|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الإيمان الذي يدخل الجنة أ. طاهر العتباني 7- حديث أبي أيوبَ الأنصاري - رضي الله عنه -: أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ الله، أخبِرني بعمل يُدخلني الجنةَ، فقال القوم: ما له؟! ما له؟! فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أَرَبٌ ما لَه؟)) فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تَعبد ُ الله لا تُشرِكُ به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم، ذَرْها))؛ أخرجه البخاري في: 78- كتاب الأدب: 10- باب فضل صلة الرحم. 8- حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ أعرابيًّا أتى النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: دُلَّني على عمل إذا عملتُه دخلتُ الجنة، قال: ((تَعبد ُ الله لا تُشرِك به شيئًا، وتُقيم الصلاةَ المكتوبة، وتؤدِّي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان))، قال: والذي نفسي بيده لا أَزيد على هذا، فلمَّا ولَّى قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن سَرَّه أن ينظرَ إلى رجل من أهل الجنَّة، فلينظر إلى هذا الرجل))؛ أخرجه البخاري في 24 - كتاب الزكاة: 1- باب وجوب الزكاة. نتناول في هذين الحديثين ما يلي: أولًا: سبب دخول الجنة. ثانيًا: معنى العبادة وأنواعها. ثالثًا: الشرك وأنواعه. رابعًا: صلة الرحم. أولًا: سبب دخول الجنة: ذُكِر في الحديثَين أنَّ سببَ دخول الجنة هو الإيمان أولًا، وهو الاعتقاد السليم، متمثِّلًا في إخلاص العبودية لله - تعالى - وعدم الشَّرْك به، وثانيًا: القيام بأعمال العبادة التي فُرِضت على أمَّة محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومِن هذه العبادة: الصلاة - فهي عمودُه - والزكاة، والصيام، وصِلَة الرحم. وقد يقول قائل: وهل يَدخلُ الناسُ الجنةَ بأعمالهم، مع أنَّ الأحاديث وردتْ أنَّه لا يدخل الجنة أحدٌ بعمله؟ فقد وَرَد عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((سَدِّدوا وقاربوا، واعلموا أنَّه لا يُدخِل الجنةَ أحدًا عملُه))، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((نَعمْ، ولا أنا، إلَّا أن يتغمدني الله برحمته))؛ رواه مسلم. فالجمع بين الحديثَين بأن يُقالَ: إنَّ الأعمال الصالحة سببٌ لحلول رحمة الله على العبد ، ودخوله الجنة، ولكنَّه لا يستحقُّ أحدٌ هذه الرحمة إلَّا بالأعمال التي أَمَر الله بها، وأدَّاها على وجهِها؛ قال - تعالى -: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 156 - 157]. بين الحقُّ - جلَّ وعلا - أنَّه كَتَب رحمتَه لِمَن يتصفون بصفات؛ منها: • التقوى. • إيتاء الزكاة. • الإيمان بآيات الله. • اتباع الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم. ثانيًا: معنى العبادة وأنواعها: العبادة في اللُّغة: الخضوع والطاعة، والذُّل والاستكانة. وفي الشَّرْع: اسم جامع لكلِّ ما يحبُّه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، ويُعرِّفها بعضُ أهل العلم من المعاصرين: "مفهوم العبادة الأساسي أن يُذعِن المرء لعلو أحدٍ وغلبته، ثم ينزل له عن حريته واستقلاله، ويترك إزاءَه كلَّ مقاومة وعصيان، وينقاد له انقيادًا"[1]، وهي في حقيقتها: خضوع وحب، فكمالُ الخضوع مع كمال الحبِّ هو العبادة. فللعبادة المشروعة إذًا أمران، لا بدَّ منهما: الأمر الأول: هو الالْتزام بما شَرَعه الله، ودعا إليه رسلُه، أمرًا ونهيًا، وتحليلًا وتحريمًا، وهذا هو الذي يُمثِّل عنصرَ الطاعة والخضوع لله - جلَّ وعلا. الأمر الثاني: أن يصدرَ هذا الالْتزام عن قَلْب مُحبٍّ، يعرف لله الفضلَ والإحسان، ويعرف لله ما أسبغَه على خَلْقه من النِّعم ظاهرة وباطنة، وخَلَقه في أحسن صورة، وفضَّله على كثير ممَّن خلق، ورَزَقه من الطيبات، فالخضوع والحبُّ هما جناحَا العبودية، ولا عبودية بدونهما معًا. والعبادة لا تقف عندَ حدود الشعائر التعبد يَّة، بل إنَّ الصلاة والصيام والزكاة والحج، وصِدْق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصِلة الأرحام، والوفاء بالعهد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين وابن السبيل، والدعاء والذِّكر وقراءة القرآن، والالْتزام بأحكام الإسلام في المعاملات مِن بَيْع وشراء، وخِطبة وزواج وطلاق، وهبة ورهن وإعارة، وغير ذلك من أنواع المعاملات يَدخُل في العبادة بمعناها الواسع الذي جاء به الإسلامُ، إذا الْتزم الإنسانُ حدودَ الحلال والحرام. أمَّا العبادة بمعناها الخاص، فتُطلق على الصلاة والصيام والزكاة والحج، والذِّكْر والدعاء، وما يلحق بها، وهو اصطلاح الفقهاء للتمييز بين نَوعين من العبادة، نوعٌ مداره على التوقيف، ونوع آخر هو المعاملات، ومدارها على الْتزام الأحكام الشرعية فيما ورَدَ بشأنه حُكم، وما لم يَرِدْ بشأنه حُكم فهو على أصل الحِل. ومِن هنا، فمَن انقاد لمنهج الله وشَرْعه، فهو عابدٌ لله - تعالى - ومَن اتَّبع غيرَ منهج الله - تعالى - فقد أشرَكَ في عبادته، ينطبق ذلك على الأعمال كلِّها. والعبادة مُوزَّعة على القلْب واللِّسان والجوارح، فللقلْب عبودية، وللسان عبودية، وللجوارح عبودية. يقول ابن القيم: "ورَحَى العبودية تدور على خَمسَ عشرة قاعدة، مَن كمَّلها كمَّل مراتب العبودية، وبيانها: أنَّ العبودية منقسمة على القلْب واللِّسان والجوارح، وعلى كلٍّ منها عبودية تخصُّه. والأحكام للعبودية خمسة: واجب، ومستحب، وحرام، ومكروه، ومباح، وهي لكلِّ واحد من القلْب واللِّسان والجوارح"[2]، ثم فصَّل ابن القيم عبوديةَ كلٍّ من القلب واللسان والجوارح تفصيلًا ذَكَر فيه عبوديةَ كلٍّ بحسب الأحكام الشرعية الخمسة، فليرجع إليه مَن شاء. ثالثًا: الشرك وأنواعه: وممَّا يناقض العبوديةَ الوقوعُ في الشِّرْك بالله - جلَّ وعلا - ولذا قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تَعبد ُ الله لا تشرك به شيئًا)). والشرك: أن يجعل المرءُ لله - تعالى - شريكًا فيما هو مِن خالص حقِّه - سبحانه وتعالى. والشِّرْك هو الذنب الذي لا يغفره الله - تعالى - يوم القيامة إذا مات المرءُ مشركًا مع الله - تعالى – غيرَه؛ قال - جلَّ وعلا -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾[النساء: 48]. وقال - تعالى -: {﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 116]. فالشرك إثمٌ عظيم، وضلال بعيد، كما أخبر الحقُّ - جلَّ وعلا - ولذلك يُحرِّم اللهُ الجنةَ على من مات مشركًا؛ قال - تعالى -: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72]. يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() لا اله الا الله
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |