ترجمة الشيخ مكي بن حسين الكبيسي (1374 - 1437هـ) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن " زَادُ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ" لابن الجوزى ____ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 519 - عددالزوار : 24632 )           »          كتاب مداخل إعجاز القرآن للأستاذ محمود محمد شاكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 1896 )           »          الوابل الصيب من الكلم الطيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 1248 )           »          الصوم في الشرع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          المرأة وبيت الزوجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          "المَقامة الكروية": (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          حِكَمُ الطنطاوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          دعِ العوائقَ .. وانطلقْ ..!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          في رمضان ماذا لو حصل...؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-03-2020, 03:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,732
الدولة : Egypt
افتراضي ترجمة الشيخ مكي بن حسين الكبيسي (1374 - 1437هـ)

ترجمة الشيخ مكي بن حسين الكبيسي (1374 - 1437هـ)


د. عبدالحكيم الأنيس




(هذه ترجمة موجزة للعالم الجليل، والصديق النبيل، الأديب الأريب، الصالح الفالح، المهاجر الصابر، الأستاذ الشيخ مكي بن حسين الشامي[1] الكُبيسي الفلوجي.
وهذه الترجمة كان قد كتبها لنفسه، وأضاف إليها ابنه الكبير الدكتور هاني - وفقه الله - أشياء، وحصلتُ على نسختها من ولده الآخر الشيخ مصطفى سلمه الله.
وقد رأيت أن أبادر بنشرها لتعرِّف بالشيخ الراحل العزيز رحمه الله، وغفر له، ورضي عنه، وجزاه عن العلم والدين خيرَ ما جزى عالمًا عاملا مخلصًا.
وأرجو أن يكون نشر هذه الترجمة محفزًا لطلابه وذويه بالانطلاق منها والبناء عليها.
وقد أدرجتُ معها كلمة وقصيدة مؤثرتين لأحد تلاميذ الشيخ وهو الدكتور سعد الكبيسي إعجابًا بهما، وتقديرًا لخصلة الوفاء المشرقة فيهما.
وهذه هي الترجمة، وتتبعها كلمة الوفاء، وقصيدة الرثاء).

وُلد في الثالث من محرم الحرام سنة1374هـ الموافق (6) أيلول عام1954م في كبيسة.

أكملَ قراءة القرآن الكريم في الخامسة من عمره على يد الملا حمدان رويجع الكبيسي.

التحقَ بعدها في عام 1961 بمدرسة كبيسة الابتدائية، وكان المتفوق الأول في جميع المراحل، فكان بعض المعلمين يحث والده على إبقائه في المسلك المعتاد أملاً في الحصول على شهادة الطب أو الهندسة التي كان يطمح إليها النابهون -وما زالوا- ولكن والدَه أصرَّ على الانخراط في المدرسة الدينية العلمية التي أسسها الشيخ عبدالسّتار مُلا طه الكبيسي رحمه الله.

وقد تتلمذ على كثيرٍ من المشايخ فيها، أبرزُهم الشيخ محمد طه الباليساني رحمه الله والشيخ محمود مجيد سعود الكبيسي حفظه الله.

وقد استمرت مرحلة الدراسة في كبيسة أكثر من خمس سنوات إلى أن أغلقت المدرسة سنة 1972، فانتقل هو ومجموعة من الطلبة إلى المدرسة الآصفية في الفلوجة عام 1972 فأكمل الصفين الخامس والسادس فيها، وكان ممّن درسه فيها:
1- الشيخ إبراهيم رحيم جَدي الهيتي.
2- الشيخ خليل محمد الفياض الكبيسي.
3- الشيخ علي هاشم العيساوي.
وغيرهم من المشايخ الأفاضل.
وكان في تلك المرحلة يكتب في مجلة "التربية الإسلامية"، وينشر فيها بعض قصائده.
وقد نشرت له عدة قصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وفي رثاء شيخه الشيخ عبدالعزيز السامرائي، وقصائد في توجيه الشباب، وقصيدة إلى الأخت المسلمة.

وفي عام 1974 التحق بالدراسة في كلية الإمام الأعظم في بغداد، وأمضى فيها أربع سنوات، تولى تدريسه فيها عددٌ من أساتذة التفسير والحديث والفقه والأصول واللغة والقانون، وكان مِنْ أبرزهم:
1- الأستاذ القاضي عبدالقادر إبراهيم - قاضي بغداد الأول -.
2- الأستاذ الدكتور عبدالله محمد الجبوري.
3- الأستاذ الدكتور أحمد عبيد الكبيسي.
4- الأستاذ الدكتور عبدالملك عبدالرحمن السعدي.
5- الأستاذ الدكتور حارث سليمان الضاري.
6- الشيخ الدكتور أحمد حسن طه.
7- الأستاذ الدكتور غانم قدُّوري حمَد.
ولم تكن أيام الكلية أيامَ دراسة فحسب، بل كانت فرصة لمعرفة مناهج الدعاة والاستفادة من أساليبهم في طرق الدعوة.
وقد كان له تواصل مع الداعية المصري الشيخ محمود غريب الذي كان مثالاً صادقاً للعمل الدؤوب، والحرص على توعية الرجال والنساء، حيث كان يتنقل بين مدن العراق وقراه، وتعلق به الشباب، وكان صرخة قوية لتنبيه النيام، والتعريف بالإسلام.

وفي عام 1978 أكمل الدراسة الجامعية الأولية، وكان الأول على الكلية، وبمعدل 017/96. وحال دون إكماله الدراسات العليا مباشرة اشتراطُ الانتماء إلى الحزب الحاكم آنذاك.

وبعد أن خفَّ الضغط على الراغبين في إكمال الدراسة تمَّ قبوله لدراسة الماجستير عام 1986م، وأكملها في عام 1988م، وكان الناجح الأول أيضاً، وكانت رسالته بعنوان:
"الامام شعبة بن الحجّاج ومكانته بين علماء الجرح والتعديل".


والتحق بعدها بدراسة الدكتوراه، وأكملها في عام 1994، وكانت أطروحته بعنوان:
"السُّنة النبوية ومطاعن المُبتدعة فيها".


وقد تولى تدريسَه في الدراسات العليا أساتذة علماء، مِنْ أبرزهم:
1- الأستاذ الدكتور حمد عبيد الكبيسي.
2- الأستاذ الدكتور هاشم جميل.
3- الأستاذ الدكتور عرفان عبدالحميد.
4- الأستاذ الدكتور قحطان الدوري.
5- الأستاذ الدكتور محسن عبدالحميد.

الوظائف والأعمال:
تقدم بعد إكمال الدراسة الثانوية عام 1974م بطلب التعيين للعمل في المساجد، واجتاز اختبار الأهلية، وتأخر تعيينه إلى سنة 1976، وكان أول مسجدٍ عمل فيه إماماً رسمياً هو مسجد الشيخ واصل بباب الشيخ ببغداد.
ثم انتقل من أوائل عام 1977 إلى الإمامة في جامع عادلة خاتون في منطقة الصرّافية.

وكان هذا الجامع مقراً لهيئة تحرير مجلة "الرسالة الاسلامية"، وقد عمل في المجلة مُحرراً ومُصححاً لمسوداتها، ونشر بعض المقالات والقصائد فيها.
ثم عُيِّن في سنة 1980 إماماً وخطيباً في جامع الحسين بن علي رضي الله عنهما في قرية البوشجل في ناحية الصقلاوية في الأنبار.

وفي عام 1983 انتقل إلى جامع علي بن أبي طالب في الفلوجة، وبقي خطيباً في الصقلاوية حتى عام 1986 حيث توحدتْ الجهة وأصبح إماماً وخطيباً في جامع علي نفسه.

وقد كان يؤمُّ هذا المسجدَ المصلون من الفلوجة وخارجها، وكان محطة للشباب والدعاة من الشيوخ، وقد ظلَّ في هذا المسجد عشرين عاماً، بل لم يترك الدعوة والدروس فيه حتى بعد انتقاله إلى جامع الشيخ عبدالعزيز السامرائي في الفلوجة عام 2003م.
ومن الجدير بالذكر أنَّ عمله في المساجد رافقه العملُ في كلية الإمام الأعظم ببغداد منذ عام 1994.
وكان عمله فيها أولاً محاضراً لمدة ثلاث سنوات.

وفي عام 1997 نُقلت خدماته إلى الكلية بعد إلحاح شديد من عميدها الأستاذ الدكتور حمد عبيد الكبيسي، والشيخ عبدالملك السعدي.

وقد يسّر اللهُ تعالى له تدريس المئات من طلبة العلم في الكلية في المرحلة الأولية، والدراسات العليا.
وأشرفَ على العشرات من طلبة الماجستير والدكتوراه.
وناقشَ العشرات من البحوث والرسائل والأطاريح.

وبعد سبعة عشر عاماً من العمل في الكلية طلب الإحالة على التقاعد في أوائل عام 2011 بعد ما عُيِّن عميداً للكلية، وأصابه ما أصابه من الهمِّ والمعاناة، وركوب الخطر المُصاحب لكل مَنْ يتصدّى لمثل هذا الأمر في تلك الأيام.

وقد تتلمذ على يديه كثيرٌ من الطلبة الذين أصبحوا فيما بعد دعاة وأساتذة، وكانوا من جميع محافظات العراق، بالإضافة إلى الذين تتلمذوا على يديه في الجامعة الإسلامية (العراقية الآن)، وكلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد حيث أشرف على الكثير من طلبتها، وناقش العديد من رسائلها وأطاريحها.

وبعد إحالته على التقاعد تفرَّغ لتدريس العلوم في "المجمع الفقهي لكبار العلماء للدعوة والإفتاء".
وقد تُوفي الشيخ قبل فجر الجمعة التاسع من ذي القعدة سنة 1437هـ في مدينة إربيل في شمال العراق بعد اشتداد مرضٍ لم يلقِ له بالاً.
♦♦♦♦♦♦


ولتتمة الصورة أُوردُ هنا كلمةً كتبها تلميذُه الدكتور سعد الكبيسي حين بلغه مرض الشيخ وإدخاله المستشفى:
"كلمة بحق الشيخ مكي الكبيسي
تتلمذتُ على يديه سنين طويلة فوجدته:
مكي الاسم.
مدني الطبع.
شامي الرفق.
يمني الطيبة.
مصري النباهة.
بغدادي الأريحية.
تتلمذتُ على يديه سنين طويلة فكان كما يقول الامامُ مالك: كلما تذكرت محمد بن المنكدر تذكرت الآخرة.
أحبّه أعداؤه قبل أصدقائه.
ما زالت ذكرياتُ جلساتنا معه وأصداء خطبه الشهيرة محفورة في الوجدان، وعسيرة على النسيان.
كان لي كالأب الحنون، تعلمتُ منه الكثيرَ الكثيرَ قولاً وعملاً.
وعلى مدة صحبتي له ما رأيتُه عملَ عملاً يخالف قولاً.
ما رأيتُه غضبَ منه طالبُ علم.
يملكُ ابتسامة ساحرة، كانتْ بلسماً لكثيرٍ من المهمومين.
ما رأيتُه طلبَ شيئاً لنفسه.
ولا نزكّي على الله أحداً.
أعلمُ أنه ربّما سيَغضبُ مني لو قرأ هذه الكلمات، لكني لا أجدُ الاعترافَ بفضلهِ إلا بهذا الكلام، وبصادقِ الدعاء وأخلصهِ.

اللهم إني أتوسلُ إليك بحبي لشيخي، وبكل حرفٍ علّمني إياه في هذا الدين أن تعجل شفاءه، وتمتعنا بطول عمره في الخير، وأن تلطف به لطفك الظاهر والخفي يا لطيف".
♦♦♦♦♦♦


ثم لمّا حُمَّ القضاء المحتوم وتُوفي الشيخ رثاه بهذه القصيدة:
صمتك المسموع
مهداة إلى شيخنا مكي حسين الكبيسي - رحمه الله -
أبكيكَ أم أبكي نحيبَ رُبوعي
هل يا تُرى ترضى الغداة صنيعي؟!

تلك الديار عزفتَ في محرابِها
لحنَ الثباتِ بحرقةٍ وخشوعِ

قد أملتْ أنسَ اللقاءِ لأنها
طمعتْ بيومِ رجوعِكم ورجوعي

قد زدتَني وجَعاً على وجعي أمَا
قد أخبروك بقلبيَ الموجوعِ!

حملوك إجلالاً على أكتافِهم
وبقيتُ أحملُ غربتي ودموعي

وحرمتَني رؤياك، بعدَك مَنْ تُرى
يُلقي المهابة حانياً في رُوعي؟

تحت الثرى قد أسكنوك وغادروا
لكنْ سيبقى الحبُّ تحت ضلوعي

كم غرَّدتْ تلك الشفاهُ وعلَّمتْ
سندَ الحديثِ بمتنهِ المرفوعِ

قد غبتَ بدراً في السماء منوِّراً
حسدَتْك فيه أهلتي ونجوعي

وبذلتَ للإسلام كلَّ نفيسةٍ
وسموتَ في خُلُقٍ أشمَّ رفيعِ

قد كنتُ أستجدي ابتسامَتك التي
تُحيي النفوسَ بصمتِها المسموع

إني لأشهدُ قد رأيتُك شامخاً
في عالمِ الترويضِ والتركيعِ

يتبع





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-03-2020, 03:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,732
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ترجمة الشيخ مكي بن حسين الكبيسي (1374 - 1437هـ)

ما هبتَ يوماً ظالماً متجبراً
أو كنتَ تخشى مِنْ أذى التجويعِ

عهداً سنجعلُ حزنَنا جسراً إلى
جيلٍ على خطو الأباةِ منيعِ

أدعو لك الرحمنَ أرحمَ راحمٍ
في صحوتي أو في لذيذ هجوعي

يجزيك عني اللهُ أكرمَ منزلٍ
ولقد تركتَ خريفَنا لربيعِ

بعدَتْ منازلُنا وطالَ غيابُنا
بالحرفِ فاقبلْ شيخَنا توديعي".


[1] هذه نسبة الأسرة.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.64 كيلو بايت... تم توفير 2.14 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]