محاضرة في تربية الأولاد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 316 - عددالزوار : 89351 )           »          نظرات في قوله تعالى: { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          القدوة الحق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          اتق المحارم تكن أعبد الناس- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          بعض النصح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الكليبتومانيا.. عندما تكون السرقة مرضا واللص غير اللصوص! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          السخرية والاستهزاء بالآخرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ولله على الناس حج البيت .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          من السنن الموقوتة قبل الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          فضائل طاعة الزوجة لزوجها وأحكامها الفقهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-04-2024, 08:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,396
الدولة : Egypt
افتراضي محاضرة في تربية الأولاد

... محاضرة في تربية الأولاد

إعداد : د/ صلاح الدين عباس شكر .


الحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم . الحمد لله حمداً كثيراً يوافي نعمه ويكافئ مزيده ، يا ربنا لك الحمد لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ، الحمد لله الهادي من استهداه ، الواقي من اتقاه ، والكافي من دعاه وتحرى رضاه ، حمداً بالغاً أَمَدَ التمام ومنتهاه .
أيها الأخوة الأفاضل :
أحييكم بتحية الإسلام الخالدة ، تحية أهل الجنة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...........
قال تعالى : (( المال والبنون زينة الحياة الدنيا )) ؛ أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض . قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) ؛ ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ، فيا أيها الأب والولي الكريم : إن الله سوف يسألك عمن استرعاك لهم ، عن أطفالك ، وعن بناتك وبنيك ، وعن بيتك كيف رعيته ، وهل قدته إلى شاطئ السلامة .
أيها الأب الكريم : إن من أعظم ما يطالبك به دينك الحنيف ، أن تزرع الإيمان فيمن استرعاك وولاّك عليهم ، أن توقظ بيتك على ذكر الله ، وأن تمنع من بيتك كل ما فيه إغضاب له ، وأن تحرم في بيتك الأغنية الماجنة، والمسلسل الهدّام ، والمجلات الخليعة ، وكن إماماً وقدوة في الخير حتى ينشأ البيت وأهله على ذلك .
يقول الشاعر :
وينشأ ناشئ الفتيان منا : على ما كان عوّده أبوه
وما دان الفتى بحجى ولكن : يعوده التديّن أقربوه
أيها الأب الكريم : إنك مسؤول عن توفير وتيسير الأصدقاء الصالحين ، وأن تحذرهم من رفاق السوء ، واعلم أن ما تقدمه لأبنائك من التربية الصالحة هو الذي ينفعك في آخرتك . يقول الرسول المربي صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أوعلم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ) أو كما قال .
ومختصر القول في مسؤوليتك أخي ولي الأمر فيمن توليت أمر ولايتهم : _ 1 _ أن ترشدهم إلى الإيمان بالله ، وقدرته المعجزة ، وإبداعه الرائع عن طريق التأمل والتفكر في خلق السماوات والأرض ، وذلك في سني أعمارهم الأولى في سن الإدراك والتمييز ، ( مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر ) ، والمقصود بإرشادهم إلى الإيمان بالله وتربيتهم تربية إيمانية بربط الولد بأصول الإيمان : كالإيمان بالله سبحانه والإيمان بالملائكة ، والإيمان بالكتب السماوية ، والإيمان بجميع الرسل والإيمان باليوم الآخر وبسؤال الملكين ، وعذاب القبر ، والبعث والحساب والجنة والنار وسائر المغيبات ، والإيمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى . ثم ربط الولد منذ صغره وتعليمه وتفهيمه أركان الإسلام والعبادات البدنية والمالية من صلاة ، وصيام ، وزكاة ، وحج لبيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً ، وأمره بالعبادات في سن السابعة ، وتعريفه أحكام الحلال والحرام ، وتأديبه على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحب آل بيته ، وتلاوة القرآن الكريم وتعويده على حفظ ما يتيسر من سور .
قال الشاعر :
وليس النبت ينبت في جنان : مثل النبت ينبت في الغلاة
وهل يرجى لأطفال كمال : إذا ارتضعوا ثدي الناقصات
كما أن على ولي الأمر : أن يغرس في نفوس من تولى رعايتهم روح الخشوع والتقوى والعبودية لله رب العالمين .
قال الشاعر :
ليس اليتيم من انتهى أبواه : من همّ الحياة وخلّفاه ذليلاً
إن اليتيم هو الذي تلقّى له : أماً تخلّت أو أباً مشغولاً
وقال الشاعر :
قد ينفع الأدب الأولاد في صغر : وليس ينفعهم من بعده أدب
إن الغصون إذا عدّلتها اعتدلت : ولا تلين ولو لينته الخشب
وعلى ولي الأمر : أن يربي فيمن تولى رعايتهم روح المراقبة لله تعالى في كل تصرفاتهم وأحوالهم ، وذلك بترويض الولد على أن الله يراقبه ويراه ، ويعلم سره ونجواه ، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وهذه هي التربية الإيمانية في البيت المسلم ، والأب المسلم ، والأم المسلمة ،
وبدون هذه التربية ، لا ينهض الأولاد بمسؤولياتهم ، لا يتصفون بأمانة ولا يعرفون غاية ، ولا يتحقق فيهم معنى الإنسانية الفاضلة ولا يعملون لمثل أعلى ولا لهدف نبيل ،
بل يعيشون عيشة البهائم ليس لأحدهم همّ سوى أن يسد جوعته ويشبع غريزته ، وينطلق وراء الشهوات والملذات ويصاحب الأشقياء المجرمين، وعندها يكون من الفئات الضالة والمنحرفة عن سبيل الهدى والرشاد والتي استباحت حرمات الله واستهانت بها وتجرأت عليها . قال تعالى(والذين كفروايتمتعون ويأكلون كماتأكل الأنعام والنارمثوى لهم))
* مشكلات الشباب وأسباب الانحراف فيهم :
( 1 ) _ الفراغ : فالفراغ داء قتال للفكر والعقل وللطاقات الجسيمة ، والنفس مفطورة على الحركة والعمل ، فإذا كان الفراغ عند الشباب ، ضعفت حركة النفس واستولت عليها الوساوس والأفكار الذميمة والسيئة، وربما أصبحت نفس شريرة لتنفّس عن الكبت الذي سببه الفراغ .
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه : وأراه أسهل ما عليك يضيع
( 2 ) _ الجفاء والبعد بين الشباب وأهليهم ومن غيرهم ، يشاهدون الانحراف ويقفون حيارى عاجزين عن تقويمهم وإصلاحهم ، وبذلك ينظر كل من الكبار والشباب لبعضهم نظرة ازدراء وهذا من أكبر الأخطار .
( 3 ) _ مصاحبة الشباب لرفاق السوء والمنحرفين ، ولذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إن لم يصبك منه شيء أصابك من رائحته ) ، وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً : ( ومثل الجليس السوء كنافخ الكير إما يحرق ثيابك وإما أن تجد منه رائحة كريهة ) وقال أيضاً: ( لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي ) .
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه : فكل قرين بالمقارن يقتدي
( 4 ) _ قراءة الكتب والمجلات والصحف الهدامة التي توقع الشك في نفس من يقرؤها تشككه في دينه وعقيدته ، وتجره إلى مهاوي الفجور والرذيلة والبعد عن الله وعن كتاب الله وتبعده عن إخوانه المؤمنين ، وتقربه إلى صحبة السوء والجهل والضلال .
( 5 ) _ ظن بل اعتقاد بعض الشباب أن الإسلام يقيّد حريتهم ويكبت
طاقاتهم ، ويزعمون أنه دين رجعي لا يصلح ولا يتعايش مع عصر
الحضارة والمدنية الحديثة المزعومة ، وسبب ذلك بُعد هؤلاء وجهلهم
لحقيقة الإسلام وسوء تصورهم وقصور علمهم .
قال الشاعر :
ومن يكُ ذا فم مريض : يجد مرّاً به الماء الزلالا
وقال الشاعر :
إذا أردت أن تصادق : فصادق من الناس كبار العقول
وجانب من الناس : الجهّال أصحاب الفضول
واشرب نقيع السّم من عاقل : واسكب على الأرض داء الجهول
وجاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه عقوق ابنه ، فأحضر عمر الولد وأنّبه على عقوقه لأبيه ونسيانه لحقوقه ، فقال الولد: يا أمير المؤمنين ، أليس للولد حقوق على أبيه ؟ قال : بلى . قال : فما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال عمر : أن ينتقي أمه ، ويحسن اسمه ، ويعلمه الكتاب ( القرآن ) . قال الولد : يا أمير المؤمنين ، إن أبي لم يفعل شيئاً من ذلك ، أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي ، وقد سمّاني جعلاً ( خنفساء ) ، ولم يعلمني من الكتاب شيئاً واحداً ، فالتفت عمر إلى الرجل وقال : جئت إليّ تشكو عقوق ابنك ! وقد عققته قبل أن يعقك ، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك ؟!
* العلاج :
_ 1 _ دواء الفراغ للشباب : أن يسعى الشباب في تحصيل عمل يناسبه من قراءة أو تجارة أو كتابة أو غيرها مما يحول بينه وبين هذا الفراغ .
_ 2 _ الجفاء : علاجه أن يحاول كل من الشباب والكبار إزالة هذه
الجفوة والتباعد بينهم ، وأن يعتقد الجميع بأن المجتمع بشبابه وكباره كالجسد الواحد إذا فسد منه عضو فسد الكل.
.. على الكبار أن يتحملوا مسؤوليتهم نحو شباب الأمة ، وأن يستبعدوا اليأس والقنوط من صلاح الشباب لأن الله قادر على هداية الناس جميعاً .
.. وعلى الشباب أن يضمروا لكبارهم الإكرام واحترام الآراء وقبول التوجيه، لأن تجربة الكبار وواقع الحياة لم يدركه الشباب بعد . وإذا التقت حكمة الشياب بقوة الشباب سعد الجميع بإذن الله تعالى .
_ 3 _ الاتصال بشباب وأصدقاء منحرفين ؛ علاجه : اختيار الصحبة الصالحة ممن هم من أهل الخير والصلاح وذوي العقل السليم .
_ 4 _ تقديم الكتاب : القرآن الكريم والسنة المطهرة ، وما كتبه العلماء والصلحاء وإبعادهم عن الكتب الهدّامة .
_ 5 _ توضيح الإسلام وشرائعه وأصوله وأحكامه .
وفي الختام أشكر لكم حسن استماعكم وإصغائكم ، جعلني الله وإياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه ، سائلا المولى جلّ جلاله أن يهدي ويصلح شباب وشابات و نساء المسلمين ، وهو ولي ذلك ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

إعداد الدكتور: صلاح الدين شكر


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 29-04-2024 الساعة 03:54 AM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.62 كيلو بايت... تم توفير 1.60 كيلو بايت...بمعدل (2.31%)]