فضائل الصدقات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4864 - عددالزوار : 1831169 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4431 - عددالزوار : 1176965 )           »          شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 549 - عددالزوار : 74499 )           »          حكم الزكاة لمن اشترى أرضاً ولم ينو بيعها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          صيام الأيام البيض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          هل الاستغراق في النوم ينقض الوضوء؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          الفرق بين الرياح والريح والسُّنة فيهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 2071 )           »          اهتمام الإسلام بالعلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 108 - عددالزوار : 48238 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-03-2020, 04:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,604
الدولة : Egypt
افتراضي فضائل الصدقات

فضائل الصدقات



حسام بن عبدالعزيز الجبرين





إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله.

أمَّا بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، بامتثالِ أوامره، واجتنابِ نواهيه؛ فذلك سعادةُ الدنيا والأخرى.


إخوة الإيمان:
من كمال شريعة الإسلام تنوعُ عباداتها، وكثرة طرق الخير فيها، يتعبَّد المرء لخالقه بالقلب، وبالقول، وبالفعل، عبادات بدنية وأخرى مالية، ديننا شرع لنا ما فيه صلاحُنا في كل أمورنا على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع.


وسنتطرق هذا اليومَ لأمرٍ له فضائلُ كثيرةٌ، ونصوص حثتْ عليه من القرآن والسنة، ورتبتْ عليه أجورًا عظيمة، إنه النفقات والصدقات، فتأمل وأنت تقرأ كلامَ ربِّك الآياتِ التي تأمر وتحث على ذلك.


أيها الصائمون:
إن إطعام المسكين بالذات، والقيام بما يصلح حاله، له منزلتُه العظيمة عند الله، وتعالَوا لنتأمل بعض آيات ربنا، قال الله في سورة الحاقة فيمن أُوتي كتابه بشماله - عياذًا بالله -: ﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ... ﴾ الآيات [الحاقة: 30 - 35].


وفي سورة الماعون: ﴿ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴾ [الماعون: 3]، وفي المدثر: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴾ [المدثر: 42 - 44]، وفي سورة البلد: ﴿ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴾ [البلد: 11 - 14]، وغيرها من الآيات.


واسمع إلى هذا الحديث الذي أخْرجه البخاري ومسلم، يقول - عليه الصلاة والسلام -: ((الساعي على الأرملة والمسكين كالمُجاهد في سبيل الله - وأحسبه قال - وكالقائم لا يفتر، وكالصائم لا يفطر)).


إخوة الإسلام:
لَم يكلِّفْنا الله - جلَّ وعلا - الصدقة بقُوتِنا وقوت أبنائنا؛ وإنما الزائد عن حاجتنا؛ قال الله: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ﴾ [البقرة: 219]، قال قتادة وعطاء: "هو ما فضل عن الحاجة".


عباد الله، فضائل الصدقة كثيرة جدًّا، فمِنْ أهمها ما يلي:
الأجر العظيم والمضاعفة التي تصل في النسبة المئوية إلى سبعين ألفًا بالمائة، والله يضاعف لمن يشاء؛ في "صحيح مسلم" أن رجلاً جاء بناقة مخطومة، فقال: هذه في سبيل الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لك بها يومَ القيامة سبعمائة ناقة، كلها مخطومة))، والله يقول: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ [البقرة: 261]، ولأهل العلم قولان في هذه المضاعفة: فمنهم من قال: إنها تشمل جميع أبواب الخير، ومنهم من خصه بالجهاد في سبيل الله، وفضلُ الله واسع، والله كريم ذو فضل عظيم؛ قال الله: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ﴾ [البقرة: 245].


ومن فضائل الصدقة: أنها تمحو الخطيئة وتُذهِب نارها، كما في قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار))؛ صححه الألباني في "صحيح الترغيب".


ومن فضائلها: أنها وقاية من النار، كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((فاتقوا النار ولو بشق تمرة))؛ أخرجه الشيخان.


ومن مزايا الصدقة أنها لا تنقص المال، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك بقوله: ((ما نقصتْ صدقةٌ من مال))؛ رواه مسلم، بل هي مخلوفة؛ قال الله: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]، وإن الشيطان لَيكيدُ للمسلم عندما يريد التصدُّق؛ قال الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 267]، ثم قال بعدها: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268].


ونستكمل في الخطبة الثانية بعض فضائل الصدقة، وفَّقَنا الله وإياكم لفعل الخيرات، وترْك المنكرات، والفوز بالجنات، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية

الحمد لله أكرم الأكرمين، يجزي بالعمل اليسير أجرًا كثيرًا، وفضلاً وفيرًا.

وبعد:
إخواني، إن المتصدِّق ينفع نفسه حقيقة، وهذا ما سيجده عند ربِّه: ﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ ﴾ [البقرة: 272]، ولما سأل النبيُّ عائشةَ - رضي الله عنها - عن الشاة التي ذبحوها: ((ما بقي منها؟)) قالت: ما بقي منها إلا كتفُها، قال: ((بقي كلها غير كتفها))؛ رواه مسلم.


والنبي - صلى الله عليه وسلم - سأل أصحابه فقال: ((أيكم مالُ وارثه أحبُّ إليه من ماله؟))، قالوا: يا رسول الله، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه، قال: ((فإن ماله ما قدَّم، ومال وارثه ما أخَّر))؛ أخرجه البخاري.


أيها الفضلاء، ومن عجائب الصدقة أنها سبب للشفاء من الأمراض؛ ((داووا مرضاكم بالصدقة))؛ حسنه الألباني.


يقول ابن شقيق: سمعت ابن المبارك وقد سأله رجل عن قرحةٍ خرجتْ في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فاحفر بئرًا في مكان حاجةٍ إلى الماء؛ فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ.


ومن فضائل الصدقات: أن المتصدق في ظلِّ صدقتِه يوم القيامة؛ ففي "صحيح الجامع" مرفوعًا: ((كل امرئ في ظلِّ صدقته حتى يقضى بين الناس))، وقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظلِّه يوم لا ظل إلا ظله: ((رجل تصدَّق بصدقة فأخفاها؛ حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه))؛ أخرجاه في الصحيحين.


ومن فضائل الصدقات أنها تطفئ غضبَ الله - سبحانه وتعالى - كما في قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((إن صدقة السرِّ تطفئ غضبَ الربِّ - تبارك وتعالى))؛ صححه الألباني في "صحيح الترغيب"، وتقبل الله ممن يأخذ فاتورة الكهرباء من العداد ويسددها، وربما لم يعلم به أحد، أو يفعل غير ذلك من أوجه الخير؛ ﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ ﴾ [البقرة: 271].


أيها الصائمون، كم التكافل الاجتماعي، وكم فيه من سل السخائم وفشو المودة!


عباد الله:
إن الصدقة وفضائلها ليستْ للموسرين فقط؛ بل حتى الفقراء يحصلون على هذه الفضائل؛ ففي "سنن النسائي" مرفوعًا وحسنه الألباني: ((سبق درهمٌ مائةَ ألف درهم))، قالوا: وكيف؟ قال: ((كان لرجل درهمان، تصدَّق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله فأخذ منه مائة ألف درهم، فتصدق بها)).


إخوة الإيمان:
ها نحن في شهر الجود والعطاء؛ ففي البخاري من حديث ابن عباس: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان"، ولنستحضر عند الصدقة أنها تعُود بالبركة على المال ولا تنقصه، ولنتذكر حال التصدق ابتغاء مرضاة الله، وأن هذا يجده العبدُ أمامه بإذن الله، ولنتذكر فضائلها عمومًا؛ فإن ذلك مما يجعل المرءَ يدفع الصدقة وهو فرحٌ مسرور طيبةٌ بها نفسُه.


يسَّر الله لنا فعل الخيرات وترك المحرمات.


ثم صلوا وسلموا على خير البرية وأزكى البشرية، فاللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آل محمد.


اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.73 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]