النظام الصائتي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الآيات الإنسانية المتعلقة باللسان والشفتين في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تفسير قوله تعالى: {الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الآيات الإنسانية المتعلقة بالسمع والبصر في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حرص الصحابة رضي الله عنهم على اقتران العلم بالقرآن بالعمل به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 81 )           »          إثبات النبوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تحريم التسمي أو الاتصاف بما خص الله به نفسه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          خرق القوانين المركزية للظواهر الكونية بالمعجزات إرادة إلهية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التسبيح هو أحب الكلام إلى الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          النفس اللوامة (محاسبة النفس) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          من درر العلامة ابن القيم عن السعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-01-2023, 04:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,354
الدولة : Egypt
افتراضي النظام الصائتي

النظام الصائتي
أ.د. عبدالحميد النوري عبدالواحد








النظام الصائتي (أو نظام الحركات) في العربية، هو نظام لساني مثله مثل بقية الأنظمة المتعلقة باللغة، أو بمجموعة من اللغات، ويقضي هذا النظام بوجود انسجام بين مكوناته، ما يجعله نسقًا لسانيًّا قائمًا بذاته، وَفقَ جملة من الخصائص أو المقومات، ويستعمل المتكلم المستمع هذا النسق دون أن يكون بحاجة إلى معرفة مسبقة بالنظريات اللسانية، أو الحقائق اللسانية؛ أي: هو يستعمل هذا النسق أو ذاك النسق، ويستعمل اللغة بجميع مقوماتها بفطرته، باعتبار اللغة ملكةً لسانية يَمتلكها الفرد منذ النشأة الأولى.



وأما اللساني (أو النحوي)، فمن شأنه أن ينظُرَ في اللغة ومقوماتها، ومن شأنه أن يلاحظ الظاهرة اللسانية، ويخرج بأحكام قائمة على الاستقراء والاستنتاج، وعلى المقارنة والقياس وغيرها، وأن يقوم بالتوصيف والتحليل إلى أن يصلَ إلى القواعد العامة؛ ليضبطَ هذا النسق أو النظام في لغةٍ ما.



والنظام الصائتي في العربية يُبين حقيقة الصوائت وسِماتها المشتركة، وموضع نُطقها، ودرجة الانفتاح فيها، مثلما يُبين الصوائت المميزة من الصوائت غير المميزة، بالنظر إلى كونها لا تعدو أن تكون تلوينات صوتية لا غير، والصوائت الكلية في مجمل اللغات التي توصل اللسانيون إلى دراستها تُعد تقريبًا عشرين صائتًا.



وحظُّ العربية من هذه الصوائت لا يتجاوز ثلاثة صوائت، وإن قابلتْها ثلاثة أخرى تتميز عنها بالمد أو الطولِ، وهذه الصوائت الثلاثة مثلما شاع عند القدامى والمحدثين بلا خلافٍ، هي ما نُطلق عليها الفتحة والكسرة والضمة، وتُقابلها ضمنيًّا الفتحة الطويلة والكسرة الطويلة والضمة الطويلة.



وتتوزَّع هذه الصوائت في جهاز التصويت، أو في الحيِّز الفمي إلى صائت علوي أمامي، هو الكسرة، وصائت علوي خلفي هو الضمة، وصائت وسطي أو سفلي هو الفتحة، وتتحقق الفتحة بانبساط اللسان في وسط الفم، ما يجعل الفتحة أيسرَ الصوائت نطقًا وأخفها، وتتحقق الكسرة برفع اللسان قليلًا، واندفاعه إلى الأمام، ما يجعل منه صائتًا علويًّا أماميًّا مغلقًا، وتتحقَّق الضمة بارتفاع اللسان قليلًا أيضًا، وتَراجُعِه إلى الخلف، وهو صائت علوي مغلق أيضًا.



وهذه الصوائت القصيرة مع الصوائت الطويلة، هي الصوائت المميزة حقًّا، وتَميُّزُها راجعٌ إلى تأثيرها على معنى الكلمة، ويكفي أن نجد للصائت مقابلًا في كلمة أخرى ذات معنى مختلف؛ حتى نقول: إن هذا الصائت صائتٌ مميزٌ، ومن باب التمثيل والاستشهاد نذكر "قَطْر" (المطر)، و"قِطر" (المعدن المذاب)، و"قُطر" (البلد) مثلًا، فهذه الكلمات الثلاث مختلفة المعنى، والحروف الأصول فيها واحدة، وبِنيتها تكاد تكون واحدة أيضًا، والفارق الوحيد المميِّز بينها هو طبيعة الصائت في الصامت الأول؛ أي: القاف، وهذا الصائت يُمكن تَبَيُّنُه فتحةً في الكلمة الأولى، وكسرةً في الكلمة الثانية، وضمةً في الكلمة الثالثة، وما إن يتغيَّر الصائت حتى تتغيَّر الكلمة، أو بالأحرى يتغيَّر معناها.



ولا يتعلَّق التمييز بين هذه الصوائت بما يُحدثه تغييرُها في الكلمة، وتغيير معناها تبعًا لذلك، وإنما يتعلق بسِمةِ الطول والقِصَر أيضًا، فالفرق بين "كَتَبَ" و"كَاتَبَ" مثلًا، ومن حيث المعنى واضحٌ، إذ الكلمة الأولى تعبِّر عن فعل الحدث (الكتابة)، والثانية تفيد المشاركة في الفعل، وأما من حيث اللفظ، فلا فرق بين الكلمة الأولى والكلمة الثانية، إلا من حيث طول الصائت الأول؛ أي: الفتحة لا غير.



وأما إذا تغيَّر الصائت في الكلمة، ومن حيث النطق بطبيعة الحال، ولم يكن لهذا التغيير أثرٌ على المعنى، فلا حديث عن الصائت المميز، وإنما يمكن الحديث عن تلوينات في تحقق الصوت، وقد تكون هذه التلوينات فردية أو جماعية أو جهوية، ويكفي أن نشير في هذا الصدد إلى كيفية نُطق أمثلة من قبيل "بِسر" و"بِنت" أو "بَتة" و"بَطة"؛ لنتبيَّنَ أن الكسرة في الكلمة الأولى تختلف عن الكسرة في الكلمة الثانية؛ أي: إنها في الكلمة الأولى مغلقة، وفي الثانية نصف مغلقة، أو نصف مفتوحة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الفتحة، فهي في الكلمة الثالثة تختلف عن الفتحة في الكلمة الأخيرة؛ أي: إنها مرقَّقة في الكلمة الثالثة، ومفخَّمة في الكلمة الأخيرة، وهذا راجعٌ إلى أنه قد اكْتُسِبَتْ صفةُ التفخيم من الصامت المجاور له، أو من سياق اللفظ.



لقد سبق أن ذكرنا أن الصوائت في العربية ثلاثة وبلا خلاف، ولكنَّ تأثير هذه الصوائت في بنية الكلمة أو الكلمات، قد يجعلنا نتوهَّم أن السكون صائت أيضًا، وهذا غيرُ مقبول؛ لأن السكون صوتيًّا هو غياب الصائت، أو تحقُّق صفري له، وإن كان له أثرٌ على بنية الكلمة، وبنية من نحو "فَعَل" على سبيل المثال، تختلف عن بنية "فَعْل"، والاختلاف يرجع إلى تحرُّك العين في البنية الأولى، وعدم تحرُّكها في البنية الثانية.



وأما بشأن التوافق الذي يُمكن أن يحصل بين الصوائت، فأمرٌ واضح، وهو قائم على مبدأ الخِفَّة والثِّقل، ولا خلاف بين القدامى والمحدثين في اعتبار الفتحة خفيفةً، والكسرة والضمة ثقيلتين، بيد أن الضمة أكثرُ ثقلًا من الكسرة باعتبارها خلفيةً، ولا يتبيَّن الثقلُ بوضع الصوائت في حيِّز الفم فحسب، وإنما يتعلق بالأمثلة الشائعة في العربية أيضًا؛ إذ الفتحة مع بقية الصوائت من جهة، ومع السكون من جهة ثانية، مما يعد خفيفًا مقبولًا، في حين أن الضمة مع الضمة، أو الكسرة مع الكسرة، أو الكسرة مع الضمة أو العكس، مما يُستثقل، وأمثلتُه قليلة نادرةٌ.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.21 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.72%)]