سنصعد كلما نزلوا

[ابوالوليد المسلم]

سنصعد كلما نزلوا
عبدالستار النعيمي

سنصعَدُ كلَّما نَزلوا اقتحاما

ونَحْيَا كلَّمَا قتَلوا انتقاما

شعوبُ الأرض شاهدةٌ عليهم
على إحراقهم جثثَ اليتامى

لقد نظرتْ لهم شَزْرا عقولٌ
أهانتهم فلاسفةٌ قُدامى

ألم يعيوا لماضٍ فيه ظلمٌ!
وفرعونُ اختفى في القبر؛ ناما

وأين (الهتلرُ) المغوارُ عنهم
يذكِّرهم ويعتصِر العظاما

علامَ الظلمُ مندحِرٌ خذولٌ!
وهل للعدل يوماَ أن يُضاما!

وللمستعمرينَ وعودُ برقٍ
تخلَّلَ في الدجى غيماً جَهاما

ولكنْ لارْتدادِ العقل جهْلاً
ورغم رُقيِّنا جِينٌ تنامى

فديناصورُنا انقرضَ اتباعاً
لعلم (الجهل) لَم ينهض قِياما

(بقاءُ الأصلحِ) اخترقتْ قواهُ
ولم تخرقْ من الغنَمِ السلاما

كذا الإنسانُ إن يجهلْ سيسقطْ

[ابوالوليد المسلم]

وما تركَ العداوةَ والصِّداما

خذوا مِن عصرِنا مثلاً كثيراً
لطغيانِ الهوى شَهَروا الحساما

فلا تخلوْ بلادٌ من دماءٍ
وإن كان المعاشُ بها استقاما

إذا لم تُسلب الأوطانُ حرْبًا
ستُسْلَبُ بالتفرُّقِ فانقساما

لقد أحْيَوا مقالاً جاهليًّا
أباحَ الظُلْمَ واستهوى الظلاما

فمَن يَظلمْ فلا يُظلمْ ولكنْ
أَللمظلومِ أن ينسى انتقاما؟

تخبِّرُنا قبورُ الأمس عنهم:
طغاةُ الجورِ لم يُحيوا عظاما