|
|||||||
| ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
تحول الحب إلى كره مع كثرة المشكلات أ. عائشة الحكمي السؤال: بعدما تخرَّجتُ في كلية الهندسة تزوجتُ مِن فتاة متدينةٍ، وكنتُ وقتها أعمل براتب زهيدٍ، والحمد لله كنتُ مستمتعًا بحياتي. ثم عُيِّنْتُ في الحكومة، ولكني وجدتُ الفساد، والهدمَ والتخريب، وما يخالف ما نشأتُ عليه مِن التعامل الصادق والاستقامة، كانتْ تحدُث مشكلاتٌ بيني وبين رؤسائي، وكنتُ آخذها إلى البيتِ جهلًا مني؛ مما عكس على تصرُّفاتي مع شريكتي، فكنتُ أقسو عليها كثيرًا - لا إراديًّا - نتيجة إحساسي بتقصيري المادي معها، وأجد الجفاء والنكَد منها، رغم حبي لها، ورغم علمي بحقِّها المشروع في الحياة بسعادة وترفٍ مثل صديقة لها وزوجة مهندس! كنتُ أشرح لها الموقف، وأرجوها أن تُقدِّرني وتُقدِّر وضعي، وأقول لها: عسى الله أن يأتيَ بالفرَج، وأعدها بأن أعوضها، وهي تعلم أني صادق في وعدي! مرَّتْ سنواتٌ، ولا يزداد الوضعُ إلا سوءًا، وازداد ضيقي عند مجيئ الطفل الأول؛ خوفًا مِن عدم المقْدرة على تحمُّل المسؤولية؛ حيث كانتْ الطفلة تُعاني بعض الأمراض، والحمد لله تحسنتْ. أصيبتْ زوجتي بعد ذلك بمرضٍ جعَلَها مُنعزلة عن العالم، ولا تُخاطب أي إنسان، وازدادتْ حالتي سوءًا بعد ذلك، واستمرَّ الوضعُ حتى كاد يصل الى الانفصال، وإلى أن صار الحبُّ كرها! كانتْ تتهمني بأني أعمل على تحطيمها، ولا أريدها أن تسعدَ بشيءٍ، كلُّ هذا لأني ألزمها بأن تُقلِّلَ من الخروج مِن المنزل، بدأتْ ثقتي تتزعزع حينما وجدتُ إصرارها على الخروج. أصبحتْ - بعد مرضِها - في قمة اللا مبالاة، وتردُّ عليَّ بصوتٍ عالٍ، وقلَّ احترامها لي ولوالديَّ! أحاول أن أقف جانبها، لكنها ترى أني لا أهتمَّ بعلاجها ولا بها، لا أعرف هل تعاني مشكلة نفسية؟ وهل أنا طرف فيها؟ أو تريد أن تعيش وحدها حياة خاصة؟ مع أني أبذل كل ما أستطيع لها، ولا أقصر معها حسب مقدرتي. الجواب: بسم الله الموفق للصواب وهو المستعان سلامٌ عليكم، أما بعدُ: فمِثْلك لا تغيب عنه حاجة المرأة إلى أن ترى الحبَّ وتسمعه وتتذوَّقه، ولكنك - مع بالِغ الأسف - ككثيرٍ مِن الرجال في بيت الزوجية، تستثقلون التعبيرَ عن مشاعركم لزوجاتكم، مُفوِّتين على أنفسكم وعلى زوجاتكم أجمل ما في الحياة الزوجية: الموَدَّة والرحمة! اشتغالك بتوفير حياةٍ مادية كريمةٍ لزوجتك أنساك أن توفرَ لها الحياةَ العاطفيةَ الدافئةَ، حتى خسرتها وأمرضتَها معك! حياتُك - يا أخي الكريم - جافَّة عاطفيًّا، وقد زاد هذا الجفافُ العاطفيُّ مِن قسوة الحياة المادية التي تعيشانها معًا، فأتمنى منك أن تلتفتَ قليلًا - بل كثيرًا - إلى هذا الجانب الحيويِّ في علاقتك بزوجتك، فما تحتاجُه لحلِّ هذه المشكلة أن تتعلمَ كيف تُعَبِّر عن عواطفك لزوجتك، بُح يا أخي بهوى زوجتك لزوجتك وليس لنا، أسْعِدْها بحبك قولًا وعملًا، ولا تفعل مِن أجْلِها ما يخفى عنها، فهذه أعمالٌ زوجية، وليستْ صدقات في السِّرِّ! حاوِرْ زوجتك وحدِّثْها عن مشكلاتك وهمومك، أشْعِرْها بأنها شريكة حياة، حبيبة قلب، زوجة مهندس، وليستْ خادمًا في المنزل! ولا تدفَعْها إلى الشعور بالحسرة كلما قرأتْ قصيدةَ غزل لشاعرٍ عاشقٍ، أو شاهدتْ فيلمًا رومانسيًّا، أو سمعتْ حكايات سعيدةً عن حال زوجَيْنِ سعيدَيْنِ! حلُّ مُشكلتك بِيَدِك: اقْتَدِ بالحبيب محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - في بيته مع أزواجه أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن - حيثُ لم تنسه شدة العيش والتقلُّل مِن الدنيا مِن أن يملأَ أعيُن زوجاته سعادةً ورضًا؛ قالتْ عائشة - رضي الله عنها -: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا عائشة ، كنت لك كأبي زرعٍ لأم زرعٍ))، زيد في بعض الروايات: ((إلا أنَّ أبا زرع طلق، وأنا لا أُطَلِّق)). عَجِبْتُ لِهَذا الحُبِّ يَسْرِي كَأَنَّمَا ![]() هُوَ السِّحْرُ فِي الأَعْمَاقِ أَوْ أنَّهُ أَقْوَى ![]() وَيَجْعَلُ حُلْوَ العَيْشِ مُرًّا إِذَا نَأى ![]() حَبِيبٌ، ومُرَّ العَيْشِ فِي قُرْبِهِ حُلْوَا ![]() والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |