خطبة: الحياة في سبيل الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حكم الأضحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4481 - عددالزوار : 997019 )           »          5 زيوت طبيعية تساعدك في إزالة رائحة اللحوم من اليدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 154 )           »          حلول وخطوات فعالة للتخلص من رائحة الأضحية فى المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 122 )           »          أفضل طريقة لتنظيف الممبار فى منزلك بخطوات سريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 110 )           »          5 تريكات عشان تستمتع بمكسرات العيد طازة ولذيذة.. من الشراء للتخزين والتقديم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 142 )           »          خطبة عيد الأضحى: العيد وثمار الأمة الواحدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 168 )           »          خطبة العيد فرح وعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 120 )           »          كتاب مداخل إعجاز القرآن للأستاذ محمود محمد شاكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 25 - عددالزوار : 1630 )           »          الآلئ والدرر السعدية من كلام فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 107 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-08-2023, 10:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,536
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: الحياة في سبيل الله

خطبة: الحياة في سبيل الله
يحيى سليمان العقيلي

معاشر المؤمنين:
حديثنا اليوم عن أسعد حياة، وأرغد عيش؛ حياة الأنس والطمأنينة، وعيش الراحة والسكينة؛ ففي هذا الزمن المليء بصَخَب الحياة وبَهْرَجِها، وبشُرُورِها وأكدارها، وأمراضها وأوبئتها، يرنو المرء - عباد الله - للحياة السعيدة، والعيش الرغيد.

فاستمعوا - عباد الله - لعنوان تلك الحياة ومنهجها والسبيل إليها، إنها الحياة مع الله جل وعلا، الحياة في سبيل الله، تكفَّل الله جل وعلا بذلك؛ فقال سبحانه: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، فما الحياة مع الله يا عباد الله؟


هي أن تعيش مع منهج الله، أن تحيا مع كتاب الله، أن تتفاعل مع شريعة الله، وأن تتمثل سُنَّةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي أن تحيا حياة كلها لله في تصوراتك للحياة ومنهجك، في مشاعرك وعواطفك، في مواقفك وعلاقاتك، في كلامك وأعمالك، في آمالك وطموحاتك، لتكون كما أراد ربنا؛ وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24].

عندما تحيا لله تعالى – يا عبدالله - وتنالك سراء، فستذكر الله وتشكره، وإن أصابتك ضراء، فستذكر الله وتحمَده، وتلجأ إليه وتصبر؛ قال تعالى: ﴿ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 96].

قال صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له))؛ [رواه مسلم].

قال أحد الصالحين: "لو علِم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم، لَجَالَدونا عليه بالسيوف".

عندما تحيا لله تعالى – يا عبدالله - وتتعامل مع البشر في شؤون الحياة المختلفة، وتختلط عليك المشاعر والعواطف والمواقف، فستذكر الله وتتعامل معهم وفق شرعه، وبميزان مرضاته؛ ميزان الحق، ميزان الحب في الله والبغض في الله؛ عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان))؛ [صحيح سنن أبي داود]، ومن تمام ذلك أن تتفاعل مشاعرك تجاه قضايا الأمة؛ فتفرح بانتصاراتها، وتغضب لما يغضبها، وتحزن لمآسيها، وتنتصر لها في مواطن نصرتها، كما انتصر المسلمون للشعب الفلسطيني في الهجوم السافر والغادر للصهاينة لجنين، تأييدًا ودعاءً، وعطاءً وثباتًا، أما من لم تتحرك مشاعره تجاه هذا الاعتداء الآثم، فليراجع إيمانه ووعيه وإدراكه.

عندما تحيا لله تعالى – يا عبدالله - وتضيق نفسك، وتداهمها الأحزان والهموم؛ فستذكر قوله تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

وتُردِّد بانشراح صدر ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح شأني كله، ولا تكِلْني إلى نفسي طرفة عين))؛ [النسائي والمنذري، وحسنه الألباني].

عندما تحيا لله تعالى - يا عبدالله - وتسقط النفس في الخطايا البشرية، ويضيق الصدر، ويصبح العيش ضنكًا، عندها ستلهج بطلب العفو من الله، وستفزع لِبَابِ رحمته، وكريم عفوه، وواسع مغفرته؛ متذكرًا قوله تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

وفَّقنا الله لرضاه، وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، ورزقنا الاستقامة على صراطه المستقيم، والثبات على دينه القويم.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
معاشر المؤمنين:
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كانت الآخرة همَّه، جعل الله غِناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرَّق عليه شمله، ولم يأتِه من الدنيا إلا ما قُدِّر له))؛ [رواه الترمذي (2465)، وأبو داود (1668)، وابن ماجه (4105)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي].

دخل هشام بن عبدالملك المسجد الحرام، فإذا هو بسالم بن عبدالله وكان موقرًا لديه، فقال: سَلْنِي حاجة، قال: إني أستحيي من الله أن أسأل في بيته غيره، فلما خرجا قال: الآن فسلني حاجة، فقال له سالم: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ فقال: من حوائج الدنيا فلا سبيل لي للآخرة، قال: والله ما سألت الدنيا مَن يملكها، فكيف أسألها من لا يملكها.

الحياة مع الله وفي سبيل الله منهج الحياة الطيبة في الدنيا، وسبيل السعادة الأبدية في الآخرة إنما تتحقق - يا عباد الله - بالعلم بمنهج الله، والفقه في دينه، والتدبر في آياته، والعمل بمرضاته، والاستعداد للقائه، وبإدمان ذكره، والتزام فرائضه، واجتناب نواهيه، والقناعة برزقه.

ذلكم - عباد الله - سبيل الحياة مع الله.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.48 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]