|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التحذير من النفاق الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز الدهيشي الحمد لله عالم الغيب والشهادة، المطلع على سريرة العبد وكنه مراده، سواء عنده من أسر القول ومن جهر به، فليتق الله المؤمن في أعماله واعتقاده، أحمده سبحانه على ما غمرنا به من واسع فضله، وأشكره على ما ستر من قبيحة أعمالنا بعظيم حلمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أرسله ونجم الهدى قد أفل، وظلام الباطل قد تراكم وطغى، فأزهقه بنور الحق حتى وهى واضمحل، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم في الأفعال والأقوال والعمل.. أما بعد: أيها الناس: أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى في السر والعلانية ومراقبته فإنه لا تخفى عليه من أعمالكم خافية، فقد وكل بكم ملائكة كرامًا كاتبين يحصون أعمالكم كبيرها وصغيرها، وغدًا ستندثر وصحائف أعمال العباد يقرؤونها ويمجدون فيها ما عملوا من الخير والشر حاضرًا، وقد كانوا في الدنيا يستخفون من الناس ولا يراقبون عالم السرائر، ويحرصون على تزيين ظواهرهم بالأقوال والأفعال ويخفون في بواطنهم السوء، مستبعدين سوء المنقلب، وقد علمتم يا عباد الله أن المعقود عليه إصلاح البواطن، وأنه الشاهد العدل في أحرج الباطن، وأن العبد مهما أخفى من عمل فسيظهره الله علانية يوم القيامة على رؤوس الخلائق، ويأمر مناديًا ينادي: هذا ما أسره فلان بن فلان. يقول - صلى الله عليه وسلم -: (ينصب لكل غادر لواء عند أسته يوم القيامة ويقال: هذه غدرة فلان بن فلان)[1]. واعلموا - رحمكم الله - أن كل عمل يخالف ظاهره باطنه نفاق، فاتقوا الله عباد الله واحذروا النفاق في أقوالكم وأفعالكم واصدقوا الله في عباداتكم ومعاملاتكم، وقد علمتم ما قص الله عليكم في كتابه العزيز من أعمال المنافقين وأخلاقهم؛ حيث يقول تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142] إلى قوله ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 145]. وقوله تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴾ [التوبة: 68] وإذا علمنا ما توعد الله به المنافقين فعلينا أن نتعرف على النفاق لنبتعد عنه، وقد أوضح لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفة المنافق بقوله: (آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان)[2]. ويقول أيضًا: (أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر)[3] ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (علامة بيننا وبين المنافقين: صلاة العشاء والصبح لا يستطيعونها)[4]. فتفقد أعمالك يا عبد الله واعرضها على هذه الصفات التي رسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمنافق، فإن كنت قد تخلقت بشيء من هذه الصفات فاستغفر الله وتب إليه ما دام باب التوبة مفتوحة، واقرأ ما توعد الله به المنافقين حيث يقول سبحانه: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴾ [التوبة: 68] ثم تأمل حال الدنيا وسرعة زوالها وتقلباتها ولا تغتر بها، واحذر عدوك الشيطان أن يخدعك فإنه ملازم لك دائمًا ويحرص على صدك عن أعمال الخير ويعظمها عليك، ويحثك على فعل الخير والمكروه ويعدك بالتوبة، وما يريد لك إلا أن ترافقه في نار جهنم، فاتق الله يا عبد الله وطهر أعمالك من النفاق، والزم الصدق في أقوالك وأفعالك والإخلاص في أعمالك ومعاملاتك، وابتعد عن الكذب والخيانة والغش والخداع والمداهنة في أمور دينك وحافظ على العهود التي تعقدها على نفسك، ولا تأت بما يناقضها، وراع الله في أفعالك، فإذا خاصمت فاتق الله في خصومتك ولا تقل إلا الحق والصدق، وإياك والتعصب لنفسك والتجرؤ على الله بانتحال الكذب والأيمان الفاجرة فإن الشيطان يحضر عند الغضب وعند الخصومة ويحملك على الكذب والفجور لتنتصر لنفسك، وإن كنت مبطلًا في دعواك، يعدك ويمنيك بالتوبة وأن بابها مفتوح فهذه من غروره وأمانيه التي أخبر الله بها في قوله: ﴿ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [النساء: 120]. واعلم - يا عبد الله - أن باب التوبة مفتوح للذي يعمل الذنب على جهل، ومتى علم خطأه تاب إلى الله ورجع عما أقدم عليه من الذنب وندم على إقدامه عليه، وعزم أن لا يعود إلى خطئه، أما الذي يعمل الذنب وهو يعلم ويقدم عليه اعتمادًا على التوبة وهذا أحرى أن لا يوفق للتوبة وأن لا تقيل منه لأن الله - تعالى- يقول: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 17] ويقول تعالى: ﴿ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 18]. والحمد لله رب العالمين. [1] صحيح البخاري (3016) وصحيح مسلم (1738). [2] صحيح البخاري (33) وصحيح مسلم (59). [3] صحيح البخاري (34) وصحيح مسلم (58). [4] موطأ مالك (292).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |