ذنوب القلوب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         آذن الشــهر بالرحـيــل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التلفاز وتقاعد الأبوين عن التربية..!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          عوِّد طفلك على الصيام بطريقة آمنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ألا إن نصر الله قريب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مشكلات الدعوة وعقباتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الفرقة (الديوبندية) واضطهاد أهل الحديث في الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          مناقشة في الناسخ والمنسوخ للشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 3285 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 320 - عددالزوار : 90023 )           »          فقه الْحَج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 167 )           »          سنن السعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-05-2024, 06:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,736
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ذنوب القلوب

ذنوب القلوب – الغفلة

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ركيزة أساسية في الحياة اليومية للغالبية الكبرى، بل أصبح جيل الألفية الثانية، لا يمكن أن يعيشوا دون هاتف ذكي، ومشاركة في وسائل التواصل، يعرفون كل شيء عن هذه البرامج، وكلما ظهر برنامج جديد أتقنوه، وأدمنوه. - لا أدري إلى ماذا سيؤدي هذا التسارع الكبير في هذه البرامج. - والله، لا أرى إلا زيادة فساد، وانتشار للأفكار غير المنضبطة، ودون حدود، تُلقى الفكرة في أقصى الشرق فتصل إلى أقصى الغرب بلمح البصر، يطلع عليها أحفادنا، ولا ندري مدى تأثرهم. نسأل الله الحفظ والرحمة لأجيالنا القادمة. - ما أستغربه هو سرعة إتقانهم لكل جديد، مع أن جيلنا بالكاد اعتاد على الرسائل، وبعض طرائق التواصل مثل (الواتس أب). - ألم تقرأ قول الله -تعالى-: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} (الروم:7). يقول الحسن البصري: «والله ليبلغ أحدهم من دنياه أن يقلب الدرهم على ظفره، فيخبرك بوزنه، وما يحسن أن يصلي». - والله لقد صدق، هذا حال أغلب جيل أحفادنا، يعرفون أدق تفاصيل هذه البرامج، ولا يحسنون قراءة القرآن من المصحف! - إن الغفلة عن الآخرة هي السبب الأول في الانغماس في تفاصيل الدنيا وإتقانها. - كنت وصاحبي في حفل تخرج أحفادنا، في إحدى المدارس الخاصة، وكان أحد التلاميذ يستعرض مهاراته في الهاتف الذكي ضمن برنامج حفل التخرج. قررنا الذهاب خارج المسرح لنأخذ قهوتنا بعيدا عن الضوضاء. - الغفلة عن الآخرة، ظاهرة عامة في أيامنا هذه، كل الناس مشغول، الأطفال في مدارسهم، والآباء في أعمالهم، وجميعهم في المناسبات الاجتماعية، وأصبح التوجه إلى الله، شكليا وفي المواسم، مثل رمضان، والعشر الأواخر منه، فقط، وربما موسم الحج. - لا يمكن أن نعمم، ولكن هذا ملاحظ، والغفلة عن الآخرة سببها الأساس (جهل المرء بالله -عز وجل)، وذلك أن من عرف ربه بأسمائه وصفاته، لا يمكن أن يغفل لقاءه يوم القيامة. - وأظن أن صحبة الدنيا سبب مهم في الغفلة. - نعم، من كان يصاحب أهل الدنيا، فهو منهم، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل» (حسنه الألباني). ولا شك أن المجلس الذى يخلو من ذكر الله، وينشغل بالمباريات واللهو واللعب والأكل والمزاح وأحاديث الدنيا يشغل الشاب عن الآخرة، وكثير منهم يقضى الساعات الطويلة في مثل هذه المجالس، وربما لا يسمعون الأذان فلا يذهبون للمسجد، وأفضلهم من يؤدي الصلاة في المجلس ويرجع إلى لهوه. ولو أن أحدهم التزم أن يؤدي الصلوات في المسجد في أوقاتها لحفظه الله من الغفلة، كما في الحديث، عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكتب من الغافلين» (رواه ابن خزيمة وصححه الألباني). والغفلة من صفات الكافرين، كما وصفهم الله -عز وجل- {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} (الأنبياء:1-2). ويقول -سبحانه-: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} (الأعراف:146). والغفلة سبيل لترك الواجبات، ونتيجة لها. استغرب صاحبي مقولتي! - ماذا تعني بأنها سبيل لترك الواجبات، ونتيجة لها ؟ - من غفل عن أداء الواجبات وتهاون في الفرائض، عاقبه الله بالغفلة في قلبه، كما في الحديث عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -[-: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين) مسلم. وربما تكون الغفلة ثمرة لحب الدنيا، والحرص عليها وطول الأمل فيها؛ فالإنسان يكبر، ولكن يزداد تعلقا بالدنيا إن لم يهذب نفسه ويلجمها ويذكرها الآخرة، كما في الحديث، عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يهرم ابن آدم وتشب منه اثنتان الحرص على المال والحرص على العمر»، (مسلم)، وفي رواية، «الشيخ يكبر ويضعف جسمه وقلبه شاب على حب اثنتين: طول الحياة وحب المال» (حسن - السلسلة الصحيحة). فالعبد إن لم يرب نفسه على الالتزام بتعاليم الدين، وينشأ على ذلك، ويتمسك به، لن يجد السبيل إلى ذلك سهلاً إذا تقدم به العمر. سمعنا تصفيقاً، إيذانا ببدء توزيع الشهادات. - لذلك دلنا النبي - صلى الله عليه وسلم - على أعمال نواظب عليها لنحفظ أنفسنا عن الغفلة، أولها -كما ذكرت-: المحافظة على الصلوات الخمس المكتوبات في وقتها جماعة.. والثانية كما في الحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين» (رواه أبو داود وصححه الألباني). هذه والله سهلة، يعني لو قام أحدنا كل ليلة، بالفاتحة ثم سورة الإخلاص (أربع آيات) والفلق (خمس آيات) والناس (ست آيات) أي خمس عشرة آية، لم يكتب من الغافلين؟ - هذا من فضل الله وتيسيره، والحمدلله. ولا شك أن من وطن نفسه أن يقرأ كل يوم شيئاً من كتاب الله، والتزم الدعاء فإن الله -عز وجل- يوفقه لأن يحفظه من الغفلة، ومن أسباب إزالة الغفلة زيارة القبور بين فترة وأخرى كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة» ( مسلم). قال ابن القيم: فأكثر الخلق لا ينظرون في المراد من إيجادهم، ولا يتفكرون في قلة مقامهم في دار الغرور، ولا إلى أين يرحلون؟ وأين يستقرون؟ قل نصيبهم من العقل، وشملتهم الغفلة، وغرتهم الأماني، وخدعهم طول الأمل، وكأن المقيم لا يرحل. وكأن أحدهم لا يبعث ولا يسأل، وكأن مع كل مقيم توقيع من الله لفلان بن فلان، بالأمان من عذابه، والفوز بجزيل ثوابه، فأما اللذات الحسية، والشهوات النفسية، كيفما حصلت فإنهم حصلوها، ومن أي وجه لاحت أخذوها، غافلين عن المطالبة، آمنين من العاقبة، يسعون لما يدركون، ويتركون ما هم به مطالبون، ويعمرون ما هم عنه منتقلون، ويُخربون ما هم إليه صائرون، وهم عن الآخرة هم غافلون، ألهتهم شهوات نفوسهم، فلا ينظرون في مصالحها، ولا يأخذون في جمع زادها في سفرها: {نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أَوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ}.


اعداد: د. أمير الحداد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.38 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]