وقتنا هو حياتنا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 1367 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 4496 )           »          العودة إلى المدارس.. نصائح وتوجيهات للآباء والأمهات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 104 )           »          الدعاة وفقه إدارة العاطفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 223 )           »          الدعاة بين التكتيكي والإستراتيجي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 244 )           »          كان من أبرز تلاميذ الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- الشيخ عمر بن سعود العيد في ذمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 95 )           »          السنن الإلهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11 - عددالزوار : 2557 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13173 - عددالزوار : 349824 )           »          انفعالات المراهق- عندما ننظر للمراهق على أنه إنسان.. عندها فقط نعرف ما يريد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 1330 )           »          وقفات مع دعاء الاستفتاح...مقدمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 175 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-09-2022, 04:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,333
الدولة : Egypt
افتراضي وقتنا هو حياتنا

وقتنا هو حياتنا


عادل عبدالوهاب عبدالماجد








الحمد لله الواحد القهار، مقدِّر الأقدار، ومكوِّر الليل على النهار، والصلاة السلام على النبي المختار، وعلى آله الكِرام الأطهار، وبعد:

الوقت من الزمن كالعضو من البدن، فالزمان جسم والوقت جزء، وهما موطن العَجائب، ومحل الغرائب، وكنانة الأسرار، وميدان الأعمال، ووعاء الأحداث، وسجل التاريخ؛ قال الشاعر:



المجد والشرف الرفيع صحيفة

جُعلت لها الأخلاق كالعنوانِ



دقات قلبِ المَرء قائلة له:

إن الحياة دقائق وثوانِ



فارفع لنفسك بعد موتك ذِكرَها

فالذِّكر للإنسان عمْرٌ ثانِ






موقع الزمن من المخلوقات:

1- هو من أشرف مخلوقات الله تعالى؛ لذا أقسم خالقه - جل وعلا - بعلاماته ودلالاته فقال: ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴾ [الشمس: 1، 2]، وأقسم بأجزائه وأعضائه فقال: ﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾ [الضحى: 1، 2]، وقال - عز من قائل -: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1، 2] ، وقال سبحانه: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ﴾ [الليل: 1، 2]، وأقسم به قسمًا شاملاً فقال - جل في علاه -: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ [العصر: 1، 2].



والخالق العظيم عندما يقسم بأحد مخلوقاته دل ذلك على عظمته وشرفه؛ فهو واحد من أعجب خلق الله تعالى القائل: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2]، لذا أمرنا الخالق - جل وعلا - أن نتفكَّر فيه فقال: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ [الفرقان: 62]، وقال سبحانه: ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 44]، وجعل الخالق - عز وجل - حركة الليل والنهار - وهما جناحا الزمن - آية تستحق التأمل فقال: ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ ﴾ [يس: 37]، فالنهار ينسحب في أدب، تاركًا الميدان لرفيق دربه الطويل، ليقوم بعمله ويؤدي واجبه بلا تقصير؛ عملا بتوجيه الخالق البصير - جل في علاه -: ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ﴾ [النبأ: 10، 11].



طبيعة الزمن:

إنه مخلوق فريد؛ موجود كالمعدوم، ومتحرِّك كالساكن، لا لون له ولا طعم ولا رائحة، ولا كتلة ولا جِرْم ولا كثافة، لا يورث ولا يُوهب، ولا يُباع ولا يُشترى، ولا يعبأ ولا يخزن، ولا يصدَّر ولا يورَّد.





إنَّ الزمان سفينة تَمضي بنا

سبحان مُبدعها ومُخفي جِرمها



تمضي بنا نحو المَنون حثيثةً

لا نستطيع تفلُّتًا مِن جِسمها



خفيَتْ عن الأنظار وهْي قريبة

واستوعب الأكوان وافرَ حَجمها



أيان مُرساها وأين مقرُّها؟

السر عند الله مُخفي عِلمها






صفات الزمن:

1- يتحرَّك مُتدحرجًا مثل كرة يغلِّفها الليل والنهار؛ كما قال الخالق - جلا وعلا - مادحًا نفسه: ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴾ [الزمر: 5]، وقال عن دلائل حركته: ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴾ [يس: 38، 39].



2- يتنفَّس كلما تجاوز مرحلة، وقطع شوطًا، وصفه خالقه وصانعه بذلك فقال: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴾ [التكوير: 17، 18].



3- يَمضي قدمًا لا يتوقف ولا يتجمد ولا يتبدد، لا يعرف العطلات الرسمية ولا الإجازات السنوية؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ﴾ [الانشقاق: 6].



4- يَمضي سريعًا بلا كلل ولا ملل، حتى إن الحياة بأَسرِها تكون في نهايتها كيوم أو بعض يوم، وعندها يخسر المبطلون؛ قال الخالق - جل وعلا -: ﴿ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ﴾ [النازعات: 46]، وقال الشاعر:



عريتُ مِن الشباب وكنتُ غصنًا

كما يعرى من الورق القضيبُ



بكيتُ على الشباب بدمع عيني

فما أغنى البكاء ولا النَّحيبُ



فيا ليت الشباب يعود يومًا

فأُخبرَه بما فعل المشيبُ






5- ما مضى منه لا يعود، وما فقد لا يعوض؛ فهو لا يتولد، ولا يتجدَّد، ولا يتمدد ولا يتعدد، ولا يتكاثر، ولا يتناسل؛ قال الشاعر:



فاقضوا مآربكم عُجالى، إنما

أعماركم سفر مِن الأسفارِ



وتراكضوا خيل الشباب وبادِروا

أن تستردَّ فإنهنَّ عوارِ








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-09-2022, 04:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,333
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقتنا هو حياتنا


العيش نوم والمنيَّة يَقظة

والمرء بينهما خيالٌ سارِ





وقال الآخر:



أعوامُ وصل كان يُنسي طولُها

ذكرَ النَّوى، فكأنها أيامُ



ثم انثنت أيام هَجرٍ بعدها

فكأنها مِن طُولها أعوامُ



ثم انقضت تلك السنون وأهلُها

فكأنها وكأنهم أحلام






6- لا يتكلم، ولا يتألم، ولا يتبرم، ولا يحسُّ، ولا يشعُر، ولا يظلم، ولا يجور، ولا يُجامل، ولا يُحابي، وصدق القائل:



نَعيبُ زماننا والعيب فينا

وما لزماننا عيبٌ سِوانا



ونَهجو ذا الزمان بغير ذنب

ولو نطق الزمان لنا هَجانا



وليس الذئب يأكلُ لحمَ ذئب

ويأكل بعضُنا بعضًا عيانا






7- يُقتل ويُذبح ويُنحر ويهدر، وصدق الشاعر حين قال:



الوقت أنفس ما عُنيتَ بحفظِه

وأراه أهونَ ما عليك يَضيعُ






تنبيهات وتوجيهات:

1- المسيِّر للزمن هو الخالق - جل وعلا - فالزمن مخلوق مسيَّر لا مخيَّر، وليس كما اعتقد الجهال قديمًا حين قالوا: ﴿ مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴾ [الجاثية: 24].



2- لا يجوز أن نسبَّ الزمن ونلعَن الدهر؛ لما جاء في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله - عز وجل -: يُؤذيني ابنُ آدم يسبُّ الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار))؛ متفق عليه.



كقول بعضِهم:



يا دهرُ ويحَك ما أبقيت لي أحَدا

وأنت والد سوء تأكل الوَلدا






3- حفْظ الزمن واجب، وتضييعه محرَّم؛ فقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: ((اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك))؛ أخرجه الحاكم في المستدرك، وهو في صحيح الترغيب والترهيب.



4- من المُعينات على حفظ الزمن:

معرفة قيمة الزمن، وإدراك أنه أغلى ما نملك، وقد جاء في الحديث عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم: ((نعمتانِ مغْبُونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصِّحَّة والفراغ))؛ رواه البخاري.



جدولة الأعمال وتنظيمها (الجدولة اليومية، والأسبوعية، والشهرية، والسنوية).



وضع الأهداف وتعيينها (الأهداف القريبة، الأهداف الوسيطة، الأهداف البعيدة).



مع الواقعية والبساطة.



ترتيب الأولويات وتنسيقها (البدء بالأهم فالمهم).



تحديد الوسائل وتوفيرها (الزمان والمكان والأشخاص والأدوات).



الحزم وترك التسويف (لا تؤجِّل عمل اليوم إلى الغد).



الحسم وعدم التردد:



إذا كنتَ ذا رأي فكن ذا عزيمة

فإن فساد الرأي أن تتردَّدا






التفويض (أَشرِك الآخرين ليوفروا عليك وقتك).

اجتناب مضيِّعات الأوقات.




5- من مُضيعات الأوقات:

التشتُّت (غياب التخطيط والأهداف والتنظيم).

الأحداث الطارئة والمواقف العابرة.

المماطلة والجدال.

لصوص الأوقات (المتسللون بلا ميعاد).

الهاتف والتلفاز (التعامل مع الأجهزة الذكية بطريقة غبية).


اللهو واللعب (الاستِهتار وانعدام الجدية).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.62 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]