أثر التلفزيون على القراءة لدى الأطفال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خطبة الأضحى 1445 هـ: الكلمة مغنم أو مغرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          خطبة عيد الأضحى: { ولا تتبعوا خطوات الشيطان } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          خطبة عيد الأضحى 1445 هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          خطبة: عيد الأضحى. 1445هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          خطبة عيد الأضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          خطبة عيد الأضحى (1445 هـ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أحاديث صحيحة مختصرة في الأضحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 234 - عددالزوار : 28046 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4478 - عددالزوار : 985419 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4014 - عددالزوار : 503864 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-03-2021, 02:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,511
الدولة : Egypt
افتراضي أثر التلفزيون على القراءة لدى الأطفال

أثر التلفزيون على القراءة لدى الأطفال

أ. د. جابر قميحة


هل للتلفزيون أثر على عادة القراءة؟ هل كان عاملاً يدفع إلى القراءة؟ أم عاملاً يصرف عنها؟
في بحث ميداني قيِّم عرض أحد الباحثين[1] لأثر مُشاهدة التلفزيون على عادة القراءة عند الأطفال، وقد عرض بعض النتائج التي توصل إليها عدد من الباحثين والعلماء مثل كير ندي وايت الذي يرى أنه مما يعطِّل الميل إلى القراءة وجود التليفزيون وبرامجه، والدليل على ذلك الدراسات التي قام بها فريق من جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية 1989م، مفادها أن مُشاهدة التلفزيون تعطِّل ملَكة القراءة عند الأطفال، ومِن ثمَّ تُعطِّل ملَكة التفكير أيضًا، وهذه النتائج أصبحَت مَقبولة لدى عدد من المعاهد في العالم[2].

ومِن الدراسات القيمة في هذا المجال دراسة العالمَين أندرسون وكولن سنة 1988، وقد قدِّمت هذه الدراسة لمكتب التربية الأمريكي القومي حول تأثير مشاهدة التليفزيون على الأطفال في مدينة بولاية أيوا في أمريكا لم تَعرف التليفزيون من قبل، ثم عرضا للتليفزيون، وقاما بمقارنة نشاطات الأطفال قبل مشاهدة التليفزيون، وبعدها، وأشارت البيانات إلى أن مشاهدة التليفزيون حلَّت محل نشاطات أخرى كاللعب والقراءة، وقد وجد هذان الباحثات دراسات متعدِّدة تؤيد ما توصَّلا إليه[3].

وأسهَمَ وزير الثقافة الفرنسي سنة 1991 إسهامًا جيدًا في هذا الصدد محذِّرًا مِن تدنِّي مستوى القراءة عند الفرنسيين، موضِّحًا ذلك بأن (1) من كل (4) فرنسيين لا يقرأ، ولا يَقتَني كتابًا واحدًا، وأن سبب ذلك هو الإدمان على مُشاهدة التليفزيون[4].

وتؤكد هالة العمران وكيلة وزارة الإعلام والثقافة بدولة البحرين في بحث نشر سنة 1983 - بعد دراسة واستقراء - أن الطفل البحريني يَقضي ما بين أربع إلى خمس ساعات يوميًّا أمام التلفاز، وأن ما يتعلمه عادات خاطئة[5].

ومُعظم القيادات التربوية الأمريكية تعتقد أن المسبب لاضمِحلال عادة القراءة عند الأطفال هو مُشاهدة التليفزيون، وهذا ما أكَّده سنة 1991 وليام هوينج المشرف على الشؤون التعليمية في ولاية كاليفورنيا من خلال الدراسة التي أجريَت لتحديد خطر هذا الجهاز على طلاب التعليم الأساسي؛ وذلك بأن الطلاب يفضِّلون مُشاهدة التليفزيون على قراءة الكتب، وأن نسبة 69 % من طلاب الصف الرابع يقومون بقضاء معدل ثلاث إلى أربع ساعات يوميًّا أمام الشاشة الفضية[6].

ومما سبق من الحقائق والإحصاءات يتبيَّن لنا أن التلفاز يمثِّل قوة عاتية لصرف الأطفال والناشئة عن القراءة، وعن وجود أخرى من النشاط النافع.
• • •


هذه هي وسائل الإعلام: يد مع اللغة العربية، ويدٌ على اللغة العربية، وللأسف لم تكن اليدان في قوة مُتكافئة أو حتى متقاربة، فقد كانت اليد ألـ (عَلَى)، أو اليد الضاربة أقوى بكثير جدًّا من اليد ألـ (مَعَ)، أو اليد الحامية البانية؛ لأن "اليد الضاربة" يُساندها رصيد ضخم من عاميات إعلانات الشوارع، ولغة الأسواق والتعامل، وطرائق التعليم ومقرراته ومناهجه، لا في المواد العِلمية حسب بل كذلك في تقديم دروس اللغة العربية، وشرحها في فصول الدراسة، وشرح دروس التربية الدينية، في كل مراحل التعليم، وأصبحت العامية في شرح الدروس هي الأصل، أما العربية الفصحى فهي الاستثناء، حتى إن المدرس الذي يلتزم الفصحى في شرح دروسِه أصبح نادر الوجود الآن[7].
• • •


هذه هي الحال المنكودة الموكوسة التي تعيشها اللغة العربية في وقتنا الحاضر؛ لأسباب متعدِّدة أهمها "وسائل الإعلام":
التليفزيون يصرف الأطفال والناشئة عن القراءة وعن أوجه نشاط أخرى مفيدة.
أخطاء لُغوية ونُطقية وقاعدية في فصحى الإعلام، أو ما يُسمَّى باللغة الإعلامية.
عامية غالبة طاغية في الإذاعة والتلفاز بصفة خاصة.

تسميم اللغة العربية بتوظيف كثير من المفردات والتراكيب الأجنبية وخصوصًا اللغة الإنجليزية، وعلينا أن نتذكر جيدًا أن كل أولئك يعدُّ جنايةً على "لغة سماوية"؛ فهي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم، والجناية عليها تعدُّ جنايةً على ديننا وقيَمِنا الإسلامية، وكان علينا انطلاقًا من هذا التصور أن نكون أكثر حذرًا، وأن نعمل بصفة دائمة على صيانة هذه اللغة وحمايتها وتطويرها بعيدًا عن التعسُّف والتكلُّف والسرف.

فاللغة العربية إذًا تعيش واقعًا حزينًا مؤلمًا يدفعنا إلى أن ننادي بضرورة الإنقاذ الفوري المبني على دراسة واعية، وأسُسٍ علمية قويمة سليمة سديدة، ويجب أن تُسند مهامُّ هذا الإنقاذ لمتخصِّصين من ذوي العلم والدين والحصافة والغيرة على الدين واللغة؛ وذلك على مستوى الأمة العربية كلها، لا مستوى الوطن الواحد.

• • •


وفي الصفحات التالية أقدِّم - باجتهاد شخصي آمُل أن يكون صائبًا - ما أرى أنه يمثل خطوطًا رئيسة، أو معالم على طريق الإنقاذ، مع ملاحظة ما يأتي:
1. إنني لا أدعي أنها تمثِّل "الخطة المثالية"؛ فمثل هذه الخطة أكبر من أن يَضطلع بها شخص واحد مهما كانت خبرته وثقافته، فهي تحتاج إلى لجانٍ مُتخصِّصة يُمثِّل أصحابها خبرات متنوعة وثقافات متعدِّدة، ومتابعات ميدانية متواصِلة، وقبل كل أولئك إخلاص وأمانة وعزم صادق متين.

2. إن هذه "الخطوط الإنقاذية" لا تتعدى وسائل الإعلام ومتعلقاتها من شخصيات الإعلام، ومادته، ولغته وبرامجه... إلخ، ومن ثم لا يدعي البحث أنها خطوط إنقاذية شاملة تقدم حلولاً لكل مشاكل اللغة العربية في كل المجالات.

وآمل ألا أكون قد جانَبَني الصواب فيما قدَّمت.

[1] هو الدكتور راشد الفضلي في بحثه: أثر مشاهدة التليفزيون على عادة القراءة عند الأطفال.

[2] د. راشد الفضلي: في كتابه السابق (ص: 23).

[3] السابق (ص: 24).

[4] السابق (ص: 24).

[5] السابق (ص: 24).

[6] السابق (ص: 27).

[7] عملتُ عدة سنوات موجهًا للغة العربية والتربية الإسلامية، ولتقييم المدرِّس الأول الذي يقوم بالتدريس للسنة النهائية بالمرحلة الإعدادية "المتوسِّطة"، دخلت عليه الفصل وهو يشرح درسًا في التربية الدينية موضوعه (التعاون في الإسلام)، وقام بشرح الدرس كله بالعامية الركيكة، أو ما نسمِّيه في مصر بلغة أولاد البلد، من أمثال العبارات الآتية:
- التعاون: بعني كل واحد إيده في إيد أخوه بالصلا ع النبي.
- واللي معاه رغيف حاف يكسره اثنين نص له، ونص لجاره.
ولم يستشهد المدرس بآية واحدة أو حديث واحد - على شهرة الشواهد في هذا الموضوع؛ مثل قوله تعالى ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2] - وكتبت إنذارًا رسميًّا لهذا المدرس أطالبه فيه بضرورة التزام العربية الفصحى في شرحه، وظهرت علامات التعجب على وجهه وسألني: يعني سيادتك عايزني أشرح بالنحوي؟! (بفتح النون والحاء وكسر الواو)، ثم أردف قائلاً: "دنا لو شرحت بالنحوي العيال يضحكوا عليَّ!" وهو - للحق - صادق في العبارة الأخيرة، بعد أن أصبحت العامية هي الأصل، والفصحى هي الشذوذ والاستثناء.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.74 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]