كما كان يوسف عليه السلام في السجن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 495 - عددالزوار : 301837 )           »          محمود شاكر (شيخ العربية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          داود وسليمان عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 16 )           »          أحداث في غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          شبهات حول موقف الأمويين من الإسلام والردود عليها (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          من أقدار الله في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          دعوة الملوك إلى الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          موقف المسلم من الزلازل والكوارث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 605 )           »          إرهاقٌ بلا صوت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-08-2019, 04:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,304
الدولة : Egypt
افتراضي كما كان يوسف عليه السلام في السجن

كما كان يوسف عليه السلام في السجن
عبد العزيز بن صالح العسكر



لا يتحدث هذا المقال عن يوسف - عليه السلام - في السجن أو ما قبله وما بعده، وفي كل ذلك دروس وعبر كثيرة وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
ولكن صورة واحدة من صور حياة نبي الله يوسف - عليه السلام - حضرت إلى ذهني وأنا أقرأ خبراً صغيراً في إحدى الصحف، ربما لم يقف عنده كثير من القُرَّاء؛ وبخاصة قُرَّاء العناوين في زماننا وما أكثرهم!!
يقول الخبر: "استطاع مواطن مسجون على ذمة قضية في إصلاحية الحائر بالرياض إقناع ثمانية أشخاص من العمالة الوافدة بالدخول في الإسلام، وكان مواطن سعودي يقبع على ذمة قضية داخل إصلاحية الحائر قد اختار عنبراً به عدد من السجناء غير السعوديين وغير المسلمين ليتمكن من إقناع ثمانية أشخاص باعتناق الإسلام بعد جهود كبيرة بذلها المواطن وإدارة الشؤون الدينية"أ. هـ.
السجن بلا شك مكان ابتلاء واختبار، ودار عقاب وعتاب، ومواطن إيلام وإصلاح، والذين يصلون إليه بسبب أعمالهم وما يوجه إليهم من اتهامات أو عقوبات يعيشون ألماً وندماً، وكثير منهم ينسى نفسه وطموحاته وآماله ومواهبه. مع أن المديرية العامة للسجون في المملكة العربية السعودية قد حققت بفضل الله - تعالى - ثم بجهود منسوبيها وتوجيهات ولاة الأمر حققت منجزات كبيرة في تحويل السجون إلى إصلاحيات، فصار في السجون مدارس نظامية لجميع المراحل يواصل فيها السجناء دراستهم، ووجد فيها مدارس لتحفيظ القرآن الكريم.. ثم وجدنا مراكز صيفية ومدارس ومراكز للتدريب المهني، ولكن إدارة الشؤون الدينية قد استطاعت أن تخطو خطوة أخرى إلى الأمام وتجعل من السجن مركز دعوة ومنبع نور وهداية.
ومثلما رأينا يوسف - عليه السلام - يُرمى في السجن ظلماً وعدواناً، فلم يمنع ذلك أن يجعل من سجنه نعمة بعد أن كان نقمة، ويستغل سؤال صاحبيه في السجن عن تأويل رؤيتهما ويدعوهما إلى التوحيد، فنقرأ في ذلك قوله - تعالى -: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ *مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ) [يوسف: 39-40]، وأخونا في سجن الحائر يذكرنا بنبي الله يوسف –عليه السلام- فَيَمُنُّ الله عليه بدعوة غير المسلمين إلى الإسلام، وكما ورد في الخبر فإن الله - تعالى - يسر وأعان، وكانت النتيجة أن اقتنع ثمانية أشخاص بالإسلام وأعلنوا إسلامهم.. فأرجو أن يثيب أخانا أجزل الثواب، وألا يحرم من أعانه ويسر له هذا العمل من العاملين في السجن، وأن يكون في ذلك رفعٌ لدرجاتهم وحط من سيئاتهم، وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم))(1).. وكثير من الناس وهم ينعمون بالأمن والحرية في بيوتهم وأماكن أعمالهم وفي أسواقهم لم يحدثوا أنفسهم أن يكونوا دعاة إلى الله ويكونوا سبب هداية للآلاف من غير المسلمين الذين تستضيفهم بلادنا عُمالاً في شتى القطاعات.. فهل ننهض بذلك ونغنم الأجر العظيم من الله - تعالى -.. ونحن نرى من هو في السجن قد غنم وكسب وحول الألم إلى أمل والحزن إلى فرح والسيئة إلى حسنة..؟! ولكن العاقل هو الذي يحسن استغلال الظرف الذي هو فيه فيما يقربه من الله ورضوانه ليبدل الله بعفوه وكرمه سيئات هذا المرء حسنات.. ولقد كانت المحن في حياة الأنبياء –عليهم السلام- فرصاً للرقي في درجات الإيمان ومعجزات لإقناع الناس بمزايا الدين ومكارمه وفضائله، وأنه دين الله الذي يصلح حال الفرد والأمة. وينقذ الناس من الظلمات إلى النور ومن الشقاء إلى السعادة.
ـــــــــــــــ ــــــ
الهوامش:
1- البخاري (2724) ومسلم (4423)


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.14 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]