البحر جندي مـن جنود الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 510 - عددالزوار : 125019 )           »          شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 593 - عددالزوار : 199594 )           »          المرور بين يدي المصلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          نصيحة لمن ترك الجمعة والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الزيادة في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3093 - عددالزوار : 353436 )           »          تحريم الخوف دون الطبيعي من غير الله تبارك وتعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الصدقات تطفئ غضب الرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          السلام النفسي في فريضة الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الدرس السابع والعشرون: حقوق الزوجة على زوجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-07-2021, 03:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,393
الدولة : Egypt
افتراضي البحر جندي مـن جنود الله

البحر جندي مـن جنود الله











أحمد عبدالله صالح


أما بعد أيها الأحباب الكرام:

فاليوم نحن على موعد بإذن الله جل وعلا مع مخلوق عجيب من مخلوقات الله سبحانه وتعالى، مخلوق عظيم جليل، خلقه الله جل وعلا عبرةً لمن يعتبر، وعظةً لمن يتعظ.



هذا المخلوق العجيب وجدناه مع بعضٍ من أنبياء الله حاميًا وحافظًا، وقرارًا وسكنًا، وأمنًا، ووجدناه مع أنبياءَ آخرين هـلاكًا لأقوامهم، ونَكَالًا وعذابًا.



هذا المخلوق العجيب يملأ ثلاثة أرباع سطح الأرض، ولولا أن الله جل وعلا يمسكه بقدرته ومشيئته، لطفح على الأرض؛ فأغرقها ودمرها، وجعل عاليَها سافلَها.



إنه البحر بأمواجه العظيمة، البحر بأمواجه المتلاطمة مترامية الأطراف، البحر باتساعه الهـائل.



البحر آية من آيات الله الدالة على عظمته وجبروته؛ ففي الجنة رحمته، وفي النار سطوته وعذابه، وفي البحر عظمته.



البحر - يا عباد الله - خلقٌ من خلق الله، يعبد الله، يوحد الله، يسبح لله، ومن عجائبه أنه يرى ابن آدم يعصي الله تعالى مع حلمه تعالى عليه، فيتألم لذلك.



ولولا أن الله منعه إغراقهم لأغرقهم؛ يخبرنا بهذا نبينا صلى الله عليه وسلم كما في مسند الأمام أحمد من حديث عمر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات، يستأذن الله أن يطفح على العصاة من بني آدم، فيكفه الله)).



فسبحان الله! البحر يغضب عندما تُنتهَك محارم الله! وكم من بشر لا يحركون ساكنًا! كم من أناس لا يهتزون وهم يَرَون الفواحش تنتشر، والمنكرات تسري، ولا ينكرون منكرًا، ولا يأمرون بمعروف.



فالبحر - يا كرام - جنديٌّ من جنود الله، يهلك الله به مَن يشاء مِن أعدائه، وينجي به مَن يشاء مِن عباده المؤمنين.



فنجده جنديًّا من جنود الله بارزًا مع نبي الله يونس عليه السلام، الذي كان هو وقومه في بقعة قريبة من البحر، وقد ضاق صدرًا بتكذيب قومه، فأنذرهم بعذاب قريب، وغادرهم مغضبًا آبقًا، فقاده الغضب إلى شاطئ البحر؛ حيث ركب سفينةً مشحونةً، وفي وسط الأمواج والرياح، وكانت هذه علامة عند القوم بأن من بين الركاب راكبًا مغضوبًا عليه؛ لأنه ارتكب خطيئة، وأنه لا بد أن يُلقى في الماء؛ لتنجوَ السفينة من الغرق، فاقترعوا على مَن يلقونه من السفينة، فخرج سهم يونس وكان معروفًا بصلاحه، ولكن سهمه خرج بشكل أكيد، فألقوه في البحر، وقيل هو ألقى بنفسه إليه، فأرسل الله له حوتًا فابتلعه، وأمره ألَّا يكسر له عظمًا، ولا يخدش له لحمًا، وطاف به البحار، وغاص به إلى الأعماق، وبقي في بطن الحوت أيامًا يسمع الحيتان وتسبيحها، ولولا أنه استغفر الله وسبحه، لبقي في بطن الحوت في قعر البحر إلى يوم القيامة؛ قال سبحانه: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 87، 88].



لقد سمع الله دعاءه واستجاب له، ونجاه من الغم، فلفظه الحوت، وخرج من بطنه سقيمًا عاريًا على الشاطئ، محفوظًا بحفظ الله جل وعلا.




كما نجد هذا المخلوق العجيب والجندي بارزًا مع نبي الله نوح عليه السلام حين كذبه قومه، وحينها جاء الأمر من الله الذي لا مردَّ له بإهلاكهم، فأمر نبيَّهُ نوحًا عليه السلام أن يصنع سفينة فصنعها.



ولما بدأ الطوفان أمره الله بالركوب فيها مع مَن آمن معه، فعمَّ الطوفان الدنيا حتى بلغ قمم الجبال العالية، فنجاه الله تعالى ومَن معه مِنَ المؤمنين، وأغرق مَن كفر بالله رب العالمين؛ قال تعالى: ﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ ﴾ [الأعراف: 64]، وقال تعالى: ﴿ فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 14]، وهكذا فإن عاقبة الظلم وخيمة في الدنيا قبل الآخرة.



ولا إله إلا الله، ما أهون الخلق على الله تعالى إذا عصَوه سبحانه! وما أسرعهم لطلب نجدته وعونه ومدده، حينما يقعون في الشدائد والمصائب والملمَّات؛ ﴿ وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ ﴾ [لقمان: 32].



قال رجل لأحد الصالحين: أخبرني عن الله؟ فقال: ألم تركب البحر؟ قال: بلى، قال: هل حدث لك مرة أن حلَّت بكم عاصفة؟ قال: نعم، قال: وانقطعت الحيل عن الملاحين ووسائل النجاة؟ قال: نعم، قال: فهل خَطَرَ ببالك، وظهر في نفسك أن هناك مَن يستطيع أن ينجيَك إن شاء؟ قال: نعم، قال: فذاك هو الله لا إله إلا هو، وسِع كل شيء علمًا.



﴿ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ﴾ [العنكبوت: 65].



بارك الله لي ولكم بالقـرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه مـن الآيـات والـذكـر الحكيم، وأقول مـا سمعتـم، واستغفروا الله لـي ولكم.



الخطبة الثانية

أما بعد أحبتي الكــرام:

فالبحر جندي من جنود الله، ومخلوق عجيب من مخلوقات الله الدالة على عظمته وجبروته، وكما وجدناه مع نبي الله نوح، ونبي الله يونس عليهما السلام - نجده كذلك جنديًّا من جنود الله بارزًا في قصة موسى عليه السلام، عندما خافت عليه أمه من بطش فرعون، فأوحى الله إليها وحيَ إلهام: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [القصص: 7].



سبحان الله!

يا أم موسى، أرضعيه، فإذا خفت عليه، وهو في حضنك، وهو في رعايتك، إذا خفت عليه وفي فمه ثديك، وهو تحت عينيك - فألقيه في اليم!



الله أكبر...

طفل في الأشهر الأولى من حياته يُلقى في اليم في تابوت صغير، لا مَن يحميه ولا مَن يرعاه، لكن الله بعنايته وحفظة يحرسه ويرعاه.



ولا تخافي ولا تحزني؛ إنه هنا في اليم في البحر العظيم بأمواجه - في رعاية الله!

إنه مع اليد التي لا خوف معها...

اليد التي تجعل النار بردًا وسلامًا...

وتجعل البحر ملجأً وملاذًا...

اليد التي لا يجرؤ فرعون الطاغية ولا طغاة الأرض جميعًا أن يدنوَ من حِماها الآمن العزيز.



وإذا العناية لاحظتك عيونها *** نَمْ فالمخاوفُ كلُّهنَّ أمانُ



إن القدرة التي ترعاه تدبر أمره، وتكيد به فرعون وآله، فتجعلهم يلتقطونه، وتجعلهم يحبونه، بل وتجعلهم يبحثون له كذلك عن مرضعة، فيأبى أن يلتقم ثديًا أو يرضع من كل المرضعات اللاتي تم استقدامهن من كل مكان، حتى تبصره أخته من بعيد، فتعرفه، فتقول: ﴿ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴾ [القصص: 12]، ثم يعود الطفل الغائب إلى أمه الملهوفة، معافًى في بدنه، مرموقًا في مكانته، يحميه فرعون وترعاه امرأته: ﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص: 13].



واستمرت المعركة بين موسى وليِّ الله وفرعون عدوِّ الله... استمرت المعركة بين الحق والباطل إلى حين خروج موسى ومعه بنو إسرائيل، فَتَبِعَهُ فرعون وجنوده، فإذا البحر من أمام موسى وقومه، وفرعون وجنوده من خلفهم.



دلائل الحال كلها تشير بأن لا مفرَّ لهم؛ فالبحر أمامهم، والعدو خلفهم، فإذا بنو إسرائيل يقولون: ﴿ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾ [الشعراء: 61]، ضعفت ثقتهم بالله، ونسوا أن الله هو الحافظ والمعين، لكن موسى لا يشك لحظة واحدة، وملءُ قلبه الثقة بربه، واليقين بعونه والتأكد من النجاة؛ فقال موسى بلسان الواثق بنصر الله: ﴿ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62]؛ كلا لن نكون مدركين، كلا لن نكون ضائعين، كلا إن معي ربي سيهدين.



فجاء الفرج، وأُزيل الكرب، هكذا مهما زاد الظلم، ومهما بلغ الطغيان.

فأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر...!

بعصًا يضرب البحر العظيم!! بعصًا يضرب المخلوق العجيب!!



نعم، بعصًا وقعت المعجزة؛ فالعصا سبب، والله هو رب الأسباب، فانفلق البحر فكان كل فرق كالطود العظيم.



وقعت المعجزة، ووقف الماء على جانب الطريق كالطود العظيم، ووقف فرعون مع جنوده مشدوهًا بذلك المشهد الخارق، وذلك الحدث العجيب.



وأطال فرعون الوقوف وهو يرى موسى وقومه يعبرون البحر في طريق مكشوف، وقد صار البحر المغرق لهم أمانًا وسلامًا ويبسًا، ودخلوه بأهلهم وعتادهم لا تبتلُّ لهم قدم، حتى خرجوا من الشاطئ الآخر، وتم تدبير الله.



فركب الغرور والكبر والعُنْجُهِيَّةُ فرعونَ كما هي حاله، وأخذ يقترب هو وجنوده من مصيرهم المحتوم، وتمادَوا ودخلوا أجمعين، ودخل آخر جندي من جنود فرعون، وخرج آخر رجل من قوم موسى، فأمر الله البحر أن يغرق فرعون وجنوده: ﴿ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62]. نعم، إنه البحر يا كرام، هذا الجندي والمخلوق العجيب الذي كان لموسى الطفل الرضيع أمانًا ورعايةً وحفظًا، ها هو الآن يغرق فرعون وقومه بإذن الله تعالى!



﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 46].



﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.03 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]