|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() دعوى المهدية! خالد بن محمد الأنصاري لقد تتابع أدعياء المهدوية في الظهور على مر التاريخ الإسلامي منذ القرون الأولى، وإلى عهدنا الحاضر، من أصحاب الفرق وغيرهم من بعض الأدعياء من أبناء الخلفاء وبعض الواعظين والمتزهدين؛ وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في كتابه((منهاج السنة)) (8/259): " وأعرف في زماننا غير واحد من المشايخ الذين فيهم زهد وعبادة يظن كل منهم أنه المهدي وربما يخاطب أحدهم بذلك مرات، ويكون المخاطب له بذلك الشيطان، وهو يظن أنه خطاب من الله". وقد ظهر في هذه الأيام عدداً من المدعين بأنهم المهدي المنتظر، مخاطبين المصلين في المساجد وغيرها بهذه الدعوة، ولقد رأيت عدداً منهم بأمي عيني بالمسجد الحرام بمكة وغيره من المساجد، وبمجرد أن يقضي الإمام من الفريضة، يقوم الواحد منهم رافعاً عقيرته قائلاً: " أنا المهدي المنتظر"! ويغلب على هؤلاء الاعتلالات النفسية والروحية كما يؤكده بعض أطباء علم النفس المختصين، ويؤيده ما ذكره الإمام الحافظ ابن حجر - رحمه الله- في كتابه ((الدرر الكامنة)) (1/185-186) في ترجمة أحمد بن عبد الله بن هاشم أبو العباس المعروف بالملثم حيث قال ما نصه: " ثم سلك طريق العبادة فحصل له انحراف مزاج فادعى في سنة 689 هـ دعوة عريضة من رؤية الله - تعالى-في المنام مراراً، وأنه أسري به إلى السموات السبع، ثم إلى سدرة المنتهى، ثم إلى العرش، ومعه جبريل وجمع من الملائكة، وأن الله كلمه وأخبره بأنه المهدي، وأن البشائر تواردت عليه من الملائكة، وأنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعلمه بأنه من ولده وأنه المهدي، وأمره أن ينذر الناس ويدعوهم إلى الله فاشتهر أمره فأخذ وحبس". وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- عن هذا وأمثاله من المدعين دعوى المهدوية في كتابه ((منهاج السنة)) (4/98) ما نصه: " لما كان الحديث المعروف عند السلف والخلف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في المهدي: " ويواطئ أسمه اسمي؛ وأسم أبيه أسم أبي " صار يطمع كثير من الناس أن يكون هو المهدي". وصدق شيخ الإسلام فقد طمع في هذه الدعوى البعض من الناس؛ وأصبح يتلقب بها ويدعيها، من أمثال محمد بن عبد الله الشهير "بالنفس الزكية"، الذي ينتظره بعض "الجارودية" ويدعون بأنه لم يمت، فقد قال عنه الإمام ابن كثير - رحمه الله - في ((البداية والنهاية)) (10/89): " تَلَقَّبَ بالمهدي؛ طمعاً أن يكون هو المذكور في الأحاديث، فلم يكن به، ولا تم له ما رجاه، ولا ما تَمَنَّاهُ، فإنا للَّه!". وقد ذكر الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في كتابه ((الدرر الكامنة)) (1/518) في ترجمة تمرتاش ابن النوين جوبان ما نصه: " كان شجاعاً فاتكاً إلا انه خف عقله فزعم أنه المهدي الذي يخرج في أخر الزمان؛ فبلغ ذلك أباه فركب إليه ورده عن هذا المعتقد". وعليه ينبغي الحذر من الانجراف وراء هذه الدعوات الباطلة، وما قد ينتج عنها من فتن عظيمة وجسيمة؛ لا يعقلها إلا الراسخون في العلم؛ كما قال الإمام الحسن البصري - رحمه الله - فيما ذكر ابن سعد في ((الطبقات)) (7/166): " إن هذه الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم؛ وإذا أدبرت عرفها كل جاهل". ومن تلك الفتن المتعلقة بدعوى المهدية الواقعة الشهيرة التي وقعت بالمسجد الحرام غرة شهر الله المحرم عام1400هـ؛ فتسببت في استباحة الحرم، وقتل الأنفس البريئة، وترويع الآمنين؛ وهذا نموذج واحد من الآثار المترتبة على تصديق هؤلاء الأدعياء
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |