وجهان لقلب واحد! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         القاضي المحدث ابن شبرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الدنيا والآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          سنة حسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شهر شعبان نفحة ربانية وانطلاقة إيمانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          إن عجائب القرآن أطرن نومي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          كيف تقضي إجازة صيفية سعيدة وهادفة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الشباب في الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          خلق الحياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 18 )           »          مفتي مصر : محمد العباسي المهدي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-05-2023, 11:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,101
الدولة : Egypt
افتراضي وجهان لقلب واحد!

وجهان لقلب واحد!
منة شرع

حينما تخلو إلى نفسك وتتأمَّل حالَ الدنيا، وما وصلَت إليه من خلافات دائمة، وظلمٍ متجلٍّ، ثم تتذكَّر بعض المواقف والأحداث التي تكاد تنطق بغياب الرحمة والإنسانية عن الكثير من الناس - تجد في نفسك الكثير من التساؤلات التي تهرب منك إجاباتُها؛ فتغرب عن رُوحك شمسُ الأمل، وتُفقِدُك الأحزانُ عدسةَ التفاؤل حتى تعتاد الظلام ولا تجد مفرًّا، إنه الواقع الذي تعيش فيه بجسدك وقلبك!

وبعد الغرق في التفكير تنتبه لأنين هذا القلب الذي كاد يختنق، فتحاول أن تواسيه، ولكن دون جدوى! كيف يتوارى عن كل هذه المهاجمات ولا تُرتبك نبضاتُه لها؟


يهِنُ منك فؤادُك إلى تَمل منه ومن ألَمِه، فتصفه بالضَّعف، وتأتي تلك اللحظة التي تقرر فيها أن تتخلى عنه؛ حتى لا يؤلِمك نزيفُه مرة أخرى تحت اعتقاد أنك لا بد أن تصبح أكثر ملائمة للواقع، وإذا بالقسوة التي كانت تؤلِمك، تستعد لتسكنك! فما عاد هناك قلب يتصدى لها! وتنسى أن هذا الفؤاد نعمة وفضلٌ من خالقك، ولو كان الأفضل أن تعيش بدونه لَمَا خُلِقت به من البداية! هل نسيت تلك الأيام التي أسعدك فيها قلبُك حتى كدت تُحلِّق في السماء، وجعلك تشعر بالكثير من المعاني الجميلة التي لم تكن لتُدرك عظمتها إلا حينما استشعَرتَها بكل كِيان قلبك؟!

جعلك تشعر بالحب تجاه الكثير من الناس، والعطف تجاه آخرين، والسعادة لأجل البعض، والانتماء لأرواح نقيَّة، وجعلك تُقبل على الحياة مرارًا، وتسعى في الخير أيامًا، أفي لحظات صغيرة تُنسيك الدنيا كلَّ ذلك؟! إنما تَخدعنا الدنيا؛ حتى نتخلى عن أغلى ما نملِك دون إدراك منا.

فمهما كلَّفك قلبُك من الألم، فلا يحقُّ لك تعطيلُه، يكفي أن تتذكَّر أنه رزقٌ من الله سبحانه وتعالى لك، يحمل الحزن بجانب السعادة، ويتصف بالضَّعف بجانب كونه كلَّ قوتك، فدائمًا ما يوجد وجهان للقلب الواحد! متى قررتَ التنازل عنه، فستفقد الاثنين معًا، ستفقد الظلام وما يضيء لك الحياة بعد الظلام، ستعيش وأنت تنسى طعم الحياة! والحقيقة أن تعطيله يزيد الأيام ضيقًا عليك وعلى غيرك.

إنْ كنت ممن دفعتْهم الحياة لذلك يومًا، فأعِد تفكيرك، وأعِد استغلال قوتك العظمى التي قد تُحييك في الدنيا والآخرة، واعلَم أن الله يحيي القلوب بعد موتها، فاجعَل نبضاتك تلازم كلماتك وأفعالك، لعلك تُعيد معاني الإنسانية، وتُخفف عنك وعن غيرك التألم لفِقدانها!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 45.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 43.85 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.67%)]