الإصلاح الغاية المنشودة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 492 - عددالزوار : 301833 )           »          محمود شاكر (شيخ العربية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          داود وسليمان عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 16 )           »          أحداث في غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          شبهات حول موقف الأمويين من الإسلام والردود عليها (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أقدار الله في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          دعوة الملوك إلى الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          موقف المسلم من الزلازل والكوارث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 605 )           »          إرهاقٌ بلا صوت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-08-2019, 03:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,301
الدولة : Egypt
افتراضي الإصلاح الغاية المنشودة

الإصلاح الغاية المنشودة

ناصر بن سليمان العمر



إنَّ وضوح الغايات والأهداف من أقوى عوامل النجاح، بل كل مشروع من أيِّ ضرب كان لا بد له من أهداف ومرام ولا يتصور مشروع ناجح بغير ذلك، وبقدر وضوح الأهداف تتضح الوسائل التي تفضي بمن أحسن استعمالها إلى النجاح -بإذن الله-.
وقد اتسم منهج الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- بوضوح الغايات وشرف الوسائل، وخذ مثالاً: شعيباً - عليه السلام - فقد لخص دعوته لقومه، وأبان لهم غايته بعبارة جزلة موجزة بينة، فذكر أن الذي يريده هو الإصلاح وليس غير الإصلاح.
فغاية دعوته هي الإصلاح، وهكذا دعوات الأنبياء، الإصلاح غايتها في مضمونها الحقيقي وعمقها البعيد، والأنبياء مصلحون؛ مصلحون للعقول، والقلوب، والحياة العامة، والحياة الخاصة.
(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)[هود:88]. ولمّا كان الإصلاح غاية شريفة، لا ينبغي أن تجد معارضاً، فقد كثر مدعوها، قديماً وحديثاً، وقد قال الله - تعالى -عن أقوام: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ)، ويبقى محك الإصلاح ما قاله الأول: "والدعاوى إذا لم يقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء".
وقد تكون دعوى الإصلاح دعوى مطلوبة في واقع ما لكن امتطاها صاحبها ليحقق بها لنفسه أغراضاً شخصية، وأهواء ذاتية، وكم من كلمة حق أريد بها باطل!
أما شعيب - عليه السلام - فقد قدم لقومه بينة صدق دعواه الإصلاح، فأخبرهم بأنه لا يخالفهم إلى ما ينهاهم عنه، وهذا يدل على قناعته بصلاح ما يدعو إليه والتزامه له، ولم يكن - عليه السلام - بحاجة إلى كبير حجة تقنع المنصف بأن بخس المكيال والميزان إفساد! فإن هذا متقرر معلوم بالبديهة، وأظهر منه حجة وجوب إفراد الله بالعبادة، فإن الشرك لظلم عظيم، ولهذا اكتفى بتذكيرهم بأن دعوته الإصلاحية لا يريد منها مكاسب شخصية بل هي جارية عليه كما ينبغي أن تجري على غيره، وذلك أمر الله وعلى عباده التزام أمره.
وجدير بالإصلاح -إخوة الإسلام- أن يكون غاية، فقد بين الله - تعالى - في القرآن الكريم أن الإصلاح هو الطريق الوحيد للنجاة من الهلاك في الدنيا والآخرة؛ فقد قال -عز من قائل-: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) [هود: 117]، فالآية تقرر قاعدة عامة وسنة كونية قاضية بأن الإصلاح ضرورة لازمة لنجاة القرى من الهلاك، وقد جاءت هذه الآية تعقيباً على قوله - تعالى -: (فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ).
ثم إن للإصلاح آثار حسنة وثمار طيبة ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، ولو لم يكن فيه إلاّ النجاة من الهلاك في الدارين، وفتح أبواب الخير فيهما لكفى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) [الأعراف: 96].
وقد قال الله - عز وجل -: (فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [الأعراف: 35].
وقال: (فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) [الأنعام: 48].
وأما شهادة الواقع فما حدث في عهد خامس الخلفاء الراشدين دليل تاريخي ملموس؛ إذ عم الخير وفاض حتى وصل إلى السباع في البراري في شهور معدودة، فهل تدرك الأمة مقصود ربها من الإصلاح لتنجو من الهلاك ويعم الخير البر والبحر ؟
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.36 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]