قراءة بلاغية لآيات قرآنية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إيه الفرق بين Apple Pay و Google Wallet.. أنظمة الدفع عبر الهاتف فى مصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كل ما تريد معرفته عن نماذج الذكاء الاصطناعى "o3".. التفاصيل الكاملة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          Android 16 يقدم أدوات جديدة للتحكم فى إنشاء النصوص بالذكاء الاصطناعى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          انستجرام يطرح مزايا جديدة تمكنك من استخدام الذكاء الاصطناعى لمقاطع فيديوهاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كيفية تسريع هواتف أندرويد: أفضل النصائح لتحسين الأداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          بلاش فى الشارع.. خبراء يحذرون من الأماكن العامة لشحن الموبايل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ألعاب تعليمية تساعد على تنمية مهارات الأطفال.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إزاي أعرف إن تليفونى متراقب.. علامات تخبرك بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          كل ما تريد معرفته عن برنامج الاتصال الجديد داخل تطبيق WhatsApp (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          متصفح كروم يمكنه الآن اكتشاف "التبويبات" المكررة وإخفائها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-05-2021, 04:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,670
الدولة : Egypt
افتراضي قراءة بلاغية لآيات قرآنية

قراءة بلاغية لآيات قرآنية


د. عيد محمد شبايك








قراءة بلاغية لآيات قرآنية










من سورة "إبراهيم" الآيات (24 – 41)





من قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ * أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ * وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ * قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ * اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ * وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ [إبراهيم: 24-41].







التحليل:



سميت السورة "سورة إبراهيم"؛ تخليدًا لمآثر أب الأنبياء، وإمام الحنفاء إبراهيم - عليه السلام - الذي حطَّم الأصنامَ، ورفع رايةَ التوحيد، وجاء بالحنيفية السَّمحاء ودين الإسلام الذي بعث به خاتم المرسلين، وقد قصَّ علينا القرآنُ دعواتِه المُباركات بعد انتهائه من بناء البيت العتيق، وكُلُّها دعوات إلى الإيمان والتوحيد.







اللغة:



اجتثت: اقتعلت من أصلها، البوار: الهلاك.



خِلاَل: جمع خُلَّة، وهي الصُّحبة والصَّداقة النَّافعة.



دائبين: الدُّؤوب: مرور الشَّيء في العمل على عادةٍ مُطردة، يقال: دَأَبَ دُؤُوبًا.



اجْنُبْنِي: أَبْعِدْني ونَحِّني.







التفسير:



﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً ﴾: الخطاب للرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقد علّق بما بعده من قوله - تعالى -: ﴿ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا ﴾ أن كيف اعتمده ووضعه في موضعه اللاَّئق به، ﴿ كَلِمَةً طَيِّبَةً ﴾: هي كلمة التوحيد؛ قال ابن عباس: "الكلمة الطيبة: لا إله إلا الله".







ومن أمثلتها كلُّ كلمة حسنة؛ كالتَّسبيحة، والتحميدة، والاستغفار، والتَّوبة، والدعوة إلى الله، وكل كلمة حقَّقت نفعًا للمسلمين أو سرَّتْهم، ونصبت ﴿ كَلِمَةً ﴾ على أنَّها بدل من ﴿ مَثَلاً ﴾، ﴿ كَشَجَرَةٍ ﴾: "نعت شبه جملة لـ كلمة، أو خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هي كشجرة أَصْلها ثابت؛ أي: ضارب بعُرُوقه في الأرض، ﴿ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴾؛ أي: أغصانها مُمتدة نحو السماء؛ قال أبو السعود: ويجوز أنْ يرادَ: وفروعها، على الاكتفاء بلفظ الجنس عن الجمع.







﴿ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ﴾: تُعطي ثَمَرها كلَّ وقت وقَّته الله - تعالى - لإثمارها بإرادة خالقها وتيسيره، كذلك كلمة الإيمان ثابتة في قلب المؤمن، وعمله يصعد إلى السماء، وينال بركته وثوابه في كل وقت، والْجُمَلُ: ﴿ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا ﴾ كُلٌّ منها في محل جر نعت.







﴿ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾؛ أي: يبين لهم الأمثال؛ لعلهم يتعطفون، فيؤمنون؛ لأنَّ في ضرب الأمثال زيادة إفهام وتذكير، فإنه تصدير للمعاني بصور المحسوسات.







﴿ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ﴾: والكلمة الخبيثة مثل كلمة الكفر والدعاء إليه، أو تكذيب الحق أو ما يعمُّ الكلَّ، أو كل كلمة قبيحة، والكلمة الخبيثة كالشَّجرة الخبيثة في أَثَرِها السيئ، وما تسبب من كراهية بين الناس وإضرار بهم، وقيل: الشجرة الخبيثة هي شجرة الحنظل.







﴿ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ﴾: استُؤصلت، وأخذت جُثتها بالكُليَّة؛ لكون عروقها قريبة من قِشْرة الأرض، ﴿ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ﴾: استقرار عليها، كذلك كلمة الكفر، لا ثباتَ لها ولا بَرَكة ولا نفع يُرجى، ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾؛ أي: يثبتهم على كلمة التوحيد، وعلى الإيمان في هذه الحياة، فلا يزيغون ولا يفتنون، ﴿ وَفِي الْآخِرَةِ ﴾؛ أي: عند سؤال الملكين في القَبْر؛ كما في الحديث الشريف: ((المسلم إذا سئل في القبر، شهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، فذلك قوله - تعالى -: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾)).







﴿ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ﴾؛ أي: لا يهديهم في الحياة الدُّنيا، ولا عند السؤال في القبر، ووصفهم بالظُّلم، إمَّا باعتبار وضعهم الشيء في غير موضعه، وإمَّا باعتبار ظُلمهم لأنفسهم؛ حيثُ بدلوا فطرة الله التي فطر الناس عليها، فلم يهتدوا إلى القول الثابت، أو كل من ظلم نفسه بالاقتصار على التقليد، والإعراض عن البينات الواضحة، فلا يتثبت في موقف الفتن، ولا يهتدي إلى الحق.







﴿ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾: من هداية المؤمنين وتثبيتهم، وإضلال الكافرين، فهو - سبحانه - لا يُسأل عمَّا يفعل وهم يُسألون، وفي إطارِ الاسم الجليل في الموضعين، ﴿ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾، من الفخامة وتربية المهابة ما لا يخفى على ذي عقل.







﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴾: ﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾: تعجيب لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أي: ألم تنظر إلى الذين بدَّلوا نعمة الله كفرًا؛ أي: غيَّروا نعمةَ الله بالكُفر والتَّكذيب وعدم الشكر عليها؛ قال المفسرون: هم كُفَّار مكة، فقد أسكنهم الله حَرَمَه الآمن، وجعل عيشهم في السَّعَة، وبَعَثَ فيهم محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلم يعرفوا قَدْرَ هذه النعمة، وكفروا به وكذَّبوه، فابتلاهم الله بالقحط والجدب.







﴿ وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ﴾؛ أي: أنزلوا قومَهم دارَ الهلاك بكفرهم وطغيانهم، ثم فسرها بقوله:



﴿ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴾؛ أي: يكتوون بنارها، ويقاسون آلامها، ويَحترقون بلظاها، جزاءً وفاقًا، {جَهَنَّمَ}: بدل أو عطف بيان من دار البوار، وفي البيان بعد الإبهام ما لا يَخفى من التهويل: ﴿ يَصْلَوْنَهَا ﴾ هذه الجملة (فعل + فاعل + مفعول) حال منها أو من قومهم؛ أي: داخلين فيها مُقاسين لِحَرِّها.







﴿ وَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴾: على حذف المخصوص بالذَّمِّ، والتقدير: "بئس القرار قرارهم"، أو "بئس القرار جهنم"، دار البوار: مفعول به ثانٍ لأحلوا، جهنم: بدل من دار البوار.







وكلمة ﴿ الْقَرَارُ ﴾ تُوحي بالدَّوام والاستمرار؛ أي: استمرارهم في مقاساة النَّار في هذا المستقر.







﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ ﴾: ﴿ وَجَعَلُوا ﴾: معطوف على ﴿ وَأَحَلُّوا ﴾، وما عطف عليه داخل معها في حَيِّز الصلة، وحكم التعجيب؛ أي: جعلوا في اعتقادهم وحُكمهم "الله" الفرد الصمد، الذي ليس كمثله شيء، ﴿ أَنْدَادًا ﴾ أشباهًا في التَّسمية أو في العبادة، ﴿ لِيُضِلُّوا ﴾ قومهم الذين يُشايعونهم حسبما ضَلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ القويم، الذي هو التوحيد، ويُوقعوهم في ورطة الكُفْرِ والضلال.







﴿ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ﴾: قل: الأمر لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أي: قل تهديدًا ووعيدًا لأولئك الضَّالين المضلين: ﴿ تَمَتَّعُوا ﴾ بما أنتم بنعيم الدُّنيا وشهواتها ومَتاعها الزَّائل، وما أنتم عليه من كُفْران النِّعم، واستتباع النَّاس في عبادة الأصنام، ﴿ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ﴾؛ أي: مَرَدكم ومرجعكم إلى عذاب النَّار، وفي ذلك من التهديد الشديد والوعيد الأكيد ما لا يوصف.







﴿ قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾: قل: الأمر أيضًا لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لعبادي: خصَّهم بالإضافة إليه تشريفًا وتنبيهًا على أنَّهم المقيمون لوظائف العُبُودية الموفون بحقِّها، وترك العاطف بين الأمرين - قل تمتَّعوا، قل لعبادي - للإيذان بتبايُن حالِهما باعتبار المقول تهديدًا وتشريفًا، والمقول هنا مَحذوف دَلَّ عليه الجواب؛ أي: قل لهم أقيموا وأنفقوا.







﴿ يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ﴾: جواب الأمر مَجزوم بحذف النون، وفيه إيذان بكَمَالِ طاعتهم الرسولَ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومسارعتهم إلى الامتثال بأوامره ﴿ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ﴾؛ أي: لينفقوا مما أنعمنا عليهم به من الرِّزق خفيةً وجهرًا، والأحبُّ في الإنفاقِ إخفاءُ المتطوَّع به، وإعلان الواجب، والمُرادُ حَثُّ المؤمنين على الشكر لنعم الله - تعالى - بالعبادة البدنية والمالية، وترك التمتُّع بمتاع الدُّنيا والرُّكون إليها، كما هو صنيع الكافرين.







﴿ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ ﴾؛ أي: من قبل أن يأتِيَ يومُ القيامة الذي لا انتفاعَ فيه بمُبايعة ولا صَدَاقَة، ولا فِداء ولا شَفَاعة، ففي التعبير شبه تحذير مِمَّا يَحدث في يوم القيامة من انتفاءِ المعاوضة بالمرة، وتخصيص البيع بالذِّكر؛ للإيجاز مع المبالغة في نَفْيِ المعاوضة؛ إذ انتفاءُ البيع يستلزم نَفْيَ الشراء على أبلغ وجه، ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾: لفظ الجلالة مبتدأ، وخبره ﴿ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾، وفي جعل المبتدأ الاسم الجليل والخبر الاسم الموصول بتلك الأفاعيل العظيمة، من خَلْقِ السَّمَوات وما فيها من الأجرام، والأرض وما فيها من أنواع المخلوقات، وإنزال الأمطار، وإخراج الثمار، وما يتلوها من الآثار العجيبة - ما لا يَخفى من تربية المهابة والدَّلالة على قوة السلطان.

يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 130.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 128.79 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.32%)]