كبائر في حق اليتيم، والهدي النبوي في كفالة أيتام وأرامل الشهداء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 550 - عددالزوار : 302194 )           »          ملخص من شرح كتاب الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1516 )           »          فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 26 )           »          الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          فضل الصبر على المدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الفرق بين إفساد الميزان وإخساره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3086 - عددالزوار : 331777 )           »          تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-04-2021, 09:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,384
الدولة : Egypt
افتراضي كبائر في حق اليتيم، والهدي النبوي في كفالة أيتام وأرامل الشهداء

كبائر في حق اليتيم، والهدي النبوي في كفالة أيتام وأرامل الشهداء
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري



الحمدُ للهِ بمَجامِع مَحامِدهِ التي لا يُبلَغُ مُنتَهاها، والشُّكرُ له على آلائِهِ وإن لم يَكُن أحدٌ أحصاها، وأشهدُ أن لا إله إلاَّ الله وَحدَهُ لا شريكَ لَهُ شَهادَةَ مُحَقِّقٍ أصُولِهَا مُحيطٍ بمعناهَا، وأشهَدُ أنَّ محمَّداً رسُولٌ حَلَّ مِنْ رُبَى النُّبوَّةِ أعلاَها فَعَلاَهَا، وحَمَلَ مِن أَعبَاءِ الرِّسَالَة إِدَّهَا فاضطلَعَ بهَا وأَدَّاهَا، فَجَلا اللهُ بهِ عن البصائرِ رَينَهَا وعن الأبصارِ عَشَاهَا، صلَّى اللهُ عليهِ من الصلواتِ أفضَلَهَا وأزكَاهَا، وأبلَغَهُ عنَّا من التحياتِ أكمَلَهَا وأَولاَها، ورضيَ اللهُ عن عِتْرَتِهِ وأزواجِهِ وصَحَابتِهِ ما سَفَرَت شمسٌ عن ضُحَاهَا.


أما بعد: فقد تحدَّثنا في الجُمُعةِ الماضيةِ عن فضائلِ كفالةِ الأيتامِ والأراملِ والإحسانِ إليهم ورعايتِهِم، ألاَ وإنَّ من السبعِ المُوبقاتِ: أكل مالِ اليتيمِ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: («اجتَنِبُوا السبعَ المُوبقاتِ»، قالُوا: يا رسولَ اللهِ وما هُنَّ؟ قالَ: «الشِّرْكُ باللهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النفسِ التي حَرَّمَ اللهُ إلاَّ بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليتيمِ، والتَّوَلِّي يومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصناتِ المُؤمناتِ الغافِلاتِ») رواه البخاري ومسلم.


وقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (اللهُمَّ إنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعيفينِ: حَقَّ اليَتِيمِ وحَقَّ الْمَرْأَةِ) رواه النسائي في الكبرى وحسنه النووي.


وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10]، وقال تعالى: ﴿ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ ﴾ [النساء: 127]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ﴾ [الأنعام: 152] [الإسراء: 34]، قال الشيخ ابنُ بازٍ رحمه الله: (فلا يُقرَبُ مالُ اليتيمِ إلاَّ بالتي هي أحسنُ، وذلك بالتصرُّفِ فيه بالتجارةِ والتنميةِ وبالنُّصحِ وأداءِ الأمانةِ حتى يَبْلُغَ اليتيمُ أشُدَّهُ، أي حتى يَبْلُغَ الْحُلُم، ويَزُولَ عنه السَّفَهُ ويكون رشيداً، فإذا رَشَدَ دُفعَ إليهِ مالُهُ وأُشهِدَ عليه، ولا يَجوزُ قُرْبُ مالهِ للطَّمَعِ فيهِ والإساءةِ إليهِ، بل هذا من أعظمِ أسبابِ العُقوباتِ وكبائرِ الذنوب) انتهى.


و(عنْ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها: ﴿ وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 6]، قالتْ: «أُنْزِلَتْ في والِي اليَتِيمِ أنْ يُصِيبَ مِنْ مالهِ إذا كانَ مُحْتَاجاً بقَدْرِ مالهِ بالمعرُوفِ») رواه البخاري ومسلم.


ومن الإثمِ الكبيرِ: أن يأخذ الولي من مال اليتيم الشيء النفيس ويضعَ بدلاً منه الشيء الرديء، وأن يَخْلِطَ مالَهُ بمالهِ فيأكله جميعاً، قال تعالى: ﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 2]، ومن الإثم العظيم: قهرُ اليتيم بإذلالِه وإهانتهِ: قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾ [الضحى: 9]، قال ابنُ كثيرٍ: (أيْ: كَمَا كُنْتَ يَتيماً فآوَاكَ اللهُ فلا تَقْهَرِ اليتيمَ، أيْ: لا تُذِلَّهُ وتَنْهَرْهُ وتُهِنْهُ، ولكِنْ أحسِنْ إليهِ وتَلَطَّفْ بهِ، قالَ قتادَةُ: «كُنْ للْيَتيمِ كالأَبِ الرَّحيمِ») انتهى.


ولِخُطُورةِ أموال اليتامي: نَصَحَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مَنْ كانَ ضَعيفاً من الصحابةِ ألاَّ يَتَوَلَّيَنَّ مالَ يتيمٍ، فعنْ أبي ذَرٍّ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: (يا أَبَا ذَرٍّ، إني أَرَاكَ ضَعِيفاً، وإني أُحِبُّ لَكَ ما أُحِبُّ لنَفْسي، لا تَأَمَّرَنَّ على اثنينِ، ولا تَوَلَّيَنَّ مالَ يَتيمٍ) رواه مسلم.


ومما ينبغي على الْمُتولِّي على مالِ اليتيمِ: أن يَتَّجِرَ فيه ويُنمِّيه لكي لا تأكُلْهُ الزكاة، قال عُمَرُ رضيَ اللهُ عنهُ: (ابْتَغُوا بأَمْوَالِ الْيَتَامَى لا تَأْكُلْهَا الصَّدَقَةُ) رواه البيهقيُّ وصحَّحه، وقال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية: (ويُستحبُّ التجارةُ بمالِ اليتيمِ) انتهى.


وقد مدَحَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلمَ الصالحات من نساءِ قريش لِشَفَقَتِهِنَّ على الأيتامِ، وحُسن تدبيرهنَّ في النفقةِ ومالِ الزوجِ وصِيانتِه، فقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (خَيْرُ نِساءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ: قالَ أَحَدُهُما - أي أحدُ الرَّوِايينِ عنْ أبي هريرةَ -: صالِحُ نِساءِ قُرَيْشٍ، وقالَ الآخَرُ: نِساءُ قُرَيْشٍ –: أَحْنَاهُ على يَتيمٍ في صِغَرِهِ، وأَرْعَاهُ على زَوْجٍ في ذاتِ يَدِهِ) رواه مسلم.


قال النووي: (فيهِ فضيلَةُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ، وفضْلُ هذهِ الخِصالِ، وهيَ الحَنْوَةُ على الأولادِ والشفَقَةُ عليهِم وحُسنُ تَرْبيَتِهِم والقيامُ عليهِم إذا كانُوا يَتَامى ونحْوُ ذلكَ.. ومعنى أحْنَاهُ: أَشْفَقُهُ، والحانيَةُ على ولَدِها التي تَقُومُ عليهِمْ بعدَ يُتْمِهِمْ، فإنْ تَزَوَّجَتْ فلَيْسَتْ بحانيَةٍ) انتهى.


عبادَ اللهِ: إنَّ صنائَعَ المعروفِ في الأراملِ والأيتامِ تقي مَصَارعَ السوءِ: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ) رواه الطبراني في الكبير وحسنه الهيثمي.


قال الذهبيُّ رحمه الله في كتاب الكبائر المنسوب إليه: (وَمِمَّا حُكيَ عن بعض السلف قالَ: كنتُ في بداية أَمْرِي مُكِبَّاً على المعاصي وشُربِ الخمر، فظَفَرتُ يَوْماً بصبيٍّ يَتِيم فَقيرٍ فأَخَذتُه وأحسنتُ إليهِ وأَطْعَمْتُه وكسوتُه وأدخلتُه الحمَّام وأزلتُ شَعَثَهُ وأكرَمْتُه كمَا يُكرمُ الرَّجُلَ وَلَدَهُ بلْ أَكثر، فَبتُّ لَيْلَةً بعدَ ذلكَ فرَأَيْتُ في النومِ أَنَّ الْقِيَامَةَ قَامَتْ ودُعيتُ إلى الحساب، وأُمِرَ بي إلى النارِ لسُوءِ ما كُنتُ عليهِ من المعاصي، فَسَحَبَتني الزَّبانِيَةُ لِيَمْضُوا بي إلى النارِ وأنا بينَ أيديهِم حقيرٌ ذليلٌ، يَجُرُّوني سَحْباً إلى النارِ، وإذا بذلكَ اليتيمِ قدْ اعتَرَضَني بالطَّريقِ وقالَ: خَلُّوا عنهُ يا ملائكَةَ رَبِّي حتَّى أشفَعَ لهُ إلى رَبِّي فإنهُ قدْ أحسَنَ إليَّ وأكْرَمَني، فقالت الملائكةُ: إنا لَمْ نُؤْمَر بذلكَ، وإذا النِّداءُ من قِبَلِ اللهِ تعالى يَقُولُ: خَلُّوا عنهُ، فقدْ وَهَبْتُ لَهُ ما كانَ مِنْهُ بشفاعةِ الْيَتِيمِ وإحسانهِ إليهِ، قالَ: فاسْتَيْقَظْتُ وتُبْتُ إلى اللهِ عزَّ وَجَلَّ، وبَذَلْتُ جُهْدِي في إيصَالِ الرَّحْمَةِ إلى الأيتامِ) انتهى.
♦ ♦ ♦


إنَّ الحمدَ للهِ، نحمدُهُ ونستعينُهُ، مَنْ يهدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ، ومنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ لهُ، وأنَّ محمداً عبدُهُ ورسُولُهُ.


أمَّا بعدُ: (فإنَّ خَيْرَ الحديثِ كِتابُ اللهِ، وخيرُ الْهُدَى هُدَى مُحمَّدٍ، وشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثاتُها، وكُلُّ بدعَةٍ ضَلالَةٌ)، و(لا إيمانَ لِمَن لا أَمانةَ لَهُ، ولا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ).


أيها المسلمون: اللهَ اللهَ بكفالةِ وإعانةِ أراملِ وأيتامِ الشُّهداءِ الذين دَافَعُوا عن دينِنا وبلادِنا: فعن عبدالله بن جعفرٍ في قصة استشهاد أبيه في غزوة مُؤتة، فأتاهم رسولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: (لا تَبْكُوا على أَخي بعدَ اليومِ، ادْعُوا إليَّ ابْنَي أخي، قالَ: فَجيءَ بنَا كأَنَّا أَفْرُخٌ، فقالَ: ادْعُوا إليَّ الحلاَّقَ، فجيءَ بالحلاَّقِ فحَلَقَ رُؤوسَنَا، ثمَّ قَالَ: أمَّا محمَّدٌ فشَبيهُ عمِّنَا أَبي طالبٍ، وأمَّا عبدُ اللهِ فشَبيهُ خَلْقِي وخُلُقِي، ثمَّ أخَذَ بيَدِي فأَشَالَهَا –أي رَفَعَها-، فقالَ: اللهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَراً في أَهْلِهِ، وبَارِكْ لعبدِ اللهِ في صَفْقَةِ يَمِينِهِ، قالَهَا ثلاثَ مِرَارٍ، قالَ: فجَاءَتِ أمُّنَا فذَكَرَتْ لَهُ يُتْمَنَا، وجَعَلَتْ تُفْرِحُ لَهُ – أي لا عشيرةَ لأبنائي بعد موتِ أبيهم-، فقالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: الْعَيْلَةَ تَخَافِينَ علَيْهِمْ – أي الفقر والحاجة - وأَنَا وَلِيُّهُمْ في الدُّنْيا والآخِرَةِ) رواه أحمد وصحَّحه الذهبي.


وفي روايةٍ: قال عبدالله بن جعفر: (ثُمَّ مَسَحَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على رأْسي ثلاثاً، وقالَ كُلَّمَا مَسَحَ: اللهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَراً في وَلَدِهِ) رواه أحمد وقوى ابن حجر إسناده.



و(عنْ زيدِ بنِ أَسْلَمَ عنْ أبيهِ قالَ: خَرَجْتُ معَ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضيَ اللهُ عنهُ إلى السُّوقِ، فَلَحِقَتْ عُمَرَ امْرَأَةٌ شابَّةٌ، فقالَتْ: يا أميرَ المؤمنينَ، هَلَكَ زَوْجِي وتَرَكَ صِبْيَةً صِغَاراً، واللهِ ما يُنْضِجُونَ كُرَاعاً، ولا لَهُمْ زَرْعٌ ولا ضَرْعٌ، وخَشِيتُ أنْ تَأْكُلَهُمُ الضَّبُعُ، وأنا بنْتُ خُفَافِ بنِ إيْمَاءَ الغِفَارِيِّ «وقَدْ شَهِدَ أبي الحُدَيْبِيَةَ معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ»، فوَقَفَ مَعَهَا عُمَرُ ولَمْ يَمْضِ، ثمَّ قالَ: مَرْحَباً بنَسَبٍ قَرِيبٍ، ثمَّ انْصَرَفَ إلى بَعِيرٍ ظَهِيرٍ – أي قوي الظهر- كانَ مَرْبُوطاً في الدَّارِ، فَحَمَلَ عليهِ غِرَارَتَيْنِ - أيْ وِعَائين - مَلأَهُمَا طَعَاماً، وحَمَلَ بيْنَهُمَا نَفَقَةً وثِيَاباً، ثمَّ ناوَلَهَا بخِطَامِهِ، ثمَّ قالَ: اقْتَادِيهِ، فلَنْ يَفْنَى حتى يَأْتِيَكُمُ اللهُ بخَيْرٍ، فقالَ رَجُلٌ: يا أميرَ المؤمنينَ، أَكْثَرْتَ لَهَا؟ قالَ عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، واللهِ إني لأَرَى أبَا هذهِ وأَخَاهَا، قدْ حَاصَرَا حِصْناً زَمَاناً فَافْتَتَحَاهُ، ثُمَّ أَصْبَحْنَا نَسْتَفِيءُ سُهْمَانَهُمَا فيهِ - أي فَتَحاهُ ونحنُ ننتفعُ بثمرة جُعدِهما -) رواه البخاري.


حفظَ اللهُ أيتامَ وأراملِ المسلمينَ، وأغناهم بفضله عمَّن سواه، وأخلفَ آبائهم فيهم خيراً، آمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.05 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.85%)]