|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() يا أستاذ الجامعة د. حجازي عبدالمنعم سليمان أستاذي، اسمح لي بمحاورتك، ولتعلم مقدمًا أني لا أبغي إحراجك أو زعزعة موقفك؛ فأنت مَثَلِي وقُدوتي، ومنير دَرْبي وحامل مشعل الضوء الذي أزاح الغشاوة عن عيني، بل إنك عندي أملٌ أَظَلُّ أحلم بمخاطبته ومحاورته، ولم أنفر يومًا من السماع إليه، واليوم أبغي منك أن تكون في مِثْل موضعي، موضع الطالب من أستاذه، مكانة شغلتها لك أعوام عدة ولم أتذمَّر، وسأظل أراعي نواميسها حتى أموت. لو كنت مكانك حقًّا، لراعيت ما عجزت عن فَهْمه ومحاولة إيصاله؛ فكم من معلومة رددتها ولم نشعر أنك بها مقتنع! وكم من حَدَثٍ أعدتَ سرده دون أن نلمح موقفك أو تشير علينا برأيك! فمحاضرتك كلمات أجدها عاجزة عن إيصالي إلى عقلك، وأشعر بك حبيس خوف أو ألمٍ أو جُرْحٍ أو عدم قدرة، أو حرص يشوبه خوفٌ من مستقبل على ولدٍ أو زوجةٍ، ولكن تلك مشاكلك لا مشاكلنا. فأنا طالب أنشد منك فكاهة في كلِّ وقت تجعلني أشعر أنك أخي الأكبر وصديقي المقرَّب، وخفة دمٍ توحي لي بأنك تعرف من أنا، وما أحب وما أكره، وممازحة تعكس فَهْمك لي ولعصري، لا كأنك عني بمعزل، اجعلني في قلبك بفَهْمك للغتي ونزولك إلى مرحلتي، كأنك في مِثْل عُمْري، وكُنِ الصديق والأخ والشاب والكهل، لا يغرنَّك صمتي لك في محاضرتك بأني فَهمتُ فَصَمَتُّ أو أنصتُّ، أو نتيجة خوفي أو قلقي أو حِرصي، لا؛ فلست ذاك النوع من الجبناء، مثلما لا أريدك ذاك النوع من الأساتذة، فحرصي على حضور محاضرتك له علاقة بك، حرصي أن أكون مثلك هو ما ربطني بك، ولا أقصد أن أكون منسوخك، وإلا ما كتبت هذا لك، بل حرصي أن تكون لي وأكون لك، كما الصحابة للنبي - صلى الله عليه وسلم - يحاورون ويسألون ويفهمون ويطلبون ويُجابون...إلخ. أتذكر يوم ناقشتك فرددت عليَّ بما لم يقنعني، أو تعرف أني لم أجادل؛ كي لا تقول عني مجادلاً، ولم أصمت؛ كي لا تفهم من صمتي خنوعي وسهولة خداعي، أو تعلم أن بركان غضبي كاد يثور ويفجرني؛ لأنك عجزت عن إرضاء حاجتي من عِلْمك، وكان يكفيني أن تخبرني بأنك لست مستعدًّا، أو ستناقشني في المرة المقبلة، أو ليس الوقت وقت أسئلتي، وليكن ذاك في المرة المقبلة، ولكن لأني أحبُّك فإني ردَّدتُ خلفك ما قلته، وأضفتُ عليه ما عجزت عن قوله، أتعرف لمه؟ لأنك أستاذي ومُعلِّمي. أتذكر يوم وقفت بباب مكتبك فمنعتني؛ بحجة أنك تقول كل شيءٍ في محاضرتك، يومها عُدتُ بيتي باكيًا، فما أدراك بأني لم أكن في حاجة إلى قلبك، أتوسل فيه وسيلة عزاء، أو إلى كَرم أخلاقك، فطمعت في نصيحة أخٍ أكبر لأخيه الأصغر، وما معرفتك بما في ذاتي وشخصي من ضيق ذات اليد....إلخ، لقد غرقت في هموم من الأوجاع والآلام؛ لأنك حجبت بابك عني، لأنك اعتبرتني تلميذًا عاقًّا لا يُقابل ولا يُنصح ولا يُشكر ولا يُحمد ولا يُثنى عليه. أو تعرف أني كثيرًا ما أشدتُ بك أمام أصحابي وخِلاَّني وأهلي، وقلت فيك أمامهم ما جعل بعضهم يغارون منك. أستاذي ومعلمي، هذه رسالة حبٍّ. حقًّا أنهيت دراستي، ولكنك ستكون دومًا في قلبي، وكلُّ ما فيها مهمٌّ ولكن ليس لي، بل لأخي وولدي وحفيدي، كُنْ لهم ما رغبت أن تكونه لي، وتقدَّم منهم وأَزِلِ الحاجز ما داموا هم مَن يحافظون عليه، وتقرَّب منهم - قدرَ ما تشاء - تقرُّبك من بَنِيك وأهلك، ولا تَعتبره تفريطًا، بل إغراق في حبٍّ هو حقٌّ عليك تجاههم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |