يوم المرأة العالمي وعيد الأم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         صفة الحج خطوة بخطوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 126 - عددالزوار : 31583 )           »          الكبائر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 3530 )           »          حكم الإحرام وما يسن للمحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 22 )           »          شرح النووي لحديث: يا فاطمة أما ترضي أن تكوني سيدة نساء المؤمنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          شرح النووي لحديث:سارني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          شرح النووي لحديث: فإنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أيتها الزوجة المسلمة: كوني أجمل النساء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          كيف نكون من عباد الله المخلصين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          كيف نساهم في تحرير فلسطين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-05-2024, 02:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,200
الدولة : Egypt
افتراضي يوم المرأة العالمي وعيد الأم

بسم الله الرحمن الرحيم
يوم المرأة العالمي وعيد الأم (الجزء الأول)

بقلم: الشيخ حاتم الطبشة
الأخت الفاضلة :
الابنة الغالية :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل ثلاثة أيام احتفلت بعض المحافل الدولية بيوم المرأة العالمي ، وأقيم لأجل ذلك - في بعض العواصم العالمية - احتفالات ومهرجانات خطابية ومسيراتٌ كلها تدعو إلى نصرة المرأة والوقوف معها وإلى جانبها ، وإعطائها حقها خاصةً في المجتمعات الشرقية ، والمسلمة على وجه الخصوص .
وبعد تسعة أيام يحتفل العالم بعيد الأم والذي يوافق في : 21 آذار من كل عام .
أقول لهؤلاء الذين لو أنصفوا وتعاملوا مع موضوع المرأة بتجرد وحياد لوجدوا أن الإسلام أنصف المرأة وأعطاها حقها حتى تبوأت أرقى المراتب العائلية والاجتماعية : جدةً وأماً وأختاً وزوجةً وابنةً وعمةً وخالةً .
ولكي نعرف إكرام الإسلام للمرأة لا بد أن نطلع على وضعها قبل الإسلام وكيف كانت في المجتمعات غير المسلمة ، من خلال المرور على أحوال المرأة في بعض الأمصار قديماً وحديثاً ، لنميز ونرى الفرق الشاسع ، ورحم الله القائل : وبضدها تتميز الأشياء.
وهذه كلمة للعلامة أبي الأعلى المودودي رحمه الله تعالى حول هذا الموضوع من مقدمة كتابه " الحجاب " : فإذا راجعنا بطون التاريخ الغابر واستنطقنا صفحاته في هذا الشأن ، وجدنا الأمر في غاية من العجب ، رأينا سلسلة من الإفراط والتفريط جاريةً في جميع أدوار التاريخ وبين الأمم كلها .
وفي جانب نرى أن المرأة التي تلد الرجل وترضعه وتربيه وهي أم ، وتكون شريكته في الحياة، تشاطره البؤس والرخاء وهي زوج ، قد اتخذوها خادماً بل أَمَةً ، تباع وتُشتَرى محرومةً من جميع حقوق الإرث والملك ، وزعموا أنها مجموعةً من الذل والإثم ، فلا يدعون لشخصيتها ومواهبها فرصةً للنمو والارتقاء .
وفي جانب آخر نرى أن تلك المرأة نفسها قد عظَّموها وأكبروا من شأنها إكباراً تبعته موجة عنيفة من فوضى الأخلاق ، وانحطاط الآداب ، فيتخذها الرجال مطيةً لأهوائهم ، وهدفاً لإرضاء شهواتهم ، وهناك تأخذ الإنسانية في التردي والهبوط ، كلما تدرجت المرأة في الترقي والظهور في هذه الجهة ، ولا تقف عند حد ، بل تمضي في هذه الجهة تتقدم وتتخطى كل الحدود ، حتى تؤدي حرية المرأة إلى انهيار نظام الأسرة – الذي هو أساس التمدن – وينفجر بركان من الفحشاء والفجور لاختلاط الرجال والنساء ، وتكاد الخلاعة والاستهتار يأتيان بنيان الأمة الخلقي من القواعد ، ولا جرم أن يتبع هذا التدهور الخلقي الانحطاط والتقهقر في القوى الجسدية ، والمواهب الفكرية والمادية .
والأمة إذا وصلت إلى مثل هذا الانحطاط في نواحي الحياة كلها فمصيرها الهلاك والانقراض لا محالة([1]" .)
المرأة عند الإغريق: اليونان من أرقى الأمم القديمة حضارةً ، وأكثرها تمدناً ، خرج منهم العلماء والمفكرون والفلاسفة أمثال : أرسطو وأفلاطون وغيرهم ممن أسسوا مدارس فكرية ، ومناهج فلسفية ، حتى بلغوا من التقدم مكانة كانوا فيها قبلة العلماء والمفكرين ، وتتلمذت على مناهجهم هذه أجيال من أهل العلم والفكر . ولكن إذا أمعنا النظر في عصرهم الأول وجدنا أن حالة المرأة فيه كانت غايةً في الانحطاط في جميع مجالات حياتها فلم يكن لها في ذلك المجتمع منزلة أو مقام كريم ، بل كان يعتقد أن المرأة هي سبب جميع آلام الإنسان ومصائبه ، وأنها مخلوق في الدرك الأسفل من المكانة ، لذلك فقد كانت في غاية المهانة والذل وإهدار الكرامة ، إلى حد أنهم كانوا لا يجالسونها على مائدة الطعام ، وبالأخص إذا كان عندهم ضيوف غرباء ، فشأنها شأن العبيد والخدم .
استمر الأمر هكذا ، ثم تبدلت الأحوال ، وارتفعت مكانة المرأة في المجتمع ، وأصبحت أحسن حالاً ، وأرفع منزلةً من ذي قبل ، حيث أصبحت ربة بيت ، لها فيه نفوذٌ تام ، وكان عفافها وشرفها من أغلى وأنفس ما يُملك ، ومما ينظر إليه بعين التقدير والتعظيم ، وكان يعد زواج المرأة وملازمتها لزوجها دون غيره من أمارات النجابة والشرف .
وكانوا ينظرون إلى حياة العهر والدعارة والفجور : نظرة كره وازدراء ، هذا في عصر كانت الأمة اليونانية في أوج مجدها وعنفوان قوتها وشبابها ، وكان ما عندهم من مفاسد خلقية منحصرة في نطاق محدود .
ثم جعلت الشهوات النفسية تتغلب على أهل اليونان ، ويجرفهم تيار الغرائز البهيمية والأهواء الجامحة فتبوأت العاهرات والمومسات مكانةً عالية في المجتمع لا نظير لها في تاريخ البشرية كله ، وأصبحت بيوت العاهرات مركزاً يؤمه سائر طبقات المجتمع ، ومرجعاً يلجأ إليه الأدباء والشعراء والفلاسفة .
ثم زادهم حبهم للجمال والافتتان به تمادياً في الغي ، وارتطاماً في حمأة الرذيلة ، وأضرم في قلوبهم ناراً للشهوة لا تخمد .
فالتماثيل العارية - والتي تفننوا في إتقان صنعتها – كانت هي التي تحرك فيهم الشهوات دائماً ، وتمد في غرائزهم البهيمية ، ولم يخطر لهم ببال أن الاستسلام للشهوات شيء ذميم في قانون الأخلاق ، كما أن الاندفاع وراء تيار الأهواء عار وهجنة .
وتبدلت مقاييس الأخلاق عندهم إلى حدٍ جعل كبار فلاسفتهم وعلماء الأخلاق عندهم لا يرون في الزنى وارتكاب الفحشاء غضاضةً يُلام المرء عليها أو يُعاب .
وقد صاحب هذا التحول في الفكر صياغة الأساطير حول المرأة ، كما اتخذوا إلهاً للحب أسموه : الإله كيوبيد إله الحب ( kupid ) ، وأصبح عامة أهل اليونان ينظرون إلى عقد الزواج نظرة لا مبالاة وعدم احترام ، لأن المرأة أصبحت عندهم في متناول كل يد ، وباستطاعة أي رجل أن يخادنها علناً دون خوف أو وجل ، ودون عقد ولا نكاح([2]).
استمر الأمر بهم على هذا المنوال ، وأحجم كثير من الناس عن الزواج هرباً من الارتباط العائلي وتحمل مسؤولياته وتبعاته .
وكانت انعكاسات هذا الانحلال الخلقي ، والفساد الاجتماعي ، وتقطع الروابط الأسرية في غاية السوء ، وفي كل يوم يمر ينهدم جزء من هذه الحضارة العريقة ، حتى بادت بعد أن سادت ، ولم تقم لها قائمة بعد ذلك :
" سنة الله في الذين خَلَوْا من قبل ، ولن تجد لسنة الله تبديلاً "
صدق الله العظيم
(يتبع إن شاء الله تعالى)


[1] - الحجاب صفحة : 13 ، نشر الدار السعودية بجدة ، الطبعة الثالثة ، 1406 .

-[2] الحجاب للمودودي ص : 17 ، نساء حول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ص 16 ، تأليف : محمود مهدي استانبولي و مصطفى أبو النصر شلبي ، الطبعة السابعة 1419 - 1998 ،
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 06-05-2024 الساعة 09:29 AM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.19 كيلو بايت... تم توفير 1.79 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]