الشرارة الحارقة
-يحكى أن تاجرا كان أكثرعباد الله ظلما ، كان يشتري الحطب من الفقراء بالثمن البخس ،ويبيعه للناس بفاحش الأثمان ، فمر به رجل صالح فصيح اللسان ، جريء في الحق ، وزجره رغبة في الموعظة :" خف الله يا رجل ولا تأكل من المال إلا الحلال ، ولا تظلم الفقراء ولا تتكبر عليهم فيعلو دعاؤهم إلى السماء ، فلا دعاء مستجاب من الله أكثر من دعاء المظلوم " . فغضب التاجر غضبا شديدا ، وكاد أن يموت من الغيظ ، وامتنع عن الرد مستكبرا .
- وذات ليلة كان التاجر جالسا في بيته ، فطارت من مطبخه شرارة ،فاشتعلت النار وأحرقت بيته وأمواله ، ونجا هو بنفسه فجلس فوق أكوام الرماد حزينا يوشك الهم أن يعصف بحياته . فمر به الرجل الصالح فسمعه يبكي ويتساءل من أين جاءت هذه الشرارة التي لم تبق على شيء ؟ فأجابه الرجل الصالح :" إنها جاءت من الفقراء المحترقة قلوبهم ..."
|