قراءة ناقدة في طريقة عرض المفردات في ثلاثة من كتب تعليم العربية للناطقين بغيرها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         قراءة القرآن أفضل في عشر ذي الحجة أم التكبير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ترك الإنجاب لئلا يولد طفل فاسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حديث في فضائل العشر لا أصل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حكم الإجهاض بغير علم الزوج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          خمس عشرة وصية في استثمار عشر ذي الحجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الخوف من الانتكاسة والزيغ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ما هو أفضل مرهم لعلاج البواسير الخارجية؟ وهل الجراجة أفضل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          القلق و الخوف من عدم النوم سبب لي الاكتئاب، ما العلاج برأيكم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ازداد وزني بعد أن تعبت في إنقاصه، فما الحل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الطاعة تشعرني بالتعاسة والمعصية تسعدني، الرجاء المساعدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-08-2021, 03:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,398
الدولة : Egypt
افتراضي قراءة ناقدة في طريقة عرض المفردات في ثلاثة من كتب تعليم العربية للناطقين بغيرها

قراءة ناقدة في طريقة عرض المفردات في ثلاثة من كتب تعليم العربية للناطقين بغيرها
غدير عبدالمجيد عبد الله الخدام





ملخص البحث:
يتغيَّا هذا البحث إبرازَ قيمة دراسة المفرَدات، ومساهمتها في التطور الذي يمر به الدارس الناطقُ بغير العربيَّة خلال فترة دراسته للغة العربية، ويَعرِض البحثُ قراءةً ناقدة في ثلاثةٍ من كتب تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرِها، وقد أتَت متنوِّعةً لتلبِّيَ الغرض من هذا البحث وهو إبرازُ الاختلاف النسبيِّ في طريقة عرض المفرَدات عندما يوجَّه الكتاب إلى الدارسين لغرضٍ خاصٍّ مثل كتاب (Advanced Media Arabic)، وآخر موجَّه للطلبة متقِني اللُّغة الإنجليزية بوصفِها اللغة الوسيطةَ المعتمَدة في الكتاب، وهو كتاب (الكتاب في تعلُّم العربية، الجزء الأول)، والكتاب الأخير هو كتاب (الأساس لفوزية أحمد بدر، المستوى المبتدئ المتقدم) الذي خَلا في معظمه من اللغة الإنجليزيَّة إلا في نهاية الكتاب في سياق عَرضِها في القواميس.

المقدمة:
لما كانت المفردات هي الشيفرة التي يتَواصل بها أبناء اللغة بعضُهم مع بعض- كان حَريًّا بالدِّراسات أن تتوجَّه إلى موضوعِ عرض المفردات واستخدامها وتوظيفها في سياقاتٍ لغوية مختلفة؛ مِن مثل: سياق التَّواصل اليومي باستخدام مفرَدات الحياة اليومية، وسياق التواصل على الصعيد السياسي والاقتصادي والأدبي والثقافي إذا كان هدفُ الدراسة خاصًّا.

ويشتمل هذا البحثُ على جانبين أساسيين:
الجانب الأول نظريٌّ، اشتمل على مطلبين: أوَّلهما طرحتُ فيه معاييرَ انتقاء المفردات للدَّارس الأجنبي، وثانيهما تناولتُ فيه إجابةً عن سؤال: "كيف نقدِّم المفردات للدارس الأجنبي؟".

أمَّا الجانب الثاني فقد كان تطبيقيًّا، واحتوى على قراءةٍ ناقدة في طريقة عرض المفردات في ثلاثةٍ من كتب تعليم العربية للناطقين بغيرها؛ كتاب يدرس المفردات لغرَض التواصل في الحياة اليومية، وهو كتاب الأساس لفوزية أحمد بدر، وآخر يقدِّم المفردات بهدف تمكين الطالب من الحوار في المجالات السياسية والأدبية والثقافية، وهو كتاب الكتاب في تعلم العربية الجزء الأول، المعدُّ للدارسين العارفين باللغة الإنجليزية، وأخيرًا كتاب لغة الإعلام، المستوى المتقدم الذي تخصص أكثرَ في طريقة عرض المفردات؛ ذلك أنه يحدد الغرض ويؤطِّره ويكثف عدد ونوع التمارين الموجَّهة في حقلَيِ السياسة والاقتصاد تحديدًا.

وقد آثرت أن يكون هذا العرض تفصيليًّا دقيقًا؛ للوقوف على أهمِّ الفروق التي تميز كتابًا عن كتاب آخر، وأهم المآخذ التي قد تؤخَذ على الطرق المتبَعة وتحليل المسوغات أو اقتراح الحلول.

الجانب النظري:
أولاً- معاييرُ انتقاء المفردات للدارس الأجنبي[1]:
"يقرُّ متعلِّمو اللغة بأن عملية تعلُّم المفردات ليست عملية سهلة؛ لأن الكلمة الواحدة التي قد تبدو بسيطة عند عرضها منفردةً إنما هي بيئة معقَّدة في حدِّ ذاتها؛ من ناحية أنه على المتعلم ألاَّ يَكتفيَ بهذه الكلمة حسبُ، وإنما عليه أن يَعرف صِيغَها وكيفيَّة كتابتها وعلاقتها بالكلمات الأخرى من حيثُ التَّصاحبُ والترادف والتضاد والاشتراكُ اللفظي، إضافة إلى ارتباط الكلمة بسياقٍ معيَّن يجعل لها معنًى خاصًّا مختلفًا عن نفس الكلمة عندما ترتبط بسياقٍ آخر، ناهيك عن أن ثمة كلماتٍ معروفة معناها كثيرًا ما يرتبط بمعنى كلمات أخرى".

ومن هنا لَم تكُن عملية انتقاء المفردات للدارس الأجنبي عشوائية، وإنما خضعَت للكثير من الغربَلة حتى توصَّل الباحثون إلى مجموعة من المعايير أُجملها في النقاط التالية؛ كما وردت عند الباحثة هبة محمد حماد[2]:
التواتر والشيوع: وذلك بالاعتماد على قوائم الألفاظ الشائعة في اللغة العربية، والاعتماد كذلك على منهج الإحصاء.

التوزع أو المدى: حيث تُفضَّل الكلمة التي تُستخدَم في أكثرَ من بلدٍ عربي على تلك التي توجد في بلدٍ واحد.

الوفرة: أن تكون في متناوَل الفرد وتؤدِّي معنى محددًا.

الأُلفة: حيث إنَّ المألوف أفضلُ من المهجور النادر.

الشمول: أن تتضمَّن المفردة معانيَ متعددة تُغني عن تعلُّم عددٍ كبير من المفردات؛ مثل: فاكهة، خضار، ملابس، أثاث...

الإشباع: أن تشبع المفرداتُ الحاجةَ اليومية.

الانتشار أو مجال استعمال اللغة: وهو انتقاء المفرَدة التي ترتبط بعلاقات كثيرة مع غيرها، ومن ذلك كلمة (يشتري) فإنها ترتبط بعددٍ كبير من المفردات.

القرب والملاصَقة: أن تكون الكلمات مما يَكثُر ورودُه على الطالب، بما يخص مفردات السَّكن والعُمر والشخصية.

الاشتراك: استخدام المفردات المشتركة بين اللغتين؛ اللغة الأم، واللغة الهدف، وهو مِن معايير انتقاء المفردات؛ كاستعمال بعض الألفاظ العربية التي دخلَت إلى التركية.

العُروبة: إن الكلمة العربية مفضَّلة على غيرها، وبهذا يُفضَّل تعليم الدارس للكلمة العربية، والابتعاد قدر الإمكان عن الكلمات المأخوذة من لغاتٍ أخرى وشاعت ويوجد لها مقابلٌ في العربية.

التدرج والتنوُّع؛ أيِ: البَدء بتعليم المفردة الأكثرِ شيوعًا.

تقديم الحقيقي على المَجازي: وهذا يَعني أنه ينبغي شرحُ المعنى الحقيقي والتأكد من رسوخه، وبعدها الانتقال إلى المعنى المجازي.

فَصاحة الكلمة من حيث بِنيتُها الصوتية وشيوعُها، وبُعدُها عن العامية، وسهولة النطق والكتابة.

وإضافة إلى ما سبق أحسَب أنه مِن معايير انتقاء المفردات تحديد الهدف الذي سيعَدُّ المنهج لخدمته؛ ذلك أن المنطق في تعليم أيِّ لغة يقتضي أن تُعرَض المفردات التي تعين الدارس على التواصل مع المجتمع في الحياة اليومية، غير أن بعض الكتب- مثل كتاب "الكتاب في تعلم العربية"[3]- قد قفَز عن مفردات الحياة اليومية والمعيشة والتسوق والطعام والشراب، فبَدأ الكتابُ بكلمة الأدب، ثم تدرَّج في عرضِ المفردات كما سيأتي لاحقًا بالتَّفصيل، وهدف الكتاب هو أن يتمكَّن الطالب من التواصل في إطار مواضيعَ محددة؛ أدبيَّة وتاريخية وتجارية، وقد سوَّغ ذلك الهدف الذي وضع من أجله الكتاب.

على العكس من كتاب "الأساس"[4] الذي عرَض مفرداتِ الحياة اليومية؛ وذلك انطلاقًا من هدف الكتاب الذي يَقوم على تمكين الطالب من التواصل في سياقات الحياة اليومية، فالدارس يجد في الكتاب مفرداتِ الطعام والشراب والتسوق والمطعم والسفر... إلخ.

ثانيًا- كيف نقدم المفردات للدارس الأجنبي؟
إن الإجابة عن سؤالٍ كَهذا تَدفعُنا إلى النظر إلى ثلاثةِ جوانبَ مختلفة، تشكِّل أساس وبِنيةَ العَملية التعليمية وهي المعلِّم والمتعلِّم والمنهَج، وفي دراسةٍ له بعنوان مفردات العربية دراسة لسانية تطبيقية يقول العناتي[5]: "إن طُرق التدريسِ وأساليبَه تدل على ما يوظِّفه المعلِّم من إجراءات وطرقٍ وأساليبَ ومعيَّنات لتنفيذ درسٍ معين؛ تحقيقًا لأهداف محددة يقرِّرها المعلِّم أو المنهاج، وتلعَب إستراتيجيات المعلم- ويُقصَد بها ما يوظِّفه متعلم اللغة الثانية لتسهيل تعلُّمِها، وتنمية كفاياته اللغوية والتواصلية المتعددة- دورًا هامًّا في تحفيز الطالب على التكلم، وهذه الإستراتيجيات تشمل:
عمليات عقليَّة ومعرفية متعدِّدة؛ كتصميم طريقة معينة لاسترجاع معاني المفردات الجديدة.

مَهامَّ تعليمية ذاتية يُنجزها المتعلم بطرقٍ مختلفة؛ كاستِعمال المعجم للتعرُّف إلى معاني المفردات الجديدة، والاستماع لناطقين أصليِّين لتطوير الفَهم والاستيعاب.

سلوكيات تفاعلية مع المعلِّم أو الزملاء أو الناطقين الأصليِّين؛ كسؤال المعلِّم مباشرة عن معاني مفردات محددة، أو ممارسة مهارات الحوار مع الزملاء".

الجانب التطبيقي:
ثالثًا- (قراءة ناقدة في طريقة عرض المفردات في ثلاثة من كتب تعليم العربية للناطقين بغيرها). أولاً: كتاب (Advance Media Arabic). نبذة عن الكتاب: يعدُّ هذا الكتاب بجزأَيْه المتوسِّط والمتقدم من أبرز الكتب التي تدرَّس للأغراض الخاصة السياسيَّة والاقتصادية؛ حيث اشتمل على عشر وحدات، وأتَت على الترتيب التالي[6]:
الوحدة الأولى: الدبلوماسية.
الوحدة الثانية: الانتخابات.
الوحدة الثالثة: العنف والفوضى.
الوحدة الرابعة: الحرب والعمليات العسكرية.
الوحدة الخامسة: الاقتصاد.
الوحدة السادسة: القانون.
الوحدة السابعة: الصناعة والتجارة.
الوحدة الثامنة: الكوارث الطبيعية.
الوحدة التاسعة: الحرب على الإرهاب.
الوحدة العاشرة: مقتبسات تلفزيونية.

وبعد النظر في طريقة عرض المفردات في هذا الكتاب، ألخِّص ما وجدتُه في النقاط التالية:
يقدم الكتاب المقالة، وفي الصفحة المقابلة لها يقدِّم صندوقًا يحتوي على المفردات الهامة التي وردَت في المقالة المختارة، وقد سمي هذا الصندوق بالقاموس، وهي فكرة أرادها المؤلِّف وكرَّرها في كل الدروس؛ ليبرمِجَ الطالب من البداية أنه في هذا الجزء من الدرس سيتعرَّف على مجموعةٍ من الكلمات الجديدة التي سيؤلِّف منها لاحقًا قاموسَه الخاص.

اعتمد الكتاب النهج التقابُلي والترجمة في سَرد مادته المعجميَّة في صندوق القاموس؛ حيث قدَّم الكلمة وترجمتها باللغة الإنجليزية.

لاحظتُ أن المؤلف عرَض المفردة في تركيبٍ مستخدم في السياسة أو الإعلام والاقتصاد؛ ليلبِّي غرض الكتاب، ومن ذلك مثلاً استخدامُه لفظة (انتهك) في جملة "انتهك الميثاق"، وشنَّ حربًا على، وغزو العراق... إلخ.

ينوِّع الكتاب في التمرينات على المقالات؛ لتثبيت المفردات؛ ومن ذلك تمرينُ بعنوان (اللغة في السِّياق) وهو تمرينٌ يدرِّب الطالب على طريقة استعمال المفردات في السياق.

يعطي الكتاب تمرينًا هدفُه تمكين الطالب من الكتابة؛ باستخدام أفعالٍ وتراكيبَ يَستخدمها المتحدِّثون في السياسة؛ مثل:
أدلى بتصريحات، صدر ردٌّ رسمي، أصرَّ على، أضاف قائلاً...

ويطلب من الطالب أن يوظِّفها في جمل من إنشائه، وينمِّي هذا التمرينُ القدرةَ على الحوار باستخدام أفعال في المجال السياسي، إضافة إلى تمكين الطالب من الكتابة باستخدامها.

تمرين اللغة في السياق:
ينوِّع الكتاب في التمارين المقدَّمة تحت هذا العنوان؛ كالتالي:
يقدم المفردات مركِّزًا على الأفعال التي تتعدَّى بحرف جرٍّ؛ بحيث يعطي جملاً كاملة، ويضع خطًّا تحت الفعل الذي يتعدَّى بحرف جر؛ ليجذب انتباه الطالب، ويكتب حرف الجر بخط غامق، ومثال ذلك:
أفادت قناة الجزيرة بأن الرئيس الأمريكيَّ سيَزور الشرق الأوسط سرًّا.

يعرض سؤال يطلب من الطالب فيه أن يُكمل الجمل بالمصطلحات المناسبة؛ بحيث يعطي الطالبَ مجموعةً من الكلمات، ويطلب منه أن يضَعها في مكانها المناسب، ولا يتمكَّن الطالب من حل هذه التمرين إلا إذا وضَّح له المعلِّمُ طريقة استخدام الكلمة في السياق، ومثال ذلك:
إعطاء الطالب المفردات التالية: (كلَّف، تحسين، ناجم، انحياز، أوصت، وضع)....... أمريكا لإسرائيل- حسب قول الكاتب- جعل العالم العربي الإسلامي يكرهها.

والاختيار الصحيح هو (انحياز).
يركز الكتاب على الربط بين المفردة في استخدامها المباشر، واستخدامها المجازي عن طريق عرض تمرين يَرجع فيه الطالب إلى القاموس لفَهم الجمل التي قد ترد فيه استخداماتٌ مجازية:
مثال: العنف يولِّد العنف.

يبحث الطالب أولاً عن المعنى المباشر للفعل (يولِّد)، ومِن ثَم يستطيع فَهم الجملة بالربط بين المعنى المباشر والمعنى في السياق.

يُضيء الكتابُ أيضًا الجانب الصرفيَّ دون أن يُفرِد لذلك عنوانًا خاصًّا، وإنما يجعل هذا في سياق عرض تمارين المفردات؛ أي: إنه يَربط بين الصرف والجانب المعجمي.

ومثال ذلك: تمارين تمكِّن الطالب من أن يجد الفروق بين معاني الأفعال التي تنحدر من نفس الجذر، وتختلف في وزنِها، ومن ذلك تمرين يكرَّر في الكتاب وصيغته: (للأفعال التالية أوزانٌ مختلفة، استخدموا القاموس وحدِّدوا وزن ومعنى كلِّ فعل ثم ضعوه في جمل مفيدة)، مثال:
باعد- أبعد- تباعد- استبعد- بعَّد.

ولهذا التمرين قيمةٌ كبيرة بحيث يجعل الطالبَ على صلة بعلاقة الجذر بالوزن من جانب، والتدرب على استخدام القاموس من جانبٍ آخَر، ويربط بين المعجم والصرف بطريقة لا تقسِّم المهارات.

يَعتمد الكتاب أيضًا تمرينَ الاستبدال في المفردات لتنمية مهارة الطالب في الكتابة؛ حيث يعطَى الطالبُ فِقرة مكتوبة عن الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً، ويُطلب منه استبدالُ حلفاء حرب العراق بالولايات المتحدة الأمريكية وإتمام الفقرة.

ومثال ذلك النص التالي:
(تسعى الولايات المتحدة الأمريكية عبر قنواتها الدِّبلوماسية إلى استبعاد الحاجة البراغماتية إلى مَصالحِها، ولكن سرعان ما تكشف مواقفَها المعلَنة؛ وخاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي، والمتمثل في انحيازها المطلق للخيار الإسرائيلي إلى التناقض مع خطابها).

وقد لاحظت أن هذا التمرين يهيِّئ الطالبَ للانتقال إلى مستوًى أعلى من الكتابة، ولم يَطلب المؤلف من الطالب مباشرة كتابة فقرة من إنشائه، وإنما بدأ أولاً بتمرين الاستبدال، وبعدها سينتقل به إلى كتابة فقرة من إنشائه.

تمرين الترجمة: يلاحظ وجود هذا التمرين في كل دروس هذا الكتاب؛ بحيث يعطي الطالب نصًّا، ويطلب منه ترجمته من العربية إلى الإنجليزية، والعكس بالعكس.

يستخدم الكتاب تمرينًا يطلب فيه مِن الطالب أن يَشرح المفردة باللغة العربية، ويهدف هذا التمرين إلى إنعاش الذاكرة المعجميَّة لدى الطالب، ومن ذلك مثلاً أن الكتاب يَطلب من الطالب أن يشرح ما تحته خطٌّ باللغة العربية، ومن ذلك:
أعلنت (رايس) استئناف العلاقات الدبلوماسية.

الطالب درَس سابقًا معنى (استئناف) باللغة الإنجليزية، والمطلوب منه هنا هو شرحها بالاعتماد على اللغة العربية، وقد يُجيب الطالب أنَّ المعنى هو: البدء من جديد، البدء بعد انقطاع، البدء مرة أخرى... إلخ.

يقدم الكتابُ بعضَ الأفعال على شكل معادَلات رياضية؛ ليوضح للطالب أن هذه الأفعال قد تتبعها صيغٌ مختلفة، ولكن المعنى لا يتغير على حد تعبير الكاتب، ومثال ذلك:
أعلن+ مصدر= أعلن استئناف المباحثات.

أعلن+ أن= أعلن أن الولايات المتحدة استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع العراق.

أُعلن (مبني للمجهول)+ عن= أُعلن عن استئناف المباحثات.

وأحسب أن المؤلف لم يَقصِد بإظهار الاختلاف التركيزَ على الجانب النحْويِّ أو الصرفي؛ حيث يُلاحظ أن ثمة اختلافًا بين المبنيِّ للمعلوم والمبني للمجهول صرفيًّا ونحويًّا، غير أن التركيز هنا كان على الجانب المفردي المعجمي، وأجد هذا الطَّرْح منطقيًّا؛ إذ لا حاجة لإعادة الشرح والتفصيل لطالبٍ قد تجاوز مرحلةَ شرح القواعد إلى فَهْم التراكيب واستخدامها وتوظيفها في سياقات متعدِّدة نطقًا وكتابةً.

يطوِّر الكتابُ التمرينات المدرَجة تحت عنوان (اللغة في السياق)، بحيث يعطي الكتاب تمرينًا يمكِّن الطالبَ من تمييز المعاني المختلفة للمفردة الواحدة حسب وُرودِها في سياقٍ معيَّن أو اختلاف الوزن الصرفي لها.

ومن ذلك مثلاً تمرين: (للأفعال التالية معانٍ مختلفة حسب استخدامها في السياق، خمِّنوا معنى كل جملة في اللغة الإنجليزية):
عقَد الملك اجتماعًا مع وزرائه.
انعقد المؤتمر.
تعاقد الطرفان.

ومثاله كذلك الفعل (تسرَّب):
تسرب الخبر.
تسرب الماء من السقف.
تسرب الأطفال من المدرسة.

تمرين تصحيح الخطأ: يعطي الكتاب الطالب نصًّا، ويَطلب منه تصحيح الأخطاء الواردة فيه، وقد يكون الخطأ بحذف حرف جرٍّ لازمٍ وجودُه، أو زيادة حرف جر، أو استخدام الصيغة الصرفية بطريقة خاطئة تغيِّر المعنى الدلالي.

توظيف المفردات على المستوى الكتابي:
بعد أن طرح الكتاب تمارينَ الاستبدال والتحويل والترجمة يَنتقل بالطالب إلى نشاط الكتابة؛ حيث يطلب منه أن يقوم بالكتابة بنفسه، ومثال ذلك أن يعطيَه فقرة عن التعليم مثلاً، وبعدها يطلب منه أن يكتب مُناقشًا أفكارًا محددة مثل:
واقع التعليم في العالم العربي في الماضي.

التطور الذي حصل في التعليم العربي في العالم العربي في السنوات الأخيرة.

ولا نستطيع بحالٍ فَصْلَ المستوى المعجمي عن المستوى الكتابي ومستوى التكلُّم؛ إذ إنَّ الكتابة طريقة أخرى من طرق توظيف المفردات في سياق مرئيٍّ وليس مسموعًا فحَسْب، ويَعتمد نجاحُ هذه الطريقة على توجيه المعلِّم وإبداع الطالب، وبقدر ما يَستطيع الطالبُ إعطاءَ مفاتيحَ للكتابة معتمدًا على مفردات مفتاحية بقدر ما تنجح هذه العملية، وقد لاحظت مهارةً في طرح هذه المهارة لدى المؤلِّف بحيث استطاع أن يختار مفرداته، مراعيًا ما يلي:
مستوى الطالب وحصيلته المعرفية من اللغة ومن المقالات التي درَسها.

إعطاء الطالب مفاتيحَ الكتابة عن طريق إعطائه التسلسُل المطلوب لعرض الفكرة، ومثال ذلك فِكرة موضوع عن التعليم؛ فقد طلَب المؤلِّف من الطالب أن يَكتب متسلسلاً كالتالي:
التحدث عن واقع التعليم.




يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 146.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 145.25 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.17%)]