الحث على تعلم العلم النافع والعمل به - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4865 - عددالزوار : 1834401 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4432 - عددالزوار : 1179321 )           »          شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 749 - عددالزوار : 74973 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 101 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 96 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 88 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 97 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 93 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 84 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-12-2019, 12:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,842
الدولة : Egypt
افتراضي الحث على تعلم العلم النافع والعمل به

الحث على تعلم العلم النافع والعمل به









الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز الدهيشي





الحمد لله الذي جعل العلم نورًا والجهل ظلمات، وجعل العلوم النافعة رافعة أهلها إلى أعلى الدرجات، كما أن العلوم الفاسدة هابطة بهم إلى أسفل الدرجات، أحمده سبحانه أن جعل لنا عقولًا نعي بها ما ينفعنا، وأشكره على ما حبانا به من نعمه وفضلنا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كامل الأسماء والصفات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أشرف المخلوقات، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أولي الفضائل والكرامات.





أما بعد:


فيا أيها الناس.. أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، وتعلم ما ينفعكم في الدين والدنيا واعملوا بما علمتم يزدكم الله فقهًا في الدين، قال - صلى الله عليه وسلم -: (من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم)[1]، واعلموا أن أجل العلوم وأنفعها وأشرفها علم الكتاب والسنة، وكل ما ورد في كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - في فضل العلم وأهله فالمقصود به علم الكتاب والسنة، والعلماء الوارد ذكرهم في الكتاب والسنة هم علماء الكتاب أي القرآن والسنة، وما عداهما من العلوم فهو لا يستحق صاحبه أن يعد من العلماء إلا إذا فسر علمه كعالم الطب والهندسة والصناعة ونحوها، أما العلماء الذين قال الله فيهم: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، وقال: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]، وقال فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (العلماء ورثة الأنبياء)[2]، فالمراد بهؤلاء علماء الكتاب والسنة لا غير، وقد فضل الله أهل هذا العلم على غيرهم برفع الدرجات وأثنى عليهم بأنهم ليسوا كغيرهم فقال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]، وأمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يستزيده من هذا العلم فقال تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]، ومن دعائه - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم إني أسألك علمًا نافعًا وأعوذ بك من علم لا ينفع)[3]، وقد قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العلم إلى نوعين: نوع نافع لأهله في الدنيا والدين، ونوع ضار لحامليه وهابط بهم أسفل السافلين.





وإنما تعرف العلوم النافعة والضارة بآثارها، فالعلوم النافعة تطهر القلوب وتزكيها، وتكمل الأخلاق وتنميها، تدعو أهلها إلى الإيمان والرغبة في الخيرات، وتحذرهم من الشرور ومصارع الهلكات، تدعوهم إلى المحافظة على الصلوات، والتمسك بسنة المصطفى في الأفعال والأقوال والمعاملات، تدعوهم إلى الإخلاص وخفض الجناح للمؤمنين، وتحملهم على التواضع ومحبة الخير لكافة المسلمين، أما العلوم الضارة فإنها تدنس النفوس وترديها، وتميت الأخلاق الفاضلة ولا تحييها، تحمل أهلها على الكبر والعجب والغرور، توجب الأشر والبطر وأنواع الشرور، صاحبها معجب بعقله الناقص وبنفسه المسكينة، محتقر لأهل الفضل والخير من الآمنين المتمسكين بسنة سيد المرسلين، مهدر لحق من له حق وربما احتقر من سفاهته وسقوط أخلاقه والديه، تعرف هذا النوع من الناس بسيماهم وأحوالهم، وتستدل على سفاهتهم بما يبدو ويظهر من أفعالهم وأقوالهم، إذا رأوا المحافظ على السنة القائم بما افترضه الله عليه قالوا هذا عقل قديم، وقد أعجبوا بعقولهم الفاسدة الداعية لكل خلق ذميم، والتي تفضل سنن وعادات الكفار من اليهود والنصارى والمجوس على سنة خاتم الأنبياء والمرسلين، وتجرؤوا على المحرمات والمكروهات والمشتبهات من حلق اللحى وتوفير الشوارب والتدخين، وتطويل الملابس واستعمال الذهب في الساعات والخواتم في اليدين، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين)[4] ولما رأى مجوسيًا ما حالقًا لحيته وتاركًا شاربه قال - صلى الله عليه وسلم -: (جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس)[5] ولما رأى رجلًا في يده خاتم من ذهب نزعه من يده ورماه وقال: (يعمد أحدكم إلى جمرة يجعلها في يده)[6]، ورأى رجلًا يجر إزاره فقال: (إن الله لا ينظر إلى من جر إزاره خيلاء)[7] فالعلم النافع يا عباد الله ما حمل صاحبه على التمسك بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.





ومن علم ولم يعمل بعلمه فهو أشد عذابًا ممن لم يعلم وفيه شبه من اليهود الذين أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يسأله الهداية إلى الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم وهم اليهود لأنهم يعلمون ولا يعملون.





فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن العقول لا تزكو ولا تكمل إلا بالوحي والقرآن ولا تكون عقولًا نافعة حتى تتغذى باليقين والإيمان قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى ﴾ [طه: 54]، وقال: ﴿ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190]، وهم أهل العقول الوافية والأخلاق الزاكية، ومحال أن توجد عقول تقارب عقل النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي تستمد منه العقول والآراء، أو عقول الصحابة الكمل النجباء، أو عقول السلف والأئمة الصالحين الذين أصلحوا بعقولهم ودينهم الدنيا والدين، حسب العقول الكاملة الزاكية أن تستمد من عقل النبي - صلى الله عليه وسلم - وآرائه وأخلاقه، وأن تستنير بنور هديه وتوجيهه وإرشاده، كيف تستقيم العقول إذا أعرضت عن الرشد والهدى والنور؟.





فاتقوا الله عباد الله واعملوا بما علمتم من كتاب الله وسنة نبيه واعلموا أن الفرقة الناجية من النار هي المتمسكة بسنة المصطفى في -صلى الله عليه وسلم- في عباداته وأخلاقه وأفعاله حيث يقول - صلى الله عليه وسلم -: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل من هم يا رسول الله قال: الجماعة)[8] ولا تكونوا كالذين قال الله فيهم: ﴿ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [غافر: 83].






[1] رواه أبو نعيم في الحلية عن أنس بن مالك (10-15).




[2] صحيح ابن حبان ح (88) وسنن أبي داود ح (1 364) وصححه الشيخ الألباني.




[3] صحيح أبن حبان (82) والمستدرك على الصحيح ح (1339).




[4] صحيح ابن حبان ح (5) وسنن الترمذي ح (2676) وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.




[5] صحيح مسلم (260).




[6] صحيح مسلم (2090).




[7] صحيح البخاري (5451) وصحيح مسلم (2085).




[8] سنن أبي داود ح (4596) وسنن ابن ماجه (3992) وصححه الشيخ الألباني.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.85 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]