الوشاية وأثرها على أمن المجتمع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ماذا يأكل المسلمون حول العالم؟ استكشف سفرة عيد الأضحى من مصر إلى كينيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 121 )           »          طريقة عمل الفتة بخطوات سريعة.. الطبق الرسمى على سفرة عيد الأضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 95 )           »          مقاصد الحج (ليشهدوا منافع لهم) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 106 )           »          آللَّهِ ما أَجْلَسَكُمْ إلَّا ذَاكَ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 90 )           »          أحكام وفضائل يوم النحر وأيام التشريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 107 )           »          أحكام الأضحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 106 )           »          يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 121 )           »          الحوار آدابه وضوابطه في ضوء الكتاب والسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 106 )           »          خطبة الأضحى 1445 هـ: الكلمة مغنم أو مغرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 99 )           »          خطبة عيد الأضحى: { ولا تتبعوا خطوات الشيطان } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 131 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-11-2020, 04:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,519
الدولة : Egypt
افتراضي الوشاية وأثرها على أمن المجتمع

الوشاية وأثرها على أمن المجتمع


د. وليد بن إبراهيم المهوس


المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.

وبعد:
فلا يخفى ما للسان من خطر عظيم وشأوٍ كبير، وما له من آفات لا تكاد تُحْصَى كثرةً، بل إن الوشاية من أخطر آفات اللسان وأجلها ضررًا على الأفراد والمجتمعات، فالحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والوشاية التي منبعها الحسد جمعت كلَّ خلق رذيل: فهي السعاية بالكذب، وهي النميمة، وهي الغِيبة، وهي البهتان، وهي الفسق، وهي اللمز، وهي الخديعة، وهي الطعن في الأعراض، ومن آثارها شيوع النمَّامين والكاذبين في المجتمع بمفاسدهم الخلُقية والاجتماعية، وهذا مدعاة لافتقاد الأمن الأسري، وهي نوعٌ من قتل الثقة بين أفراد المجتمع، وهذه زعزعةٌ في الأمن الشخصي، وفي الوشاية ونقل الكلام عن الآخرين افتقادٌ لأمن الأمة وتصدُّع للتلاحم والتكاتف، فأين يكمن خطرها؟ وما هي وسائلها؟ وكيف يستطيع المنهج أن يعالجها؟

لذا فقد استعرضت في هذه الدراسة الوشاية في: اللغة، الاصطلاح، القرآن الكريم، السنة المطهرة، الشعر الفصيح، الأمثال والحِكَم العربية، وكذا الوشاية في تراث الأمم الأخرى، ودلَّلت على ذلك بنماذج من الوشاية، ثم تناولت أسباب الوشاية ووسائلها وسبل الوقاية منها، وأثر الوشاية على أمن المجتمع، وختمت بالمنهج ودوره في الوقاية من الوشاية.

وهنا ألمح إلى أبرز أهداف هذه الدراسة، المتمثلة في:
تحديد دلالة الوشاية.
استقراء دلالة الوشاية في القرآن الكريم والحديث الشريف والأشعار والأمثال وتراث الأمم الأخرى.
التعرُّف إلى الأسباب الدافعة على الوشاية.
التعرُّف إلى سبل الوقاية من الوشاية.
التعرُّف إلى علاقة الوشاية بأمن المجتمعات.
التعرُّف إلى المنهج ودوره في الوقاية منها.

وقد جاءت الدراسة في مقدمة تناولت أهمية الدراسة وأهدافها، ثم خمسة مباحث:
الأول: الوشاية لغة واصطلاحًا.
الثاني: نماذج من الوشاية، وأقوال عنها.
الثالث: الوشاية: أسبابها، ووسائلها، وسبل الوقاية.
الرابع: الوشاية وأمن المجتمع.
الخامس: المنهج ودوره في الوقاية من الوشاية.

ثم الخاتمة متضمِّنة أهمَّ نتائج الدراسة، تليها توصيات الدراسة فالمصادر والمراجع.

المبحث الأول: الوشاية لغة واصطلاحًا.
الوشاية في اللغة:
قال ابن فارس: "الواو والشين والحرف المعتل أصلان: أحدهما يدلُّ على تحسين شيء وتزيينه، والآخر على نماء وزيادة"[2].

وجاء في "القاموس المحيط":
وشى كلامه: كذب فيه.
وشى به إلى السلطان وشيًا ووشاية: نمَّ، وسعى.
وشى الكذب: ألفه ولوَّنه وزيَّنه، فهو واشٍ ج وشاه[3].

الوشاية اصطلاحًا:
نقل ما يكره نقله سواء كرهه المنقول عنه أو المنقول إليه، وسواء كان النقل بالتصريح أو بالتلويح أو الكتابة أو الحركة، وسواء كان المنقول عيبًا أو نقصًا في المنقول عنه أو لم يكن، بشرط أن تكون إلى مَن يخاف إلى جانبه[4].

دلالة الوشاية في القرآن الكريم:
لم يرد في القرآن الكريم الجذر اللغوي للفظ الوشاية، وإنما جاءت آيات قرآنية لها صلة أو علاقة بمصطلح الوشاية، من ذلك:
1- قوله - تعالى -: ﴿ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ﴾ [القلم: 11].
قال الرازي: "كونه همازًا وهو العيَّاب الطعَّان، قال المبرد: الذي يهمز الناس؛ أي: يذكرهم بالمكروه... كونه مشاء بنميم؛ أي: يمشي بالنميمة بين الناس ليفسد بينهم"[5].

2- قوله - تعالى -: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ [الهمزة: 1].
قال الرازي بعد أن ذكر سبعة أقوال في تفسيرها: "وأعلم أن جميع هذه الوجوه متقاربة راجعة إلى أصل واحد وهو الطعن وإظهار العيب"[6].

3- قوله - تعالى -: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾ [التحريم: 10].
قال الرازي في "تفسيره": "ما كانت خيانتهما؟ نقول: نفاقهما وإخفاؤهما الكفر، وتظاهرهما على الرسولين، فامرأة نوح قالت لقومه: إنه مجنون، وامرأة لوط كانت تدلُّ على نزول ضيف إبراهيم، ولا يجوز أن تكون خيانتهما بالفجور، وعن ابن عباس: ما بغت امرأة نبيٍّ قط"[7].

4- قوله - تعالى -: ﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ [المسد: 4].
قال الرازي في "تفسيره": "وذكروا في تفسير كونها حمالة الحطب وجوهًا... وثانيها: أنها كانت تمشي بالنميمة، يقال للمشاء بالنمائم المفسد بين الناس: يحل الحطب بينهم؛ أي: يُوقِد بينهم بالنائرة..."[8].

5- قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6].
سورة الحجرات فيها إرشاد المؤمنين إلى مكارم الأخلاق وهي إما مع الله، أو مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو مع غيرهما من أبناء الجنس، وهم على صنفين؛ لأنهم إما أن يكونوا على طريقة المؤمنين وداخلين في رتبة الطاعة أو خارجين عنها وهم الفاسقون، والداخل في طائفتهم السالك لطريقتهم إما أن يكون حاضرًا عندهم أو غائبًا عنهم، فهذه خمسة أقسام:
أحدها: يتعلق بجانب الله.
وثانيها: بجانب الرسول.
وثالثها: بجانب الفُسَّاق.
ورابعها: بالمؤمن الحاضر.
وخامسها: بالمؤمن الغائب.


فذكرهم الله - تعالى - في هذه السورة خمس مرات ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ وأرشدهم في كل مرة إلى مكرمة مع قسم من الأقسام الخمسة.

فقال أولاً: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ... ﴾ [الحجرات: 1]، وذكر الرسول كان لبيان طاعة الله؛ لأنها لا تُعلَم إلا بقول رسول الله.

وقال ثانيًا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ﴾ [الحجرات: 2]؛ لبيان وجوب احترام النبي - صلى الله عليه وسلم.

وقال ثالثًا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ﴾ [الحجرات: 6]؛ لبيان وجوب الاحتراز عن الاعتماد على أقوالهم، فإنهم يريدون إلقاء الفتنة بينكم، وبيَّن ذلك عند تفسير قوله: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ﴾ [الحجرات: 9].

وقال رابعًا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ... ﴾ [الحجرات: 11]، وقال: ﴿ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ﴾ [الحجرات: 11]؛ لبيان وجوب ترك إيذاء المؤمنين في حضورهم والازدراء بحالهم ومنصبهم.

وقال خامسًا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12]، وقال: ﴿ وَلاَ تَجَسَّسُوا ﴾، وقال: ﴿ وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ﴾؛ لبيان وجوب الاحتراز عن إهانة جانب المؤمن حال غيبته، وذكر ما لو كان حاضرًا يتأذَّى، وهو في غاية الحسن من الترتيب، فإن قيل: لِمَ لم يذكر المؤمن قبل الفاسق لتكون المراتب متدرجة: الابتداء بالله ورسوله، ثم بالمؤمن الحاضر، ثم بالمؤمن الغائب، ثم بالفاسق؟ نقول: قدَّم الله ما هو الأهم على ما دونه، فذكر جانب الله، ثم ذكر جانب الرسول، ثم ذكر ما يفضي إلى الاقتتال بين طوائف المسلمين بسبب الإصغاء إلى كلام الفاسق والاعتماد عليه، فإنه يذكر كلَّ ما كان أشد نفورًا للصدور، وأما المؤمن الحاضر أو الغائب فلا يؤذي المؤمن إلى حدٍّ يفضي إلى القتل، ألا ترى أن الله - تعالى - ذكر عقيب نبأ الفاسق آية الاقتتال فقال: ﴿ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ﴾[9].

6- قوله - تعالى -: ﴿ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 188].

قال البغوي: "اختلفوا فيمَن نزلت هذه الآية... أن رجالاً من المنافقين على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا إذا خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الغزو تخلَّفوا عنه، وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واعتذروا إليه، وحلفوا، وأحبُّوا أن يُحمَدوا بما لم يفعلوا... قال عكرمة: نزلت في فنحاص وأشيع وغيرهما من الأحبار؛ يفرحون بإضلالهم الناس وبنسبة الناس إياهم إلى العلم، وليسوا بأهل العلم"[10].

وقال ابن كثير: "يعني بذلك: المرائين المتكثِّرين بما لم يعطوا..."[11].

وقال الرازي بعد ذكره المسائل الستِّ التي في هذه الآية: "هو الإنسان يأتي بالفعل بالذي لا ينبغي ويفرح به، ثم يتوقَّع من الناس أن يصفوه بسداد السيرة واستقامة الطريقة والزهد والإقبال على طاعة الله"[12].


للموضوع تتمة





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.93 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]