|
الطب الباطني قسم يشرف عليه الدكتور احمد محمد باذيب , ليجيب على اسئلتكم واستفساراتكم حول ما يختص بالطب الباطني |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() انص محاضرة الدكتور " عبد المجيد بن حمدة " : مسألة الاستنساخ بين العلم و الإيمان بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله الذي علّم الإنسان ما لم يعلم، و صلى الله على سيدنا محمد وآله و صحبه و سلم. سيادة الرئيس، لقد كرمتموني، في هذه الليلة المباركة من ليالي شهر رمضان، شهر الرحمة و نزول القرآن، بأن ألقي بإشرافكم، وبين يديكم، مسامرة حول مسألة الاستنساخ بين العلم و الإيمان. و إنني يا سيادة الرئيس ليسعدني في بدء كلمتي أن أعبر لكم عن أخلص عبارات شكري و امتناني لهذا التكريم و التشريف. إن موضوع الاستنساخ، موضوع علمي دقيق، له تأثيرات في مسار الأجناس الحية، و تبعات نفسية و اجتماعية و دينية و أخلاقية و قانونية و اقتصادية...كثر الجدل حوله، و لا سيما إثر الإعلان عن مولد "دوللي" التي أثار الكشف عنها ضجة إعلامية لم تسبق، ذلك أنه لفت الأنظار إلى إمكانية استنساخ الإنسان بعد أن تم استنساخ حيوان فقري، ثدي يدخل في عالم الكائنات الحية العليا المشابهة له، و التي لا يتميز عنها إلا بكونه عاقلا، ناطقا، متعلما، و مؤسسا لحضارة. كما اعتبر الحدث من قبل بعض كبار الباحثين نقلة حاسمة في تاريخ النوع الإنساني، و منعرجا في تطو ر علوم الحياة. و ما زالت نتائجه تثير ردود فعل مختلفة، فهي بين محبذ، مشجع على ولوج كل أبواب البحث العلمي، دون أي قيد، و بين موافق شرط تحقيق نفع الإنسان، و عدم الاعتداء على البيئة، و الكون عامة، و بين رافض بإطلاق، تخطي عتبة المس بالمقومات الجوهرية لكينونة الإنسان و كرامته و محيطه.. فهو يطرح إشكال التقدم العلمي و التقني، في عصرنا، فهل يتجه العلم بيد الإنسان لصالح الإنسان، محركه ؟ أم يتجه، في غفلة من أمره، نزولا تحت نوازعه البحثية، و تطلعاته و طموحاته التي لا تنتهي نحي الكشف عما يمكن أن يكون سببا في هلاكه، بيده و بعلمه و بعقله. و إني لتفصيل المسألة سأتوقف، عند ثلاثة مفاهيم ذات علاقة ارتباطيه بالموضوع، سيتضح على ضوئها الاستنساخ مفهوما و تأثيرات، و مواقف و مستقبلا...هي الإنسان و العلم و الإيمان. إن الإنسان جنس قائم بذاته، هذا ما أكده الوحي المنزل على أصحاب الرسالات، و ما انتهى إليه العلماء إذ سلموا بجنسه المتفرد. خلق الإنسان في أحسن تقويم، و كرمه و فضله على كثير من خلقه، فنفخ فيه من روحه، و زينه بالعقل- أداة الإدراك و التكليف و حمله رسالة التعمير و السعي الدائب إلى الأفضل. فطره على التعلم، و أوثق مصيره بالعلم، فهو تعالى عندما سواه كائنا آدميا حيا أمر ملائكته بالسجود له، و لما سأله هؤلاء عن هذا المخلوق الذي يفسد في الأرض و يسفك الدماء، كشف لهم تعالى خصيصة هذا الإنسان، إنها الاقتدار على اكتساب العلم، و الارتفاع يه إلى أعلى الدرجات، و هو ما يعجز عنه غيره من جميع المخلوقات، حتى الملائكة المقربون. قال تعالى:" و إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا " (الحجر28) و فال سبحانه:" فإذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " (الحجر29) و قال تعالى في بيان خلق آدم و حوار الملائكة : ( و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) ( البقرة 30-33). فالإنسان كائن مكرم، مدعوم بروح إلهي، معزز بقدرة غير محدودة على اكتساب العلم، إن الإنسان كائن علمي، مثلما هو مدني، و اجتماعي و فطري الإيمان. و الإنسان يكتسب خصوصيته من محيطه الثقافي و العقلي و الديني و القيمي و القانوني...و من محيطه البيئي: طبيعة و مناخا و خصائص أخرى كثيرة... و العلم ذو مفهوم و اسع شامل لكل ما يدرك بحقيقته في مختلف الاختصاصات و المجالات.و العلم، في الإسلام، هو ما تتوقف عليه مصلحة الإنسان،ويشمل العلوم الشرعية و الإنسانية و الاجتماعية و الطبيعية، و شتى المعارف و الخبرات و التقنيات...و أساسه العقل الذي يستخدم بحرية في البحث و النظر لتحصيل المعرفة عن طريق اليقين استقراء و استنباطا و تجريبا، بعيدا عن الظن و الهوى.و تاريخ العلم يكشف أن الإنسان انتقل به من مكان إلى آخر،في كل زمان، فهو لا يعرف الاستيطان و اتخذه مطيته لفرض معتقده و قناعاته، و نمط تفكيره و تعبيره، و أسلوب عيشه... و العلم باني الحضارات، و الحضارة المعاصرة يتعالى صرحها، يوما بعد يوم، بالعلم، حتى أصبحنا نقرأ و نلمس و نعيش عجائب و أشياء مدهشة، و أضحى العاملون في حقوله يتربعون على عرش القوة و المال و التأثير و التوجيه... الكون أصبح في يد العلم يحدثنا عنه بما يريد، كما يريد، يبرهن حينا، و يفترض غالبا، و يحقق افتراضاته أحيانا، و الناس خاصتهم و عامتهم يقبلون نتائجه و اكتشافاته، و ينوهون بكل خطوة يقطعها نحو التقدم الذي لا يعترف بحد، و لا يقف عند مدى. نعم للعلم، و نبارك جهود العلماء و نشيد بها و نعترف بفضلهم، فالله تعالى يقول في محكم التنزيل:" قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون " (الزمر9) و علمنا سبحانه أن خشيته تكون من قبل العلماء لتطلعهم الدائب لمعرفة الأسرار الوجودية، و لإدراكهم الحكم الإلهية من الخلق و التقدير و التدبير. قال عز و جل: " إنما يخشى الله من عباده العلماء " (فاطر28). نعم للعلم، و لكن لا لصلف العلم، أن يصل الإنسان بالعلم إلى ادعاء السيطرة على الخلق و التلاعب بكرامة الإنسان، و تشويه الكائنات، و ضرب القيم و المبادئ و القوانين و المواثيق الدولية، و المس بالأديان السماوية، فهذا أمر مردود، لأن فيه اعتداء على حق على حق الإنسان في صون حياته، و قيمه، و مواريثه... |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اتفاق مكة من وجهة نظر العدو | صاحب النقب | فلسطين والأقصى الجريح | 2 | 11-02-2007 12:39 AM |
المغرب | hichou | ملتقى تفسير الاحلام والرؤى | 0 | 06-11-2006 05:44 PM |
الاستنساخ | د / أحمد محمد باذيب | الملتقى العلمي والثقافي | 0 | 17-12-2005 02:23 PM |
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |