فمَن سرته حسنته وساءته سيئته - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         4 توابل منزلية يمكن تحضيرها بنفسك.. خليكى طباخة محترفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          4 خطوات لتنظيم دولابك وترتيبه فى العطلة الأسبوعية.. ودعى الفوضى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          لمحاربة التجاعيد بدون شد أو عمليات.. خطوات بسيطة لتحضير كريم طبيعى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          مش مجرد حدوتة.. اعرفى تأثير حكايات قبل النوم على طفلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          4 مخاطر تهدد ابنك بسبب مقارنته بغيره.. ما تقولش اشمعنى ابن خالتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          5 استخدامات لشفاط المطبخ هتسهلك حياتك.. إزالة الرطوبة الأبرز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          وصفات طبيعية لتقشير الوجه والجسم.. للتخلص من الجلد الميت بطريقة آمنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          4 خطوات لمنع خروج رائحة الطعام من مطبخك.. خلى بيتك فريش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          طريقة عمل كونسيلر طبيعى فى البيت.. مكونات آمنة وخطوات سهلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          5 أفكار إبداعية غير مكلفة لتجديد بيتك.. موضة ديكور 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-09-2019, 06:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,323
الدولة : Egypt
افتراضي فمَن سرته حسنته وساءته سيئته

فمَن سرته حسنته وساءته سيئته




الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل





الحمد لله نحمده، ونستعينُه ونستهدِيه، ونستغفره ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحابته، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعدُ: فيا عبادَ الله:
اتَّقوا الله - تعالى - واعلموا أنَّ للسيِّئات والحسنات تأثيرًا في النفوس، فمَن لم يتأثَّر بسيِّئته وحسنته فهو مُصاب، فعليه أنْ يتفقَّه حاله، ويحاسب نفسه، فالمرء في هذه الحياة مُراقَب، ومكتوب ماله وما عليه؛ قال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].


فمَن استشعر ذلك وتذكَّر أنه مسؤول مُحاسَب فلا بُدَّ أنْ يَحتاط لنفسه ويَعمل بأسباب النَّجاة.


فمن المأسوف له أنَّ الكثير من الناس يُذنِب الذنب، ويقع في الخطيئة وكأنَّ شيئًا لم يكن، فلا يتأثَّر ولا يتألَّم لما وقع فيه، بل ربما جاهَر بالمعصية، وتبجَّح بفعلها، وأصبح يهتك ستره، وينشر معصيته، وإنْ كان الله قد ستره، وهذه من العقوبات والبلايا التي وقَع الكثير من الناس فيها، فلا يحسُّ إلا بعد أخْذه؛ يقول نبينا - صلوات الله وسلامُه عليه -: ((كلُّ أمَّتي مُعافًى إلا المجاهِرين))[1].


فما أكثر المجاهرين بالمعاصي، والمتبجِّحين بالرذائل، والمستهتِرين بالشِّيَم، والعاصِين على بصيرة.


عبادَ الله:
فلم يبقَ اليوم عذرٌ لمعتذِرٍ؛ فقد انتشر العلم، وكثُرت وسائل نقله وإبلاغه، فلم يبقَ بيتٌ إلا دخَلَه علم وتوجيه وإرشاد وتخويف وتحذير، وقد قامَت الحجة، يقع العاصي في المعصية، ويلقي عليه القبض، ويقرُّ أمام السلطة وأمام القاضي بأنَّ ما وقع فيه حرام، وأنَّه يعرف ذلك، ويعتذر بعُذرٍ أخبث من فعل بأنَّ ذلك من الشيطان، وهو يعرف أنَّ الشيطان عدوٌّ له، وأنَّ الله قد نَهاه عن طاعة الشيطان، يعلم أنَّ الله خلَقَه لعبادته وطاعته، وتكفَّل برزقه وأغدق عليه نِعمَه، ودَعاه إلى دار كرامته، إلى جنَّةٍ فيها لا عينٌ رأَتْ، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وأوضح له الطريق، وسهَّل له السبيل إليها، ومع ذلك يعصي خالقه ومولاه، ويطيع شيطانه الذي يُغوِيه، ويَسلُك به سُبُلَ العطب والمهالك؛ ليكون معه في السعير؛ يقول - جلَّ وعلا -: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6].


عبادَ الله:
لقد أُصِيبت النُّفوس، ومَرِضت القلوب، وقلَّ إحساسُها بما أصابَها، وتلك المصيبة العُظمَى، أنْ يصاب العبد في دينه فلا يحسُّ أنَّه مصاب، فذلك الخطر العظيم الذي يُؤدِّي به إلى الهلاك، فلا يُفِيق إلا بعدَ فَوات الأوان، يقول ربُّنا - جلَّ وعلا -: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 17-18].


فيا عبادَ الله:

حاسِبُوا أنفُسَكم قبلَ أنْ تُحاسَبوا وعالجوا أمراضَ النفوس والشهوات ما دُمتُم في زمن الإمهال، واعلَمُوا أنَّ مَن لم يحسَّ بمعصيته ويتألَّم من ذنبه، فإنَّ مرضه خطير، يحتاج إلى علاج واستدراك في حديث عن ابن عمر أنَّ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - خطب بالجابية فقال: قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقامي فيكم فقال: ((استَوصُوا بأصحابي خيرًا، ثم الذين يَلُونهم، ثم الذين يَلُونهم، ثم يفشوا الكذب حتى أنَّ الرجل ليبتدئ بالشهادة قبلَ أنْ يسألها، فمَن أراد منكم بَحبَحة الجنَّة فليلزم الجماعة؛ فإنَّ الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، لا يخلون أحدكم بامرأة؛ فإنَّ الشيطان ثالثهما، ومَن سرَّته حسنته وساءَتْه سيئته فهو مؤمن))[2].


فانظُروا يا عبادَ الله إلى قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ومَن سرَّته حسنته وساءَتْه سيئته فهو مؤمن))، إنَّ مَن لم تسرَّه حسنته ولم تسُؤْه سيِّئته فإنه مُصاب، ولا بُدَّ من عِلاجه، ومن العِلاج: التوبة النصوح الصادقة، والإقلاع عن الذنب، والنَّدَم على ما فات، والعزم على عدم العودة فيه، فعالجوا أمراض النُّفوس، فهي أحقُّ من الأبدان، واتَّقوا فيها الله وفي أبدانكم، واعلَمُوا أنَّ العبد لا يدري حتى ينزل به الموت، فليُبادِر بإصلاح ما فسد من حاله قبل أنْ يُحال بينه وبين ذلك.


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آل عمران: 135-136].


بارَك الله لي ولكُم في القُرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم.

أقول هذا وأستغفِر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفِروه إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.


[1] البخاري: (6069) - الفتح: 10/501، مسلم [52-(2990)].

[2] حديث صحيح أخرجه أحمد (1/18).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.42 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.56%)]