وقفات تدبرية مع آيات الصيام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 32617 )           »          من أحكام سجود السهو (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فضل الدعاء وأوقات الإجابة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ملخص من شرح كتاب الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1984 )           »          من مائدة الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1269 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى حاجته، ثم استنجى من تور، ثم دلك يده بالأر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مفهوم القرآن في الاصطلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تفسير سورة الكافرون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          مسائل في فقه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-04-2019, 04:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,857
الدولة : Egypt
افتراضي وقفات تدبرية مع آيات الصيام

وقفات تدبرية مع آيات الصيام
مشاري بن عيسى المبلع


الخطبة الأولى
الحمد لله مولانا الكريم، وأفضل الحمد ما حمد به الكريم نفسه، فنحن نحمده به، (الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير * يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور)، أحمده على قديم إحسانه وتواتر نعمه، حمد من يعلم أن مولاه الكريم علمه ما لم يكن يعلم، وكان فضله عليه عظيماً، والشكر على ما تفضل به من نعم، إنه ذو فضل عظيم، وصلى الله على محمد عبده ورسوله ونبيه وأمينه على وحيه، صلاة تكون له رضا، ولنا بها مغفرة، وعلى آله أجمعين وسلم تسليماً كثيراً طيباً، أما بعد:
فالتقوى هي النجاة يوم المهلكة، وهي الفوز يوم الخسران، وهي السعادة يوم الحزن؛ فاعملوا بطاعة الله (واتقوا الله لعلكم تفلحون).
أيها المؤمنون! ثمة عبادة هي من أجل العبادات، وثمة قربى هي من أعظم القربات، خصوصاً في شهر تنزل الذكر الحميد، وتتابع أنعام العزيز المجيد، طاعة أنزل القرآن من أجلها، وفصل الفرقان بسببها، إنها عبادة التدبر، وهنا أعني تدبر القرآن الكريم.
القرآن الكريم لا ينفع قارئه إلا إذا كان يعمل به، ولا يمكن أن يعمل به إلا إذا تدبره، ولا يمكن أن يتدبره إلا إذا فهم معانيه، وهذا هو الذي نريد أن نقف عنده في هذه الخطبة. يقول ابن القيم - يرحمه الله -: " وبالجملة فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر، فإنه جامع لجميع منازل السائرين وأحوال العاملين ومقامات العارفين، وهو الذي يورث المحبة والشوق والخوف والرجاء، والإنابة والتوكل والرضا والتفويض، والشكر والصبر وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله. وكذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة، والتي بها فساد القلب وهلاكه. فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها.. فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم، وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن". ا. هـ
فلنعش ـ أيها الأحبة ـ متدبرين لآية واحدة من آيات الكتاب المجيد، لنتدبر آية من الآيات التي تتحدث عن الصيام، يقول الله جل ذكره: (يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام..) الآية.
الله ـ جل جلاله ـ يبدأ هذه الآية الكريمة بترقيق الحكم الصادر بالتكليف القادم وهو الصيام فكأنه يقول: " يا من آمنتم بي وأحببتموني لقد كتبت عليكم الصيام"، وعندما يأتي الحكم ممن آمنت به فأنت تثق أنه يخصك بتكليف تأتي منه فائدة لك، فلم يقل الله: يا أيها الناس، بل قال: (يا أيها الذين ءامنوا)، فهل استشعرت هذا المعنى وأنت تسمع هذه الآية من قبل؟ ثم يقول الله: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُم)، وفي هذا تسلية لأهل الإيمان الذين ناداهم الله في أول الآية بأنهم ليسوا وحدهم في هذا التشريع، بل سبقتهم بهذا الأمم من قبلهم؛ فيكون وقع الأمر بالصيام على نفوسهم أخف إذا علموا ذلك، فهل استشعرت هذا المعنى وأنت تسمع هذه الآية من قبل؟ ثم قال الله - تعالى -: ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) فما دخل التقوى بالصيام؟! فعل الطاعة وترك المعصية هذه هي النتيجة المرجوة ممن صام حقا، ولذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - الشاب الذي لم يجد قدرة على الزواج، أمره بالصوم فقال: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء))وكأن الصوم يشذب القوة المادية في جسم الشاب. ومن ثم فإن تقليل الطعام يعني تقليل وقود المادة، فيقل السعار الذي يدفع الإنسان لارتكاب المعاصي.
والصيام في رمضان يعطي الإنسان الاستقامة لمدة شهر، ثم بعد ذلك يلحظ الإنسان حلاوة الاستقامة فيستمر بها بعد رمضان.
أيها المؤمنون! سؤال أسأله لكل حاضر منكم: هل شرع الله لنا صيام رمضان ليحرس لنا الدين فنحافظ فيه على الصلاة والزكاة وغيرهما من الطاعات؟ أم شرع لنتدرب فيه على صفاء النفس، ونستشعر لذة العبادة، ونتذوق فيه حلاوة الأنس بالله؟
أجيب فأقول: إنما اصطفى الله رمضان من بين الشهور ليحس المسلم بلذة العبادة، فيجعل عامه كله رمضان، فإذا فتر المؤمن بعد أحد عشر شهرا فستعيد نفسه لذة العبادة حتى يلقى الله وهو لم يزل في لذة من العبادة، فيحصل بعد ذلك على أعظم لذة وهي رؤية الله تبارك وتعالى، نسأل الله ألا يحرمنا منها. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ( يا أيها الذين ءامنوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُملَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) بارك الله لي ولكم..
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.91 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]