|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() نفحات وبركات
![]() ومن هذه النفحات العطرة، ومن هذه الأيام المباركة، أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، التي هي أعظم الأيام على الإطلاق، والعمل الصالح فيها أفضل ثوابًا، وأعظم أجرًا؛ فعن ابن عباس t أن رسول اللهقال: "مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِه" يعني العشر الأوائل من ذي الحجة، قَالُوا: وَلا الْجِهَادُ؟! قَالَ: "وَلا الْجِهَادُ إِلا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ"[2]. أقسم الله بهاوفي ذلك دلالة على عِظم هذه الأيام، وأعمال الخير فيها. كما أن في هذا الحديث إشارة عجيبة على تعلق الصحابة بالجهاد، ألا ترى أول ما جاء في أذهانهم وأول ما صدر على ألسنتهم، إذ قالوا: "ولا الجهاد"، وكأن التربية النبوية جعلت فيهم أن الجهاد لا عدل له من الأعمال، فتعجبوا من شأن هذا الخبر. فهذا الحديث قد أبان فضل الجهاد من ناحية، وفضل هذه العشر من ناحية أخرى. وهي أيام أقسم الله بها، وذلك في أصح الآراء في تفسير قول الحق تبارك وتعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1، 2]. وتعبد فيها موسىقال ابن كثير: "والليالي العشر: المراد بها عشر ذي الحجة. كما قاله ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف"[3]. والله تعالى لا يقسم إلا بعظيم، والقسم يلفت الانتباه إلى فضل المقسوم به، وعظّم الله من شأن هذه الأيام، فأقسم بلياليها ونكّرها، أي لم يقسم بها معرّفة هكذا: "والليالي العشر"، فلما نكّرها زاد في تعظيمها، وأفرد بالقسم أعظم يومين فيها: {وَالشَّفْعِ} أي يوم النحر، {وَالْوَتْرِ} أي يوم عرفة. قال الله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ} [الأعراف: 142]. قيل: إنها ذو القعدة بكماله وعشر من ذي الحجة، وكان ذلك بعد خلاص قوم موسى من فرعون وإنجائهم من البحر[4]. وفيها أكمل الله الإسلاموقد صام موسى u هذه الأيام، وتحنث فيها، وفيها كلمه الله وأنزل عليه الألواح. ففي هذه العشر نزل قول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3]، حيث نزلت في يوم عرفة في حجة الوداع من العام العاشر الهجري. وهي الأيام المعلوماتقال تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 28، 29]. يوم عرفةقال ابن عباس: "الأيام المعدودات" أيام التشريق، و"الأيام المعلومات" أيام العَشْر. وقال عكرمة: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: 203] يعني: التكبير أيامَ التشريق بعد الصلوات المكتوبات: الله أكبر، الله أكبر[5]. وسن رسول اللهصيام أيام العشر باستثناء اليوم العاشر، فهو يوم النحر. يوم النحرأما اليوم التاسع فهو يوم عرفة، وصيامه يكفّر ذنوب سنة ماضية وسنة آتية، قال رسول الله: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ"[6]. وهو يوم عيد، لسعة الرحمات التي فيه، ومنح البركات التي تتنزل فيه، قال رسول الله: "يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الإسلام، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْب"[7]. وهو يوم عتق من النار، يوم يدنو الله فيه، يوم يباهي فيه الله بعباده، فاستنقذ نفسك فيه! قال رسول الله: "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلائِكَةَ، فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاءِ"[8]. وخير الدعاء؛ الدعاء في يوم عرفة، فحبّر دعاوتك، وجهز كلماتك، وتزين لمولاك، قال رسول الله: "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"[9]. وهو اليوم المشهود، في قول المعبود، في سورة البروج: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3]، قال رسول الله: "الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَالْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ"[10]. فاحبس نفسك في هذا اليوم له، ولا تشغل طرفك بشيء عنه، ولا يكترثنك فوت شيء من الدنيا فيه. وهو اليوم العاشر، وهو أعظم الأيام بعد عرفة، وهو يوم الحج الأكبر، وهو يوم النحر، وفيه يسن خروج الجميع إلى المصلى؛ فعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: "كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ، وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ"[11]. الكعبة تطوف حولك !وفيه الأضحية، وتسن بعد صلاة العيد، في أي أيام العيد، ويُحظر على المضحي أن يعطي جلدَ الأضحية إلى الجزار، كما لا يجوز إعطاء الجزار شيئًا من لحمها على سبيل الأجرة؛ وذلك لحديث علي بن أبي طالب t: "أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِأَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا، وَأَنْ لاَ أُعْطِيَ الْجَزَّارَ مِنْهَا. قَالَ: نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا"[12]. والأضحية ذريعة للبر والصلة، ووسيلة لتحقيق التكافل والتزاور بين المسلمين، وإطعام الطعام، وإدخال السرور على الفقراء، ومواساة الجائع النائع، والمريض الدانف، واليتيم الضائع، فاحرص على هذه النوايا جميعًا وأنت تضحي وأنت توزع اللحوم وأنت تجمع الجلود. وبصيام أيام العشر وقيام لياليها، مع صدقة السر وأعمال البر، والإكثار من الذكر؛ يعيش المسلم الجو الإيماني الذي حُرم منه في مشاهد الحج، كما أنه بذلك ينسجم إيمانيًّا مع حركة الحج التي يقصد الناسُ فيها البيتَ الحرام، فيشارك إخوانه الحجاج بحج القلب وإن لم يحج الشخص. الحج للجميعومن الناس من يقطعون الفيافي إلى بيت الله الحرام من مال حرام ورئاء الناس ويرجعون من أرض الحجاز وقد رُدت عليهم حجتهم، ومن الناس من حال فقره دون الكعبة، وحال مرضه دون أرض الله الحرام، وتهفوا نفوسهم إلى رؤية الكعبة؛ بيد أن الكعبة تطوف بهم في ديارهم وهم لا يشعرون! حبسهم العذر، وإنما الأعمال بالنيات. فلا تظنن أن ثواب الحج لمن حج بجسمه, بل لمن حج بقلبه وإن أُحصر، فها هي أعظم الأيام بين يديك، فهيَّا، هيَّا: 1- إلى التوبة، فهي محجة الفلاح، وسبيل النجاح، والله تعالى يقول: {وَتُوبُوا إلى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]. ويقول النبي: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا"[13]. وقال عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه: عجبًا لمَن يَهْلك ومعه النجاةُ! قيل له: وما هي؟ قال: التوبة والاستغفار. وقال صاحب العقد الفريد: بادرْ إلى التَّوْبِة الخَلْصَاء مُجْتهـدًا *** والموتُ وَيْحك لم يَمْدُد إليك يَدَا وارقُبْ من الله وَعْدًا لَيْسَ يُخْلِفُه *** لا بُدَّ لله مـن إنجـاز مـا وَعَدَا 2- إلى ثواب الحج والعمرة من أقرب مسجد إلى بيتك، وذلك بالاعتكاف في المسجد حتى الضحى فهي حجة وعمرة بالتمام والكمال، فقد قال النبي: "مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ -أي الصبح- فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ"[14]. 3-إلى الصيام, ورسول اللهيقول: "مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا"[15]. 4- التهليل والتكبير والتحميد: فقد قال الله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185]. ومن ثَم يسن في هذه الأيام الإكثار من الذكر، خاصة التهليل والتكبير والتحميد؛ لقول النبي: "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ ولا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ"[16]. قال البخاري: وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر، فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما. 5- التقرب إلى الله بالنوافل والصالحات والقيام والخيرات، ففي الحديث القدسي: "مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ"[17]. 6- العفةَ العفة، والفضيلةَ الفضيلة، فهذه الأيام فرصة لنشر أخلاق الحياء، والعودة إلى النقاب والحجاب، وتيسير الزواج، ومحاربة التبرج والبغاء، والخلاعة والمجون، والرذيلة والفجور، والمغالاة في المهور، وليكن من دعائنا في هذه الأيام "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى"[18].
__________________
يا أقصى ما انت وحيد سيدناك قلوبنا عنك والله ما نغيب انت سراج دروبنا ![]() ![]() ![]() ![]() |
#2
|
|||
|
|||
![]() بارك الله تعالى بك
تقبل مروري |
#3
|
||||
|
||||
![]() ففي الحديث : افعلوا الخير دَهركم ، وتَعَرَّضُوا لنفحات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوا الله أن يَستر عوراتكم ، وأن يُؤمِّن روعاتكم . رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شُعب الإيمان . وقال الهيثمي : رواه الطبراني ، وإسناده رجاله رجال الصحيح ، غير عيسى بن موسى بن إياس بن البكير ، وهو ثقة .
__________________
يا أقصى ما انت وحيد سيدناك قلوبنا عنك والله ما نغيب انت سراج دروبنا ![]() ![]() ![]() ![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]() [color="rgb(153, 50, 204)"] بارك الله فيك أخا الإسلام على مرورك الطيب [/color]وشكرا لك أخت الإسلام على التعليق
__________________
يا أقصى ما انت وحيد سيدناك قلوبنا عنك والله ما نغيب انت سراج دروبنا ![]() ![]() ![]() ![]() |
#5
|
||||
|
||||
![]() بوركتم على مروركم وإليكم تخريج الحديث
__________________
يا أقصى ما انت وحيد سيدناك قلوبنا عنك والله ما نغيب انت سراج دروبنا ![]() ![]() ![]() ![]() |
#6
|
||||
|
||||
![]() تخريج حديث (( افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله ... )) [/b][/center][/size][/center][/font][/center]بسم اله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين فأثناء قرأتي لبحث الأخ ( البراق ) عن قيام ليلة النصف من شعبان ، مرت رواية لحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وعزاها إلى الصحيحة للألباني رحمه الله فرجعت إلى الموضع المشار إليه منها ، فوجدت الشيخ رحمه الله تعالى قد خرج الرواية من طريق واحد واستشهد لها برواية أخرى فيها مجاهيل ثم صححها بها مع أن الرواية لهذا الحديث التي ساقها فيها راو ضعيف وفيها انقطاع . فحاولت جمع طرق هذه الرواية والتحقق من عللها ، وها أنا أعرض ما وصلت إليه من حكم عليكم ، فإن كان صوابا فالحمد لله وإن كان خطأ فلينبهني الاخوة وليسددوا ما وقعت فيه من خطأ (( بحلم وعلم وفهم )) وقد يظن بعض المتعصبين أني أحاول التقليل من قيمة الشيخ رحمه الله أو من علمه عندما أقوم بتخريج بعض الأحاديث وأخالفه في الحكم وهذا والله ليس غايتي مما أقوم به وإنما هدفي الوصول للحق والخطأ يرد على صاحبه كائنا من كان والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل . ******************************* • متن الحديث (( افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم )) جاء هذا الحديث مرفوعا وموقوفا فالمرفوع جاء من طرق : الأولى : عن أنس الثانية : عن أبي هريرة الثالثة : عن محمد بن مسلمة الرابعة : عبد الله بن جراد ( والشاهد منه أول الحديث (اطلبوا الخير دهركم ) والموقوف : عن أبي الدرداء رضي الله عنه أولا: المرفوع عن أنس : • يحيى بن أيوب عن عيسى بن موسى بن محمد بن إياس بن البكير عن صفوان بن سليم عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه من هذا الطريق : 1- الطبراني في الكبير ( 1/ 250 ) وهذه الطريق الوحيدة التي ساقها الألباني رحمه الله لهذا الحديث 2- الطبراني في الدعاء (1/29) 3- أبو نعيم في الحلية ( 3/ 162) وعدها من غرائب صفوان بن سليم 4- ابن عبد البر في التمهيد ( 5/339) 5- ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 24/ 123) ، (25/5) 6- القضاعي في مسند الشهاب ( 1/407) 7- الحكيم الترمذي في نوادر الأصول المسند ( المخطوط ) (2 / ق 218 / أ ) 8- الرافعي في التدوين في أخبار قزوين ( 3/192) • عبد الله بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن عيسى بن موسى عن صفوان بن سليم عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1- البيهقي في شعب الإيمان ( 2/ 42) 2- ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 24/123) عن أبي هريرة : • الليث بن سعد حدثني عيسى بن موسى عن صفوان بن سليم عن رجل من أشجع عن أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1- البيهقي في شعب الإيمان ( 2/42 ) من طريق يحيى بن بكير عن الليث 2- الطبراني في الدعاء ( 1/ 30 ) من طريق عبد الله بن صالح عن الليث • اعبد الله بن وهب عن عيسى بن موسى عن صفوان بن سليم عن رجل عن أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1- ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 24/ 123 ) عن محمد بن مسلمة : • لما مات محمد بن مسلمة الأنصاري وجدنا في ذؤابة سيفه كتابا بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن لربكم في بقية أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل دعوة أن توافق رحمة فيسعد بها صاحبها سعادة لا يخسر بعدها أبدا إسناد الرواية : نائل بن نجيح ثني عائذ بن حبيب عن محمد بن سعيد 1- الرامهرمزي في المحدث الفاصل ( 1/497) من طريق : همام بن محمد العبدي ثنا إبراهيم بن حسين ( الحسن بدل حسين ، كما في تهذيب الكمال وتفسير ابن كثير ) العلاف ثنا نائل بن نجيح ... 2- الحكيم الترمذي في نوادر الاصول المسند ( المخطوط ) ( 2 / ق 218/ أ ) من طريق : الفضل بن محمد قال أحمد بن محمد بن سعيد الأنطاكي عن يعقوب بن كعب عن نائل بن نجيح ( البصري ) عن عائذ بن حبيب عن محمد بن سعيد ( الأنصاري ) 3- الطبراني في الكبير ( 19/ 233) إبراهيم بن هاشم البغوي و محمد بن عبد الله الحضرمي وأحمد بن زيد بن الحريش الأهوازي قالوا ثنا أحمد بن عبدة الضبي ثنا الحسن بن صالح بن أبي الأسود ثنا شيخ يكنى أبا محمد ثنا شيخ يقال له المهاجر عن محمد بن مسلمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ) واللفظ لإبراهيم بن هاشم 4- الطبراني في الأوسط ( 3/408 ) ط الطحان حدثني إبراهيم ثنا أحمد بن عبدة الضبي ثنا الحسن ين صالح بن أبي الأسود ابن أخي منصور بن أبي الأسود ثني شيخ يكنى أبا محمد وحدثني شيخ يقال له المهاجر في زمن خلف عن محمد بن مسلمة ... 5- الطبراني في الأوسط ( 7 / 134 ) ثني محمد بن على الصائغ ثنا أحمد بن عبدة الضبي ثنا الحسن بن صالح بن أبي الأسود ثنا عمي منصور بن أبي الأسود ثني شيخ يكنى أبا محمد ثني شيخ يقال له المهاجر عن محمد بن مسلمة عن عبد الله بن جراد : • البيهقي في الزهد الكبير : 740 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ بهمذان ثنا إبراهيم بن الحسين بنينوي ثنا عمرو بن الحباب ثنا يعلى بن الأشدق ثنا عبد الله بن جراد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اطلبوا الخير دهركم واهربوا من النار جهدكم ... وقال المتقي الهندي بعد أن ساقه في كنز العمال رقم (43597)ط الأفكار الدولية المضغوطة ( ابن صصري في أماليه عن يعلى بن الأشدق عن عبد الله بن جراد ) ******************* ثانيا : الموقوف * حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا شيخ منا يقال له الحكم بن الفضيل عن زيد بن أسلم قال قال أبو الدرداء التمسوا الخير دهركم كله وتعرضوا لنفحات رحمة الله فان لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده واسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم ورواه من طريق ابن أبي شيبة أبو نعيم في الحلية ( 1/221) حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ... به *********************** الحكم على الحديث أولا : رواية عيسى بن موسى بن محمد بن إياد بن البكير عن صفوان بن سليم ... رواية ضعيفة لا تصح وذلك للآتي : • ضعف عيسى بن موسى بن البكير فقد ضعفه أبو حاتم وذكره ابن حبان في الثقات وتوثيقه لا يعتبر مع تضعيف أبي حاتم لأنه معروف بالتساهل • أضطراب عيسى في هذا الحديث حيث جعله مرة عن صفوان بن سليم عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نص أبو حاتم على عدم سماع صفوان من أنس . ومرة جعله عن صفوان عن رجل من أشجع عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الكلام من باب التنزل لمن يحاول تمشية رواية عيسى بن موسى كما فعل الشيخ رحمه الله تعالى • وتقوية الشيخ لهذه الرواية عن أنس _ وعمدته في ذلك مجمع الزوائد لأنه لم يعرف غيرها من الطرق والروايات _ غير صحيح فكيف يكون الاسناد منقطعا ثم نذهب نقويه برواية محمد بن مسلمة التي عند الطبراني ، وقد علمنا من الطريق الأخرى التي جعلها عيسى عن صفوان عن رجل عن أبي هريرة ضعف عيسى بن موسى واضطرابه ، فكيف يصح بعد ذلك تقوية رواية الضعيف المضطرب برواية فيها اثنين من المجاهيل الذين لا يعرفان ؟ !! ثانيا : الحكم على رواية محمد بن مسلمة هذه الرواية جاءت من طريقين : الأولى : عن الطبراني في الكبير والأوسط وفيها عدة علل : • الاضطراب في الاسناد حيث جاء مرة : عن أحمد بن عبدة الضبي ثنا الحسن ين صالح بن أبي الأسود ثنا شيخ يكنى أبا محمد ثنا المهاجر ... ومرة : عن أحمد بن عبدة الضبي ثنا الحسن ين صالح بن أبي الأسود ثني شيخ يقال له أبو محمد وحدثني شيخ يقال له المهاجر ... ومرة : عن أحمد بن عبدة الضبي ثنا الحسن ين صالح بن أبي الأسود ثنا عمي منصور بن أبي الأسود ثني شيخ يكنى أبا محمد ثني شيخ يقال له المهاجر ... • جهالة أبو محمد هذا فلا يدرى من هو • جهالة المهاجر هذا فلا يدرى من هو فلا أدري كيف يقوم الشيخ رحمه الله تعالى بجعل هذا الإسناد الهالك شاهدا يقوي به الرواية السابقة المنقطعة والمضطربة والضعيفة الثانية : عند الرامهرمزي و الحكيم الترمذي وهذه الطريق فيها علتين : • نائل بن نجيح الحنفي البصري قال أو حاتم : مجهول ( 8/ 512) وفي التهذيب لابن حجر : (شيخ ) وهو خطأ وقال البرقاني قال الدارقطني : نائل بغدادي . قلت : ثقة ؟ قال : لا وقال ابن عدي : أحاديثه مظلمة جدا ، وخاصة إذا روى عن الثوري وذكره العقيلي في الضعفاء وابن حبان في المجروحين وغيرهم وقال ابن حجر في التقريب : ضعيف • تفرد هذا الضعيف بهذه الرواية حيث لم يتابعه عليها أحد : الحكم على رواية عبد الله بن جراد هذه طريق باطلة هالكة فيها يعلى بن الأشدق الوضاع الكذاب الضعيف رابعا : الرواية الموقوفة من كلام أبي الدرداء رضي الله عنه • هذه الطريق كل رواتها ثقات ولكن فيها انقطاع بين زيد بن أسلم وبين أبي الدرداء رضي الله عنه فتبين بهذا أن هذه المتن لا يصح عن رسول الله ولا عن أبي الدرداء رضي الله عنه والله أعلم وأحكم وكتب خالد بن عمر الفقيه الغامدي 14/8/1423 بعدما انتهيت من هذا البحث وجدت الشيخ رحمه الله تعالى قد ضعف هذا الحديث في الضعيفة ( 6 / 314) رقم 2798 فالحمد لله على تنبهه ورجوعه للصواب وغفر الله لي وله ولسائر المسلمين أخوكم خالد بن عمر الفقيه الغامدي 16/ 8/ 1423 __________________ طويلب العلم أبو عبد الرحمن خالد بن عمر الفقيه الغامدي قال الخليل بن أحمد الفراهيدي : إِذا كُنْتَ لاَ تَدْرِي ، وَلَمْ تَكُ بِالَّذِي ... يُسائِلُ مَنْ يَدْرِي ، فَكَيْفَ إِذاً تَدْرِي قال الإمام الكرجي القصاب : (( مَنْ لَمْ يُنْصِفْ خُصُوْمَهُ فِي الاحْتِجَاجِ عَلَيْهِمْ ، لَمْ يُقْبَلْ بَيَانُهُ ، وَأَظْلَمَ بُرْهَانُهُ )) قال الإمام الذهبي : (( الجَاهِلُ لاَ يَعلَمُ رُتْبَةَ نَفْسِه ، فَكَيْفَ يَعْرِفُ رُتْبَةَ غَيْرِهِ )) رِسَالَةٌ إِلَى المُتَعَصِّبِيْنَ لِأَقْوَالِ مَنْ يُعَظِّمُوْنَ
__________________
يا أقصى ما انت وحيد سيدناك قلوبنا عنك والله ما نغيب انت سراج دروبنا ![]() ![]() ![]() ![]() |
#7
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم على المجهود القيم ووفقنا واياكم لما يحبه ويرضاه وحتى أوفرعليكم عناء البحت اليكم هذا الرابط ففيه تخريج لكل الاحاديث الدرر السنية |
#8
|
||||
|
||||
![]() شاكرين لكم مروركم الكريم
__________________
يا أقصى ما انت وحيد سيدناك قلوبنا عنك والله ما نغيب انت سراج دروبنا ![]() ![]() ![]() ![]() |
#9
|
||||
|
||||
![]() [QUOTE=طه الجاعوني;1192197][center][b][size=6]
]لاشكر على واجب في امان الله |
#10
|
||||
|
||||
![]() وفقكم الله للخير
__________________
![]() ،، اللهم ابن لي عندكــ بيتًا فالجنة لا يزول وعوضني خيرًا ممافقدتــ اللهم إني صابرة كما أمرتني فبشرني كما وعدتني قد أغيب يومًا ،، للأبد فلا تنسوني من دعواتكم
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |