|
|||||||
| ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
تذكرة المسلم الأواه بأخطاء تقع في الصلاة السيد مراد سلامة عناصر الخطبة: العنصر الأول: إقامة الصلاة من صفات المؤمنين. العنصر الثاني: أخطاء تقع في الصلاة. الخطبة الأولى الحمد لله القائل ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1، 2]، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين القائل: (صلوا كما رأيتموني أصلي) والقائل: (أرحنا بالصلاة يا بلال) والقائل: (جعلت قرة عيني في الصلاة). وبعد: فإن الصلاة عمود الإسلام، والصلاة هي أول ما يسأل عنه العبد في يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر العمل وإن فسدت فسد سائر العمل، والصلاة نور، والصلاة شفاء، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ولقد أمرنا الله تعالى بإقامتها وجعلها من صفاته عباده المؤمنين فقال رب العالمين ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 2، 3]. فما معنى إقامة الصلاة؟ وما هي الأخطاء التي تبطل الصلاة ويقع فيها بعض الأخيار؟ هيا عباد الله لنتعرف على ذلك: إقامة الصلاة كما ورد عن الصحابة والتابعين الإتيان بها بجميع شروطها وأركانها والإقبال فيه على الله تعالى يقول ابن كثير - رحمه الله - في قوله تعالى: ﴿ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ﴾ [البقرة: 3]. قال ابن عباس: أي: يقيمون الصلاة بفروضها. وقال الضحاك، عن ابن عباس: إقامة الصلاة إتمام الركوع والسجود والتلاوة والخشوع والإقبال عليها فيها. وقال قتادة: إقامة الصلاة المحافظة على مواقيتها ووضوئها، وركوعها وسجودها. وقال مقاتل بن حيان: إقامتها: المحافظة على مواقيتها، وإسباغ الطهور فيها وتمام ركوعها وسجودها وتلاوة القرآن فيها، والتشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا إقامتها. تفسير ابن كثير - ط دار طيبة (1/ 168). العنصر الثاني أخطاء يقع فيها المصلي: أحباب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هناك أخطاء يقع فيها كثير من الأخيار بعضها يبطل الصلاة وبعضها مكروه لذا رأيت أن أوضح لكم تلك الأخطاء حتى تبرأ الذمة أمام الله تعالى ويزول العذر بالجهل واليكم بيان ذلك بحول الله وطوله. أولا: الجهر بالنية: فكثيرا ما نسمع من يقول: نويت أصلي العصر أربع ركعات... وللناس في التلفظ بالنية مضحكات مبكيات. وهذا عباد الله خطأ لأنه لم يرد عن النبي ولا عن أصحابه ولا عن أحد من التابعين انه كان يتلفظ بالنية. فالسنة أن لا يتلفظ المكلف بالنية، لأن النطق باللسان غير مشروع بل هو بدعة لأنه إحداث في الدين ما ليس منه، عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد[1]. ولقد عد العلماء التلفظ بالنية نقص في العقل يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: (والتلفظ بالنية نقص في العقل والدين، أما في الدين فلأنه بدعة، وأما في العقل فلأنه بمنزلة من يريد أن يأكل طعاماً فيقول نويت بوضع يدي في هذا الإناء أني أريد أن آخذ منه لقمة فأضعها في فمي فأمضغها، ثمَّ أبلعها لأشبع، فهذا جهل وحمق)[2]. وقال أيضاً: (والجهر بالنية لا يجب ولا يستحب باتفاق المسلمين، بل الجاهر بالنية مبتدع مخالف للشريعة، إذا فعل ذلك معتقداً أنه من الشرع، فهو جاهل ضال يستحق التعزير، وإلا العقوبة على ذلك)[3]. ثانيا: الجري والإسراع حتى يدرك تكبير الركوع: ومن الأخطاء التي يقوم بها بعض المصلين أنهم يهرولون ويسروع اذا وجدوا الإمام راكعا حتى يدركوا الركعة وهذا العمل يحدث جلبة وضجيجا في المسجد مما يشغل المصلين عن الخشوع، بل بعضهم يقول للإمام وهو راكع ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153]. والنبي - صلى الله عليه وسلم - نهانا عن ذلك وأمرنا بالسكينة. فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون، وعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا)[4] رواه البخاري ومسلم. ثالثا: ومن الأخطاء التنفل عند إقامة الصلاة: فبعض المصلين تراه يصلي النافل وقد أقيمت الصلاة، بل إن بعضهم في صلاة الفجر يدخل المسجد فيجد الصلاة مقامه فيصلي سنة الفجر ينقرها نقرا، وهذا خطأ فادح لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرشدنا إلى عدم الصلاة اذا أقيمت الفريضة. فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وإذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة)) [5]مسلم. والمقصود هنا إذا أقيمت الصلاة بعد تكبيره للنافلة ولم يأت بركعة فإنه يقطع صلاة بغير سلام، أما اذا كان قد أتى بركعة فعليه الإتمام. واختلفوا في صلاة ركعتي الفجر إذا أقيمت الصبح، فذهب جمهور السلف والعلماء إلى أنه لا يصليها في المسجد[6] رابعا: عدم إقامة الصلب في تكبيرة الإحرام: ومن الأخطاء التي لا تنعقد صلاة المصلى إذا فعلها ما نراه ونشاهده من البعض عندما يدخل المسجد فيجد الإمام راكعا فإنه من شدة حرصة على إدراك الركعة يكبر للإحرام وهو منحني للركوع وهذا لا تنعقد صلاته بإجماع العلماء. فتكبيرة الإحرام واجبة، وهي فرضٌ من فروض الصلاة، وأحد أركانها، ولا تصحُّ الصلاة إلا بها، فلو ترَكها المصلي سهوًا أو عمدًا لم تَنعقِد صلاته. فيُشترطُ في صحَّةِ تكبيرةِ الإحرامِ في صلاةِ الفرضِ أن يأتيَ بها قائمًا، وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفِقهيَّةِ: الحنفيَّةِ، والمالكيَّةِ، والشافعيَّةِ، والحنابلةِ. فلو أتي بحرف من التكبير وهو راكع لم تنعقد صلاته بل لابد أن يكون قائما، عن أبي حُميدٍ السَّاعديِّ رضيَ اللهُ عنه، قال: ((كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا قام إلى الصَّلاةِ اعتَدَل قائمًا، ورفَعَ يديه، ثم قال: اللهُ أكبَرُ))[7]. حكم مَن كبَّر تكبيرة الإحرام ينوي بها تكبيرة الافتتاح والركوع: فالذي عليه جمهور العلماء أنها تجزء ذكر ذلك ابن المنذر، فقال رحمه الله: واختلَفوا في الرجل يُدرِك القوم ركوعًا فيُكبِّر تكبيرة واحدة، فقالت طائفة: يُجزيه؛ روينا ذلك عن ابن عمر، وزيد بن ثابت، وبه قال سعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، وإبراهيم النَّخَعي، وميمون بن مهران، والحكم، وسفيان الثوري، ومالك.[8]. خامسا: الصلاة جالسا لمن استطاع القيام: كما نرى بعض الشباب يصلي وهو جالس وأصبحت موضة في بعض المساجد وهؤلاء الذين يستطيعون القيام ويجلسون صلاتهم باطلة لأنهم تركوا ركانا من أركان الصلاة مع القدرة على الإتيان به والأدلة على ركنية القيام ما يلي قال تعالى: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238]. قال الإمام الشافعي رحمه الله: "أُمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة قائمًا، وإنما خوطب بالفرائض مَن أطاقها، فإذا لم يُطِق القيام صلى قاعدًا، فإن لم يُطِق صلى مضطجعًا"[9]. وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، فقال: ((صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب)[10]. أخرجه البخاري. واعلموا عباد الله: أن العلماء اجمعوا على أن القيام مع القدرة في الفرض فرض، فإن عجَز عن القيام صلى قاعدًا. قال ابن المنذر رحمه الله: "وأجمعوا على أن فرض مَن لا يُطيق القيام أن يصلي جالسًا"[11]. سادسا: عدم تحريك اللسان في القراءة: فبعض المصلين ترهم لا يفتحون فمهم عند القراءة ويمرون القراءة على قلوبهم مرا فهؤلاء لا صلاة لهم لأن القراءة - قراءة الفاتحة - ركن من أركان الصلاة. فمن ضوابط القراءة في الصلاة أن يسمع نفسه إذا كان معتدل السمع. قال الكاساني - رحمه الله -: " القراءة لا تكون إلا بتحريك اللسان بالحروف، ألا ترى أن المصلي القادر على القراءة إذا لم يحرك لسانه بالحروف لا تجوز صلاته، انتهى) [12] فيلزم المصلي تحريك اللسان وإخراج الحروف، ولا يكفي دون ذلك، لا في الصلاة الجهرية ولا في الصلاة السرية، كما أن العبد لا تصح منه العقود ولا تقام عليه الحدود ولا يؤاخذ على ما دار في نفسه دون أن يعمل أو يتكلم كما ورد في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم).[13] هذا وقد ذهب جمهور أهل العلم من الشافعية والحنابلة والحنفية في أصح القولين - زيادة على ما ذكر - إلى أنه يجب أن يتلفظ المصلي مع التحريك بحيث يسمع صوت نفسه، ولا يجزئه أن يحرك لسانه من غير صوت، وهكذا في كل ذكر قولي، لا يعتد به عند هؤلاء الأئمة إذا كان بدون صوت، وذهب المالكية إلى أنه يجزئ أن يحرك لسانه وشفتيه ويخرج الحروف دون صوت، وهو مذهب الحنفية في قولهم الآخر، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. سابعا: ترك الاطمئنان في الركوع والسجود ونقر الصلاة كنقر الغراب: ومن الأخطاء الفادحة التي نراها من بعض المصلين نقر الصلاة وعدم الاطمئنان في الركوع والسجود. معنى الطمأنينة في الركوع: أن يمكثَ المصلي إذا بلغ حدَّ الركوع قليلاً من الوقت، أقلُّه قدر تسبيحة. أقلها: أن يمكثَ المصلي في هيئة الركوع حتى تستقرَّ أعضاؤه، وتنفصل حركة هُوِيِّه عن ارتفاعه من الركوع، ولو جاوز حد أقل الركوع بلا خلاف، ولو زاد في الهوي ثم ارتفع والحركات متصلة ولم يلبَثْ، لم تحصلِ الطُّمأنينة، ولا يقوم زيادة الهوي مقام الطمأنينة بلا خلاف[14]. فمن ترك الاطمئنان في الركوع والاعتدال منه وكذلك في السجود فصلاته باطلة لأنه ترك ركنا من أركان الصلاة والأدلة على ذلك كثيرة نذكر منها. عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد؛ فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام؛ فقال: ارجع فصل فإنك لم تصل فصلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال: ارجع فصل فإنك لم تصل ثلاثا فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره، فعلمني قال: إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها[15] وهذا الحديث دالٌّ على أن تعديل الركوع والسجود - أي: الطمأنينة فيهما - فرضٌ، والقومة والجلسة ركنان؛ فإن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نفى الصلاة بفواتها[16]. يتبع
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |