|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() البيان لشأن السنة ومنزلتها من القرآن الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأزواجه وأصحابه وأتباعه بإحسان وسلم تسليما. أما بعد: فيا أيها الناس اتقوا واسعوا لما فيه رضاه واستمسكوا بسنة نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم - وهداه، فإن السنة وحي ثان، وبيان للقرآن، وعصمة ونجاة لمن تمسك بها من الفتن على كل زمان ألا وإن الله تعالى قد جعل في هديه إتباع نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وسنته علامة على محبة عليها وسبباً لمحبته ومغفرته كما قال سبحانه في الذكر الكريم ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[1]. عباد الله: إن نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم - هو النبي المرسل والإمام المكمل الهادي إلى رضوان الله عز وجل فلا خير إلا دل الأمة عليه ورغبها فيه وكان - صلى الله عليه وسلم - أسوتها في المسارعة إليه ولا شر إلا نبه الأمة عليه وحذرها منه وزجرها عنه وكان - صلى الله عليه وسلم - أبعدها منه قال تعالى ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾[2]، وقال - صلى الله عليه وسلم -"والله إني أخشاكم لله وأتقاكم له"، وقال - صلى الله عليه وسلم -"عليكم بسنتي"، ولقد نبه - صلى الله عليه وسلم - على ما سيحدث وما ينبغي للمسلم بعده من التغير والابتداع فقال: "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" وقال تعالى محذراً من مخالفته ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾[3]، وقال - صلى الله عليه وسلم -"من رغب عن سنتي فليس مني"، وقال - صلى الله عليه وسلم -"كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل ومن يأبى يا رسول الله قال من أطاعني فقد دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى"، وقال - صلى الله عليه وسلم -"تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي"، وكم في نصوص الكتاب والسنة ما يغري بالتمسك بالسنة ويضمن للمستمسك بها النجاة من الفتنة والهداية من الضلالة قال تعالى ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ ﴾[4]. معشر المسلمين: ألا وإن تعمد مخالفة السنة أو الإعراض عنها عن قصد ممن استحسنه عن إمارات الضلال وموجبات الخزي والعذاب والنكال قال تعالى ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾[5] وقال الحق سبحانه ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾[6] وقال جل شأنه ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ﴾[7] وقال تبارك اسمه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾[8]. يا أيها المؤمنون: ولقد تواترت عن جماعة من السلف، من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان وأئمة الهدى من بعدهم والوصية بالسنة والتحذير من شؤم المخالفة والبدعة، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه "لست تاركاً شيئاً كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعمل به إلا عملت به وإني لأخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ"، وقال أبو قلابة رضي الله عنه "إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعانا من هذا وهات من كتاب الله فاعلم أنه ضال"، وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: "لا رأي لأحد مع سنة سنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وقال الإمام مالك رحمه الله: "السنة سفينة نوح عليه السلام من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق"، وقال الإمام الشافعي رحمه الله: "أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يحل له أن يدعها لقول أحد" وقال الإمام أحمد رحمه الله: "من رد حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو على شفا هلكة"، وقال الإمام البربهاري رحمه الله: "إذا سمعت الرجل يطعن في الآثار أو يريد الآثار يعني الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاتهمه على الإسلام ولا تشك أنه صاحب هوى وبدعه". [1] (آل عمران: 31). [2] (الأحزاب: 21). [3] (النور: من الآية 63). [4] (النور: من الآية 54). [5] (الأحزاب: 36). [6] (النور: من الآية 63). [7] (التوبة: 63). [8] (الحجرات: 2).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |