الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 316 - عددالزوار : 89351 )           »          نظرات في قوله تعالى: { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          القدوة الحق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          اتق المحارم تكن أعبد الناس- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          بعض النصح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الكليبتومانيا.. عندما تكون السرقة مرضا واللص غير اللصوص! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          السخرية والاستهزاء بالآخرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ولله على الناس حج البيت .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          من السنن الموقوتة قبل الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          فضائل طاعة الزوجة لزوجها وأحكامها الفقهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #28  
قديم 04-05-2024, 12:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,396
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة

الحكمـة ضالـة المؤمن (81)


- يمحــق الـلـه الـــربا





عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الربا ثلاثة وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم» أخرجه الحاكم
شرع الله عز وجل لعباده أبواب الكسب المشروعة كالبيع والإجارة والشركة والمضاربة وإحياء الموات ونحوها من معاملات الكسب الطيب والرزق الحلال مما يرجع بالنفع العظيم والخير الوفير على المسلمين أفرادا ومجتمعات. وفي المقابل نهى الله تعالى عن الكسب الخبيث المحرم بأنواعه كالسرقة والغصب والغش وأكل أموال الناس بالباطل والبيوع الفاسدة ونحوها، فالشرع والعقل والواقع يشهد بأنها لا تعود على مرتكبها إلا بالحسرة والخسارة في الدنيا والآخرة.
ومن أعظم ما نهى الله تعالى عنه وحذر منه أشد التحذير وأنذر من تعامل به أبلغ إنذار (الربا)؛ فقد جاء في شأن الربا من النصوص الشرعية الكثيرة ما فيه عظة وواعظ لكل من تسول له نفسه الوقوع في هذه المخالفة الجسيمة والمعصية العظيمة.
قال تعالى: {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما} قال ابن كثير: «يخبر الله تعالى أنه بسبب ظلم اليهود بما ارتكبوه من الذنوب العظيمة ومنها أن الله قد نهاهم عن الربا فتناولوه وأخذوه واحتالوا عليه بأنواع من الحيل وصنوف من الشبه وأكلوا أموال الناس بالباطل، فحرم عليهم طيبات كان أحلها لهم وذلك بسبب بغيهم وطغيانهم ومخالفتهم لرسولهم واختلافهم عليه».
وقال تعالى: {يأيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التي أعدت للكافرين}، قال مجاهد: كانوا يبيعون البيع إلى أجل فإذا حل الأجل زادوا في الثمن على أن يؤخروا؛ فأنزل الله عز وجل:{يأيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة} قال القرطبي: (مضاعفة) إشارة إلى تكرار التضعيف عاما بعد عام كما كانوا يصنعون، فدلت العبارة المؤكدة على شناعة فعلهم وقبحه ولذلك ذكرت حالة التضعيف خاصة، وذلك أن العرب في الجاهلية كانوا يتعاملون بالربا وهو أخذ زيادة على أصل الدين ورأس المال في مقابل الأجل، فإذا حل الأجل يقول صاحب الحق للمدين: أتقضي أم تربي؟ يعني يزيده في الأجل ويزيده في الحق، وهكذا يتضاعف الدين ويتراكم على المدين وهو ما يعرف بربا الجاهلية.
ونقل عن أبي حنيفة عن هذه الآية أنها أخوف آية في القرآن حيث أوعد الله المؤمنين بالنار المعدة للكافرين إن لم يتقوه.
وقال تعالى: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} قال ابن كثير: «أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له»، وقال ابن عباس: «آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونا يخنق»، وقال بعضهم: يجعل معه شيطان يخنقه، وقيل: يبعثون يوم القيامة قد انتفخت بطونهم كالحبالى، وكلما قاموا سقطوا والناس يمشون عليهم.
وقال عز وجل: {وأحل الله البيع وحرم الربا} قال بعض العلماء: حرمه الله لأنه متلفة للأموال مهلكة للناس.
وقال تعالى: {يمحق الله الربا ويربي الصدقات}، والمحق هو النقص والذهاب، قال ابن كثير: «يخبر تعالى أنه يمحق الربا، أي يذهبه، إما بأن يذهبه بالكلية من يد صاحبه، أو يحرمه بركة ماله فلا ينتفع به بل يعدمه به في الدنيا ويعاقبه عليه يوم القيامة».
وقال سبحانه وتعالى: {يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله}، وهذا تهديد ووعيد أكيد لمن استمر على تعاطي الربا بعد الإنذار، قال ابن عباس: «يقال يوم القيامة لآكل الربا: خذ سلاحك للحرب».
قال القرطبي: «دلت هذه الآية على أن أكل الربا والعمل به من الكبائر ولا خلاف في ذلك، ونقل أنه جاء رجل إلى الإمام مالك فقال: يا أبا عبد الله إني رأيت رجلا سكران يتعاقر يريد أن يأخذ القمر فقلت: امرأتي طالق إن كان دخل جوف ابن آدم أشر من الخمر، فقال: ارجع حتى أنظر في مسألتك، ثم قال له: امرأتك طالق، إني تصفحت كتاب الله وسنة نبيه فلم أر شيئا أشر من الربا لأن الله آذن فيه بالحرب».
وأما السنة المطهرة فهي مليئة بالأحاديث الدالة على حرمة الربا والتحذير من مغبته، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اجتنبوا السبع الموبقات» قيل: يا رسول الله وما هن؟ قال: «الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» متفق عليه، والموبقات هي المهلكات، قال ابن حجر الهيتمي: عدّ الربا كبيرة هو ما أطبقوا عليه؛ اتباعا لما جاء في الأحاديث الصحيحة من تسميته كبيرة بل من أكبر الكبائر وأعظمها.
وعن عبد الله بن حنظلة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «درهم ربا يأكله الرجل -وهو يعلم- أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية» أخرجه أحمد والمنذري، قال المناوي: هذا خرج مخرج الزجر والتهويل لاعتياد الجاهلية أكل الربا وعمومه فيهم.
وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الربا ثلاثة وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم» أخرجه الحاكم،
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الربا سبعون حوبا، أيسرها أن ينكح الرجل أمه» أخرجه ابن ماجه، قال المناوي: هذا زجر وتخويف لأن العرب قد تظاهروا عليه وشق عليهم تحريمه.

وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الربا وإن كثر فعاقبته تصير إلى قلٍّ» أخرجه الحاكم، قال المناوي: أي وإن كان زيادة في المال عاجلا يؤول إلى نقص ومحق آجلا.
وعن جابر قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: «هم سواء» أخرجه مسلم، قال النووي: «هذا تصريح بتحريم كتابة المبايعة بين المترابيين والشهادة عليهما، وفيه تحريم الإعانة على الباطل».
وقال أيضا: «فمن رحمة أرحم الراحمين وحكمته وإحسانه إلى خلقه أن حرم الربا ولعن آكله وموكله وكاتبه وشاهديه وآذن من لم يدعه بحربه وحرب رسوله، ولم يجئ مثل هذا الوعيد في كبيرة غيره؛ ولهذا كان من أكبر الكبائر ».
وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا ظهر الزنى والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله» أخرجه الحاكم، قال المناوي: أي تسببوا في وقوعه بهم، ولم يقل العذاب، بل زاد الاسم زيادة في التهويل والزجر، وذلك لمخالفتهم ما اقتضته الحكمة الإلهية من حفظ الأنساب الأموال، وقال ابن القيم: إذا ظهر الزنى والربا في قرية أذن بهلاكها.
ومن صور الربا المعاصرة ما تقدمه البنوك التجارية من فوائد نظير الإيداع، وما تأخذه من فوائد لقاء القروض التي تقدمها لعملائها، وقد توالت فتاوى العلماء بتحريم هذا النوع من المعاملات، ففي سنة 1907 أفتى الشيخ بكري الصدفي مفتي مصر بالحرمة، وتلاه الشيخ عبد المجيد سليم مفتي مصر أيضا عام 1930 بالقول بالحرمة، وبعدهما نص على الحرمة قرار المؤتمر الإسلامي الثاني لمجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة سنة 1965، وقرار المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة سنة 1985، وقرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في مكة سنة 1406هجرية.
فواجب المسلمين أفرادا ومجتمعات التخلص من الربا وآثاره المدمرة استجابة لله ورسوله وابتعادا عن أسباب الهلاك التي توعد بها الله تعالى المرابين في الدنيا والآخرة، والله الموفق.


اعداد: د.وليد خالد الربيع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 598.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 596.46 كيلو بايت... تم توفير 1.56 كيلو بايت...بمعدل (0.26%)]