديد كلمة أو جملة ما بطريقة مستمرة دون انقطاع. قال الشعراني: «وقال سيدي يوسف العجمي –رحمه الله-: وما ذكروه من آداب الذكر محله الذكر الواعي المختار، أما المسلوب الاختيار فهم مع ما يرد عليه من الأسرار، فقد يجري على لسانه: «الله الله الله»، أو «هو هو هو»، أو «لا لا لا»، أو «آه آه آه»، أو «عا عا عا عا»، أو «آ آ آ آ»، أو «هـ هـ هـ»، أو «ها ها ها»، أو صوت بغير حرف أو تخبيط، وأدبه عند التسليم للوارد» (الأنوار المقدسية: 1/39). وقال ابن عربي: «فأغلق بابك دون الناس، وكذلك باب بيتك بينك وبين أهلك، واشتغل بذكر الله بأي نوع شئته من الأذكار، وأعلاها الاسم، وهو قولك: الله الله الله» (رسالة الأنوار صـ6) هكذا يذكر الصوفية رب العالمين بتكرار كلمة أو حرف، دون أدنى معنى أو غاية لتلك الكلمة أو ذاك الحرف، واحتجوا بذلك ببعض الآيات القرآنية، كقوله تعالى:{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا}(المزمل:8)، وقوله: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} (الأعلى:1) فلا يدل على جواز الذكر بالاسم المفرد؛ لأن تسبيح الله وذكره لا يكون إلا بالكلام التام المفيد، والاسم المفرد لا يحقق ذلك. وبعضهم يستدل على ذكر الله -عز وجل- بتلك الطريقة بقوله صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة على أحد يقول الله» (أخرجه مسلم)، وهذا جهل؛ فمعنى الحديث: لا إله إلا الله، يؤيده رواية: (لا تقوم الساعة على أحد يقول لا إله إلا الله) (أخرجه أحمد). وكان لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- رد على هذا قائلاً: «المقصود هنا: أن المشروع في ذكر الله – سبحانه – هو ذكره بجملة تامة ... وأما الاقتصار على الاسم المفرد مظهرًا أو مضمرًا؛ فلا أصل له، فضلاً عن أن يكون من ذكر الخاصة والعارفين، بل هو وسيلة إلى أنواع البدع والضلالات، وذريعة إلى تصورات وأحوال فاسدة من أحوال أهل الإلحاد وأهل الاتحاد» (العبودية ص 158:169). ويكفي في هذه البدعة قول رسول الله صلى الله عليه وسلام : «أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الشكر الحمد لله» (أخرجه ابن ماجه وهو حسن)؛ لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بقولها، وكان يقولها في دبر كل صلاة، وكان يقولها إذا قام من الليل، فضلاً عن أن الذكر من أفضل العبادات ودائما ما نسمع القائل: اجعل لسانك رطبا بذكر الله، فكيف يكون الذكر؟ بكلمة واحدة أو حرف؟ أم بجملة أم جمل مفيدة فيها الشكر والثناء عليه -عز وجل- على نعمه وفضله علينا؟ بذلك يتبين أن حقيقة الذكر الصوفي ليست مرتبطة بذكر الله -سبحانه وتعالى- وأما التزامهم الاسم المفرد؛ فهو لإلباس التصوف لباس الإسلام وعلى الرغم من ذكر الله بالاسم المفرد بدعة وضلالة. اعداد: محمد الراشد
__________________
|
#32
|
||||
|
||||
![]() قناديل على الدرب – الجماعات الإسلامية- الصــوفيـة(11) الرياضة والمجاهدة التربية عند الفكر الصوفي (المتشدد)، وتقوم على أمور أربعة: الجوع، والسهر، والصمت، والخلوة، وقد شرحها الغزالي في كتابه (إحياء علوم الدين) (3/76-77) نقتص منها الآتي: «وهذا تحصن من القواطع؛ فإن مقصود المريد إصلاح قلبه؛ ليشاهد به ربه، ويصلح لقربه. أما الجوع، فإنه ينقص دم القلب ويبيضه، وفي بياضه نوره، ويذيب الشحم، وفي ذوبانه رقته، ورقته مفتاح المكاشفة، كما أن قساوته سبب الحجاب، ومهما نقص دم القلب ضاق مسلك العدو؛ فإن مجاريه العروق الممتلئة بالشهوات. وأما السهر؛ فإنه يجلو القلب ويصفيه وينوره، فيضاف ذلك إلى الصفاء الذي حصل من الجوع، والسهر - أيضًا - نتيجة الجوع، فإن السهر مع الشبع غير ممكن، والنوم يقسي القلب ويميته، إلا إذا كان بقدر الضرورة؛ فيكون سبب المكاشفة لأسرار الغيب. وأما الصمت، فإنه تسهله العزلة، ولكن المعتزل لا يخلو عن مشاهدة من يقوم له بطعامه وشرابه وتدبير أمره؛ فينبغي ألا يتكلم إلا بقدر الضرورة، فإن الكلام شغل القلب. وأما حياة الخلوة؛ ففائدتها دفع الشواغل، وضبط السمع والبصر، فإنهما دهليز القلب، والقلب في حكم حوض تنصب إليه مياه كريهة قذرة من أنهار الحواس، ومقصود الرياضة تفريغ الحوض من تلك المياه ومن الطين الحاصل منها؛ فهذه الأربعة جنة وحصن بها تدفع عنه القواطع، وتمنع العوارض القاطعة للطريق». والرد على ذلك: بأن تلك الرياضة ليست من الإسلام في شيء، فالتعبد بالجوع بدعة وضلالة؛ لأنهم يواصلون صيام أيام طويلة، وقد استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم من الجوع قائلاً: «اللهم إني أعوذ بك من الجوع؛ فإنه بئس الضجيع». حديث حسن، أما التعبد بالسهر فهو كذلك بدعة ابتدعها هؤلاء، فهو مخالف للهدي النبوي، فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن السمر بعد العشاء وقال: «لا سمر إلا لمصل أو مسافر» صحيح لغيره، أضف إليه التعبد بالصمت فهو من عمل الجاهلية، وكذلك التعبد بالخلوة من أفعال النصارى ورهبانيهم. أما احتجاجهم برسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ حيث كان قبل البعثة يختلي أيامًا في غار حراء، فهذا احتجاج واهٍ يرسخ اعتقادهم بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصل إلى النبوة بالمجاهدة، وأن النبوة كشف مثل كشوفهم، وليس فضلاً من الله يضعها حيث شاء؛ وهذا خطأ؛ لأن التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم واجب بعد نزول الوحي بالرسالة أما قبلها فلم يكن رسولاً؛ لذلك تجدهم يعتقدون أن محمدًا معصوم عصمة ذاتية، وليس بالوحي. وبذلك يتبين أن الرياضة الصوفية بكل محاورها على غير منهاج النبوة. اعداد: محمد الراشد
__________________
|
#33
|
||||
|
||||
![]() قناديل على الدرب – الجماعات الإسلامية- الصــوفيـة(12) رابعًا: طلب الجنة والفرار ليس هدفًا المحور الرابع للعقيدة والتربية الصوفية هو أن طلب الجنة والفرار ليس هدفًا، فغلاة الصوفية يعتقدون أن طلب الجنة والفرار من النار منقصة عظيمة في حق العابد، وإنما هدفهم ومطلبهم هو الفناء في الله؛ فيقولون: مَن عَبد الله رغبة، فتلك عبادة التجار، ومن عبده رهبة، فتلك عبادة العبيد، ومن عبده حبًا؛ فتلك عبادة الأحرار. واستدلوا ببعض الآيات القرآنية كما يقول الكلاباذي: «العوض ما لله عليك في العلم في قوله: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}(التوبة:111)، ثم قال: «لتعبدوه بالرق لا بالطمع» (التعرف لمذهب أهل التصوف صـ141). ويستدل أيضًا على عقيدة القوم بقوله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}(الحاقة:24)، فيقول: «أي الخالية عن ذكر الله؛ لتعلموا أنه بفضله نلتم لا بأعمالكم» (المصدر السابق صـ142). ويكمل استدلاله بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: «الصوم لي وأنا أجزي به» فيقول: «قال أحد الكبراء: أي: أنا الجزاء به» (المصدر السابق صـ143). وقال ياسين بن إبراهيم السنهوتي: «إن أهل الله لا ينظرون في أعمالهم إلا إلى الله، قالت رابعة العدوية: ما عبدتك طمعًا في جنتك، ولا خوفًا من نارك، ولكن لوجهك الكريم، من عبده خوفًا من شيء أو طمعًا؛ فقد أشرك شركًا خفيًا» (الأنوار المقدسية في مناقب النقشبندية صـ135). والرد عل هذا بالآتي: 1- استدلاله بقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ} ساقط؛ لأنه قطع الآية عن نهايتها التي تبطل زعمه، وهي قوله تعالى: {بأن لهم الجنة}؛ فالعوض هو الجنة. 2- استدلاله بقوله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}(الحاقة:24) باطل يعكس معنى الآية؛ فالله -تعالى- يقول للمؤمنين يوم القيامة: كلوا واشربوا هنيئًا؛ بسبب ما أسلفتموه من الأعمال الصالحة في الأيام الخالية. أما استدلاله بحديث الصوم؛ فهو تحريف للمعنى المقصود منه، ففي رواية لمسلم لتوضيح معنى الحديث: «كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف قال الله: إلا الصوم؛ فإنه لي، وأنا أجزي به»، أي: أجر الصيام يضاعفه الله أضعافًا كثيرة فيوفّى الصائمون أجرهم بغير حساب. والجدير بالذكر أن الخوف من النار والطمع في الجنة يدندن حولها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقد قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : والله إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، وإنما أقول: اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار، فقال له : «حولها ندندن» صحيح. اعداد: محمد الراشد
__________________
|
#34
|
||||
|
||||
![]() قناديل على الدرب – الجماعات الإسلامية- الصــوفيـة(12) بعد أن فندنا عقائد القوم، وجب علينا التنويه لأمور مهمة يجب أن يعلمها القاصي والداني، وبها أختم سلسة الصوفية، ومنها: - أولاً: إدانة العلماء القدامى الذين عاصروا هذه العقائد لهذه الأباطيل وتفنيدها؛ إذاً اعتراضنا على تلك العقائد ليس وليد الحاضر، ولكنه مبني على كلام هؤلاء العلماء القدامي المعتبرين. - ثانيًا: بعض المتصوفة متهم عند علماء الحديث بوضع الحكايات للصوفية، كالسلمي (صحاب طبقات الصوفية) إلا أن بعض الصوفيين يعدون هذا الكتاب من أجود كتبهم، وأوثق مصادرهم. - ثالثًا: نظرا لفساد عقيدة أولئك القوم، فقد حكم العلماء على بعضهم بالقتل؛ نظرًا لأنهم رأوا منهم ما يوجب القتل كالحلاج المقتول صلبًا على جسر بغداد سنة (306هـ). يقول السيوطي: «وفي سنة تسع أي بعد الثلاثمائة قتل الحلاج بإفتاء القاضي أبي عمر والفقهاء والعلماء؛ أنه حلال الدم، وفي أحواله السيئة أخبار أفردها الناس بالتصنيف» (تاريخ الخلفاء صـ380). والسهرودي المقتول بأمر صلاح الدين الأيوبي سنة (587هـ)، ومحنة الخليل التي اتهم فيها نحو سبعين صوفيًا، من بينهم الجنيد – سيد الطائفة – ببغداد، وحوكموا وحكم عليهم بالإعدام ثم أفرج عنهم» (التصوف بين الحق والخلق صـ45). - رابعًا: لجأ الصوفيون في القديم والحديث إلى إصدار الأقوال المتضاربة، فتبصرهم يقولون شيئًا، ثم يقولون عكسه تمامًا، ويبدو هذا واضحًا في كلام الجنيد، فتراه يقول: «علمنا منوط بالكتاب والسنة، من لم يحف الكتاب، ويكتب الحديث، ولم يتفقه، لا يقتدى به» (الرسالة القشيرية). ثم تراه في موضع آخر يقول: «أحب للمبتدئ ألا يشغل قلبه بهذه الثلاث؛ وإلا تغير حاله: التكسب، وطلب الحديث، والتزوج، وأحب للصوفي ألا يقرأ، ولا يكتب ؛ لأنه أجمع لهمه» (قوت القلوب: 3/135). - خامسًا: بعض المتصوفة لا يفرقون بين الصديق والزنديق؛ لأنهم يعتقدون أن المطيع والعاصي سواءً أمام الله - عز وجل – لإطاعة كل منهما الله في صفة من صفاته واسم من أسمائه، فالأول أطاع الله في اسم الهادي، والثاني أطاعه في اسم المضل، فكلاهما مطيع ومقرب ومثاب على طاعته. - سادسًا: عند استقراء كتب ومؤلفات من أسسوا علم التصوف، وأجمع الصوفيون عبر العصور على إمامتهم، تجدهم جعلوا التصوف علمًا على عقائد باطلة ضالة، تفرد بها طائفة من الناس دون عامة المسلمين يسمون أنفسهم (أهل الله) و (العارفين بالله) و (أهل الكشف). هكذا تضافرت أدلة الكتاب والسنة على إبطال التصوف ودحض إفكهم وزعمهم بأنه علم رباني مبني على الكتاب والسنة، بل هو علم – إن صح التعبير – لبس ثوب الإسلام تسترًا وخفية وخداعًا وتضليلاً؛ ليدعى المسلمون إليه، والله ورسوله بريئان منه. اعداد: محمد الراشد
__________________
|
#35
|
||||
|
||||
![]() قناديل على الدرب – الجماعات الإسلامية- حزب التحرير (1) مؤسس حزب التحرير هو: تقي الدين بن إبراهيم النبهاني، ولد في قرية صغيرة جنوب مدينة حيفا سنة 1909م، وتأثر بجده لأمه: يوسف إسماعيل النبهاني، وهو المعروف بصوفيته وعدائه الشديد للسلف الصالح، ثم التحق بالأزهر، ثم عمل قاضيًا في المحاكم الشرعية، وبعدها بفترة استقال ليرشح نفسه في البرلمان الأردني لكنه لم يفز، فعمل مدرسًا في الكلية العلمية الإسلامية، وفي سنة 1952م تقدم بطلب رسمي لوزارة الداخلية الأردنية بالموافقة على ترخيص حزبه المسمى (حزب التحرير الإسلامي)، لكنه قوبل بالرفض، ومن بعدها والحزب يمارس نشاطه الحزبي في سرية تامة. توفى تقي الدين النبهاني سنة 1977م بلبنان، ثم تولى قيادة الحزب عبد القديم زلوم حتى سنة 2003م، وتوفي أيضًا بلبنان، ثم تولى قيادة الحزب المهندس عطا أبو الرشتة. هذا ما يخص الجانب التاريخي لحزب التحرير الإسلامي، أما ما يخص الجانب العقائدي فدعونا ننظر إليه في ضوء كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بفهم سلف الأمة. أقام حزب التحرير عقائده وفكره على مسألة هدم الأخلاق والاستغناء عنها، وجعلها لا تُكوّن أمّة، ولا تقيل عثرة ولا تنهض حضارة، وكان البديل لها إعادة الثقة بأفكار الإسلام عن طريق التثقيف والسياسة، ومناقشة الأفكار المطروحة، والإجابة عن الأسئلة ورصد الحوادث والوقائع وجعلها ناطقة بصحة أفكار الإسلام وأحكامه. قال تقي الدين النبهاني: «والأخلاق لا تؤثر على قيام المجتمع بحال؛ لأن المجتمع يقوم على أنظمة الحياة، وتؤثر فيه المشاعر والأفكار، وأما الخُلق فلا يؤثر في قيام المجتمع، ولا في رقيه ولا انحطاطه، بل المؤثر هو العرف العام الناجم عن المفاهيم عن الحياة، والمسير للمجتمع ليس الخُلق، وإنما هي الأنظمة التي تطبق فيه والأفكار والمشاعر التي يحملها الناس». بالجملة هذا الكلام غير صحيح، فكيف نترك أخلاق الإسلام السمحة، ونعتمد على أفكار البشر المستوردة من الغرب ومبادئه التي تتبدل من حال إلى حال وفقًا للميول والأهواء، فإذا كانت بعض فئات المجتمع تميل مثلاً للاشتراكية أو الرأسمالية أو حتى تميل للإلحاد، فهل نترك لهم الحبل على الغارب في حرية الاعتقاد والفكر؟!، وهل نتركهم فريسة سهلة لمثل هذه الأفكار الهدامة التي ثبت فشلها عبر العقود الفائتة في بناء مجتمع سليم متوازن؟ وهل تكون تلك المذاهب والمدارس الفاسدة عقائديًا هي التي تتحكم فينا، وتصدر علينا أحكامًا بالفساد أو الصلاح، ونترك ديننا وأخلاقنا الإسلامية؟! فالأخلاق الكريمة صلب الشريعة، وجماع الدين الذي بعث الله به محمدًا صلى الله عليه وسلم فلابد من تحقيقها في النفس المسلمة حتى تفلح، وتقوم على أمر الله فتنجح. والله الموفق والمستعان. اعداد: محمد الراشد
__________________
|
#36
|
||||
|
||||
![]() قناديل على الدرب- الجماعات الإسلامية- حزب التحرير (2) فرق حزب التحرير بين العقيدة والشريعة بالاعتماد على الظن، فأجاز بناء الأحكام الشرعية على الظن، بينما حرم بناء الاعتقاد على الظن، فزعموا أن هناك فرقا بين الأحكام الشرعية والعقائد من حيث الدليل، فالأحكام الشرعية يجوز أن يكون دليلها ظنيًا، ويجوز أن يكون قطعيًا، بخلاف العقيدة التي يجب أن يكون دليلها قطعيًا، فالعقائد لا تؤخذ إلا عن يقين، فما كان دليله مقطوعًا به يجب أن يعتقد به ومنكره يكفر، وما كان دليله ظنيًا يحرم على المسلم أن يعتقده. وكانت حجتهم في ذلك بأن كون الشيء عقيدة، يعني: أن يكون مقطوعًا به، فتعريف العقيدة عندهم تعني: «التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل» (الدوسية صـ3-4) فالشيء حتى يكون عقيدة لابد أن يكون تصديقًا جازمًا؛ فالتصديق فقط دون جزم لا يكون عقيدة، فالعقيدة تعني: الجزم. فضلا عن أن الله -سبحانه وتعالى- قد ذم في القرآن اتباع الظن في العقائد في آيات كثيرة في سور عدة، منها قوله تعالى: {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}(النجم: 28). والرد عليهم بأن دلائلهم أسست على عقيدة القوم ومضمونها: أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص؛ لذلك فالعقيدة عندهم: تصديق جازم قاطع لا يقبل زيادة ولا نقصًا، لذلك لم يعدوا أصل التصديق عقيدة. بل الأصل في الأمر أن الإيمان يزيد وينقص ويختلف من فرد لآخر، قال تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} (التوبة:124). وقال تعالى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}(الأنفال:2). فالآيات كثيرة في هذا الباب وهذه عقيدة أهل السلف الصالح؛ حيث قالوا صراحة: إن الإيمان يزيد وينقص. وقد نبه على هذا الشيخ أحمد شاكر –رحمه الله– فقال: «ودع عنك تفريق المتكلمين في اصطلاحهم بين العلم والظن، فإنما يريدون بهما معنى آخر غير ما نريد ومنه زعْم الزاعمين: أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص إنكارًا لما يشعر به كل واحد من الناس من اليقين بالشيء ثم ازداد هذا اليقين، قال تعالى: {قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}(البقرة:260)، وإنما الهدى هدى الله» (الباعث الحثيث صـ37). كذلك العقيدة لا تعني التصديق بل تعني الإيمان، وفرق شاسع بين الكلمتين. وأما استدلالهم بآيات الظن فلا يصح هذا الاستدلال؛ لأن الله سبحانه و-تعالى- أنكر اتباع الظن إنكارًا مطلقًا، ولم يقيده بالعقيدة دون الأحكام، فهذه الآيات تشمل العقائد والأحكام معًا. اعداد: محمد الراشد
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |