| 
 
08-03-2023, 05:48 AM
 | 
| 
|  | قلم ذهبي مميز |  | 
تاريخ التسجيل: Feb 2019 مكان الإقامة: مصر الجنس :   
المشاركات: 164,584
 
الدولة :        |  | 
| 
 ما الأفضل ختمة بتدبر أم الإكثار من الختم في رمضان؟ 
 
  ما الأفضل ختمة بتدبر أم الإكثار من الختم في رمضان؟ 		
 
 
 قال الشيخ عبدالكريم الخضير وفقه الله تعالى في درس له بعنوان :" من مسائل القيام والتراويح والإعتكاف " :
 ( ذُكر عن ابن القيم رحمه الله تعالى أنه سُئل :
 أيهما أفضل ختم القرآن تدبرا مرة واحدة أم قراءة القرآن مرات عديدة لكن دون تدبر ؟
 فأجاب رحمه الله تعالى بمثال يغني عن الإجابة حيث قال :
 أيهما أفضل : درة أو جوهرة ثمينة تساوي ألآف أو مئات الدنانير أم عشر درر أو عشر جواهر تقل عنها في القيمة ؟ ) أ.هـ.
 
 يشير حفظه الله إلى ما ذكره ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد :
 
 ( وقد اختلف الناس في الأفضل من الترتيل وقلة القراءة أو السرعة مع كثرة القراءة : أيهما أفضل ؟ على قولين :
 
 فذهب ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها ،   واحتج أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه ، وتدبره ، والفقه  فيه  ، والعمل به ، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه كما قال بعض السلف :  نزل  القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملا .
 
 ولهذا كان أهل القرآن هم العالمون به والعاملون بما فيه وإن لم يحفظوه عن   ظهر قلب ، وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله وإن أقام   حروفه إقامة السهم .
 
 قالوا : ولأن الإيمان أفضل الأعمال وفهم القرآن وتدبره هو الذي يثمر   الإيمان ، وأما مجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر فيفعلها البر والفاجر   والمؤمن والمنافق كما قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ ومثل المنافق الذي   يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ] .
 
 والناس في هذا أربع طبقات :
 - أهل القرآن والإيمان وهم أفضل الناس .
 - والثانية : من عدم القرآن والإيمان .
 - الثالثة : من أوتي قرآنا ولم يؤت إيمانا .
 - الرابعة : من أوتي إيمانا ولم يؤت قرآنا .
 
 قالوا : فكما أن من أوتي إيمانا بلا قرآن أفضل ممن أوتي قرآنا بلا إيمان   فكذلك من أوتي تدبرا وفهما في التلاوة أفضل ممن أوتي كثرة قراءة وسرعتها   بلا تدبر ، قالوا : وهذا هدي النبي صلى الله عليه و سلم فإنه كان يرتل   السورة حتى تكون أطول من أطولَ منها وقام بآية حتى الصباح .
 
 وقال أصحاب الشافعي رحمه الله : كثرة القراءة أفضل ،   واحتجوا بحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه  و  سلم : [ من قرأ حرفا من كتاب الله ، فله به حسنة ، والحسنة بعشر  أمثالها ،  لا أقول "الم" حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ] رواه  الترمذي وصححه .
 
 قالوا : ولأن عثمان بن عفان قرأ القرآن في ركعة ، وذكروا آثارا عن كثير من السلف في كثرة القراءة .
 
 والصواب في المسألة أن يقال : إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجلُّ وأرفع قدرا ، وثواب كثرة القراءة أكثرُ عددا :
 
 فالأول : كمن تصدق بجوهرة عظيمة أو أعتق عبدا قيمته نفيسة جدا .
 والثاني : كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم أو أعتق عددا من العبيد قيمتهم رخيصة .
 
 وفي صحيح البخاري عن قتادة قال : سألت أنسا عن قراءة النبي صلى الله عليه و سلم فقال : كان يمد مدا .
 
 وقال شعبة : حدثنا أبو جمرة قال : قلت لابن عباس : إني رجل سريع القراءة ،   وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين ، فقال ابن عباس : لأن أقرأ سورة   واحدة أعجب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل ، فإن كنت فاعلا ولا بد ، فاقرأ   قراءة تسمع أذنيك ، ويعيها قلبك .
 
 وقال إبراهيم : قرأ علقمة على ابن مسعود وكان حسن الصوت فقال : رتل فداك أبي وأمي فإنه زينُ القرآن .
 
 وقال ابن مسعود : لا تهذّوا القرآن هذّ الشعر ، ولا تنثروه نثر الدقل ،   وقفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة .
 
 وقال عبد الله أيضا : إذا سمعت الله يقول : { يا أيها الذين آمنوا } فأصغ لها سمعك ، فإنه خير تؤمر به ، أو شر تصرف عنه .
 
 وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى : دخلت عليّ امرأة وأنا أقرأ ( سورة هود )   فقالت : يا عبد الرحمن : هكذا تقرأ سورة هود ؟! والله إني فيها منذ ستة   أشهر ، وما فرغت من قراءتها .
 
 (زاد المعاد  1/ 327- 329 )
 منقول
 
 
 
__________________  سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك  فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى. 
 |