الفراغ والغفلة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         من أدلة صدقه عليه الصلاة والسلام: فصاحته وحسن بيانه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          بين رؤية الشوق والسرور ورؤية الفوق والغرور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          عندما تصاب بخيبة الأمل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          السكينة وسط العاصفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          تريد البقاء في بلدها، وزوجها يريدها أن تعيش معه في بلد عربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          هل لمن يعيش فى الغرب إقامة حلقات لتعليم القرآن في الكنيسة. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          يعمل مدرسا للتاريخ ويسأل عن المناهج التى يدرسها وفيها أخطاء كبيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ما التاريخ الصحيح لتسلسل الأنبياء والرسل ، من آدم إلى محمد عليه السلام ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          What are the days of Tashreeq? What is special about them and distinguishes them from (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ما هي أيام التشريق ؟ وما هي المزايا التي تتميز بها عن غيرها من سائر الأيام ؟. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-10-2019, 04:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,110
الدولة : Egypt
افتراضي الفراغ والغفلة

الفراغ والغفلة
محمد الراشد


سيظل اسمنا مكتوباً في سجل الغافلين الفارغين ما دمنا لا نعطي للدعوة إلا فضول أوقاتنا ، وما دمنا لا نشغفها حبًا ولا نتخذها حرفة .

إن الداعية المسلم لا يملك نفسه حتى يسوغ له أن يمنح نفسه إجازة ،وإنما هو – كما شبهه بعض الأفاضل : (وقف لله تعالى)
.
تماماً كنسخة من كتاب نافع حين تُوقَف لله تعالى وتوضع في مسجد من مساجد الله ، فكل داعية موقوف لله، في جزء من أجزاء دعوة الله .

وإن فضول الأوقات ليست قليلة ومحدودة فحسب ،وإنما هي أردأ ساعات اليوم ، حيث يكون فيها الذهن والجسم متعبين أشد التعب .

وما تجاوز الشيخ المودودي " رحمه الله " أعراف أجيال الدعاة حين صارحنا فيتذكرته القيِّمة وقال إنه من الواجب أن تكون في قلوبكم نارٌ متقدة ٌ تكون في ضرامها – على الأقل – مثل النار التي تتقد في قلب أحدكم عندما يجد ابناً له مريضاً ولا تدعه حتى تجره إلى الطبيب ، أو عندما لا يجد في بيته شيئاً يسد به رمق حياة أولاده ، ولا تزال تقلقه وتضطره إلى بذل الجهد والسعي) .
ولم يتجاوز حين كرر وقال ثانية : ( اسمحوا لي أن أقول لكم إنكم إذا خطوتم على طريق هذه الدعوة بعاطفة أبرد من تلك العاطفة القلبية التي تجدونها في قلوبكم نحو أزواجكم وأبنائكم وآبائكم وأمهاتكم فإنكم لا بد أن تبوءوا بالفشل الذريع ، بفشل لا تتجرأ بعده أجيالنا القادمة على أن تتفكر في القيام بحركة مثل هذه إلى مدة غير وجيزة من الزمان ، عليكمأن تستعرضوا قوتكم القلبية والأخلاقية قبل أن تهموا بالخطوات الكبيرة) .

إن من يطالب الآن بإلغاء الراحة فإنه إنما يستند إلى مادة واضحة في قانون الدعوة والدعاة سَنَّها عمرُ الفاروق رضي الله عنه تنطق بصراحة أنَّ :


(الراحة للرجال .. غفلة)
وجددها إمام المحدثين شُعبة بن الحجَّاج البصري فقال : ( لا تقعدوا فراغاً فإنَّ الموت يطلبكم) .
ذلك أن من أراد الراحـة والسكون فإن الموت والقبر يزودانه منهما حتى يشبع .

وكأننا والله قد أسرفنا في الغفلة ، ولا بد من عزيمة نفطم بها نفوسنا عناللهو .

إننا حين نثبت جواز التمتع بالمباحات فلكي يعلم مَن نخاطبه أننا لاندعوا إلى مثل الطريقة المبتدعة التي كان عليها بعض الزهاد من الجوع والعري والرهبانية ، وإلا فلا يزال جواب ابن الجوزي يصلح جواباً لنا حين سأله سائل : أيجوز أن أفسح لنفسي في مباح الملاهي ؟ فقال:"عند نفسك من الغفلة ما يكفيها"فإن اعترض معترض أتيناه بمثل كلام ابن القيم حيث يقول:" لا بد منسِــنة الغفلة ، ورقاد الغفلة . . ولكن كن خفيف النوم"فنحن لا ننكر ما في المعنى الحرفي لإطلاقات مَنْ عاب الراحة من إرهاق ، وإنما نريد – كما أرادواتقليلها إلى أدنى ما يكفي الجسم ، كل حسب صحته وظروفه ، خاصة وأن المؤمن في هذاالزمان أشد حاجة للانتباه ومعالجة قلبه وتفتيشه مما كان عليه المسلمون في العصورالماضية ، كما يجب عليه شيء من المجاهدة والمراقبة لوقته أكثر مما كان يجب علىالسلف .

فكنخفيف النوم أيها الداعية المسلم لتحصل لك هذه الهمةالعظيمة .

وانتبه من رقدة الغفلة فالعمر قليلواطرح سوف وحتى فهما داءدخيل
وعَبَّر الصالحون عن هذه المعاني أحياناً بلفظ آخر سموه : حفظ الوقت ، أو مراعاة الوقت.


وترك الفراغ .. والاستيقاظمن رقدة الغفلة : معناهما التعب ، ثم التعب ، واستفراغ الوُسع في العمل لله : نطقبذلك الإمام الشافعي ، ونفى أن تصح مروءة داعية يطلب الراحة .. فقال : " طلب الراحةفي الدنيا لا يصح لأهل المروءات ، فإن أحدهم لم يزل تَعبان في كل زمان" .

ولما سُئل أحد الزهاد عن سبيل المسلم ليكون من صفوة الله .. فقال :"إذاخلع الراحة .. وأعطى المجهود في الطاعة" .

فالداعية الصادق يخلع الراحة ،ويعود لا يعرفها وإنما يبذل المجهود من نفسه ، ويستفرغ كل طاقته في خدمة الدعوة ...
الدعوة إلى الله تعالى.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.29 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]