|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
التخصص في حياة المعلم
التخصص في حياة المعلم د. طه فارس التَّخصص في جوانب المعرفة فكرةٌ قديمة، وقد ورد عن نبينا محمَّد عليه الصلاة والسلام ما يؤكِّدها ويدعو إليها، من ذلك: امتداحه لبعضِ أصحابِه رضي الله عنهم لِتَميُّزِهم بجانب من جوانب العلم، مع التَّأكيدِ على أنَّ الموسوعيَّةَ وتَعَدُّدَ المعارِفِ كانت سِمَةُ العصر آنذاك، إلاَّ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أراد بهذا المدح والثناء أن يحفِّزَ الذين مُدحُوا ليُكرِّسُوا جهودَهم وإمكاناتهم لخدمة هذا الجانب والعِناية به. فنجد مثالاً على ذلك: ثناء النبيِّ صلى الله عليه وسلم على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بحسن القضاء وإجادته، بقوله صلى الله عليه وسلم: «أقضى أمتي عليُّ بنُ أبي طالب»[1]، وذلك لتميُّزه بهذا الجانب، مع العلم بتعَدُّد جوانب المعرفة في شخص سيدنا عليّ كرم الله وجهه. وكذلك ثناؤه على زيد بن ثابت رضي الله عنه بأنَّه من أعلم الصحابة بالفرائض، بقوله صلى الله عليه وسلم: «أَفَرْضُهمْ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ»[2]، مع أنَّ زيداً رضي الله عنه كان عَالماً بالقرآن، وقارئاً، وكاتباً، وعالماً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقيهاً، بل كان زيدُ بنُ ثابت رأساً بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة[3]، ولكن أراد النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يُعَزِّزَ فيه هذا الجانب ليبرُز فيه دون غيره من الجوانب، وذلك ليرسِّخ فكرةَ التخصُّصِ بين أصحابه وفي أمته. وأما أُبَيُّ بن كعب رضي الله عنه فأثنى عليه بأنَّه من أَقْرَأ الصحابة لكتاب الله، فقال صلى الله عليه وسلم: «وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ»[4]. وأثنى على معاذ بن جبل بأنَّه أعلم الصحابة بالحلال والحرام، فقال صلى الله عليه وسلم: «وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ»[5]. ولذلك لا بُدَّ للمُعلِّم أن يتقن تخصُّصَه، ويمتلك في مجاله قَدراً كافياً من المعلومات، يمكنه من أداء واجبه بكفاءة وتميُّز وإبداع، ويحميه كذلك من المواقف المُحْرِجَة التي قد توقعه فيها أسئلة بعض الطلاب التي لا يجد لها جواباً؛ بسبب قصور معلوماته أو ضعفه في تخصُّصه، أو ما يتعلق فيه من جوانب المعرفة. فلذلك منَ الضرورِي أن يُلمَّ المعلِّم بالفروع المختلفة لتخصُّصه، وأن يُدْرِك العلاقة فيما بينها، ويعلمَ التَّنظيم المنطقيَّ للمعارف في هذا المجال. كما ينبغي عليه أن يعرف نبذة عن تاريخ تخصُّصه، ويتَعرَّف على تراجم العلماء الذين أسهموا فيه وأَثْرَوه. ومما يُثرِي تَخَصُّصَ المعلِّمِ أيضاً أن يعرف بعضَ الحقائقِ والبيانات الرئيسة، والإحصائيات، والأرقام، التي تتعلق بتخصُّصِهِ. وينبغي على المُعلِّم كذلك أن يُتقِنَ طُرقَ البحثِ عن كلِّ ما يتعلق بتخصُّصِه بواسطة الوسائل التقنيَّةِ الحَدِيثة، كبرامج الحاسب الآلي، وشبكة المعلومات الدوليَّة، وغير ذلك، ويتعرَّفَ على البرامج والمواقع النَّافعة في مجال تخصُّصه، ثم ينقل هذه التجربة إلى طلابه ليفيدوا منها وتتوسعَ لديهم وسائلُ المعرفة، وطريقة الوصول إليها. [1] أخرجه الطبرانى في الصغير 1/ 335 برقم 556؛ وأورده الحافظ في التلخيص 3/ 79؛ وفي صحيح البخاري في التفسير برقم 4211 موقوفاً على عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: «أَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ وَأَقْضَانَا عَلِيٌّ»؛ قال ابن حجر في الفتح 8/ 167: وأما قوله : « وأقضانا علي»، فورد في حديث مرفوع أيضا عن أنس رفعه: « أقضى أمتي علي بن أبي طالب»، أخرجه البغوي، وعن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسلا: « أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأقضاهم على» الحديث، ورويناه موصولاً في فوائد أبي بكر محمد بن العباس بن نجيح من حديث أبي سعيد الخدري مثله، وروى البزار من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: «كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب رضي الله عنه». [2] أخرجه الترمذي في المناقب برقم 3790 وقال حسن صحيح؛ وابن ماجه في المقدمة برقم 155؛ والطبراني في الصغير 1/ 335 برقم 556؛ والحاكم في المستدرك 3/ 477 وقال: إسناده صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، قال ابن حجر في الفتح7/ 93: إسناده صحيح، وقال كذلك 7/ 126: رجاله ثقات. [3] الإصابة في تمييز الصحابة 2/ 594. [4] أخرجه الترمذي في المناقب برقم 3790 وقال حسن صحيح؛ وابن ماجه في المقدمة برقم 155؛ والطبراني في الصغير 1/ 335 برقم 556؛ والحاكم في المستدرك 3/ 477 وقال: إسناده صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، قال ابن حجر في الفتح7/ 93: إسناده صحيح، وقال كذلك 7/ 126: رجاله ثقات. [5] سبق تخريجه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |