|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التخفيف من نفقات الزواج الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل الحمدُ لله نحمَدُه، ونستعِينُه ونستَهدِيه، ونستغفِرُه ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شُرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، خلق البشر من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وجعل بين الزوجين مودَّة ورحمة، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، حثَّ على الزواج فقال: ((يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوَّج))، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحابته، المهتدين بهديه، والسالكين لطريقته، وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أمَّا بعدُ: فيا عِباد الله، اتَّقوا الله - تعالى - في أنفسكم، وفي أولادكم؛ ذكورًا وإناثًا، حثُّوا الشباب على الزواج المبكِّر، وأعِينُوهم على ذلك، واترُكوا المغالاة في المهور؛ فإنَّها من أسباب تأخير الزواج، واحذَرُوا من الإسراف والمباهاة في ولائمه؛ فإنَّ أكثرها يفرغ في الأرض، وربما وُضِعَ في الأماكن القَذِرة، فاحذَرُوا العُقوبات، لقد كثُر الشباب العزب، وتضاعَف عدد الشابات غير المتزوِّجات، وحرم الجميع لذَّة الحياة، ولا شكَّ أنَّ من أعظم الأسباب في ذلك كثرةَ المهور. ومن المأسوف له أنَّ أمر المهر أصبح لدى الكثير من الرجال بيد النساء، ولم يبقَ للرجل قيمة في أمر ابنته، وأصبحت النظرة للمال لا للرجل؛ لأنَّ الأمر عاد للنساء، عاد لناقصات العقل والدِّين، عاد لِمَن لا يُدرِكن عواقبَ الأمور، وأصبح الضحيَّة الشاب والشابَّة، وربما ترتَّب على ذلك مفاسد قد لا يُدرِكها الكثير، لقد أمر الله بالتزويج، ولم يجعل الفقر عيبًا، ووعَد بالغنى؛ قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32]. وحثَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوَّج؛ فإنَّه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنَّه له وجاء))؛ رواه البخاري ومسلم. ولا شكَّ أنَّ في الزواج فوائدَ كثيرة منها: تكثير النسل الذي حثَّ عليه رسول الله - صلواتُ الله وسلامُه عليه - حيث قال في حديث أبي داود: ((تزوَّجوا الودود الولود؛ فإنِّي مكاثرٌ بكم الأمم)). ومنها: أنَّه سكَنٌ للنفس، ومَتاعٌ في الحياة، وطمأنينةٌ للقلب، وإحصانٌ للفرج. كما أنَّ في تقليل المهور فوائدَ منها: إقبال الشباب على الزواج المبكِّر، وبذلك تحصل سَعادة الذكَر والأنثى، وتتحقَّق مصالح الزواج، وتقلُّ المفاسد الناتجة عن تأخيره، وتنعدم. وقد رغَّب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تقليل مؤونته فقال: ((إنَّ أعظم النكاح بركةً أيسره مؤونة)). ثم إنَّ من أسباب سعادة الزوجين وطول العشرة بينهما قلَّةَ تكاليفه؛ فإنَّ الرجل إذا تحمَّل الديون بسبب هذا الزواج، كانت الزوجة شبحًا أمامه مخيفًا، كلَّما ذكر ما تحمَّل في سبيل زواجها من دُيون قد يطول سدادها ويتضاعَف سنة بعد سنة، فتتعقَّد حياة الزوج، وتَسُوء العشرة بين الزوجين، وقد يَؤُول الأمر إلى أنْ يطلقها الزوج على عوض، فيتحيَّن الفرصة في وليِّها فتنعكس الحال على الولي، وقد يكون فقيرًا فيضطرُّ هو إلى أنْ يستدين؛ ليُخلِّص ابنته من العشرة المعقَّدة، والسبب الأوَّل هو ما تحمَّلَه الزوج من نفقاتٍ أكثرها لا قيمة لها ولا عوض؛ أمَّا إذا كانت نفقات الزواج مُيسَّرة، وقليلة، ومعقولة، فإنَّ ذلك ممَّا يُساعِد على سعادة الزوجين، وطُول العشرة فيما بينهما، ولو قُدِّرَ عدم الملائمة بينهما فإنَّه يسهل على الزوج مُفارَقة الزوجة دُون أنْ يطلب عِوَضًا، فيذكر الجميل السابق من ولي الزوجة، فيُقابِله بجميلٍ أعظم، فيحصُل الإمساك بالمعروف، أو التسريح بإحسان. فما أحوجنا إلى الرُّجوع إلى تعاليم ربنا، والسَّير على سنَّة نبيِّنا - صلواتُ الله وسلامُه عليه - فقد تعقَّدت الحياة، وساءَ سلوك الكثير من الشباب، وترقَّبت النساء الزواج، وأصبح الكثير من الأولياء حجر عثرة أمام مَن يريد حلَّ مشكلة الزواج؛ حيث كانت نظرته للمال لا للرجل، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)). فيا عِباد الله: اتَّقوا الله في أنفُسكم، خُصوصًا وعمومًا، لا تحبسوا النساء من أجل طمع الدنيا؛ فإنَّ عواقب ذلك وخيمة، وأضراره كثيرة، ولا تقتصر على الأفراد، بل تعمُّ الجميع. ويا أيها الشباب، عليكم بالاستقامة ولُزوم طاعة الله؛ فإنَّ أكثر الأولياء يلقون اللوم على الشباب، فكم من ولي ابنةٍ يريد لها زوجًا صالحًا، ولو كان المهر قليلاً، حتى ولو ساعَدَه هو فيه، حتى يطمئن لأمانته، وأنَّه وضعها عند أمين، إنَّ البنات أمانة في أعناق الأولياء، فلا بُدَّ أنْ يختاروا لهنَّ أمناء، فتعاوَنوا أيها الشباب مع الأولياء في تسهيل مهمَّة زواجكم، فليس كلُّ الأولياء طامعين، وليست نظرة كلِّ الأولياء للمال دُون صلاح الرجال، فتعاوَنوا على البر والخير، وأصلحوا أحوالكم حتى توضع الثقة فيكم، ويسهل أمر زواجكم؛ فإنَّ الأمة في حاجة إلى تكثير النسل، وقد حثَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك بقوله: ((تزوَّجوا الودود الولود؛ فإني مكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة))، وحتى يصلح المجتمع ويترفَّع عن الرذائل. فاتَّقوا الله أيها المسلمون؛ رجالاً ونساءً، شببًا وشبانًا، تعاونوا على ما فيه خيرُكم وصلاحُكم في أمر دِينكم ودُنياكم، وعالجوا أمراضَكم الاجتماعيَّة بتعاليم ربكم وسنَّة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - فلا خير إلا دلَّكم عليه، ولا شرَّ إلا حذَّركم منه. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قال الله العظيم: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32]. بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتاب علّي وعليكم، إنَّه هو التوَّاب الرحيم. أقول هذا، وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفروه، إنَّه هو الغفور الرحيم. •••• واعلَموا أنَّكم في حاجةٍ إلى تفقُّد أحوالكم، ومُعالجة أمراضكم الاجتماعيَّة، فليست بأقل أهميَّة من أمراض الأبدان، التي يُسارع في عِلاجها عند ظهور المرض، فكم من مرضٍ اجتماعي هو أخطر على الأمَّة من أمراض الأبدان، وقد تضاعَفتْ نفقات المهور، وعزَف الكثير من الشباب عن الزواج المبكِّر، وقد يُعلل ذلك بكثرة المهور، ومتطلَّبات الحياة بعد الزواج، وما يستحمله من أعباءٍ بعد الزواج، فينصرف إلى تأمين مستقبله أولاً - كما يقولون - ويضعف تفكيره في الزواج مبكرًا، ولا شكَّ أنَّ هذا من ضعف الإيمان، وقلَّة الثقة بالله، الذي خلق الخلق، وتكفَّل بأرزاقهم فلا بُدَّ من معالجة غَلاء المهور بالتوعية العامَّة، وخُصوصًا من قِبَل رؤساء القبائل وأمرائهم، وحث جماعتهم على التقليل في طلب المهور، والاقتصاد في نفقات الزواج، والتقليل في الولائم؛ حتى ينتشر ذلك، ويصير شيئًا عاديًّا لدى العُموم، فكم من مريدٍ للاقتصاد والتقليل، ولكن يحمله ما فعل غيره من تكلُّف على أنْ يتكلَّف، ويكون التكلُّف عادةً يرغم الكثير عليها. فاتَّقوا الله يا عِباد الله في أمَّتكم وفي شبابكم، واعلَموا أيها الشباب أنَّ لكم يدًا في أسباب تأخير زواجكم؛ من ضعف الإيمان، وسوء سُلوك الكثير، فارجِعُوا إلى ربِّكم أيها المسلمون!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |